أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - ٱلكاريكاتير وٱلضغوط من أجل ٱلإصلاح














المزيد.....

ٱلكاريكاتير وٱلضغوط من أجل ٱلإصلاح


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1453 - 2006 / 2 / 6 - 11:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إنّ معدلات هجرة ٱلشباب من بلاد ٱلعرب وٱلمسلمين إلى ٱلغرب ٱلأمريكى وٱلأوروبى هى ٱلأعلى من جميع هجرات ٱلشباب فى ٱلبلاد ٱلأخرى. وقد تصاعدت هذه ٱلهجرة تصاعدا كبيرا فى ٱلسنوات ٱلعشر ٱلماضية. وأكثرها يطلب عملا وعيشا كريما لا يجده فى بلاده. ومنهم هارب من بطش سلطة قمعية ٱستبدادية بسبب رأى مخالف معها.
لقد نشأت فى بلاد ٱلغرب أزمة شديدة بسبب ٱلعدد ٱلكبير لهؤلآء ٱلمهاجرين. ولنا فىۤ أحداث فرنسا مثلا عليها. وقد صار ٱرتفاع عددهم فى مجتمعات ٱلغرب يهدد مكاسب شعوب تلك ٱلمجتمعات على مستويات مختلفة (مستوى فرص ٱلعمل ومستوى ٱلتأمين ٱلاجتماعى للعاطلين عن ٱلعمل وعلى مستوى ٱلأمن وملحقاته ٱلجرمية). وكانت أحداث 11 أيلول فى نيويورك هى ٱلمفجّر ٱلرئيس للتفكير فى وقف تأثيرات هذه ٱلأزمة ٱلناجمة عن ٱرتفاع معدلات ٱلهجرة للشباب من بلاد ٱلعرب وٱلمسلمين. وبدأت حكومات ٱلغرب ٱلعمل على ٱلحدّ من هذه ٱلهجرات. وقد وجدت أنّ حلّ هذه ٱلأزمة يبدأ فى بلاد ٱلمهاجرين ٱلأصلية. من خلال ٱلعمل على توسيع فرص ٱلعمل لهم فيها وتحسين ٱلأجور وفتح أبواب ٱلحرية ٱلشخصية.
وبدأت ٱلولايات ٱلمتحدة ومن ورآئها ٱلاتحاد ٱلأوروبى بٱلضغط على سلطات بلاد ٱلعرب وٱلمسلمين. من أجل إجرآء ٱلإصلاحات ٱلسياسية وٱلاجتماعية وٱلاقتصادية فى بلادها ونشر مفاهيم ٱلديمقراطية وسيادة ٱلقانون وٱلشفافية. وٱلعمل لخلق فرص عمل مجز للشباب تخفّض معدلات ٱلبطالة ٱلكبيرة وتمنع من ضغط هجرة ٱلشباب إلى ٱلغرب.
وبسبب تعاظم هذه ٱلضغوط تظاهرت بعض ٱلسلطات ٱلعربية بأعمال إصلاح جزئى بطىء على أمل توقف هذه ٱلضغوط لاحقا. وقد ظهر لهذه ٱلسلطات أنّ شعوبها بدأت تستشعر مفاهيم ٱلديمقراطية وبدأت تتأثر بها. وكان خوف هذه ٱلسلطات يأتى من حرجهاۤ أمام شعوبها بسبب ما يظهر من سرقات وفساد رجالها. فهم يسرقون كلَّ شىء من دون محاسبة ولا سؤال! وهم لا يفكرون بأى تطور داخلى. ولا توجد فى مناهجهم أى فكرة تتعلق بعدد ٱلعاطلين عن ٱلعمل فى بلادهم ومصادر عيش أولئك ٱلعاطلين. وهى تعادىۤ أىّ مطلب لسيادة ٱلقانون وٱلشفافيّة حماية لسلوكها ٱللصوصىّ من ٱلمحاسبة. وهذا جعلهاۤ أمام خيارين لا ثالث لهماۤ. إمّا ٱلقبول بٱلإصلاحات وخسارة مكاسبها ٱلتى تحصل عليها من دون حساب. أو ٱلعمل على وقف تلك ٱلضغوط وٱلاحتفاظ بتلك ٱلمكاسب وتوسيعها.
وكان ظهور ٱلكاريكاتير فى ٱلصحيفة ٱلدانماركية (ٱلذى يتناول شخصية ٱلرسول محمد بصورة مسيئة) مخرجا مؤقتا لتلك ٱلسلطات من حرجهاۤ أمام شعوبها ومن ضغوط ٱلغرب عليها. وقد سارعت هذه ٱلسلطات فى دفع أقسام من شعوبهاۤ إلى ٱلخروج وٱلتظاهر ضد ٱلغرب ٱلصليبى بتأثير ما شرَّبته لها من مفاهيم عن ٱلدين. وجعلتها تتحرك فى ٱلشوارع بحريتها ٱلغريزية بزعم ٱلدفاع عن ٱلرّسول. وحولت ما فى نفس هؤلآء من غضب بسبب فقرها وما تفعله فيها ٱلبطالة من تشرد إلى قوّة تخدم بها مصالح ٱلسلطات ٱلمستبدة وتبعد عنها ضغوط شعوبها بحجة ٱلحرب ٱلصليبية على دين ٱلإسلام. وتأجيل جميع ٱلمطالب ٱلأخرىۤ أمام هذا ٱلخطر ٱلمزعوم بتهديد ٱلوجود ٱلإسلامىّ. فٱلأَولى بٱلمسلمين ٱلأن أن يقفوۤا إلى جانب سلاطينهم ٱلمسلمين ٱلمدافعين عن ٱلدين فى وجه ٱلغرب ٱلصليبىّ!
لا يمكن ٱلتصديق أن فكرة ٱلكاريكاتير جآء بها فكر حرّ. كمآ أنّ حكومات ٱلغرب ٱلديمقراطى ليست هذه ٱلمسألة من أسس أعمالها ٱلموجّهة للإصلاح فى بلادنا. وهى تعلم أنّ مثل هذا ٱلعمل يعيق تأثيرها على عمل ٱلإصلاح ويضعف أنصاره داخل بلادنا. بل يترك ٱلأزمة (ٱلتى كانت ٱلسبب ٱلرئيس فى ضغوطها على سلطات بلادنا) تتزايد وتكبر وتهدد ٱلغرب جميعه.
فمن هو صاحب ٱلفكرة لهذا ٱلكاريكاتير؟
إنّهم رجال ٱلسلطة فى بلادنا. وهم ٱلمستفيدون مباشرة من ردة فعل شعوبنا عليه. وهم قادرون بما جمعوه من سرقاتهم ٱلوطنية أن يشتروا من يكتب فى ٱلصحف ٱلأمريكية ضد سياسة أمريكا فى ٱلشرق ٱلأوسط. كما يستطيعون أن يشتروا مَن يُسىء للرسول فى صورة كاريكاتير وغيره من وسآئل ٱلبلاغ. وهم يعلمون ٱلوسيلة ٱلتى تجعل من شعوبهم تندفع بقوى ٱلغريزة لتنفّس عن غضبها ٱلذى يولّده ضغط عيشها فى وجه قوّة مجهولة!
كيف لا وهى تعرف شعوبها ٱلتى حرصت علىۤ إشباعها بمنهاج ٱلانفعال وٱلسكينة. فهى ٱلتى دفعت ٱلمتظاهرين إلى ٱلشوارع تنفث غضبها بٱلصراخ وإطلاق كلمات ٱلعدآء للغرب ٱلصليبىّ. وبذلك صار ٱلكاريكاتير مُحرجا للغرب ومَخرجا للسلطات ٱلعربية وٱلإسلامية يفتح ثغرة كبيرة فى ضغوط ٱلغرب من أجل ٱلإصلاح وٱلديمقراطية فى بلادنا. فشعوبنا لا تريد ضغوط ٱلإصلاح وٱلديمقراطية من ٱلذين يسيئون للنّبى. بل هى تقف ورآء سلاطينها ٱلمسلمين فى وجه ٱلغرب ٱلصليبى.



#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ٱلإسلام للترف وٱلفسق فى بلاد ٱلشَّام
- هل يستطيع ٱلشعب ٱلفلسطيني حماية ٱختياره؟
- ٱلمسلمون هم ٱلمسئولون عن ٱلأفكار ٱلم ...
- ٱلمعصوم وٱلمصطفىٰ
- ٱلتطرف جماعىّ وٱلتوسط فردىّ
- وطن أم سجن؟
- قرءانىّ ! تهمة يطلقها ٱلمسلمون على مَن يتبع ٱلقر ...
- محطة ٱلجزيرة وممارسة ديمقراطية ٱلظلام
- مجتمع مكَّة ومجتمع ٱلمدينة من ٱلأمس إلى ٱل ...
- حديث ٱلرَّسول وحديث ٱلنَّبىّ
- ٱلأمريكيون هم ٱليوم رسل إقامة دين ٱلحقِّ ف ...
- أصل ٱلإنسان
- كلمة -حداثة- لا تدلّ على جديد
- لماذا مؤتمر بٱسم ٱلإسلام؟
- الذكرى الرابعة لانطلاق موقع الحوار المتمدن
- ٱلثقافة وٱلحداثة
- أفكار للحوار
- ٱلدِّين ٱلقَيِّم
- من أجل دولة ديمقراطية مدينية فى سوريَّا
- إلى ٱلذين دمغ مأمور ٱلنفوس شهادة ميلادهم بٱ ...


المزيد.....




- نصر الله: عملية طوفان الأقصى ساهمت في تخفيف الاحتقان المذهبي ...
- المسلمون الشيعة يحيون ذكرى عاشوراء في مرقد الامام الحسين في ...
- الشرطة الإسرائيلية تقمع احتجاج اليهود المتشددين ضد التجنيد ا ...
- اشتباكات بين الشرطة واليهود المتشددين بعد اعتزام الجيش الإسر ...
- الإفتاء المصرية: لو صليت الفجر على الساعة 11 ظهرا فصلاتك صحي ...
- صدامات بين الشرطة الإسرائيلية ويهود من الحريديم
- صدامات بين قوات الأمن الإسرائيلية ويهود من الحريديم بسبب الت ...
- -حرب الشاشات تندلع في القاهرة-.. بعد واقعة شارع فيصل شاشات ع ...
- أول خلاف لنائب ترامب؟ وصف بريطانيا بأنها دولة إسلامية نووية ...
- الشرطة العمانية تعلن مقتل 3 من منفذي الهجوم المسلح على المسج ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - ٱلكاريكاتير وٱلضغوط من أجل ٱلإصلاح