أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - السبع الزرق و قرص الشمس- العلاج النفسي الأدبي 21-














المزيد.....

السبع الزرق و قرص الشمس- العلاج النفسي الأدبي 21-


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 5583 - 2017 / 7 / 17 - 00:37
المحور: الادب والفن
    


أذهبُ إلى ما بعد المستثنى بإلّا!
وإذا ما سألتني عن رضوخي لسلطتك، فصوتي يعلو ويعلو:
- لا..لا.. وكلا...

الحياة لا تحتملُ التعميمَ..
أعرفُ..

وأعرفُ أيضاً حقوقي..
مَلَكاتي..
واجباتي بالعقل، لا بالموروث!
قدرة عقلي على خذل مخططات الذكور.. الحريم والفجور!

جموح أحلامي: لا تقبل الترويض ولا قصقصة الجناح!

أنتَ وأنا وبيننا:
العقل..
الله..
وجسور – إن أردتَ- للعبور...
**************


يعد مفهوم " الطب النفسي الإيجابي" من المفاهيم الجميلة في الطب النفسي، له الكثير من التعاريف، أبسطها:
أنه علم وممارسة الطب النفسي الذي يسعى إلى فهم وتعزيز الصحة النفسية من خلال دعم الصفات النفسية والاجتماعية الإيجابية في جميع البشر: مرضى، أو ذوي الخطورة لتطوير مرض نفسي، و حتى من يدّعون الصحة النفسيّة.
من هذه الصفات النفسية التي تعزز الصحة النفسية وتحمينا من المرض النفسي:
المرونة النفسية، التفاؤل، قابلية التكيف مع صعوبات الحياة، الكفاءة الذاتية، الروحانيات وتنطوي على مفهوم الدين السليم كعامل إيجابي، شبكات الدعم الاجتماعي الجيدة (العائلة، الأصدقاء، الزملاء...) ...

يحاول بعض الذكور السيطرة على النساء وعلى المجتمع من خلال مفهومات خاطئة تتعلق بالأفضلية والقوامة.. هذا يؤدي إلى خلل عميق في المرونة النفسية عند الذكور والإناث.. ضرر في قابلية التكيف وفي استخدام العقل لفهم الدين، ناهيكم عن نخر عميق في شبكات الدعم الاجتماعي.

كل ما سبق يسبب تقويض في فرصة الطب النفسي الإيجابي كعلم مفيد في تحقيق تغيرات إيجابية وجذرية في المجتمع.

إن إعادة الدور الرائد للسيدات والنساء في قيادة المجتمعات، يؤدي حتماً إلى زيادة فرص النجاة و منح الغد سبع سموات زرقاء عوضاً عن سماء واحدة محتلة من قبل مدّعيّ الدين و أشباه الرجال!
*****************


حدثتني "وفاء" عن زوجها "عبد القهار"، قالت:
-نظرته إلى الأنثى محدودة وسطحية، هو يعتقد أن أية أنثى تصلح رقماً في سجلاته الجنسيّة، تحكمه غريزته بشكل لا يصدق.. لا يقوم بالخيانة الجسدية.. لأنه بخيل وبشع الهيئة، لك خياناته الفكرية أكبر من أعدها..
خانني عندما خدعني يوماً وادّعى التحرر العقلي، مساواة الرجل والمرأة، قراءة الكتب.. نصرة المظلومين.. واكتشفت أنه أبعد ما يكون عما سبق.. شخص مكرر بامتياز.. يشبه الجميع ما عدا نفسه الحقيقية!
كذّاب، مرتشي، بخيل ومنافق! يريدني خاتماً في يده، ولا مجال لي حتى لإتخاذ قرار في بيتي!

"وفاء" معلمة رياضيات.. تعمل في مجال الدروس الخصوصيّة لأبناء من يسميهم قليلو الثقافة: " النخبة “..
متوسطة القامة، ممتلئة الجسم، غالباً ما ترتدي سروالاً واسعاً وقميصاً فضفاضاً.. شعرها البني يغزوه الشيب الثلاثيني بطريقة مناورة تهزأ برأي زوجها في فرضية الحجاب – "بالحجاب أبدو أجمل يا قهارّيّ"- أتريدني أن أبدو أجمل؟ أو هي (أجندة) لنفاقك وتمام؟

عيناها سوداوين، رموش كثيفة من دون أية مستحضرات كاذبة.. بشرة سمراء نقية تضاهي في بريقها العسل.. أنف مفلطح طفولي الهيئة.. وشفتان ممتلئتان بشكل طبيعي غير مكرر.. عندما تبتسم يظهر سواد سنٍ جانبي قبل أن تلتفت إلى شامة في خدها الأيمن.. كبيرة وسوداء تقول لك:
- إن لم ترَ سوادي فلم تعرفني بعد!

أما " عبد القهار".. أو سبب القهر " قهارّيّ " كما تسميه " وفاء"..
فذكر طويل، كرشه يخبرك عن أول اهتماماته، فيما تقول لك نظرته المستخفة الكثيرَ عن أناه.. " عبد القهار" يعمل موظفاً في المحكمة.. يستخدم الدين ليكسب الأصدقاء.. يذهب للجامع ليعيد ما يُتلى عليه دون تفكير، ثم يساير أولي الأمر بطريقة لا تفتح لهم المجال للشك في ولائه..
والولاء في عالم الذكور يعني الدعم.. والدعم يخولك لأن تصبح ذو (شأن) في مجتمع قلّ رجاله وكَثُر ذكوره!
وجهه المدور ينضح بالشعيرات الدموية المتوسعة، بضعة حطاطات واحمرار جلدي ينطوي على تشخيص " ورديّة الوجه"، تحيط بها لحية وزبيبة تستخدمان كفيزا للعبور إلى شاطئ مدعيّ الإيمان!
لا يبتسم إلا نادراً.. وإذا ما ابتسم فالسبب غالباً يتعلق بتأخر الفيزا!

*****************


في يوم رمضاني قد يسبق ليلة القدر أو يتلوها.. نذرت " وفاء" أن تكمل دينها، تحكم عقلها، تفز بأخلاقها وتتطلق!

بعد ذلك بسنتين حصلت على طلاق وكثير من الشائعات...

كتبت لي رسالة طويلة ختمتها ب:

إن الشرف الذي نرتضيه كحفيدات ل " زنوبيا"، " فاطمة" و " زينب" لهو شرف استخدام العقل في زمن الحريم!
إن اليوم الذي تقضيه إحدانا مع ذكر يُحَرّم استخدام العقل لهو يوم هارب من بيت للدعارة.. أو في أحسن الأحوال: خروج عن الدين!

قلتِ يوماً: لنحطم الأصنام، فتسطع شمس العقل فوق سبع زرق!

وأنا أردُ من بعدكِ:
آمين!


يتبع...



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجلٌ أم ذكر؟!- العلاج النفسي الأدبي 20-
- الإسلام بين الشرق و الغرب- العلاج النفسي الأدبي 19-
- رئيسة مقيمين في ألباكركي- العلاج النفسي الأدبي 18-
- من قرطبة إلى جزيرة الدمى المسكونة! -العلاج النفسي الأدبي 17-
- حدوتة نفسيّة-العلاج النفسي الأدبي 16-
- آمين - العلاج النفسي الأدبي 15-
- أنثويّات: العلاج النفسي الأدبي 14-
- راشدون و عاهرون: في العداوة بين الطب النفسي و التعصب الديني- ...
- تنورة أشرف من لحية: في العداوة بين الطب النفسي و اللحى - الع ...
- الصورة تكذب-العلاج النفسي الأدبي 11-
- الطلاق في زمن الحرب- العلاج النفسي الأدبي 10-
- الرقص بين حضارتين-العلاج النفسي الأدبي 9-
- أصلب من الصليب! العلاج النفسي الأدبي -8-
- العصف الذهني - العلاج النفسي الأدبي 7-
- أنانيا.. نرجسية إسلامية- العلاج النفسي الأدبي 6-
- هيستيريا تركيّة - سلسلة العلاج النفسي الأدبي 5-
- تحرّش شرعي ! - العلاج النفسي الأدبي 4-
- إدمان أديان - العلاج النفسي الأدبي 3-
- فيروزيّات أو تطبيع -الإسلام- ! علي السوري -13-
- قلق سوري - العلاج النفسي الأدبي 2-


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - السبع الزرق و قرص الشمس- العلاج النفسي الأدبي 21-