أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمود عباس - مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء التاسع عشر















المزيد.....

مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء التاسع عشر


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5589 - 2017 / 7 / 23 - 23:57
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    




قراءة في كتابه: التكوّن التاريخي الحديث للجزيرة السورية.
التعتيم على الشيخ سعيد بيران قائد ثورة 1925م الكردية، وإحلال صاحب رسائل النور بديع الزمان الكردي الشيخ سعيد النورسي مكانه، وتنسيب ثورة بيران إلى النورسي، وغايته منها؟
تعرض التاريخي الكردي لموجات من التشوية، والفبركة، والغزو الفكري، وبشكل ممنهج، والكتاب الذي نتناوله، يتوضح بأنه تم من أجل هذه الغاية، والحدث الذي نأتي على ذكره هنا، خير مثال عن التحريفات التي طالت تاريخ الثورات الكردية، والتي يقوم بها الكاتب المعنون، عضو المركز العربي للأبحاث التابع لدولة قطر، ويمكن اعتبار هذا التبديل من أحد أبشع المغالطات والأخطاء التي سقط فيها الكاتب محمد جمال باروت في كتابه، فعملية تقديمه لتاريخ ثورة الشيخ سعيد البيراني(1876م-1925م)، وإحلال العالم المسلم الكردي، أبن عشيرة أسباريت، الشيخ سعيد عبد الله النورسي(1877م-1960م) كقائد للثورة، وتسمية ثورة بالو بـ (ثورة النورسي)! يدرج في خانة التزوير، فلا أظنه يجهل موقع وأسم قائد هذه الثورة.
كنا سنغض الطرف عنها، لو كان قد أخطأ في التسمية، وترأى لنا بأنه سقط فيها سهوا، أو اختلطت معه الأحداث لأنهما كرديان، أو لأنهما تزامنا في مرحلة ما إلى عام 1925م، أو لو كانت على خلفية الضحالة في المعلومات، وغير مقصودة. لكن تكراره للمغالطة وعلى طول صفحات الكتاب، المليء بما هب ودب من المعلومات عن الكرد وتاريخهم، يحضنا على عدم التساهل عن هذا التلاعب المتعمد، وغيرها من الخدع المماثلة، ويجب أن يحاسب عليها، لأنها تفصح عن غاية ما خلفها، والتي تتصاعد إلى احتمالية القاصد فيه، لتشويه الثورة، خاصة عندما يغلفها بفبركة تاريخية كالعديد من الحوادث التي أفتعلها ضمن كتابه، وإحائه للكثير من كتب المؤرخين المعادين للكرد والمفبركين لتاريخهم. ولا نستبعد بأنه أفتعلها ليصبح التحريف مصدر وسند لكتاب لا حقين.
لا يمكن لهذا الفرية التاريخية المتعمدة أن تمر، والتي لم يسبق أن فعلها مؤرخ أو كاتب قبله، خاصة وأنه يعرض نفسه كباحث في القضية الكردية، والشعب الكردي وتاريخهم، فمن غير المعقول والمقبول ألا يفرق بين إحدى أكبر الثورات في التاريخ الكردي المعاصر وزعيمها الشيخ سعيد بيران، وبين الشيخ سعيد النورسي صاحب المذهب الصوفي المعروف على طول وعرض تركيا.
فإلغاء الشخصية الوطنية الثورية المعروفة على مستوى كردستان، والذي لا يمكن لمؤرخ أن يخطأ فيه، وبتلك الطريقة وعلى مدار الكتاب، يضع كلية بحثه وذاته أمام مسائلة ثقافية وأخلاقية. كما وأن تبديله بشخصية دينية كردية، قضى جله حياته كمرشد صوفي النزعة ينشر مفاهيمه وتأويلاته في الإسلام، ومعروف بحكمه وكتاباته التي سميت بـ (رسائل النور) والتي لا علاقة لها وله بالثورة القومية، حتى ولو كان قد برزا معاً في بداية العشرينات من القرن الماضي على الساحة التركية عامة.
والغريب أن الكاتب يعرض اسم سعيد النورسي، بدلاً من الشيخ سعيد بيران، ضمن حقل خاص من الفصل الرابع، الجزء الخامس، القسم الأول، بعنوان (1-ثورات وهجرات: ثورة النورسي) ما بين الصفحات(245-247) أثناء البحث في تاريخ الثورة الكردية المعروفة في بالو عام 1925م، والمناهضة للحركة القومية الكمالية. وهو بذاته يستند على هذه الثورة وخلفياتها عند عرض موضوع الهجرات الكردية الأولى، كما يسميها، ويسقط عليها نظرية الهجرة وصفاتها، الداخلية والخارجية، وفي هذا التعمق عن الهجرات الكردية، كما يدعي بأنها ظهرت على خلفية هذه الثورة، عندما يقول في السطر الأول من هذا الجزء: "تعود أصول هذه الهجرات إلى عام 1925 حين قامت السلطات التركية على خلفية إخماد ثورة النورسي في عام 1925 واندلاع الثورة في جبال "آغري-آرارات" خلال الأعوام 1926-1930"، كان يجب أن ينتبه إلى هذه المغالطة، لولا أنه ورائها هدف، وهي إخضاع المسيرة التاريخية للفكرة التي يود فرضها حسب الأجندات التي كلف بها منذ البعث وحتى غايات دولة قطر.
ومن ناحية أخرى، فلو أبعدنا عنه التعمد، ومحاولة تشويه الثورة، فسيبقى ضمن خانة الفبركة التاريخية، لأنه لربما قد وقع في هذا الخطأ أو المغالطة لسببين: العشوائية في تجميع المراجع والمصادر، ولم يتبعه بتمحيص، أو تدقيق. أو ونعود ثانية إلى الاحتمال الأول، فعلها عن تخطيط لتشويه التاريخ الكردي، كأسلوب للتعتيم على دور زعماء الثورات الكردية. والغريب أنه يعرض أهم مجريات الثورة وبأمانة.
ورغم كل الاحتمالات فيبقى التيه بين الشخصيتين المعروفتين على سوية التاريخ التركي والكردستاني والعربي، غير مقبولة. فالشيخ سعيد بيران قائد ثورة بيران والمعروفة باسمه الثورة، والذي أعدمه الكماليون في (آمد) عالم 1925م بعد فشلها. والشيخ سعيد نورالدين النورسي، مؤسس الطريقة النورسية الصوفية، المعروفة في عموم تركيا، وصاحب الرسائل المشهورة بـ( رسائل النور) والذي لم يكن له علاقة مع الثورة، بل رفض الانضمام إليها عندما استدعاه الشيخ سعيد بيران، ورد عليه برسالته الدينية المعروفة، «إن ما تقومون به من ثورة تدفع الأخ لقتل أخيه ولا تحقق أية نتيجة فالأمة التركية قد رفعت راية الإسلام وضحّت في سبيل دينها مئات الألوف بل الملايين من الشهداء فضلاً عن تربيتها ملايين الأولياء لذا لا يُستل السيف على أحفاد الأمة البطلة المضحية للإسلام الأمة التركية وأنا أيضًا لا أستلُّه عليهم.» المتوفي في عام 1960م، أي بعد إعدام قائد ثورة بيران بخمسة وثلاثين سنة، ودفن في مدينة الرها، ولصيته وتأثيره على المجتمع التركي عامة قامت الحكومة التركية، في عهد رئيس الوزراء علي عدنان مندرس، بانتشال جثته من مقبرة المدينة، وألقيت بها سرا في البحر للتعتيم على مفاهيمه المعادية للمفاهيم الكمالية العلمانية، ولئلا يصبح مرقده مزاراً لأتباعه ومريديه الذين لا يزالون بالملايين في عموم تركيا.
• الاختلاف واسع بين الشخصيتين، توجههما؛ والأحداث التي جرت معهما، ومسيرتهما النضالية، مع ذلك يستمر الكاتب محمد جمال باروت في خطأه الفاضح، ومغالطته، بتنسيب ثورة الشيخ سعيد البيراني إلى النورسي، وبعد تسمية قسم كامل، يكررها في الصفحة (287) وباستنساخ نفس المعلومات السابقة، أثناء الاستمرار في قضية الهجرة الكردية، وفشل الثورات الكردية في شمال كردستان، وتحت التسمية الغريبة التي أطلقها على الجزء الثامن من الفصل الرابع -القسم الثاني، "أكراد الدواخل وأكراد الأطراف" يقول " وبين عامي 1925 و1938 خاض الأكراد سبع عشرة ثورة، قامت بها العشائر الكردية ضد الدولة الكردية، بدأت بثورة النورسي في عام 1925، وانتهت بإخماد ثورة سيد رضا في عام 1938-درسيم" ويوثق هذه المغالطة بهامش رقم(227) (ثلجي، ص 97) وهذا تأكيد آخر على أنه يفبرك حتى المصادر، أو أن المصادر بحد ذاتها مفبركة أو خاطئة . كما ويعود إلى نفس الإشكالية في الصفحة(705) ويكرر الخطأ ذاته؛ وهذه المرة عندما يتحدث عن حملة النائب الكردي (أحمد جعفر الشيخ إسماعيل) عن منطقة عفرين. وهنا يتوضح أكثر، تلاعب الكاتب محمد جمال باروت، وأن عرضه مقصود، من خلال الهامش(127) للصفحة(354) عندما أسندها بمصادر مطعونة فيها أو مفبركة، ليخلط بين الشخصيتين، أو بالأحرى بين الثورة والحركة الدينية، فعرض السند والمصدر، ليبني عليه تلاعبه، ومثل هذه العملية تكررت كثيرا في هوامش واستنادات مواضيع أخرى، وهنا تتبين بأن الكثير من مصادره غير موثوقة، والاسنادات ملفقه، ففي هذا الهامش يقول: " قامت السلطات التركية بعد إخماد ثورة سعيد النورسي في عام 1925 بنفي وجهاء عائلتي قدور بك ونظام الدين إلى الأناضول ..." ويلحقها باسم المصدر والصفحات والتفاصيل! ويقول انظر: et, 301-300,pp..,، ويتمم حيثياته.
ووجه الغرابة هنا، هل فعلاً لم ينتبه إلى التضارب بين المعلومات الواردة في المصادر والحقيقة، أم أن المغالطات تدعم تحريفاته. أو لم يسمع أو يقرأ بهيمنة العالم الإسلامي الصوفي سعيد النورسي على الحياة الدينية والاجتماعية في عموم تركيا، والذي سيطر على شريحة هائلة من المجتمعين الديني التركي والكردي، وانتشر اسمه بدءً من الثلاثينيات، وركزت عليه الإعلام التركي على مدى عقود، وطغى صيته وحركة مريديه، في الخمسينات والستينات من القرن الماضي في طول وعرض تركيا، ولا تزال طائفته واتباعه أهم شريحة سنية صوفية مهيمنة في تركيا حتى اليوم، ومؤيديه بدعوته شكلوا خطراً كبيراً على البنية الكمالية العلمانية، ودورهم كان ولايزال قويا ضمن الأحزاب الإسلامية من الرفاه إلى العدالة والتنمية.
ومن جهة أخرى، فهذا الخطأ أو التلاعب تبين للقارئ، بأنه هناك حشو بدون مسؤولية علمية ضمن دفتي الكتاب، وأثبات عليه، بعض الأخطاء المطبعية، والمتكررة، كعرض أسم الحرب العالمية الثانية مرادف لتاريخ الأولى(1914م-1918م) عدة مرات، وغيرها، وهي تعكس مدى العشوائية في جمع الأرشيف، والاستناد على الأحاديث العابرة أو المراجع الضحلة، على حساب التركيز على غاية الكتاب، وهي كما ذكرنا سابقاً، الطعن في كردستانية جنوب غربي كردستان، تاريخيا وديمغرافيا...

يتبع...
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
22/4/2016م







#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الثامن ع ...
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء السابع ع ...
- علاقة الكرد بداعش - 2/2
- علاقة الكرد بداعش 1/2
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء السادس ...
- الكرد بين بوتين وترمب
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الخامس ع ...
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء الرابع ...
- العلاقات الأمريكية الكردية
- أسطورة كردستان
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الثالث ع ...
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام - الجزء الرابع عشر
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام - حلقة خاصة
- اللغة الكردية، ومآلات تدريسها في جنوب غربي كردستان اللغة هوي ...
- ما يحتاج إليه جنوب غربي كردستان- الجزء الثامن والأخير
- ما يحتاج إليه جنوب غربي كردستان- الجزء السابع
- بالحضن يا أردوغان
- ما يحتاج إليه جنوب غربي كردستان - الجزء السادس
- ما يحتاج إليه جنوب غربي كردستان - الجزء الخامس
- ما يحتاج إليه جنوب غربي كردستان- الجزء الرابع


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمود عباس - مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء التاسع عشر