أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كرار العامل - العراقيون جميعهم في انتظار غودو














المزيد.....

العراقيون جميعهم في انتظار غودو


كرار العامل

الحوار المتمدن-العدد: 5588 - 2017 / 7 / 22 - 13:41
المحور: كتابات ساخرة
    


- فد يوم صموئيل بيكيت-الله يرحمه-خبلني!
فمن يطالع أغلب مسرحياته يجد تطابقاً كبيراً في مناخاتها واشخاصها وحتى مضامينها. فعندما تقرأ له مثلا (فصل بلا كلمات) كأنك تطالع ( انتظار غودو)،رغم إن الاولى صامتة والاخرى ناطقة إلا إنهما تظهران وكأنهما عملاً واحداً. ونجد إن هام في(نهاية اللعبة) هو ذاته فلاديمير في( انتظار غودو) . فالامكنة متكررة و الشخصيات كذلك متشابهة والزمن في كل مرة متوقف ، وهي الحالة السائدة في أغلب مسرحيات بيكيت . وحتى على مستوى العلاقات بين الشخصيات ،فأنها متشابهة وقد تصل حد التطابق ، فالعلاقة بين ببوزو و لاكي في (انتظار غودو) هي ذاتها العلاقة بين هام القعيد و كلوف في (نهاية اللعبة) . فالتكرار شرط أساسي في اسلوب بيكيت و جزء مهم في تقنيته المسرحية .يقول احد النقاد إن بيكيت ليس زمنياً هو بالاحرى تزامني و أغلب مسرحياته تقريباً تزامنية*.
-عمي يا تزامنية هاي رحمة لوالدينك لا تخبلني!
وتكرار بيكيت هذا يشبه كثيراً (العملية السياسية لدينا) ؛ فالوجوه هي ذاتها في كل دورة انتخابية .والوضع العام بما يحمل من تطابق واضح بينه وبين الجو العام في مسرحيات بيكيت يدفعك نحو الظن بأن الذي كتب سيناريو (الديموقراطية الاميريكية في العراق) هو بيكيت عينه ففيها من البؤس والقتامة الشيء الكثير، الذي لم يألفه بيكيت نفسه.فالمواطن اصبح يعيد شريط التسجيل الخاصة به مراراً وتكراراً ، ويسمع في كل مرة صوته وهو يغني : (النهار الآن قد ولى ، وليل يجر وراءه ليل )** ، فعبثية حياة المواطن العراقي وما يرتبط بها من وجوه متكررة تملك ناصية الحكم وتقرير المصير تجعله يؤمن كما آمن بيكيت ؛ في أن مأساته تمثل الصورة التراجيدية للتكفير عن خطيئة اصلية وابدية له ، خطيئة مولده على هذه الارض - الارض التي نشأ فيها . و كما يترقبان أيستراغون وفلاديمير وينتظران غودو ،كذلك ينتظر العراقيون السلام ويترقبونه ،ينتظرون الديموقراطية التي وعدتهم بها اميريكا منذ عهد ونيف ،التي لم يروا منها سوى وجوه متكررة- واخرى تعيسة جداً لم تجلب لهم سوى البؤس وكأن لسان حاله يقول :( هل غنيت عندما كنت صبياً ؟ لا ....هل حدث إني غنيت في أي وقت من الاوقات ؟ لا )*** إذ إنه كان يتأمل خيراً من التغيير السياسي الذي اسقط وجوه وجاء بوجوه تتماثل وتتطابق كشخصيات بيكيت مع الوجوه التي سبقتها ، والتي لم تزيد حال المواطن الا فاقة وعوزا وشضفا ، وهو كما گراب لم يغني فيما مضى ولم يغني في الحاضر ، وربما لن يغني في المستقبل ايضاً . ونستطيع القول ، في كل يوم يعيش بيكيت ثم يموت داخل كل مواطن عراقي ،في داخل كل اولئك الذين لمسوا بأيديهم حقيقة الحياة البائسة التي يعيشونها .وحق على بيكيت إذن أن يفتخر فاشخاص مسرحه ما زالوا يعيشون بيننا رغم مرور ربع قرن على وفاته؛ فواقعنا السيء كتب لهم الخروج من إطار المسرح الفاقد للحركة والساكن لدى بيكيت ودخولهم إطار الحياة الواقعية بصيرورتها الدائبة .فلينم بيكيت واشخاص مسرحه بسلام ، فالعراقيون كلهم في انتظار غودو وليس فلاديمير وحده!.

*رأي الناقد اللبناني بول شاوول في تقديمه لمسرحية نهاية اللعبة لبيكيت
حوار گراب في مسرحية شريط گراب الاخير لبيكيت
* المصدر السابق



#كرار_العامل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تطورات في قضية اتهام المخرج المصري عمر زهران بسرقة مجوهرات
- RT Arabic توقع مذكرة تعاون مع مركز الاتحاد للأخبار في الإمار ...
- فيلم رعب لمبابي وإيجابية وحيدة.. كواليس ليلة سقوط ريال مدريد ...
- حذاء فيلم -ساحر أوز- الشهير يُطرح للبيع بعد 20 عاما من السرق ...
- تقرير حقوقي: أكثر من 55 فنانا قتلوا منذ بدء الحرب في السودان ...
- -وتر حساس- يثير جدلا في مصر
- -قصص من غزة-.. إعادة صياغة السردية في ملتقى مكتبة ليوان بالد ...
- افتتاح مهرجان -أوراسيا- السينمائي الدولي في كازاخستان
- “مالهون تنقذ بالا ونهاية كونجا“.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كرار العامل - العراقيون جميعهم في انتظار غودو