أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الله عنتار - من عين اللوح إلى الرباط: بحث في العوالم المنسية














المزيد.....


من عين اللوح إلى الرباط: بحث في العوالم المنسية


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 5588 - 2017 / 7 / 22 - 17:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



غادرنا عين اللوح في الصباح، كانت صامتة وهادئة، تعلوها الجبال المترامية والغابة الكثيفة، لا يخترقها شيء غير أصوات المواشي وخرير المياه، توجهنا شمالا على منحدر عميق، عبر الطريق الاقليمية رقم 7311 التي تخترق ركاما من الأحجار السوداء الضخمة حيث توضع حدودا بين الحيازات الزراعية وعليها بعض القطع الزرقاء المأخوذة من الأكياس، لم أفهم دلالة ذلك والمغزى الذي تتضمنه، كان الجو غائما، سرعان ما تبزغ شمس حارقة، كانت الجبال التي تتراءى في البعيد جرداء، فاقدة لمعالم الحياة، انحرفنا يمينا عبر الطريق الاقليمية رقم 7215، شبكة الإنترنت في هذه الربوع متردية ولم تتحسن قليلا حتى شارفنا ازرو، في أسفل الجبال الجرداء تراءت منازل متواضعة للرحل، هذه المنازل مبنية بالاجور والحظائر مشيدة بالحجر وسقفها مبني بالقش والأتربة، يرعى هؤلاء الرحل مواشيهم في الحصيدات المشتتة أسفل الجبال، لم تتغير معالم المنطقة حتى اقتربنا من قصبة ايت يحيا اوعلا حيث تركنا على يسارنا سيدي عدي التي يبلغ عدد سكانها حوالي 14 ألف نسمة ويرجع أسمها إلى تاجر سوسي اسمه عدي كانت تتعامل معه الساكنة، كما تركنا على يسارنا أيضا قصبة ايت عمور اوعلي . اما قصبة ايت يحيا اوعلا فهي تتموقع في مدخل ازرو، يقدر عدد سكان هذا الدوار او الجماعة إلى 35 نسمة في إحصائيات 2004، بعد ذلك دخل إلى ازرو وهي كلمة أمازيغية تعني الصخرة حيث عرفت المدينة بصخرة كبيرة تتموقع فيها، يقدر عدد سكان ازرو بحوالي 47 ألف نسمة في احصائيات 2004 وهي تابعة لايفران وتبتعد عن الحاجب كاقرب مدينة ب 36 كلم، على الطريق الوطنية رقم 13 التي يخترقها شجر الأرز، هذه الطريق مشيدة بطريقة جيدة، وصلنا إلى مدينة الحاجب في الثالثة زوالا. سقوف منازلها مثلثة الشكل، تأسست المدينة عام 1880وتحوي العديد من القيساريات، بلغ عدد سكانها في إحصاء 2004 حوالي 22 ألف نسمة وهي عاصمة للاقليم، وسكانها يتكلمون اللغتين العربية والامازيغية . حين خرجنا من الحاجب تركنا على يسارنا قرية اكوراي وهي قرية أمازيغية تابعة للاقليم ويبلغ عدد سكانها حوالي 13 ألف نسمة في إحصائيات 2004، بعد ذلك توجهنا صوب بوفكران وهي تتموقع على منبسط سايس وتحيط بها الحقول الزراعية وتعرف حركة عمرانية كثيفة، بلغ عدد سكان بوفكران حوالي 8000 نسمة وهي بوابة الأطلس المتوسط ومعروفة بأحداث 1936 ضد الاستعمار الفرنسي، غادرنا بوفكران وتوجهنا عبر الطريق السيار في اتجاه الغرب، ونترك على يميننا عين العرمة، ثم دار ام السلطان المنصور الذهبي حتى وصلنا إلى واد بهت وهو واد ينبع من نواحي ولماس ويعد الرافد الأيسر لنهر سبو وشيد عليه سد الكنزرة، يبتعد بحوالي 12 كلم عن مدينة الخميسات التي تعد موطنا لقبائل زمور، تأسست في ثلاثينات القرن الماضي وتعرف بثكنتها التي أسسها الفرنسيون من أجل تجنيد المغاربة في الحرب العالمية الثانية وجامعها الكبير وقنطرة الديك المشيدة على واد بهت. على يميننا أيضا صادفنا مدينة تيفلت التي تبتعد بحوالي 25 كلم عن الخميسات ويرجع اسم المدينة إلى الكلمة الأمازيغية " تيفلفلت" التي تعني بالعربية الفلفل، حيث تحكي الرواية الشفهية المحلية إن رجلا من المنطقة ذهب إلى الحج وجاء بالفلفل وزرعها على ضفاف واد تيفلت وأعطت الغلة، وسميت المدينة "بتيفلفلت" التي سرعان ما تم تحريفها إلى تيفلت، غادرنا هذه المدينة ولاحت على يسارنا قرية علال البحراوي التي تنسب إلى صوفي مصري كانت له زاوية بهذه القرية ويعشق البحر كثيرا . كانت الشمس قد اختفت بين الغيوم ولاحت نسائم الرباط في البعيد بضجيجها الصاخب وعنفوانها الذي لا يتوقف .
ع ع / الرباط / 17 يوليوز 2017



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من عيون أم الربيع إلى عين اللوح : الطبيعة العذراء والتهميش ا ...
- من الدار البيضاء الى عيون أم الربيع : حين يختلط جمال الطبيعة ...
- المواطن أولا وأخيرا
- تقريظ الجهل
- ذكريات مدينة كان الخروج كان الخروج منها صعبا (6 )
- مازال هناك حنين
- ذكريات مدينة كان من الصعب الخروج منها (5 )
- ظلك
- صراعنا صراع مشاريع
- حوار المغرب والمشرق (1)
- أياد تحلم بالقمر
- بلابل تغني للضياء
- أنشودة الثرى
- تمردي يا غايا 1
- كيف يتواصل الرعاة مع مواشيهم ؟ (ملاحظة انثروبولوجية )
- وتسير القافلة
- الملاح التائه
- لن تغردي على نغمي
- الثورة السورية : جذورها، نتائجها ومآلاتها (مقاربة نظرية)
- ذكريات مدينة كان من الصعب الخروج منها (4 )


المزيد.....




- لأول مرة منذ 9 أشهر.. شاهد إجلاء مرضى فلسطينيين عبر معبر رفح ...
- السيسي لترمب.. لا لتهجير الفلسطينيين
- نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة ليكون أول رئيس يلتقي ترام ...
- -د ب أ-: منظمة الشباب التابعة لحزب -البديل من أجل ألمانيا- ت ...
- صربيا.. المحتجون يغلقون الجسور عبر نهر الدانوب في مدينة نوفي ...
- اكتمال تثبيت قلب مفاعل الوحدة الثالثة في محطة -أكويو- النووي ...
- بعد سحب منتجات كوكاكولا مؤخرا.. إليكم تأثيراتها على الجسم!
- هل تعاني من حرقة المعدة أو الارتجاع بعد شرب القهوة؟.. إليك ا ...
- مشاهد للقاء الأسير الإسرائيلي الأمريكي كيث سيغال مع بناته
- ظاهرة غامضة تتسبب في سقوط شعر جماعي لسكان إحدى ولايات الهند ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الله عنتار - من عين اللوح إلى الرباط: بحث في العوالم المنسية