ريتا عودة
الحوار المتمدن-العدد: 5585 - 2017 / 7 / 19 - 09:29
المحور:
الادب والفن
-24-
مرّت سنة ونصف كأنّها يوم ونصف في كنفِ خالد.
غادرتُ منزلنا في رام الله حيث انتقلنا للسكن بعد الزواج. كنتُ بحاجة لإقتناء بعض الحاجيات لدراستي للقب الثاني أدب مقارن في جامعة بير زيت.
لم يتمكن خالد من النهوض من سرير المَرَض فغادرتُ وحدي.
إتصل بي عن طريق الواتس أب.
قال أنّه : تَوَّحشني بالزّاف.
قالَ أنّني حين عنه أغيب.. تغيبُ الشّمسُ والشّجر .. النحلّ والنّمل والمطر. تغيبُ النّجوم الشواطىء والبحور والقمر.
دغدغ عشقه وانتماؤه لي وحاجته الجامحة إليَ.. كلّ خلاياي.
طلب منّي أن يظلّ معي وأنا أقود السّيارة عائدة إلى عُشّنا.
لم أصدّق أنّ خالد يعشقني هذا العشق المجنون. يعشقني بإدمان. ربّما .. استطعت أن أعوّضه عن حنان أمّه..ربّما وجد بي الأنثى التي كانت في خياله.
قلتُ له وأنا أحمل الموبايل بيد وأقود السيارة بالأخرى:
تعرف خالد... أحبّ فيك الجانب الأنثويّ من شخصيتك. أغلب الرجال يتمتعون فقط بالجانب الرجولي.. الخشن.. الجبّار. أمّا أنت فتتمتّع بكليهما.. وهذا هو سرّ تعلّقي بك فقد عوّضتني عن حنان والدتي وعمّا فقدته من رجولة في شخصية أبي وأخي وفيصل.
...
..
.
كنتُ أقود السّيارة عائدة إلى عشّنا..
أقودها بإحساس عاشقة تذهب لأوّل لقاء بحبيبها.
بين الفينة والأخرى..
كنتُ ألقي عليهِ نظرة فأجده يحدّق بي كطفل جائع يحدّق بنهم في ثدي أمّه البعيدة عنه.
= ما أجمل أن أرى رام الله من خلال عينيكِ حبيبتي.
قالَ.. فأسَرَني بمشاعرة الدافئة.. الهادئة.
ثمّ.. تابع معاتبا:
= مجنوننتي. لا تتأخري. أناااا مريض.
صمتَ.
قهقه.
أكمل:
مريض عشقا..ريتاي!
#ريتا_عودة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟