أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - صاموط لاموط














المزيد.....

صاموط لاموط


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 5593 - 2017 / 7 / 27 - 15:33
المحور: كتابات ساخرة
    


صاموط لاموط


تعوّدْتُ أن يُناديني الآخرونَ بإسمي الأوّلِ .. عماد.
في عام 1988 كانَ ميلادُ ابنتي فَرَح .
مرَّ العامُ الأوّلُ بسلام ، وكان الناسُ ما يزالونَ ينادوني .. عماد.
في عام 1989 كانَ أحدهُم يلهثُ خلفي وهو يصيح : أبو فرح .. أبو فرح .. بينما كنتُ أنا ايضاً ألهثُ بدوري ، واتلَفّتُ شمالاً وجنوباً ويميناً ويساراً باحِثاً عن "أبو فرحٍ" هذا ، الذي لم أكُنْ أعرفُ من هوَ .
في اليومِ الأوّلِ لبلوغي الخمسين من العُمْر ، نادتني سيّدةٌ في منتصفِ العُمْرِ بـ "عَمّي".
جَفَلْتُ يومها جفْلَةً عظيمةً ، ما أزالُ ارتجِفُ منها ، واعاني من تداعياتها الكارثيّة على أوضاعي النفسيّة .. حتّى الآن.
ولأنّني عشتُ أكثرَ ممّا عاشَ سيّدنا نوح(عليه السلام) ، وبَلَغْتُ من العُمْرِ أرْذَلَه ، فقد انتهى المطافُ بالكثيرين الى مناداتي بـ "الحَجّي".
و "حجّي" هذه يُناديني بها الناس خارج البيت لأسباب"جيوبوليتيكيّة" بحتة . وأوّل مرّة ناداني بها أحدهم بـ "حَجّي" كانت بعد 9-4-2003 ، عندما اصبح الكثيرونَ "حُجّاجاً" لأسباب ذات طابع "كلاواتي"- براغماتي صِرْف.
وعندما نستأجرُ أنا وسيّدة البيت سيّارة تاكسي ، فإنّني لا أكُفُّ عن مناداتها باسمها الأوّلِ( اقبال) دونَ حَرَج . ولكنّ المشكلة هي أنّني ما إنْ أغادر البيت معها ، و "أصْعَدْ" بالتاكسي ، حتّى أبدأ بمناداتها باسمها عشرات المرّات ، و حتّى دون أن تكون هناك حاجةً لذكر اسمها أصلاً.
وهكذا فكُلّما صِحْتُ (اقبال) ، عضّتْ هي على شفتيها ، وغمزَتْ بعينيها في وجهي لتنبيهي الى وجود خلل "استراتيجي" في "أصول المُحادثة الأسَريّة".
أمّا هي فقد كانت تُناديني خارج البيت بـ (أبو عمّار) . و لهذا فإنّها كلّما صاحَت بي : أبو عمّار .. أبو عمّار .. كنتُ أسألُ نفسي بدهشةٍ واستغراب : من هو "أبو عمَار" هذا ؟ هل هو سائق التاكسي ، أم هو هذا الرجل الذي يمشي الآن أمامي على الرصيف ؟.
وما أنْ "نترَجّلْ" من التاكسي كالفُرسان ، حتّى أكتشِفَ كَمْ هيَ عميقةٌ أزمةُ "التخاطُب المجتمَعي" بين "الزَوْجَين" . كانتْ زوجتي في كلّ مرّة نترَجّل فيها من التاكسي تُدمْدِمُ قائلةً :
هاي شبيك ؟ حسّيتْ على نفسك ؟ تدري كم مرّة صِحتْ باسمي كَدّامْ السايق ؟ يمكن 100 مَرّة !!. بعدين تعال أكَلّكْ . أشو إنته بالبيت "صاموط – لاموط" ، وكل عشر سنين ميجي اسمي على طارِفْ لسانك ، اشْعَجَبْ انْحَلّتْ عُكَدَةْ لسانَكْ يَمْ أبو التكسي ، وثُبَرِتْني ثبيرة : اقبال .. اقبال .. وخَلَيتْ حتّى "الكُشِنات" مال السيّارة يُحفْظَنْ اسمي ؟!.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تتدافَعوا .. لا تتدافَعوا
- ساعات .. ساعات
- اشياء كثيرة .. ليست على ما يُرام
- عُدْ الى الليل
- حُزنُ المُدُنِ الثلاث
- جَدَليّات الدَجَل الوطنيّ
- لو عُدْتُ الى الأمس
- عيد حداثوي
- سيرةُ الفراشة و فرَسِ النهر
- عيوب دوليّة
- الحكاياتُ كُلّها
- عشر حقائق عن العمل والتفكير الاقتصادي في العراق
- -كعكي- و -نوري- .. في العراق
- لا شيء . لا شيءَ مُهِمّ
- من خِرْمِ إبْرة .. أتذَوّقُ الكون
- عندما نُضيء .. من أوّلِ قُبْلَة
- ابو أدولف !!!!!!
- حلاوة
- خيبةٌ داكِنة .. رائحةٌ شاسِعة
- تمرينٌ للذهول


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - صاموط لاموط