أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلطان الرفاعي - غزوة دمشق----وموقعة بيروت-----














المزيد.....

غزوة دمشق----وموقعة بيروت-----


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1454 - 2006 / 2 / 7 - 12:02
المحور: كتابات ساخرة
    


دس، يدس، مدسوس. أي وضع الشيء في جيبه، دسه. ووضع المخرب في المسيرة، دسه. ووضع القنبلة على باب الكنيسة، دسها.

في المسيرات التي طافت شوارع دمشق وبيروت بالأمس وقبل الأمس، لم يكن هناك بشر أبدا، بل كانت هناك جماعات غير مرئية من المدسوسين، الذين لا يرتدون لا (السلك) الفلسطيني، ولا الجلباب الأصولي. مجرد أشباح مدسوسة، تم نقلها على متن طيور الابايبل، وانطلقت تعيث في السفارات والممتلكات خرابا، وحرقا، وسلبا ونهبا.

غزوة دمشق المباركة، أسفرت عن دمار السفارة الدانمركية والنرويجية مرورا بالتشيلية إضافة إلى كل المكاتب والشركات المجاورة للسفارة المنكوبة. أما موقعة بيروت، فلله الحمد والشكر، كانت غنائمها أكبر وا دسم. فقد تم عطب عدة آليات للجيش الكافر اللبناني، إضافة إلى عدد من سيارات الكفار، طبعا اضافة الى مكاتب وسفارات ومحلات صياغة، وسرقة سيارات، وكلها غنائم مشروعة.



الشعب السوري والشعب اللبناني، والشعب الفلسطيني، ليست هذه طبائعهم، وليست هذه من خصالهم، وتواجدهم في المسيرة، كان محض صدفة، فهم لم يقوموا لا بالسرقة، ولا بإضرام النار، ولا بتكسير السيارات، ولا بانتهاك حرمة الكنائس. لا لم يقوموا ياي عمل شائن، كل ما فعلوه هو قيادة المندسين إلى السفارات، ومساعدة المندسين ومدهم بالحجارة والهراوة والنفط، وحمل نتائج الشفط، بعد النهب والسلب، أما من يقول إنهم شاركوا بهذه العمليات فهو واهم، لأن جحافل المندسين، بزعامة المندس الأكبر هي من خربت وكسرت وانتهكت، وحرقت، ودمرت. كما إنهم، وهذا الأهم بالموضوع، غير مسلمين، لأن دين الإسلام دين محبة وسلام وتعايش وأخوة، وبما إن هؤلاء هم من المندسين القتلة المخربين، فهم إذا ليسوا بمسلمين أيضا.

المفارقة العجيبة، انه في كل مكان وزمان، يجري فيه ذبح وقتل ونحر، من الجزائر إلى مصر إلى العراق، فالقتلة ليسوا مسلمين، من كان يبقر بطون الحوامل في الجزائر، ويحرق الأطفال غير مسلم. ومن قتل الأقباط واحرق قراهم، وخطف بناتهم، غير مسلم، ومن قطع رؤوس الشباب المسيحي في العراق ووضعهم في الأوعية وصور عملية القطع ليس مسلم.

نحن بما أن قلبنا طيب فإننا نصدق دائما ما يقولون لنا. إذا كل هؤلاء القتلة والمجرمين والسارقين والمخربين ليسوا مسلمين، وبالتالي لا حاجة لأن نحمل بقية المسلمين وزرهم وجرائمهم. أما انتبهوا إلى أما، إذا قام عشرة أشخاص أو لنزيد العدد إلى عشرين، إذا قاموا برسم لمحمد، فان على الدانمرك كلها أن تدفع الثمن، أولا، ثم على أوروبا كلها أن تدفع الثمن ثانيا، ثم على كل المسيحيين في الأرض والسماء أن يدفعوا الثمن أيضا؟؟؟

لماذا علينا إن نُصدق إن كل هؤلاء القتلة والإرهابيين ليسوا مسلمين، وانتم لا تستطيعون أن تصدقوا أن بضعة رسامين لا يمثلون إلا أنفسهم، يمثلون الدانمرك وكل أوروبا وكل المسيحيين في الأرض والسماء. انه المنطق الإرهابي، منطق ابن لادن والزرقاوي، الذي ارتفعت صوره في بيروت في مخيم عين الحلوة، تناديه الحناجر الفلسطينية، لكي يرفع الظلم عنها. ولا احد يعرف، ما الذي جناه لبنان؟ حتى يبقى هذا الإرهاب فوق أرضه؟



يقولون: كل المسيرات بدأت بهدوء وسلام، ثم تحولت إلى ركض بقر وثيران تائهة وهذا أمر طبيعي في مثل هذه المسيرات الهمجية، فمهما تكن طبيعة الأفراد الذين يشكلون هذه المسيرة، ومهما تنوعت وتباينت أنماط حياتهم، أو مهنهم، أو شخصيتهم، أو ذكاؤهم، فان مجرد حقيقة إنهم يتحولون إلى كتلة يُضفي عليهم نوعا من روح جماعية، وهذه الروح تجعلهم يشعرون، ويُفكرون، ويتصرفون بطريقة همجية تختلف تماما عن الطريقة التي فيها يشعر، ويفكر، ويتصرف كل واحد فيما لو كان وحيدا. وبالتالي فان بضعة أشخاص، وليكونوا فلسطينيين، في مثلنا هذا، يستطيعون حرف المسيرة، وتوجيهها باتجاه العنف والسلب والحرق والتدمير.



الأصولي السوري أو اللبناني، والذي شاهدنا نماذج كثيرة منه في المسيرتين.و في هذه الحالة، تتلاشى كافة أنواع الكبت الفردي التي يحملها ويعاني منها، عند اندماجه بهذه الكتلة، في حين تستيقظ عنده كافة الغرائز الوحشية، والبهيمة، والتدميرية.
بمجرد انتمائه إلى هذه الحيوانات الهمجية ، ينحدر الإنسان عدة درجات على سلم الحضارة وربما كان في منزله، أو مدرسته، أو مكان عمله، فردا مثقفا، في حين يصبح داخل هذه الكتلة بربريا، تستحوذ عليه الحيونة، والعنف، والوحشية، بالإضافة إلى هيجان الثيران، وسيادة الفكر البدائي عليهم.

كما يتلاشى الإحساس بالمسؤولية الفردية، لأن الجمهور لا يتمتع بشخصية مميزة ولأنه هو الذي يضع الكابح للدوافع الفردية.



يُشير سيغم وند فرويد إلى ((وجود لا أخلاقية داخلية عند الكائن (الحيوانساني) في مستوى اللاوعي، وفي هذا المستوى لا يتردد عن القتل، أو السرقة، أو الحرق، وهي حقيقة ينشأ منها إلى حد كبير، انحراف السلوك عند من يكون وعيهم الأخلاقي قاصرا. إن اندماج الفرد في حشد هي الطريقة الأكثر مباشرة لإلغاء المسؤولية الفردية، مما يؤدي، بصورة طبيعية، إلى فقدان المرء لقيمه الأخلاقية وهو، عمليا، محرُض يدفع إلى الجنوح، أو العنف، أو الفساد ))



ولكن أين كانت السلطة؟

يقول بعض الخبثاء: هي فرصة من اجل تحجيم المعارضة، وجعلها من منسيات الشعب.

ويقول رجل أخبث: هي رسالة إلى الغرب: انظروا ما الذي ينتظركم بعدنا.

ويقول رجل أخبث من الاثنين: هي خطوات نحو حال شبيهة بكوريا الشمالية.



ونقول نحن:

العدوان هو حالة الحيوان ضد الإنسان

التسامح هو حالة الإنسان ضد الحيوان.



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاريكاتور--ومسيرات---وعليهم يا عرب
- ثلاثة حروب ب 130 ليرة يا بلاش
- احجبوا هذا الموقع !!!
- ليست أمريكا سبب فسادنا وتخلفنا----
- لا تقرأوا هذا المقال!!!!!!
- ابن لادن يتعظ--وابن الترك لا يتعظ
- !!!!!!!!!!!!شخصيا سأنتخب الرئيس الشاب
- آما آن لهذا المجلس أن يترجل؟؟؟
- أضحى لن تنساه يا نبيل فياض
- السيد وليد جنبلاط ، السيد سعد الحريري، كل عام وانتم بخير
- تحرير سوريا من الاستبداد الذي ترزح تحته
- جماعة الأمن السياسي أم جماعة مجلس الشعب؟؟؟؟؟؟؟؟
- خدام بلا السيد-المسرح السوري-الكوميديا السوداء
- اعلان التجمع الليبرالي العلماني الديمقراطي -السلمية 1-1-2006
- من باسل الأسد الى جبران التويني مع حفظ الألقاب
- البراغماتية---القضية الكردية، المعارضة السورية
- لوطن علماني ليبرالي ديمقراطي--اجمل
- خيمة الوطن---وبقرة الوطن
- المنهج---1
- من القلب الى الحوار المتمدن


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلطان الرفاعي - غزوة دمشق----وموقعة بيروت-----