أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ضياء البوسالمي - المرأة العربية: ضحيّة مجتمع ذكوري














المزيد.....

المرأة العربية: ضحيّة مجتمع ذكوري


ضياء البوسالمي

الحوار المتمدن-العدد: 5583 - 2017 / 7 / 17 - 12:09
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


نص: أميرة المستوري / ضياء البوسالمي


ستضاف هذه السطور الى الاف النصوص التي كتبت لمناصرة حقوق المرأة في المجتمعات العربيّة. لعلها لن تغير شيئا ولكنها متنفس للضوضاء التي أعيت مخيّلتي. هذه الكلمات هي مجرّ شهادة على عصر طغى فيه النفاق والزيف. كلماتي رسالة لكل فتاة عربية تكبت رغباتها وترفض التمرّد على السائد، ولكلّ من تتّبع الرّكب ولا تفكّر. لن أناقش فكرة المساواة بين الرجل والمرأة ما دمت متيقنة أنّ هذه الحرب، رغم ايماني الراسخ بوجوب خوضها، الا انها محسومة فصاحبات الحقوق خائفات متخاذلات. النساء في اوطاننا كائن عجيب، تبدأ القصة منذ الصغر عندما تتبجح أمك امامك بمدى سعادتها بإنجاب الولد، اما انت فتكملة عدد. للذّكر دائما نصيب الأسد وان اعترضت أو تذمرت ينظر اليك بعين اللائم. تنتهج الام نهجين مختلفين في تربية ابناءها من الذكور والإناث. من هنا تبدأ بترسيخ فكرة دونيتك وحاجتك لوجود رجل لتكتمل حياتك وان أكبر احلامك يجب ان يكون زوج غني " يصون شرفك ". حياتك قائمة على الرجال او لنقل من اجلهم، وجودك لا معنى له دون رجل ولدت من صلب رجل مكلفة بصيانة اعراض اقربائك من الرجال لتزوجي رجلا وتنجبي رجلا.
في مجتمعاتنا، ورغم المستوى العلمي المحترم الذي تتحلى به أغلب النساء، إلا ان تفكيرهن لا يختلف كثيرا عن امهاتهن اللاتي زرعن في عقولهن بذرة الدونية والخنوع. في سنّ العشرين عندما ينشغل الفتى بخوض جميع تجارب الحياة وينهمك في تطوير نفسه تبدأ أمك في نقر جرس الخطر " يجب ان تشرعي في مهمة البحث عن زوج والا أصبحت عانسا" وتكلمك بين الفينة و الاخرى لتعلمك بان فلانة التي لم تتحصل حتى على شهادة ختم التعليم الاساسي فازة بجائزة الموسم و تجوزت فلان صاحب محلات المصوغ " اما انت و شهاداتك العليا فإلى الجحيم! رويدا رويدا ننخرط في المنظومة وترانا نطلق بكل تبجح على بنات جنسنا جميع انواع النعوت فقط لأنها تمردت. ستقبلين ان الخطيئة ان ارتكبت من قبل الرجل فهي تجربة وان ارتكبت من طرف المرأة فهي نهاية المطاف. وتقبلين بزوج لا يشبه فارس احلام الصغر فقط لان الوقت حان ولربما تنجبين فتاة لتزرعي بدورك في عقلها ان الدمى خلقت لنلعب بها كما نشاء.
أنزل الله ادم وحواء معا ونحن فرقنا بينهما. تكمن تعاسة هذا المجتمع ومن خلفه كلّ المجتمعات التي لم تخرج بعد من ظلمات التخلّف والجهل في اضطهادها لنصف المجتمع. ولا تغرك تلك القوانين الثوريّة التي تحمي حقوق المرأة، فالثورة الحقيقيّة تحصل على مستوى العقليات لا في الدساتير والمجلات القانونيّة. في مجتمع لا يحاسب فيه الرجل كالمرأة ولا تتمتع بحقوقها كاملة فترث نصف ما يرثه لا يمكن ان نتحدث عن تطوّر. لمجرّد أنها أنثى، تقضي المرأة حياتها في صراع ابديّ مع منظومة قيميّة اتفق عليها الأجداد منذ عصور غابرة وتوارثتها الأجيال وحافظت عليها. شرف العائلة لا يرتبط بأفعال مشينة يقوم بها الرجل بل بخروج الفتاة متأخرة أو وقوفها مع صديق أو حبيب.
تقزيم المرأة وتحقيرها نابع من مجموعة الخرافات الدينيّة والتقاليد البالية. تلك القنوات التي زحفت من بلدان الرمال ورسّخت فينا ثقافة "العورة" و"تعدد الزوجات". أصبحت درجة الايمان تقاس بغطاء الرأس او بطريقة اللباس. مجتمعاتنا لا تحمّل الرجل أي مسؤوليّة ولكنن المرأة لا يحق لها ان تمارس حياتها الطبيعيّة ذلك لمراعاة غرائز الرجل. كبت يتزايد كل يوم، وعلاقة متوترة بالمرأة لأننا نعتبرها رمز الخطيئة. هي دائما في قفص الاتهام والرجل ضحيّة. والحقيقة اننا ضحايا مجتمع ذكوري لن ينهض قبل ان يعالج عقده ويعامل المرأة بنديّة.



#ضياء_البوسالمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- راب مختلف ولو كره الكارهون: مقابلة مع ألفا
- الأدب بالدّارجة : ترجمة رواية -حكاية العين- لجورج باتاي، الج ...
- إِنْتَرْفِيُو مْعَ جُورِجْ بَاتَايْ تْعَدَّى فِي اُلتَّلِفْز ...
- إصلاح الإسلام ( 7 ) : محمّد و اٌلجنس
- نَحْوَ تَحْلِيلٍ أُنْترُوبُولُوجِي لِلْبُورْنُوغْرَافِيَا (2 ...
- نَحْوَ تَحْلِيلٍ أُنْترُوبُولُوجِي لِلْبُورْنُوغْرَافِيَا (2 ...
- -صافيناز- أو في عبادة تضاريس الجسد المقدس
- الأدب بالدّارجة : ترجمة رواية -الغريب- لألبير كامو، الجزء 4
- نَحْوَ تَحْلِيلٍ أُنْترُوبُولُوجِي لِلْبُورْنُوغْرَافِيَا (2 ...
- راب تونسي (7) : تْوِينِزْ
- رسالة إلى الرّب
- رواية ”سان دني“ لعلي مصباح : تاريخ جيل من المهاجرين
- كتاب -الثقافة محنة لذيذة- لخميس الخياطي: مسيرة مثقف تونسي
- الأدب بالدّارجة : ترجمة رواية -الغريب- لألبير كامو، الجزء 3
- إزدراء أديان أم ضحك على الذّقون !؟
- الأدب بالدّارجة : ترجمة رواية -الغريب- لألبير كامو، الجزء 2
- الأدب بالدّارجة : ترجمة رواية -الغريب- لألبير كامو، الجزء 1
- هوس
- راب تونسي : محمّد أمين حمزاوي
- نصر حامد أبو زيد : عدوّ الظلاميّة


المزيد.....




- مصر.. محكمة ترفض طعن فنان مصري شهير متهم بالاعتداء الجنسي و ...
- شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة الجديدة 2025 وزارة العمل ...
- كيفية تسجيل منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2025 الوكال ...
- يبدأ منذ المراهقة.. لماذا تصاب النساء بالاكتئاب أكثر من الرج ...
- خطأ فادح.. امرأة ترمي ثروة بيتكوين بقيمة 3.8 مليون دولار في ...
- بمناسبة عيد الفطر.. رابط التقديم في منحة المرأة الماكثة بالب ...
- لبنان يعلن مقتل 3 أشخاص بينهم امرأة في غارة إسرائيلية على بي ...
- معجزة تحت الأنقاض.. إنقاذ امرأة حامل بعد 60 ساعة من زلزال مي ...
- عمل المرأة بين تحقيق الطموح وحقوق الأمومة
- طريقة تسجيل منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 “الوكالة الوطن ...


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ضياء البوسالمي - المرأة العربية: ضحيّة مجتمع ذكوري