هل نعتذر لبريطانيا ؟

حسين عبد المعبود

الحوار المتمدن-العدد: 5593 - 2017 / 7 / 27 - 01:08
المحور: كتابات ساخرة
    

يقوم إعلام العار بالطبل والزمر والمن علينا ببعض المشروعات الهزيلة التي لا ترقى إلى احتسابها إنجازات دولة وفق خطة شاملة ومتكاملة ، لأن معظمها مشروعات فنكوشية ، وعشوائية ، لا تستند إلى رؤية واضحة ، ولا إلى دراسات جدوى ، وما هي إلا عشوائيات حولتها البروبجندة الإعلامية إلى إنجازات ، وكل ما تم يمكن أن يقوم به أحد رجال الأعمال ، ولم يتواروا خجلا من وصفهم لمشروعات فنكوشية ، وعشوائية بأنها إنجازات ، وهو ما يذكرنا دائما بإعلام 67 ، ولم يتصببوا عرقا من الفشل الواضح في كل المناحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وكل الإنجازات : سوف نبني ، سوف نستصلح ، سوف يعم الرخاء ... وموت يا شعب ، وليس في قاموسهم : بنينا أو استصلحنا ، أو فعلنا ، وكله على طريقة الفيل في المنديل .
وللأسف هناك من يصدق من البسطاء بفعل الإعلام العاهر الذي يعمل فيهم عملته ، وما يقوم به من كانوا في الحزن الوطني ومن على شاكلتهم ، والسوساوية من ترويج لمثل هذه الخزعبلات ، ويجعلون من بناء وحدة سكنية ، أو مؤسسة ، أو هيئة سيوفا يشهرونها في وجهك كعلامة على النجاح ودليل على الإنجاز ، مع ملاحظة أن معظم هذه الأشياء إما كانت موجودة منذ زمن ، وكل ما فعله النظام هو الترميم والتطوير وإعادة الافتتاح وكأنه من صنعه ، وإما كان مخططا له من قبل 25 يناير وتم تنفيذه الآن . ناهيك عن الفنكوشيات .
وكثير من الأشياء يتم بفعل التطور الطبيعي سواء كان من فعل الفرد ، أو من فعل النظام . فمعظم من أقام مبنى أو سكن خاص أو افتتح مشروعا إما سافر إلى دولة أخرى ذاق فيها المر سنينا طويلة من عمره ، أو باع ميراثه أو جزء منه ، ولا دور للنظام مطلقا ، باستثناء قلة قليلة سليلة الجاه والسلطان ، وهؤلاء للأسف يدعمهم النظام وينحاز إليهم .
وهل كثير على نظام أن يبني وحدة سكنية ، أو يفتتح مشروعا ، أوينشئ هيئة ، وما دور السلطة والنظام إذن ؟ ألم يعلم هؤلاء أن لزاما على السلطة حتى لو كانت سلطة احتلال أن تقيم مشروعات وتوفر فرصا للعمل وترعى مصالح الأفراد .
وإذا كان ما يقوم به النظام من إقامة منشأة ، أو رصف طريق يوصف بالإنجازات ، وبذلك يستحق الدعم والتأييد والبقاء فيجب تقديم الاعتذار لبريطانيا التي احتلت مصر فقد كان لها الفضل في إنشاء سكك حديد مصر ، ويجب إعادة كتابة التاريخ لرد الاعتبار لها ، والسخط على كل من قاومها ، والمناداة بعودتها لاحتلال مصر من جديد .

#حسين_عبد_المعبود (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات