أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد نصره - مسخ المعارك وهزيمة السفارات..!؟














المزيد.....

مسخ المعارك وهزيمة السفارات..!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 1454 - 2006 / 2 / 7 - 12:04
المحور: كتابات ساخرة
    


اندحرت يوم أمس الجيوش المجوقلة المعسكرة في سفارات الدول الغربية وعلى رأسها سفارة الدانمرك واضطرت للانسحاب ومن ثم الهروب إلى بلدانها في واحدة من معارك الشوارع المفبركة و المخجلة بكل المقاييس.!
وإن كان لنا أن نسجل موقفاً مشرفاً في هذه المعركة المفتعلة فإننا نخص مفتي الجمهورية السيد أحمد بدر حسون ووزير الأوقاف السيد زياد الأيوبي اللذين تميزا برجحان عقل وبصيرة متمدنة في هذه القضية تحديدا من واقع رفضهما لهذا الهيجان السوقي الذي انتهى بإحراق سفارة الدانمرك تحت غطاء حكاية المشاعر المجروحة التي لا تتبلسم إلا بهذا الشكل التعبيري الملفق.!
إنه لمن المؤسف بل والمخجل أن يظهر بعض السوريين في دور تمثيلي هابط بكل المقاييس أمام أنظار شعوب العالم في هذا العصر وبخاصة أن لا مصداقية لحكاية المشاعر وإلا كيف ناموا واسترخوا ولا يزالون على وسادة ذلِّ مستديم وخنوع سافر حيث أنهم على مقربة من عدو تطاله حجارتهم التي رشقوا بها السفارات، هذا العدو الذي لا يقيم لمشاعرهم وزناً فاستمرأ فيء الجولان، وتنعم بخصوبته طيلة أربعة عقود.! وكل ذلك من غير أن يخدش هذا الاحتلال الصهيوني مشاعرهم الدينية الرقيقة أو يستفز أعصابهم الإيمانية المتوقدة فيفلتون في الشوارع يطلبون قتال العدو الرابض على أرض الوطن كما فعلوا في شارع السفارات.
لقد أثبتنا أكثر من مرة أننا ننجح دائماً وبجدارة سياسية جوهرها غباء مستحكم في كسب عداء الدول والشعوب على اختلافها وأعدنا التأكيد بالصورة التي قدمناها على سوية حضارية لا يحسدنا عليها أحد.! ولا أفهم كيف يبتهج البعض منا بمثل هذا الكسب المدمر والرخيص في كل المكاييل والحسابات.! ونحن لا نقصد بكلامنا هذا أننا نعترض على تسجيل المواقف تجاه ما يثار من قضايا تمس العقائد الروحية، إنما نعترض على الشكل الذي يأخذه التعبير عن تلك المواقف.. إضافة إلى استهجاننا الأكيد لحقيقة أن نفس المشاعر الملتهبة بفعل رسوم فنان دانمركي، تظل مخدرة وعصية على التأثر والانفعال في حالات وطنية عديدة أخرى قد تكون أكثر خطورة ومهانة.! وفي الحقيقة ليس في المشهد أية مفاجأة وكنا وما نزال نقول: إن البنية المجتمعية الإسلامية حاضرة في كل وقت للتجيير السياسي كما يريد اللاعبون الذين لا يحسبون أي حساب لخطورة ما يفعلون من واقع أن ما يهمهم هو المكاسب السياسية المفترضة ولو كان ذلك على حساب إعادة شحن جهوزية البنية المجتمعية القابلة للتفجر الطائفي وهي جاهزية حاضرة على الدوام ولا تحتاج أصلاً للشحن.!
نعم يليق دائماً بالشعب السوري أن يتم التعبير عن مشاعره تجاه كافة الأحداث وليس لحدث بعينه وبكل الأشكال المتمدنة المعروفة، أما هذه الصورة المذرية التي انتهت بإحراق سفارة بلاد الرسام الذي لا نعرف قرعة أمه من خالته، فإنها تعود لزمن سحيق وهي تسيء لكافة السوريين أيما إساءة .! إن الانتصار لنبي الله محمد عليه الصلاة والسلام يكون أجدى بكثير حين نرتقي بعقولنا العلمية والمعرفية لربما نقترب قليلاً من الآخرين إن كانوا في الغرب أم الشرق البعيد الذين يغذون السير في طريق التقدم وقد ابتعدوا عنا أشواط عديدة نحو الأمام.. ثم إن التعبير عن حبنا للرسول ممكن بل من الواجب أن يكون على غير هذا النحو المقزز الذي سيخجل منه الرسول نفسه فيما لو..!؟
قارنوا إذا شئتم بين الصورة الجميلة التي تقدمها فتاة سورية صغيرة كشهد برمدا وبين الصورة الشنيعة التي قدمها فطاحل الإسلاميين وأساتذتهم في شارع السفارات .!؟



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة أم علي..!؟
- نكتة الإفراج عن المعتقلين..!؟
- حزب الكلكة: من معارضة الداخل إلى معارضة الخارج..!؟
- الديمقراطية الفجلية على الطريقة الديرية..!؟
- من صفعة نجاد إلى صفعة حماس..!؟
- الملوخية: طريقنا إلى الجنة..!؟
- جفاف الروح..!؟
- أول الغيث..!؟
- اللبننة المستحيلة والحرب الممكنة..!؟
- حكومة النكاشين..!؟
- الأكراد الأشقياء..!؟
- ماهية الخشونة في شعارات ( الناعمة ).!؟
- المعارضة الأوناسيسية.. والمعارضة الافلاسية.!؟
- خدام.. والاستمرارية السورية.!؟
- في المشهد السياسي السوري: انتهاء صلاحية .. ومخاض عسير..!؟
- عن كلِّ شيء.. وأشياء أخرى..!؟
- والروبوت كاذباً ..!؟
- ألتيكو الكتاب العرب والعيون الثلاثة
- حالة انشقاق..!؟
- حزب يبحث عن قاعدة


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد نصره - مسخ المعارك وهزيمة السفارات..!؟