فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5584 - 2017 / 7 / 18 - 19:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
طوال العقود الثلاثة الماضية، تم توجيه أکثر من 63 إدانة دولية، وصدرت المئات من البيانات و النداءات المختلفة التي تطالب بتحسين أوضاع حقوق الانسان في إيران و حثت النظام القائم و طالبته بالکف عن الممارسات القمعية و الانتهاکات، لکن وکما هو واضح للعيان، فإن أوضاع حقوق الانسان في إيران قد سارت على الدوام وفق خط بياني من سئ الى الاسوء و ليس هنالك من أية بارقة أمل تدعو للتفاٶل بشأن ذلك، ولذلك فإن الحقيقة التي يجب أن يعرفها المجتمع الدولي عامة و المنظمات المعنية بحقوق الانسان خاصة، هي إن إصدار قرارات الادانة و بيانات الشجب و دعوات و مناشدات بشأن تحسين أوضاع حقوق الانسان في إيران لم تعد تجدي نفعا وإن على المجتمع الدولي و المنظمات المعنية بحقوق الانسان أن تفکر بخيارات و حلول أخرى لمعاناة الشعب الايراني و الانتهاکات التي ترتکب بحقه من جانب السلطات الايرانية التي تسعى لتطبيق قيم و مفاهيم القرون الوسطى على الشعب الايراني و بشکل خاص على المرأة التي يجاهر نظام الملالي بعدائها الى أبعد حد.
إرتفاع و تصاعد تنفيذ أحکام الاعدام في ظل حکومة الملا روحاني و وصولها الى الحد الذي باتت ترشح فيه إيران للمرتبة الاولى في تنفيذ أحکام الاعدامات في العالم، يثبت و بصورة عملية کذب و زيف کل مزاعم الاصلاح و الاعتدال التي يزعمها و يدعيها الملا روحاني، کما إن الانتهاکات الواسعة في مجال حقوق الانسان ولاسيما الحريات و التصعيد ضد النساء، يدعو المجتمع الدولي للقيام بواجباته الانسانية تجاه الشعب الايراني، ذلك إن الاعدامات قد تزايدات بشكل مأساوي ووصل عدد الإعدامات إلى حد تنفيذ حکم إعدام کل 4 ساعات، وهو مايٶکد من أن الصمت و التجاهل الدولي تجاه الحالة الايرانية خطأ دولي کبير ولايغتفر خصوصا وإنه يشذ عن القواعد و القوانين الدولية و الانسانية المتبعة و يلتزم نهجا مخالفا و معاديا لإنسانية برمتها.
عدم جدوى القرارات و بيانات الادانة الدولية ضد النظام في طهران، يدعو مجددا للإلتفات للاقتراح العملي و الفعال الذي طرحته السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية بإحالة ملف حقوق الانسان في إيران الى مجلس الامن الدولي ذلك إن التعويل على هذا النظام و إنتظار مبادرته بتحسين حقوق الانسان ليس إلا محض وهم و سراب، خصوصا وإنه يٶکد عاما بعد عام على تمسکه بنهجه القمعي الاستبدادي و عدم إستعداده للتخلي عنه مهما حدث بل وإنه يتحدى الارادة الدولية بکل صلافة عندما يشيد بأحکام الاعدامات کما حدث مع الملا روحاني دعي الاصلاح و الاعتدال ذاته، ولذلك من المهم جدا إعادة النظر في الموقف الدولي تجاه نظام الملالي من ناحية حقوق الانسان و الاعدامات و ضرورة إتباع اسلوب جديد يتبع الحزم و الصرامة لأنها اللغة الوحيدة التي فهمها و يفهمها هذا النظام الاستبدادي.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟