أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - كأنّه أبي-الفصل الخامس-2-














المزيد.....

كأنّه أبي-الفصل الخامس-2-


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5579 - 2017 / 7 / 12 - 20:53
المحور: الادب والفن
    


لا توجد وسيلة للعودة ياميّ. أكلنا الطّعم. هذه ليست مسرحيّة هي منصّة سياسيّة تحت اسم مسرحية. يتحدّثون عن العدالة، ويثيرون عواطف الغضب والكراهية. عندما تطفأ الأنوار بعد الفصل الأوّل سوف نغادر بصمت. مكاننا ليس هنا. أتدرين ماذا أتعلّم من تلك الأخطاء؟ تعلّمت أنّه لا بد من العودة إلى البيت فهو مكان رائع.
هؤلاء الذين امتهنوا التأليف. يؤلفون القصّة عد يوم واحد من الحدث ، قصّة طويلة أو مسرحية يغتنون من أعمالهم. هؤلاء هم الشعبيون الذين يخافهم الغرب هنا، والذين ينالون المجد في بلادنا. يقدّمون تخاريف عن الحب والحياة والثورات. هم قوميون أمميون، طائفيون، وعلمانيون. يشغلون جميع المنصات سواء كانت افتراضية او حقيقيّة، ولو تابعت أصدقاءهم لرأيتنا بينهم. ليس نحن فقط بل الكثير من أصحاب الجهد، والفكر الإبداعي.
اليوم هو عصر الإثارة الرّخيصة، أ كما يدعى عصر السّوق. نروّج لكلّ شيء بمفردات ضخمة . عندما أرى المبدعين الحقيقيين أشفق عليهم، الوقت ليس لهم وإثبات ذاتهم في هذا السّوق وهذا التنافس الرّخيص قد يقصيهم عن أماكنهم اللائقة.
لو تعرفين بما أفكر الآن؟
أشعر أنّني أنا والمستقبل خطّان متوازيان . حلمت به من خلالك ، فوقعت وربما أوقعتك معي في بئر ليس له قرار.
لو كنّا اليوم في العاشرة
نعرف ما يعرفه الأطفال
لو كنت أعرف أن العمر مزحة
وأن الكفاح كذبة
لكنت رفضّت، ثم رفضت
ذلك الحال
كنت مغفلاً بلا حدود
أنام الليل وأطراف النهار
أنتظر الأمل
ولا أمل إلا في جيوب التّجار
قلبي يخفق بالحب
ولا حبّ إن داهمك الدّمار
في ليلة كنت فيها مع القمر
ندوّن الأسرار
نبذني. حدثته عن أن السعادة
لا تشترى بالمال
ضحك من تفاهتي:
أعذرك! أنت يصنع من الوهم أملاً
يتمسّك به، ويطحن العمر طحناً
كان القمر متجبّراً وجبّار
أشعر هكذا في هذه اللحظة. أشعر أنّني يائس، ومحبط، ولم أحقّق طموحي. هل لديك وصفة من أجلي يا مي؟
. . .
إنّي بطبعي ملولة يا غريب. نادراً ما أفتح الصفحات الاجتماعية، وعندما أفتح الفيس بوك، وأمر على المنشورات أشعر بالتشتت والضَياع. مسرحية البارحة كأنّها كتبت بيد أصدقائي الافتراضيين. أشعرتني أن العالم ليس بخير. كنتَ حزيناً لذا استمعت لك فقط. أعادتنا المسرحيّة إلى الخلف من كثرة الأشخاص العظماء والرائعين، والمبدعين الذين تحدّثت عنهم. نحن نعمل جهدنا تجاه أنفسنا يا عزيزي. أنا اليوم في الأربعين من عمري، وأرغب أن أكون أمّاً.
هل تدري لماذا رفضّتُ فكرة الزواج عندما عرضتها؟
لقد خفت أن تكون جيناتك مثل جينات والدك، وفي مرحلة ما تختفي من حياتي. انتظرت كي تمرّ بأزمة منتصف العمر. ليس والدك هو أوّل ولا آخر من فعلها. الكثير من الرّجال يشعرون أنهم بحاجة للتبني من قبل امرأة تنفق عليهم.
موضوع التّشارك ليش مشكلة إن تمّ التّفاهم حوله. في أغلب الحالات لا يقبل الرجل إلا أن يستولي على الدخلين، ويتصرف، فنحن في النهاية ننتمي إلى أصول شرقية، ولم يمرّ علينا أجيال هنا.
-يبدو أن لعنة أبي سوف تلاحقني. لا أوافق يا ميّ على رأيك .نعم الكثير من الرّجال مثله، الكثير يطلّق، وبعض الرجال الغير متزوجين يفتشون عن امرأة غنية، ولا يمانعون إن كان لديها أطفال. الإيذاء الذي فعله أبي ليس في تركه لأمّي. هو في المسرحيّة التي قام بتمثيلها، وهو ينوي الغدر، وتحريضنا على كراهية أمي واتهامها بالجنون. زميلتي في المدرسة افترق والداها، لكنهما كانا يحضران معاً نشاطات المدرسة. لم يختر الرّجل الهرب إلى مكان لا يستطيع بعده العودة. آسف ميّ. سوف أغادر الآن. لا أجد نفسي مؤهلاً للحبّ.
هل أعجبك هذا أيها الهارب؟ اطمئن. دمرت كل الأشياء الجميلة في عالمي.
أنتَ السبب في كلّ ما يجري لي من فشل وحزن.
آسف عزيزتي ميّ. ليس لدينا في الطيب نصيب
سوف تبقين حبيبتي
وأبقى لك ممتناً
منحتني الأمل والحبّ
لكنّه القدر سلبك مني
والقدر تسبب به شخص يعتقد أنّ عليّ أن أتفهمّ خياره. عدت يا أبي إلى اكتئابي . اطمئن. لن أتزوج، ولن يكون لديّ أطفال.
وداعاً ميّ. كنتٍ حياتي
. . .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كأنّه أبي-الفصل الخامس-1
- سارقة شينوار
- كأنّه أبي-الفصل الرّابع -5-
- كأنّه أبي-الفصل الرّابع-4-
- كأنّه أبي-الفصل الرّابع-3-
- كأنّه أبي-الفصل الرّابع -2-
- كأنّه أبي-الفصل الرّابع-1-
- كأنّه أبي-الفصل الثّالث-5-
- كأنّه أبي-الفصل الثّالث-4-
- العلمنة في ظلّ تعدّد الأئمّة
- كأنّه أبي-الفصل الثّالث-3-
- ماقبل جيل النّعم، وما بعده
- كأنّه أبي-الفصل الثّالث-2-
- رسالة امرأة في العيد
- قصّة عيد يهرب من الفقراء
- لماذا تتقلّد المرأة الأدوار الثّانويّة
- كأنّه أبي. الفصل الثّالث. 1.
- كأنّه أبي.الفصل الثّاني. 5.
- كأنّه أبي . الفصل الثّاني .4.
- هل تتكرّر أسطورة الأمازونيات


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - كأنّه أبي-الفصل الخامس-2-