|
أمام النار والألهة ألمس طيورك
إسراء بدوى
الحوار المتمدن-العدد: 5595 - 2017 / 7 / 29 - 03:55
المحور:
الادب والفن
أمام النار والألهة ألمس طيورك أقف على حافة اللوحة كناجية من مذبحة الورد أتصوف بلهجتك بين فساتين السماء هل رأيت المدن التي تنام تحت أجنحة الحمام ؟هذه ضحكتك هل ذهبنا إلى حقول القمح تلك الأمكنة التي لا يطالها النسيان؟ هناك كانت سورة العين والتاء والميم لا ترد لى ابدا" المحارب بنغمات مجيدة فى ذيل العتمة وعدت عيني بسؤال ذراعه وراء درج هدير الصخور بين الأمواج الناعمة فى صلاتك لم أكن أعرف أن العالم يحتويني فى رابعة النهار اللحظة التى لا تنتهي هى كل شيء لنا عثرنا على حرف الشمس فى عقيدة المعنى والآن استرد يدى كقديسة من جبال الموت وأسمك صوته من وهاد العالم مفاتيح للوقت يعيد الضوء الحبيس لعشب المنازل وقرى الروح ويشرح للموتى كيف ينبت العنب أمام البيوت .
أيتها العصافير الصغيرة هنا يسكن الله فى الأزقة القديمة فى كل عيناً من أرصفة الضوء أرى النور يسبح فرحاً بغدائر المشربيات على كل حجر نبوءة من نبوءات العراء أبواب البيوت ابتسامة الله بين الرخام العتيق صلاة تؤذن بجرس فرح من صبوات حلم صوت الحمام يفك شفرات جسد الفجر صغاراَ يلعبون الحظ على أفق كرة ويطرحون الخبز بين سلات النهار شجرة على سطح الطريق ترتل التاريخ تمراً من ثغر الحسين يقطن الحوارى بخوراً من فتق المسك يغازل الهواء وملاكاً يقرع دفاً بجلباب يس قبلة هناك أرها عين الخلود أصلى عندها حتى يموت العالم ويبقى الله فيها يغنى على نغم الحب هنا سماءاً ليست لأحد هنا أرضاً تملك القدر هنا آخر هو هنا
فى سباق الثالثة فجرا" ثمة صوتا" يهمس يبكي بصراخا" مكتوم هناك حى فى أرض موتى يجيبه رخاما مكسورا" كف أيها الأحمق لا حى هناك يسمع النداء جدران تتمايل فرحا" بثوبها تقول آلم تقرأ فى الجريدة اليوم هناك باء مفتوحة وأخرى مضمومة توقف الوقت قليلا" يفكر بين أجساد الشمع المحترق و عاود الصوت يبكي علي يديه رماد قلم هناك حى فى أرض موتى صرخت الأبواب فى دياجير ظلامها وجدت مفتاحا" وقطعة حلوى صاح الصوت مرة آخرى هناك حى فى أرض موتى توقف التمثال عن غناءه الشريد وقال نعم هناك حى ثم نظر إلى اللاشيء وعاود الغناء فى الفناء صمت الصوت برهة على ميادين الورق وقال هناك حى فى أرض موتى تحركت لوحة على الحائط النائم بها عصفورا" أحمر يصرخ فى العواء وعروق اللون تسبح بفرش حادة فى غياهب شيئا يسحق الذاكرة أيها المنادى كف عن الصراخ أريد الموت بهدوء صوتك يزعجني عانق الصوت اللون وقال له هناك حى فى أرض موتى رن منبه الزمان بين وجوها" غريبة فجأة وقال له لا أرض هناك ولا موتى ولا أحياء ضعف الصوت فجأة ورد بإنكسار صدقت لم تأتى الثالثة بعد .
فى مداخل البوبات الحجرية العتيقة يتلمس السحاب المتسلسل ميلاد الضوء موسيقى سورة العشق ترتل اليقين بين وجهك وعناقيد النجوم أعواد اللوتس ترقص أوديسة الحلم وعين المكان حصة العصفور فى أغنية القيامة مدينتي مركزها الحميم بين يديك تسدى العبادة إليك لنذهب إلى افلاك الوجد دون أن يرانا أحد الجوهر الواحد فى عينيك لايحتمل إلا الوحدانية فصف لى على الطريق قلب السماء..
فى صوت البحر الذى ينطوى فوق صخور الصحراء وخيوط الفرح القرمزى قلادة من محار التوله على الموج نهضت راقصة البالية تتلمس ذوابع المغفرة بين رؤى الرمل ترقص على حافة الغسق كرسوم سيزان المائية وبين أجنحة السماء البليلة بالندى تاء بارعة فى لوحا" محفوظ تناجيه القبعة الزرقاء فى سبحة من سبحاتها هنا أساس التوحد فيك هنا الزهرة الوحيدة فى معبد رقصتها أجراس نبوتك هنا فى محطة اللوتس العتيقة نغمات العشق آيات صوفية الرخام تتيقظ بسكر حميمية اللقاء ساعة الإله الخالدة لذة خلق بكن الصباح ثغر الشمس بين أصابعك خاتماً لنجوم لا تتزحزح من عينيك يبدو الموت جذاباً فى فجر طوباويتك وغاية المسعى فيه قبلة أخيرة مسطورة فى جدائل الدرب الآتى يا أبو الأبد فى صوتك البحر يشبه النوم وقراءة الغيب . "شكراً للملاك الذى حمل تلك الهدية كسحبٍ وقورة ترقص بين الأثير الأزرق منبثقة من عطورٍ شفافةٍ".
صوتك غناء حجر يسيل من رفرفة الألوهية كعصفور ينفض ريشه فى دمى كتفاحة تقبل سنابل قصائدها هنا فى ضوء الخطوة أبد وسماء تبتسم للصغار فى الطرق ويد معجزة تشكر الخريف تلوح فى صمت جنيات القمر
فى البقعة الأولى من مساحة الضوء نصف اليقظة جسد إله مكتوب وصرخات الشمس كتاب منزوع منه غلافه صناجات الترانيم فيه تسجد لمهرة النيل القديم وأعمدة القبو يسقط من رأسها الفجر النداء المضلع الجوانب سماء شاسعة الألم والظل الذى يخفى وجهك لن يقرع أبواب العراء السؤال العظيم جسده خبز القربان والجحيم المفقود شجر الله المختبأ فى ثغر الشعر رفعت الأحلام ، وجفت مرآة العدم
موسيقى التوت تصعد بين أعمدة المعابد تهدل بأنين تعاشيق الخشب النائم ترقص بين طقوس الحلم مفتوحة البشارة الألوان العتيقة لوحة تجريدية تمنح الموت إيمان الجسد سماء العين مركز حميم للعبادة يرتفع إليها البخور الصلاة قلب معلق فى الظلام يتخفى بين ثياب أرضك لزهرة اللقاء كلمات أخيرة توحد المثنى وقلم الرسم جوهر عارى بين حضارات يديك فأرسم حين يأتيك اليقين ويلحد وجد الورق لأجل الحق وتسطع قيثارة الحكايا بأزمنة الخالدين قلب السماء لا ينقصنى فحولك يدور الليل وياسين المؤمنين .
بين تمزقات الرؤية وبوتقة النار ثمة طينة للموت وشقوق أبجدية قمرا" فى نهر الخليقة يتفتت وطنا"يمحو زمن الصوت سماء تطرد العالم لمجرات الفوضى الليل بطىء فى قدميه وشم حمامة ومعجم نار الدهور خيول حب فى قافية نائمة .
نوستالجيا الألم خام حب يتعلم القبول بين سراب الدوام ، وسديم الثبات .
فوق المرايا طقوس الألف وأروقة سر جسد يتشمم وقع الخطى فى ركن منفرد على ديمومة الصوت تاريخا" يتمشى دما" من أدعية المساكين أما السفينة فكانت لركعة موت بين سياط السماء دمى الفخار النائمة تخلع ثياب غوايات المكان زيتونة الملكوت سقطت والكهف يهتف نشيد الاغتراب فى صولجان الأجنة أقانيم الماء شرائع طفل يكتب أسمه بين أحجار الولادة كزمانا" لم يستطع معه صبرا" دون ذاكرة ، وبلا ظل .
فى وجهك رأيت أبصار العالم عتمة ساجية فى قرط الأرض الذهبي الزهر يقوم حيا" فيها بين جدائل التمر والحصان الأسمر صلاة العين فى وجه الماء إله الحمام صبية ترقص حول تسع نجوم ورجلا" بين عينيه أرصفة الورد قدرا" منصوب ينابيع الرؤية سقطت على جسدى تفتح أبواب العالم والمرايا الغامضة اتحسس بها حلم الحوارى القديمة أغلقت الأوراق أبوابها فثمة بشارة فى ثغر التمثال ومراءة تمسح زينتها من يد الطريق فبأى الألام تكفرون وتمنعون الحب عن الأثمين .
فى نصف العتمة المتشرية بنور شحيح الأشجار العتيقة متعددة الأطراف تقص رشفات الدهر حمامة في سماء رخامية تحلم بالخلاص الغامض وسروج الخيول وشم رصاص على خطوات الشمس وجوه القمر مفاتيح لنعش النهار أرض السديم مسبحة العبور تلتف فيها الأغصان المتهاوية بأرصفة المدينة تكشف عن رثاثة تتسلل إلى أطراف جلالها القديم هنا فى طين الأبدية كان السقوط حما مسنون فى قلب الجذع المقطوع .
فى القلب صخرة راسخة ما لاتطالها يد الصمت والجدران التي تنهار..
تتوج أنفاسى بقلادة فجرك وينسال بهيج الضوء من أصداف ذكرك مسوخ الألم تعايش الرخام الأبيض وطرقات قلبك تملأ أرجاء السموات بداية السفر فى أبواب نداؤك حافة نور تحسر اليقظة القلقة على عتبات صوتك والجناحان ذخيرة الزمن الآتى يرفرفان على عرشك يسكنون صلاتك يا أيها الذين آمنوا أدخلو فى الحب كافة .
#إسراء_بدوى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ذلك العالم لا ينتهي
-
أنت السفر فى خمرة الكأس
المزيد.....
-
الفنان جمال سليمان يوجه دعوة للسوريين ويعلق على أنباء نيته ا
...
-
الأمم المتحدة: نطالب الدول بعدم التعاطي مع الروايات الإسرائي
...
-
-تسجيلات- بولص آدم.. تاريخ جيل عراقي بين مدينتين
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
السكك الحديدية الأوكرانية تزيل اللغة الروسية من تذاكر القطار
...
-
مهرجان -بين ثقافتين- .. انعكاس لجلسة محمد بن سلمان والسوداني
...
-
تردد قناة عمو يزيد الجديد 2025 بعد اخر تحديث من ادارة القناة
...
-
“Siyah Kalp“ مسلسل قلب اسود الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة
...
-
اللسان والإنسان.. دعوة لتيسير تعلم العربية عبر الذكاء الاصطن
...
-
والت ديزني... قصة مبدع أحبه أطفال العالم
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|