|
كأنّه أبي-الفصل الرّابع -5-
نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 5577 - 2017 / 7 / 10 - 00:10
المحور:
الادب والفن
كان يحمل قضيبه على كفّه منادياً ، ثم رأى أن المال أبقى، وهو يشتري السّعادة والجنس معاً-أعني المال-. وقف أمام امرأة غسلت دماغها بمنظّف مشهور، وعرفت ماذا يعني كلام الحبّ المزركش . عرض حبّه. لم تكن المرأة مغفّلة لكنّها بحاجة إلى زوج شرعيّ تظهر معه في المجتمع مقابل أن تدفع له ثمن طعامه، وشرابه، وبعض النّفقات. وراء كلّ رجل عظيم" امرأة تملك المال والسّلطة" منحت المرأة الرّجل المتبنى كزوج وظيفة وهمية يقبض عليها مرتباً شهرياً. تعودت أن لا تدفع من حسابها شيئاً ، الدّفع منوط دائماً بجهة ثالثة تحتاج خدمات السّيدة من أجل الصّالح العام . انصرفت هي لوظيفتها المتألّقة. هي تجيد جميع الأعمال .تعمل في بعض الأحيان معارضة سياسيّة لأنظمة الحكم في بلادها ودول أخرى ، تخلع ثيابها متحرّرة من قيود الشّرق في الغرب. أحياناً يهبّ الإيمان عليها فجأة ،تضع الحجاب، تذهب إلى الحج، وتصافح حاجب الملك، هي منفتحة حتى على الحجّاب يغدقون عليها ، ويرشحونها لمن هم أعلى . تصبح شاعرة في أوقات الفراغ، فالشّعر لديها هواية . تدعى إلى المنابر الثّقافيّة التي تقدّر جهد الإنسان، وتأخذ مقابل كلّ قصيدة شعر حبّة مسك ممّن تلهمهم في تلك الأمسية، وحبّة المسك هذه يمكن أن تشتري بها قارباً، أو طائرة بمحرّك واحد. في حالة الرّجل الذي اختارته كأبّ لأولادها من زواج سابق. كانت في منتهى الذكاء، استغنت عن الخادمة، ولم تعد تعتذر عن الخروج ليلاً . تشتري له بدلات جديدة وربطات عنق من أجل أن تظهر معه في الحفلات. هو يعلم جديداً أن هذه المرأة ليست مثل تلك الزوجة، فالأولى تعتمد على العلم والمعرفة، وهذه تعتمد على الذّكاء. ما نفع الشّهادة العلمية أمام المعرفة الكونية التي يتفوق فيها فقط أصحاب العقول الرّاجحة؟ لقد تمّ تطبيع الرّجل الذي كان يحمل قضيبه على كفّه باحثاً عن المتعة ، لم يعد يثير الذّعر، أصبح كالخروف المرياع, هو يعرف أنّه لو لعب بذيله سيكون مصيره رصاصة واحدة من رجل أمن الوطن الذي يحمي تلك الأنثى الباهرة . ألا يكفي أنّه يحظى بوظيفتين؟ عمله، ووظيفته كزوج السّت، أنساه الحبّ حياته الأولى، وعوّضه عنها لدرجة أنّه نسي أولاده السيئين مثل أمّهم وفق تصريحه ، أحبّ أولاد المرأة التي يحبّ. عندما تراه يحضنهم بمنتهى الرّقي لا تستطيع إلا أن ترفع له القبّعة احتراماً هو مثال الأب العطوف الدّافئ، وغالباً ما تستشهد السّيدة بأبوّته، عندما تقدّمه للمجتمع باسم حبيبي.
أعطته تلك المرأة الكثير إلا الجنس. هي لا تحتاجه، ولا تحبّ أن تسمع شخيره في غرفة نومها، فحولها الكثير من الرّاغبين. من يومها وهو مصاب بالعنّة، وسعيد جداً بعنّته. وفّرت عليه الشّقاء.. من رواية ألف قلب، ولا غلب للكاتبة أماندا . . . هل هذا سحر يا مي؟ في كلّ مقطع من الرّواية شعرت بوجود أبي. السّيدة لا تعرفني. الحديث ليس عنّي، لكنّني متأكّد أنّه عنّي. هناك سرّ، وسحر. -تقول القصّة أن تلك المرأة " بطلة الرواية" قد تعرّضت للاغتصاب في طفولتها، أرادت أن تتحدى الحياة ، وعملت كمومس. تقول الكاتبة: أن الحظ حالفها في أن تربح المال من مهنتها، فالكثير من المومسات مضطّهدات، لكنّها كانت في السابعة عشرة، وجميلة، وكانت علاقتها الأولى مع ضابط أمن احتكرها لنفسه، وأعطاها المنصب الذي يؤهلّها لكسب المال، وحتى عندما تزوّجت الرّجل الذي وقع في حبها استشارت ذلك الضّابط فنصحها بالزّواج منه، تقوم الآن بجمع التبرّعات للاجئين، والعمل الإنساني. في بداية حياتها المهنيّة في الدّعارة كانت لا تعرف السّر، ثم تعلّمت بالتّدريج كيف تصبح فاعلة في الحياة العامة. -يبدو أن كلانا قرأ الرّواية من وجهة نظر مختلفة، لكن في الرواية شيء من نبض الكاتبة فهي تسخر من قيم المجتمع التي تدفع الكثيرين إلى السّقوط. عندما تصف بطل الرّواية بأنّه محبوب يجيد الانحناء لمن هم أعلى منه ، والتنمرّ على من هم أضعف منه. هذه الشّخصيّة الوصوليّة موجودة في المجتمعات التي كنّا ننتمي لها. سوف أرسل رسالة إلى الكاتبة، هذا هو بريدها الالكتروني: بعد التّحية: هل تعرفينني؟ كتبت كلّ قصّتك عنّي. هل كنت تتجسسين على أحلامي؟ أم راقبت ذهني؟ لي سنوات طويلة، وأنا أبحث عن أبي. وجدت أبي الآن في روايتك. كيف عرفت أنّه أبي؟ غريب . . . هل تعتقد أنّ الكاتبة سوف تردّ عليك؟ لا يهم! المهم أنّني كتبت ما يجول بخاطري. سوف أفتح رسائلي الآن . من أماندا إلى غريب نعم أعرفك يا غريب. أنت موجود في سطور الرّواية. لم تكن تلك الكتابة من صبيان أفكاري. أتحدّث عن القيم المجتمعية المزّيفة التي تتلاشى أمام السّلطة والمال، فنحن من مجتمع إن لم نجد من يسيطر على أذهاننا وحياتنا نبحث نحن عنه. في تلك الرّواية أردت أن أقول أنّ جرائم الشّرف هي بين الفقراء، بينما جرائم التّرف هي بين أصحاب السّلطة، والمال. جرائمهم تخلّف ضحايا، والضّحية هي دائماً العنصر الأضعف في المعادلة. هم الأطفال بالدّرجة الأولى. الموضوع ليس حالة فرديّة هي حالة تتكرّر. . . . سوف أكتب في مدوّنتي: حيثما تلفتّ أرى أبي في هيئة رجل طيب، و أحياناً مصاص دماء لا أعرف كيف أفصل صورته عن صورته ولا قلبه عن قلبه قلت لأمّي يوماً: أنّنا نحن أولادك مثل رجلك وإن لم نستوعب فهذه مشكلتنا الجميع استوعب إلا أنا استوعبت الآن القضّية يا أبي أتمنى أن أراك بثوب آخر أتمنى لو أستطيع الاعتزاز بك فقد كنت يوماً أبي
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كأنّه أبي-الفصل الرّابع-4-
-
كأنّه أبي-الفصل الرّابع-3-
-
كأنّه أبي-الفصل الرّابع -2-
-
كأنّه أبي-الفصل الرّابع-1-
-
كأنّه أبي-الفصل الثّالث-5-
-
كأنّه أبي-الفصل الثّالث-4-
-
العلمنة في ظلّ تعدّد الأئمّة
-
كأنّه أبي-الفصل الثّالث-3-
-
ماقبل جيل النّعم، وما بعده
-
كأنّه أبي-الفصل الثّالث-2-
-
رسالة امرأة في العيد
-
قصّة عيد يهرب من الفقراء
-
لماذا تتقلّد المرأة الأدوار الثّانويّة
-
كأنّه أبي. الفصل الثّالث. 1.
-
كأنّه أبي.الفصل الثّاني. 5.
-
كأنّه أبي . الفصل الثّاني .4.
-
هل تتكرّر أسطورة الأمازونيات
-
- من يأكل من مال السّلطان يحارب بسيفه-
-
أدمغتنا أمام المغسلة العربية، والإسلاميّة
-
لهم الله والوطن، ولنا عذاب القبر
المزيد.....
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|