أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ياسر العدل - بالعربي( ميّة) 00 بالفرعونى ( إمبو) 00














المزيد.....

بالعربي( ميّة) 00 بالفرعونى ( إمبو) 00


ياسر العدل

الحوار المتمدن-العدد: 1454 - 2006 / 2 / 7 - 10:20
المحور: كتابات ساخرة
    


يا أجدع واحد مسئول فى بلدنا، إزيك يا سعادة البيه، أنا شفتك مرة فى التلفزيون، وقالولى إن أنت بتاع الميّه الحلوة والمالحة والفناطيس والحنفيات، وكمان مسئول عن زيت الخروع والأكل المغسول بالميّه الصاحية نظافة، والله يا شيخ أنا بعد ما شفتك حبيتك، وقعدت أدعيلك بالستر وبالصحة وكتر الأولاد.
على فكرة يا بيه، أنا والأولاد عازمينك، تدخل دارنا تآكل لك لقمة من الموجود وتشرب ويانا الشاى، تحلم ويانا بالعيش الطالع سخن من الفرن، مدهون بالسمن البلدى وحواليه البيض المشوى وعودين جرجير، تحلم ويانا بلقمة هنيه بتنادى على المعدة المشتاقة لأكلة نظيفة، ونحلم وياك بالميّه من الحنفية نظيفة، لا مؤاخذه يا بيه دارنا صحيح مش دار، حتة شقة على قد الحال فى الدور الأرضى مرمية فى حتة بعيد على طرف الدنيا، ما فى حد من الجيرة أو جيرة الجيرة وزير أو بيه، حتتنا صحيح مقطوعة لكن ما تخافش يا بيه عزومتنا من القلب، ولو شرفت جنابك شقتنا، الرقبة فداك.
والله يا بيه أنا فاكر مرة زمان أنى حلمت بروحى طبيب فى الصحة، لا بس أبيض فى أبيض متعافى ومتعلم، أشوف الميّه الحلوة فى كل مكان وأشيل الميّه الحلوة من أى مكان واجعلها سبيل لله، والناس يجروا عليه يملوا بلاليص وأزيار ويشربوا ميّه ويدعوا لى، لكنى يا بيه صحيت من النوم متغطى بعرقى وخوفى من الشكوى لأى صغير، والحلم فضل جوايا لحد الوقتى سنين، ألف مكان فى بلادنا خرابة، الميّه الحلوة مفيش والحنفيات خربانة، وأخيرا جاتلى الفكرة، قلت أشكى لجنابك حكايتنا مع الميّه 0
لا مؤاخذه يا بيه، إحنا ساكنين فى مدينة على وش الصحراء الغربية فى الجيزة، جنب الهرم العالى فوق نادى رماية الجيش علطول، عماراتنا مبنية على ظهر تلال رمل معووجة، تبان عمارتنا على البعد قوال طوب على ظهر جمل بارك، فينا يا بيه ناس زيّك، خلق ميسورة الحال وياّهم وبتشرب ميّه نظيفة معباى فى أزايز، وفينا يا بيه خلق بعيد عنك، محسوبة الدنيا معاهم بالسحتوت يشربوا ميّه عكارة حنفيات، لكنا وبالكل كليلة حالتنا مع الميّه عجيبة، قالولى إنها حالة "السّح 00 الدّح00 أمبو"، عماراتنا صحيح فيها ميّه، بس مش هادية الميّه، من الصبح لحد الصبح يوماتى "بتسح" علينا سراسيب تنقيط وشخير، تتقل راحتنا ويجفانا النوم، نرمى رجلينا فى البلكونة نشوف الهرم المتنور بالليل نهرب من صوت الميّه، ندفس روسنا تحت البطاطين نهرب من صوت الميّه، نسلم على خيط النور فى الفجر نهرب من صوت الميّه، يشغلنا نهار الجرى ورا لقمة عيش نهرب من صوت الميّه، وده كله والميّه "تسح" من الحنفيات، تصطادنا الحاجة إجباري لتصليح الميّه، نشجع كل المصرى وكل المستورد، نشترى حنفيات ومحابس وجلود بالخمسة والعشرة جنيه أسبوعى، نزوغ من الشّغل ونغرق فى سباكة وتصليح، وتفضل دى الميّه فى حالة تنقيط وشخير0
فى مره يا بيه جالنا السباك، قال لنا على طبع الميّه فى حتتنا، تسح من الحنفيات وان نزلت تنزل بيضه دحّ حليب، وقال لنا حل خطير نغلب بيه الميّة، مش لازم نسكن على تل الرمل العالى، لان المحبس والحنفيات مالهاش صرفه مع ضغط الميّه بفنطاس الحتّه العالى، قلنا يا سلام احمى لنا يا رب السباك، نص الحل توضيب الميكانيكا بتاعة الفنطاس، وقال لنا على سر "الدّح" الأبيض سايح فى الميّه بتاع الشرب الداخلة فى بطونا، أصله تراب خلّى طعم الميّه غريب والشاى بقى لونه طحينة، والأملاح فى الميّه تاكل مصارينا وتحلى بلحم المواسير.
صدقنا يا بيه، عملنا اجتماعات وبعتنا شكاوى ونزلنا على محطات البنزين وبيوت الأصحاب وأبواب الجامع، نملا جراكن ميّه شرب، ساعة تيجى معانا جراكن الميّه الحلوة فى عربياتنا، وساعات نزهق من تعب الشّيل، ونقول للموت أسباب، الموت بالأملاح فى الميّه أرخص من الموت بالسكر فى الشاى، نساوينا وولادنا هارونا كلام وسلام، بيقولوا يا بيه مطلوبة الرحمة، عاويزين حد يكلم حنفياتنا تبطل "سح" وينضفها لنا من "الدّح" علشان نشرب ميّه حقيقى، ميّه فرعونى "أمبو".
على فكره يا اجدع واحد مسئول فى بلدنا، لا مؤاخذه أنا مش بشكى، أنا بوصفلك حالتى وحالة خمسين مليون مصراوى عايشين على هامش الدنيا، وبنشرب ميّه حقيقى عكارة.
يحميك الرب يا بيه، لو فيها ثقالة وقلة ذوق، ممكن تعطينا إزازة ميه أميرى معباى فى أزايز، من ميه أهل الكورة والسيما ومجلس أصحابنا الوزراء.



#ياسر_العدل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غلابة 00 ترسة
- حقن الشفافية
- التفوق الكاذب جداً
- جمعية السد العالى
- !!.. إنى أنتظر الوزارة
- أطلس ذاكرتنا الشعبية
- الإنحشار فى كرسى الوظيفة
- ربطة عنق 00 هدية
- آه.. يا رجلى
- !!..أولاد الأفاعى
- المقعد 00 قصة قصيرة
- !!يا وجيعة فقرنا.. يا
- !! قلبى معكم 00 بشروط
- !!.. يا رئيس الوزراء.. نطالبكم بالاستقاله
- دعاية انتخابية !!
- !!.. الفاضل مستجاب
- !! خيل الحكومة .. لا تموت سريعا
- !! الجوع .. كافر
- !!.. عليه العوض
- ثقافة المقابر..!!


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ياسر العدل - بالعربي( ميّة) 00 بالفرعونى ( إمبو) 00