|
-شاعر القصيدة التي تبتلع قراؤها-
عايدة نصرالله
الحوار المتمدن-العدد: 1452 - 2006 / 2 / 5 - 10:00
المحور:
كتابات ساخرة
قصائد لإسماعيل ريد ترجمة وتقديم : عايدة نصرالله ولد إسماعيل ريد في تشاتانوجا Chattanooga))في ولاية تنيسي سنة 1938، وقد ترعرع في حي بسيط، انتمى سكانه للطبقة العاملة في بوفالو (Buffalo) في ولاية نيويورك. حصل إسماعيل ريد على درجة الدكتوراه في الأدب من جامعة بوفالو وعمل على مدى ثلاثين عاما محاضرا في جامعة بيركلي في كاليفورنيا، كما عمل مدرسا في عدة جامعات وكليات أمريكية. نشر اسماعيل ريد مقالاته ومؤلفاته في صحف ومجلات عديدة أهمها "نيويورك تايمز" و "لوس أنجلوس تايمز". وترجمت مؤلفاته للفرنسية والإسبانية والإيطالية واليابانية والألمانية والدانماركية. إسماعيل ريد هو شاعر وروائي ومسرحي وكاتب مقالات أمريكي من أصل أفريقي. ألف خمسة عشر كتابا حتى اليوم، وهو محرر مجلات وأنتالوجيات، كذلك منتج تلفزيوني وإذاعي. من اشهر مؤلفاته روايته "مامبو جامبو-mumbo jumbo” . يتسم أسلوب اسماعيل ريد بالسخرية المرة ، محاولا خلق نمط جديد متحديا به الأسلوب التقليدي للأدب خاصة في الشعر. واجهت أعمال إسماعيل ريد النقد من قبل النقاد الذين وصفوها بأنها لا تحمل التجانس وهي مشوشة وعسيرة على الفهم. لكن هذا النقد ربما نابع من كونها تستند على الأسطورة والتراث الشعبي الأفريقي كذلك على الأساطير المصرية القديمة، فقد استند إلى أسطورة أوزوريس وإيزيس في قصيدة "أنا الكاوبوي في قارب الإله رع “I am the cowboy in the boat of Ra”. فالمزيج الثقافي التراثي قد منح لغته سمة خاصة مع بعض الإشكالية في فهم أشعاره، خاصة وان بعض الأشعار تطفو عليها سمة لغوية تتصف بلغة "السود" فمثلا يختصر الكلمة "old” ويكتفي منها بحرفين “Ol” وبدلا من كلمة “with” كاملة يكتفي بالحرف "w”، وهذا يجعل الأمر صعبا لمن يغامر بترجمة أشعاره . ورغم النقد فإن أعماله حازت على جوائز عالمية من أهمها جائزة "البوليتزر" للآداب. تدرس أشعاره في الجامعات ومن أهم قصائده التي تدرس في دورات الأدب قصيدة "احذروا أن تقرأوا هذه القصيدة" (مترجمة أدناه) لن أتعرض في هذه العجالة لتحليل قصائده ولكن بودي أن أعرض للمحات سريعة حول القصيدة المذكورة. كما سبق وأشرت فإن قصائد اسماعيل ريد محملة بالرموز الأسطورية الناتجة عن الموروث الأفريقي ، ففي القصيدة "إحذروا أن تقرأوا هذه القصيدة" تتحول تلك العجوز الشريرة إلى مرايا تبتلع قرابينها من مختلف الأعمار إذا هم حاولوا الاقتراب منها. هذه الدلالة القوية على مكانة القصيدة ، وليست أي قصيدة، إنما تلك القصيدة التي تمازجت مع "أنا" الشاعر و"أنا" القارئ حتى كونت تلك العلاقة الثلاثية المقدسة. إن الشاعر في جميع قصائده يبرع في الخروج من "الأنا" والدخول "للآخر، كما نرى في القصيدة المذكورة وقصائد أخرى مثل " سيدي – هزة أرض" قصائد ريد تضعك في ارتباك وبلبلة بمهارته من الانتقال من التكلم بضمير المتكلم ثم المخاطب "أنت" ويثير استغرابك أكثر في نهاية القصيدة (احذروا أن تقرءوا هذه القصيدة" عندما يدرج ثلاثة اسطر تبدو وكأنها خبر نشر في جريدة وهي جزء لا يتجزأ من القصيدة، والخبر يشير إلى اختفاء لآلاف الأشخاص الذين لم يعثر لهم على أثر والسؤال هو "هل ابتلعتهم القصيدة"؟! إن هذه القصيدة المرعبة، المخيفة التي تبتلع قراؤها، هي نوع آخر من الدعوة لكتابة شعر يمتلك القراء لدرجة الاستحواذ "الابتلاع" ، وهي مخيفة كونها قصيدة "الآخر"- الآخر الأسود بين البيض، وهو ما يؤكده في قصيدة "هزة أرضية اسمها بلوز" حيث تمثل الموسيقى التي رفضت من قبل المفهوم الأمريكي – الأبيض المتعالي، ثم ما لبثت أن فرضت نفسها كجزء لا يتجزأ من موروث الموسيقى الأمريكية الشعبية كهولة ابتلعت سامعيها. هذا التقديم السريع لم يكن سوى محاولة لتعريف القارئ العربي على نموذج من هذه القصائد الخاصة في دلالاتها.
احذروا أن تقرأوا هذه القصيدة
الليلة… كان فيلم إثارة عن امرأة عجوز مغرورة أحاطت نفسها بمرايا كثيرة سجنت نفسها في البيت، ساء وضعها، تحولت حياتها كلها لمرايا. في أحد الأيام، اقتحم أهل القرية بيتها كانت أسرع منهم بالاختفاء داخل المرآة بسبب تلك العجوز داخل المرآة، كل من سكن ذلك البيت بعدها، فقد إنسانا عزيزا عليه في البداية، كانت فتاة صغيرة بعد ذلك شابة وبعد ذلك زوج تلك الشابة.
**** جوع القصيدة كان أسطوريا افترس عدة ضحايا
ابتعدوا عن هذه القصيدة فإنها محبوكة في أقدامكم ابتعدوا عن هذه القصيدة لأنها محبوكة بأرجلكم ابتعدوا عن هذه القصيدة لأنها مرآة شرهة انتبه، أنت داخل القصيدة غارق فيها من خاصرتك حتى أخمص قدميك لا أحد باستطاعته سماعك، أليس كذلك؟ هذه القصيدة ابتلعتك حتى هنا!!! هذه القصيدة وقحة... أنت لا تستطيع الصراخ من داخلها. اهدأ الآن .. اذهب معها، اذهب مع القصيدة تحرك، تدحرج باتجاهها. لا تعاند هذه القصيدة لأن لها عيناك لأن لها رأسه ولأن لها ذراعاه ولأن لها أصابعه ولأن لها أطراف أصابعه هذه القصيدة هي القارئ والقارئ هو القصيدة (أعلنت إحصائيات المكتب الأمريكي للأشخاص المفقودين بأنه في سنة 1988، اختفى أكثر من مائة ألف شخص دون أن يتركوا أي أثر أو رمز يدل عليهم، لم يتركوا سوى فراغ)
هزة أرضية واسمها بلوز
حسنا، القطة تتصرف بشكل غريب والكلب ينبح طوال الليل أنا أقول القطة تتصرف بصورة مخيفة والعصافير تزقزق طوال الليل الأرض بدأت تهتز والخوف ضرب المدينة
سيد، "هزة ارض" سيد "هزة أرض" أنت لا تفرق بين الخير والشر قتلت الطفل في مهده حرقت فراش الأرملة العمارات بدأت بالاهتزاز كرجل سكير في طريقه للبيت الناس هربوا، والجماهير بدأوا بالأنين
سيد "هزة أرض" سيد "هزة أرض" أنت لا تفرق بين الخير والشر قتلت الطفل في مهده حرقت فراش الأرملة وأنا اختبأت تحت الطاولة خبأت رأسي بين ركبتي تدحرجت الأواني والبيت هزني
*** سيد "هزة أرض" سيد "هزة أرض" أنت لا تفرق بين الخير والشر قتلت الطفل في مهده حرقت فراش الأرملة قلقت لطفلتي هل هي في مأمن، أم ماتت؟! قلقت لطفلتي هل هي في مأمن أم ماتت؟!! وعندما اتصلت وقالت "أنا بخير" عندها فقط عدت لفراشي
***
سيد "هزة أرض" سيد "هزة أرض" أنت لا تفرق بين الخير والشر قتلت الطفل في مهده حرقت فراش الأرملة
من دوسيه العميل رقم 2
موزة سوداء يمكنها أن تجعلك تحلق بطاطا متعفنة تسبب لك الانهيار العنب من النوع السيئ سيتلاشى خلال أيام والبرتقالة المتعفنة ستتحجر
***
أعرف قدراتك قبل أن تدخل كروم الغرباء.
رجل أم فراشة؟!
علاقتي الغريبة مع الموت تشبه حلم ليئوتيس أحيانا احسبني كاتبا، يكتب عن المدن أو ربما، أنني مدينة بين مدن تكتبني ربما، أنا مدينة في خطر. كل الشؤون الصغيرة، بإمكانها أن تجعل قلبي يدق لكن أشيائي في زوال لم يتبق بي شيء أنا أتحول لمدينة أشباح، دون احتجاج ولو بالصدفة، عله يحييني أو يثيرني
*** يعينون لجنة تحقيق حولي لكني الشاهد الوحيد على حالتي
#عايدة_نصرالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شهقة الموت السريري
-
قلبي على الحافتين
-
-العطش-: استلاب الجسد المكان والصبو للعبور
-
الجارزة السوداء
-
أنين المقاهي
-
رجل يهتك ليل الأسئلة
-
مقطوعة شعر
-
مقطوعة شعر بعنوان -زارا رحلة التجلي في هوس النقاء
-
كطيف كونته مخيلتي
-
زارا: رحلة المبتغى في هوس النقاء
-
خصلة شعر
المزيد.....
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|