أيمن غالى
الحوار المتمدن-العدد: 5592 - 2017 / 7 / 26 - 13:17
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
المغالطة فى الحقائق لها سببان لا ثالث لهما؛ إما للجهل بحقائق الأمور أو للتدليس، و من الأطروحات المتكررة أن الأمازيغ المغاربة ممن جاءوا إلى مصر للسُكنى و العمل مع الفاطميين - بداية من نهايات القرن العاشر 969م - هم من بنوا الأزهر و القاهرة ..
و للرد على هذا السؤال بطريقة مبسطة و بصورة قد تكون مختلفة عن الكثير من الردود؛ يمكننا سرد بعض الحقائق عن المغاربة فى العصور الوسطى و ما بعدها من خلال الوثائق، و منها ما كان يمتهنه المغاربة فى مصر، و نلاحظ عدم إشتغالهم بأعمال البناء و العمارة و النجارة، و التى كانت حكرا على المصريين منذ فجر التاريخ ..
و نعرف أن الحِرف الخدمية و الوسيطة لا تحقق الرخاء الإقتصادى - للفرد و المجتمع - بقدر الحِرف الإنتاجية ..
و من خلال كتاب
" المغاربة فى مصر فى العصر العثمانى 1517 - 1798م دراسة فى تأثير الجالية المغربية من خلال وثائق المحاكم الشرعية المصرية ", د. عبد الرحيم عبد الرحمن عبد الرحيم, كلية الإنسانيات, جامعة قطر, و المطبوع فى تونس 1982
نلاقى فى ص91 أنواع الحِرَف إللى إشتغل بها المغاربة المقيمين فى مصر و هى:
الدلالة, الطحانة, القصابة ( الجزارة ), البياضة ( طلاء جدران المنازل بالجير و الجص ), الصرافة, القبانة, التراسة, الدولبة فى المقاهى, البوابة ( الحراسة بالوكالات و الخانات ), العتالة, النظارة بالحمامات ( حمامى ), الحلاقة ( المزين ), الغربلة ( المغربل ), الحياكة, اللبانة, بائعو اللبن, الشواية ( الشوايين ), الحلوانية, النحاتين, النشارين, السمسرة, المعداوية بالميناء .. و لم يعملوا بمجالات البناء و النجارة و الحدادة؛ فكيف قاموا ببناء القاهرة و الأزهر و هم يفتقرون إلى مقومات البناء ؟!
و بيشرح المؤلف بعد كده كون الأعمال دى كانت معظمها أعمال وسيطة و خدمية، و ليست إنتاجية و من خلال الوثائق نجد أن هؤلاء كانوا قليلى الحال لسكناهم بمساكن بالإيجار و من كان يمتلك منهم منزلا كان بسيط الحال ..
و بالتالى نؤكد أن كل ما تم بناؤه على أرض مصر و منذ فجر التاريخ تم بسواعد مصرية من أهرام و معابد و كنائس و مساجد مهما إختلف الحاكم أو الغازى أو المحتل ..
#أيمن_غالى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟