|
دراسة حول تراجع الفكر، والأدب في سوريّة
نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 5587 - 2017 / 7 / 21 - 09:25
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
مقدّمة حقيقة كان هناك ثورة في سورية. سواء خرجت من الجامع، أو الكنيسة لا فرق. أراهن أنّه لم يوجد سوري واحد لم تهزّه شعارات " الشعب السوري واحد" وأغاني الحريّة، وتلك الوجوه المشرقة، والذقون المحلوقة بعناية، أو التي لا تنتمي إلى التّشدّد الديني، وكان هناك هدف للمتظاهرين ، هو إسقاط الدكتاتورية والحفاظ على الدّولة، ونشطت النّساء، وجدن أنهنّ من ضمن الحراك. لا نعرف من فجّر الشّرارة الأولى، لكنّها كانت ثورة عارمة عوملت بقسوة ، وقتل مئات الآلاف من المدنيين والشّباب، وبسرعة البرق انتقلت الثورة إلى المرحلة الثّانية حيث تأسّست الفصائل المسلحة، وكانت جبهة النصرة في البدء تستعمل علم الثورة، بل حتى كان بين صفوفها بعض الأقليات الذين أعطتهم الجبهة امتيازات، وقد قال لي أحد الضباط من الأقليّات. لا يرسلوني في مهمة خطرة. يقولون أن علينا أن نحافظ عليك من أجل المستقبل. البرامج الحوارية على الفضائيات العربية الرئيسيّة كانت تشجّع على القتل، ولو أخذنا بعين الاعتبار أن الصّحف العربية الليبرالية أغلبها مموّل من السّعودية وقطر، لعرفنا ماذا يكتب رؤساء التحرير، فهم في النهاية يعملون لصالح رب عمل، ولن يخالفوه. أخذوا شهرتهم من ذلك. لن ندخل في أسماء الأشخاص، أو البرامج. كلّ المحطات التي كانت تدّعي أنّها مع الثورة كانت إسلاميّة في التوجه، وربما استطاع الإخوان المسلمين أن يضموا إلى تحالفاتهم المسيحيين الذّين اختاروا طريق التنظير، واللعب على الأوتار أيضاً وعندما نقول إسلامي لا يعني أن من يمولونها اقتنعوا بالإسلام. الحكام من حيث المبدأ " ربما يكون الدين، والإسلام آخر ما يفكرون به "فهم في حياتهم الشخصيّة يقفزون إلى ما يحلّل لهم كلّ ما حرّم في الدين، لكن أسلمة الثورة سوف تؤجل رحيلهم عقوداً طويلة، فلا أحد يتجرّأ على مناقشة شرع الله، لأنّه قانون أزلي لا يتبدّل ولا يتغيّر. انتهت ثورة الشباب بموتهم ، أو سجنهم، وبدأت ثورة الشيوخ من السوريين، ومع احترامنا للمسّن ،لكن لا يجوز أن يكونوا جميعاً فوق الستين ، وهؤلاء يرغبون بتعويض سنوات عمرهم الضّائع، فعرضوا خدماتهم يميناً ويساراً، وبعضهم تزوّج مسروراً بالثورة في عامه التسعين، والمهر من التبرعات. تغيّرت مصطلحات الثّورة وشعاراته، فأصبح القائد هو نبينا محمد، وأصبح الشباب المشاركين في الحراك بذقون إسلامية، والفتيات محجبات. الحجاب موقف شخصي لا نتحدّث عنه من هذا الباب، بل ليس مصادفة أن تكون جميع فتيات القبعات الخضر محجبات، مع أن عملهنّ إنساني. من المؤكد أن هناك بعض غير المحجبات اللواتي يرغبن بذلك، ولكن! أغلب الذين انشقوا عن النظام من سفراء، ووزراء قبضوا ثمن انشقاقهم بالعملة الصعبة من قطر، أو السعودية، وأغلب اللجان التي تأسست كانت تتبع إما قطر، أو السّعودية، وربما في أحوال قليلة تتبع دول أخرى، وكانت النساء اللواتي يصرخن من أجل الثورة من أمريكا، وغيرها، وهنّ سافرات متحرّرات. أصبح خطابهنّ يبدأ بتحيّة إسلاميّة، وبآيات من الذّكر الحكيم. هذا كلّه كان قبل أن تتوزّع الأدوار على الأرض السّورية بين جميع الذين يصطادون في الماء العكر. أحاول أن أستبعد كلمة أسماء الأشخاص، وأسماء المحطات، فنحن نتحدّث عن ظاهرة عامّة، كما أنّني أستبعد موضوع المؤامرة سواء كانت دولية، أو إسرائيليّة، أو كما يصفونها ماسونية. الموضوع يتعلّق بالسّوق، والمال. هو عرض، وطلب، والمعروض كان أغلبهم من المنشقين" ذوي العريكة اللينة" مع النّظام يمكنهم العودة إليه في أي لحظة. هؤلاء المنشقون لم يأتوا من المريّخ هم سوريون لهم مصالح وشركات بالخليج العربي، وبدول أخرى من العالم. أولادهم يدرسون في الخارج، والبعض انشّق كنوع من الشّهامة كالضباط من الرتب الصغيرة ، هؤلاء قد يكونوا قتلوا من طرف من أطراف الفصائل، أو النّظام. نتحدّث عن الوضع العام، والذي هيّاُ لاختفاء الأدب المتنوّع وظهور أدب جديد هو أدب التحارب، وأدب العنصرية، وكره الآخر، وبما أنّ جميع السّوريين يكتبون بالعربية بغض النظر عن انتمائهم القومي، فإنّ حركة التأليف والكتابة زادت عن الحد، أغلبها كتابات متسرعة تتعلّق بالرّأي، ويمكن أن تجد من بين الكتّاب أشخاصاً يكتبون بحماس عن القوميّة، والثورة، وتأييد هذا الدكتاتور أكثر من ذلك الدكتاتور. سوف أحاول في هذه الدراسة، أو البحث أن أضع بعض انتاجات الأدب، وأترك للقارئ تقييمه. الأدب لم يعد موجوداً في الذّاكرة في سوريّة، كما في الوطن العربي، هو حديث عامّي عن أشخاص يتم تقديسهم، ولا يجوز المساس بهم. نحن نعيش دكتاتورية الأدب، ودكتاتوريات متعدّدة في كل المجالات، وسوف يقتصر الحديث حول الأدب ،والفكر.
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ارتزاق
-
كأنّه أبي-الجزء الأخير-
-
كأنّه أبي-الفصل الخامس-4-
-
كأنّه أبي -الفصل الخامس-3-
-
كأنّه أبي-الفصل الخامس-2-
-
كأنّه أبي-الفصل الخامس-1
-
سارقة شينوار
-
كأنّه أبي-الفصل الرّابع -5-
-
كأنّه أبي-الفصل الرّابع-4-
-
كأنّه أبي-الفصل الرّابع-3-
-
كأنّه أبي-الفصل الرّابع -2-
-
كأنّه أبي-الفصل الرّابع-1-
-
كأنّه أبي-الفصل الثّالث-5-
-
كأنّه أبي-الفصل الثّالث-4-
-
العلمنة في ظلّ تعدّد الأئمّة
-
كأنّه أبي-الفصل الثّالث-3-
-
ماقبل جيل النّعم، وما بعده
-
كأنّه أبي-الفصل الثّالث-2-
-
رسالة امرأة في العيد
-
قصّة عيد يهرب من الفقراء
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|