|
السيسي ... العسكري الشُؤْم!!
لينا صلاح الدين
كاتبة
(Lena Saladin)
الحوار المتمدن-العدد: 5586 - 2017 / 7 / 20 - 20:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن كل من لا يفقه في عالم السياسة ودواهيه يخال إليه أنه بإنتهاجه النهج الأفلاطوني العقيم، في التظاهر بكونه صاحب (نوايا حسنة) فإن ذلك كاف ليجعله يقتحم هذا العالم الإبليسي ، من غير ضرورة لإدراك أن عالم السياسة إنما هو عالم مادي "مضل"، وأن هذا "الضلال المادي" إنما هو المقدس الذي يقوم دهاة الساسة بإنشاد ترانيم له في المعابد السياسية. وهذا "الضلال المادي" هو ما كنت أحسب أن السيسي يفتقده في ظل نواياه الحسنة إلى أن إكتشفت مدى ضلالي أنا حين إستبصرت حقيقة أن تلك "النوايا الحسنة" في حد ذاتها هي محض سراب !! إنني على الرغم من عدم إيماني بالماورائي ، إلا أنني طالما كنت أتحسس شيئا من "الشُؤْم" في سياسة العسكر، وأعني هنا الشؤم بمفهومه الرمزي. لقد إختبرنا السيسي على مدى أعوام وهو يفصح عن "نواياه الحسنة" التي ما أن يفصح عنها حتى تنقلب على أعقابها. ولنؤكد على ذلك فلنتفحص هنا المفارقة بين المقاصد الإدارية والواقع الإداري : إن السيسي عند إستلامه السلطة قد أعرب عن "نواياه" في إستصلاح الأراضي الزراعية والتوسع فيها، فكانت النتيجة أن خسرت مصر عشرات الآلاف من الفُدُن الصالحة للزراعة في كل من الدلتا والوادي. وأعرب عن "نواياه" في مكافحة الفقر، فكانت النتيجة هي أن زاد معدل الفقر ،ومن ثم قراره بإلغاء الضريبة على الأرباح الرأسمالية. ثم أفصح عن "نيته" في تحقيق الأمن، فكانت النتيجة أن شهدت مصر العشرات من العمليات الإرهابية وتفجيرات الكنائس والعمليات العسكرية في سيناء، ناهيك عن إجراءه التعسفي القمعي بإجبار أهالي سيناء على إخلاء مساكنهم على جهة الحدود. ثم أعرب عن "نيته" في إجتذاب السياح والدارسين الأجانب، فكان النتيجة هي فضيحة الأمن المصري المتهم في قضية مقتل الإيطالي جوليو ريجيني وإلقاء جثته عاريا معذبا مطعونا مجذوب الأظافر مقطع الأصابع مكسر الضلوع محروقا مكهربا في مجاري الصرف، مما إستثار غضبا دوليا، ثم إنخفاض عددية السياح والباحثين الأجانب إلى أدنى مستوى ممكن في دولة ما عادت ترحب ببحث ولا بفكر.ثم أفصح عن "نواياه" في قسمه الدستوري بأن يحافظ على أرض مصر، فتم ذلك بأن قام ببيع الجزيرتين المصريتين إلى مملكة خنازير آل سعود بثمن بخس ودراهم معدودات. ثم أعرب عن "نواياه" في حل أزمة سد النهضة، ففشل الإجتماع السداسي والمفاوضات بعد أن إستغلت إثيوبيا ضعف الحكومة المصرية لصالحها فباتت ترقص على أقدامها طربا. ثم أفصح عن "نواياه" في زيادة إيرادات قناة السويس، فأنفق ببزخ أربعة مليار دولار على عمل التفريعة، لنشهد القناة من بعدها عاجزة عن تحقيق الإيرادات التي كانت متوقعة. ثم أفصح عن "نواياه" في تأكيد حقوق الإنسان، فتم ذلك بأن أعربت منظمة حقوق الإنسان بنفسها عن استنكارها لما يقوم به العسكر من قمع وإعتقال للنشطاء والصحفيين والمتظاهرين المدنيين حيث بلغت عددية المعتقلين السياسيين رقما لم تشهده مصر طوال حكم نظامي مبارك ومرسي مجتمعين، و مجزرة رابعة العدوية التي راح ضحيتها المئات من المتظاهريين المدنيين والتي أدانتها منظمة حقوق الإنسان والأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي وأوباما وبابا الفاتيكان وجميع الأحزاب المصرية وأغلبية دول العالم. ثم أعرب عن "نواياه" في الحد من البطالة، فكانت النتيجة أن تفشت البطالة لتشمل 3.6 مليون مواطن بلا عمل . ثم أفصح عن "نواياه" في دعم التعليم، ليتم بعدها إقصاء التعليم المصري من التصنيف العالمي وفقا لما أعلنته منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية ، وإعلان الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أن نسبة الجهل والأمية "المعلنة" في هذا العام قد بلغت 29.7%. في حين أنها قبل ستة أعوام لم تك قد تجاوزت بعد 26.1% . قد تبدو هذه النسب ضئيلة في مجملها مقارنة بالواقع، ولكنها في صميمها صحيحة ، فمنذ متى كان العسكر يقوم بأي "تضليل" إحصائي للحقائق ؟؟!! وأذكر تماما المؤتمر الإقتصادي الذي كنت على الصعيد الشخصي من المتفائلين به وبما أعلن فيه من "نوايا" في دفع عجلة الإستثمار الخارجي واجتذاب العملات الصعبة، إلى أن تحققت عوائده الواقعية في أن بلغت ديون مصر 3.0 تريليون جنيه بعضها إقترضتها الدولة من صندوق النهب الدولي. وبلغ سعر العملات الصعبة مقابل الجنيه المصري حدا مرعبا لم تشهده مصر في تأريخها بأكمله. من هنا يبدو تماما أن إستراتيجية "النوايا الحسنة" ما عادت ناجعة ، وعلى حد تعبير المشير فلقد جرب كل الحلول المتاحة ومع ذلك فشلت جميعها. ففي هذه الحالة إليه الحل الإستراتيجي الوحيد الذي لم يجربه بعد ........ وهو أن يفصح عن مجموعة من "النوايا الخبيثة" تجاه مصر لعل وعسى أن يقوم "نحسه" بعكسها إلى واقع مستثاغ ، لكن صدقا لا أخال ذلك متاحا حينما يكون الشؤم "متعمدا !!" .
#لينا_صلاح_الدين (هاشتاغ)
Lena_Saladin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكمة الجدة !!
-
الأخلاق ..... تأريخ مسروق !!
-
الحكومة الدولية وسقطة آينشتاين
-
العلمانية ... ضرورة أخلاقية، لا سياسية !
المزيد.....
-
رئيس وزراء اليابان يخطط لزيارة الولايات المتحدة ولقاء ترامب
...
-
ترامب يعلق على تحطم الطائرة في فيلادلفيا: المزيد من الأرواح
...
-
الدفاعات الروسية تسقط 9 مسيرات أوكرانية غربي البلاد وتدمّر ز
...
-
-فوكس نيوز-: إيران تخفي تطويرها النووي تحت ستار برنامج فضائي
...
-
استخباراتي أمريكي سابق يتحدث عن حرب مع المكسيك -قد تتحول إلى
...
-
OnePlus تكشف عن هاتفها الجديد ومواصفاته المميزة
-
اكتشاف ارتباط بين النظام الغذائي وسرعة الشيخوخة البيولوجية
-
أول هجوم على قوات الاحتلال منذ بدء توغلها في سوريا
-
مجلس الأمن يدين هجمات الدعم السريع في دارفور
-
جامعة أميركية تعلق عمل مجموعة مؤيدة لفلسطين عامين
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|