راما ديب
الحوار المتمدن-العدد: 5577 - 2017 / 7 / 10 - 15:19
المحور:
الادب والفن
في الطريقِ سقطَتْ مني بضعُ دقائقَ
ليملأ الفراغُ ظنَّ التأخرُ عن الوصول
استعجلتُ بهِ قربَ حبيبي ..
ففي بلادنا لم يكنْ الوقتُ اختياراً
بين سيفٍ و مذبوحِ ..
القرابينُ نحنُ .. و جلادنا جامعٌ للأبدية
أما جسرُ الأحلامِ أياديهِ متفرقةً
حتّى أعمارنا لا تكفيه حبالاً
بين ضفةِ القلبِ و ضفةِ القهر
فيالِ عُقمِ الوصلِ بين الحبِّ و الدمِ ..
و للفصلِ .. غادرنا البلاد
الجعبةُ متخمةٌ بالمجهول
و الأملُ نكتةٌ للفتيان
لا وقتَ للحياةِ .. نلهثُ للعيش
لا مكانَ للموتِ .. بغيةُ الحياة
غريب الزمان علينا .. باردٌ سلامُه
و الحلمُ يلاعبنا بين ظهورٍ واختفاء
بآخرِ الجسرِ .. و الخطوةُ فارغةُ الثقة
أقدامنا الكشافةُ و الأيادي تلوحُ للأمان
و الصمتُ يتدلى من ضجيجِ الكلام
فماذا نحكي .. تائهةٌ القصة من بدايةٍ و ختام
موصدةٌ بالخوف.. بالتعويذةِ الأخيرة :
"هاقد سقطتُ .. هاقد انتهيتُ"
صرخةُ الظنِّ الأخيرة ..
و نداءُ أولِ الفتوحاتِ ..
باحتفالٍ من عرقٍ وارتجاف
و دفءُ كفٍ .. امتزجَ بالكفِ
و ارتواءُ النبضُ من النبضِ
ليعيد إلينا بضعَ دقائقَ ..
و عمراً نعرفه من الرائحة :
"هنيئاً لك .. بالدمِ مافُتِنتْ ..
هنيئاً لك .. الموتَ ما افْتَعلتْ ..
مباركٌ عليكَ .. أنا
لبُّ الحلمِ .. و حِلُّ اتباعِه".
#راما_ديب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟