محمد محمود غفير
الحوار المتمدن-العدد: 5580 - 2017 / 7 / 13 - 00:17
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
لم تكن نكسة 67 فقط علي المستوي السياسي بل امتدت لتكون تعرية و فضح لكل الزيف الذي عشنا في كنفه طيلة 20 عاما تحت الحكم الناصري ... لقد حكمنا عبد الناصر بالحديد و النار ظنا منه ان
الدكتاتورية هي الحل اراد ان تقوم الدولة علي السمع و الطاعة و لم يكن ذلك بدعة في عصره بل كان الرائج في زمانه ، فلم تكن الديمقراطية في ذلك الوقت مطلبا شعبيا او بشكل اوضح لم تكن اولوية الشعوب
العربية التي وضعت الاستقلال التام او الموت الزؤام هدفا اسما .
نكسة حزيران فضحت كذب الاعلام و اسقطت الاقنعة عن النخبة الفاسدة ... و ظهر الملك عاريا ( لقد قررت ان اتنحى نهائيا عن اي منصب رسمي ... لاعود الي صفوف الجماهير ) .... انطلقت الحشود في
كل انحاء مصر و هنا كانت الفضيحة الكبري و هي تزييف التاريخ :
1 - لقد خرجت الجماهير لتطالب الزعيم الخالد بان يعدل عن التنحي فمصر لن تتخلي عنه و لن يتخلي عنها ( الموقف الرسمي ) .
2 - لقد خرجت الجماهير بدافع من الاتحاد الاشتراكي فهم مدفوعون من النظام لتبرير استمراره ( الموقف المعارض ) .
3 - لقد خرجت الجماهير لتقول للزعيم اين ابنائهم محملة الرئيس مسؤلية تلك الكارثة ( الدكتور عبد العظيم رمضان في كتابه تحطيم الاصنام )
هكذا يكتب التاريخ حسب الاهواء السياسية انها سياسة لا تاريخ .
الدكتاتورية احد اسباب النكسية و العنترية الفارغة ادت بنا الي خسائر لازلنا ندفع ثمنها حتي الان ... وقعت النكسة و لم ينهض العرب .. احتلت اجزاء من ارضنا و لم يجتمع العرب ليضربوا العدو ضربة
رجل واحد انتهكت السيادة و لم يتحرك احد ...
ويروى ان كوكب اليابان الشقيق ضرب بالنووي و نهض بعدها بسنوات ... و هناك عدة دول لا يجمعهن جنس و لا يشتركن في لغة و لا اديانة و لا اصل تدعي الدول الاو ربية قامت بينها الحرب العالمية
الاولى و دمرتها ثم بعدها بقليل قامت الحرب العالمية الثانية و انهارت بنيتها التحتية و الفوقية و مع ذلك نهضت .
العرب دينهم واحد و ارضهم و احدة و لغتهم واحدة و جنسهم واحد و عدده اكبر من عدوهم لكن كل هذا الجمع الغفير و كل هذا الزحام لا احد .. فمتي يعلنون وفاة العرب ...
#محمد_محمود_غفير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟