اميرة بيت شموئيل
الحوار المتمدن-العدد: 1453 - 2006 / 2 / 6 - 11:28
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
مما لا شك فيه ان رسالة الدكتور الجليل سيار الجميل الاخيرة قد حملت الاسى في نفوسنا جميعا لكونها جاءت من نبع زاخر بالعطاء الثقافي المتنوع والتحليل السياسي المعتدل من عراقي معتز بانتمائه الوطني لبلده والانساني لعالمه.
لم يشأ الدكتور الجليل سيار الجميل التوقف في كلماته الاخيرة ( الرسالة وصلت ) كثيرا عند الرسالة التي وصلته وتسببت في قرار الصمت ،ولكننا لابد وان نعي ان الرسالة المشؤومة حملت بين ثناياها التهديد بالتصفية، فهذه ليست اول مرة يتعرض فكر حر الى ظلم التشدد الظلامي الجاهل في شرقنا المفجوع بجرائمهم البشعة.
يذكرنا الكاتب الكبير جاسم المطير في مقالته حول توقف الدكتور سيار، بالمقالة التي اطلعنا عليها سابقا من قبل الباحث المصري ( سيد محمود القمني) في شهر تموز من العام الماضي يعلن فيها توقفه عن الكتابة ، طبعا بعد تعرضه لتهديد المتشددين الجهلاء، كذلك شاهدنا في الفترة الاخيرة توقيف وسجن العديد من الاقلام الناقدة وتوقف العديد من الاقلام الحرة عن الكتابة دون سابق انذار وتحول البعض الاخر الى تبديل اسمائهم الصريحة باسماء اخرى ليستطيعوا الاستمرار في كتاباتهم .
ما يجري على الساحة العراقية والشرق اوسطية وحتى العالمية امر يهمنا جميعا لاننا نشكل اجزاءها، ومن هذا المنطلق نجد ان من حقنا جميها ان ندلو بدلونا من الاحداث المختلفة ، وليس من حق احد ان يفرض رأيه على الاخرين ، اما مسألة التهديد بالتصفية الجسدية وسجن وتوقيف الكتاب والوعيد فهذه اساليب غابية جاهلة يجب محاربتها والوقوف بوجهها جماعيا وليس افرادا.
بغض النظر عن اقترابنا او ابتعادنا عن اراء بعضنا البعض نؤكد هنا ان السكوت عن هذه الاعتداءات الجبانة على الكتاب والباحثين والنقاد من قبل المتشددين الذين يتخذون اسلوب الغاب احكاما يصروا على تطبيقها على الجميع، سيجر الويلات على المدرسة الثقافية حتى يتوقف فيها اخر مدرس ليتحول الوطن بالكامل الى ساحة غابية الغلبة فيها للمبدع في الجرائم وقطع الرقاب.
لنقف معا ونشجب الحملات الجبانة التي يتعرض لها الكتاب والباحثون والمفكرون ونطالب بحرية الرأي.
#اميرة_بيت_شموئيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟