حسام تيمور
الحوار المتمدن-العدد: 5576 - 2017 / 7 / 9 - 15:39
المحور:
كتابات ساخرة
عن الرّداءة.. و العبوديّة.., و أشياء أخرى
من علامات الرداءة اكتفاء الرّعايا بالرّعايا..حيث يعُمّ العُقم و الرّعب, و تتفشّى أمراض العبودية و الكلبونيّة و فقدان الكرامة.
يعتنق المثقف الصّمت طوعا و كرها, فلا أحد يُريد سمعا أو يستطيع نظرا.., يوصد الكوخ عليه, يقطع الطّريق إليه, ثمّ يدّخر مؤنا تكفي لتمرير و تبرير كلّ الفصول, و ينذر للرّحمن صوما طويلا..
ينال شيوخ القبائل من "المدينة", و يظهر جليّا سفور القُبح, عند عشائر ينادي شيوخها بالأمل!! يضبط لقطاء الصّحراء ساعة المدينة على إيقاع النّاقة التي جائت بهم من هُناك.., حيث لا زمن يهمّ و لا وطن! حتّى العقول تُضبط على إيقاع تلك النّاقة نفسها, قبل أن يُتخلّى عنها مقابل جنسيّات و إقامات بعيدة.. فلا بدّ أن يتلقّى اللقطاء أتعاب التّخريب و التّجريف..
هكذا, يُكسب رهان الإنسان الميّت, الخنوع, الرّخيص..
رهان المُجتمع الموبوء, الموجّه, المسحور..
رهان البوادي الإسمنتيّة و الزجاجيّة.. حيث يُحرّم الحبّ, و يُقنّن البغاء, حيث يُداس العقل و يُعبد الغباء..
العبوديّة "إيدز" التاريخ و علّته الأزليّة, إنّها تشارك ذلك "الفايرس" الخبيث نفس الخصائص و طريقة الاشتغال, تنتظر في مرحلة الكمون, ثُمّ تنتفض مُطالبة بحقوقها في "الاستعباد".. يقول "جيل دولوز" : "كيف إذا قبلنا بأن السّلطة مُعرّفة بألفاظ المصلحة, كيف نتصور أن أناسا لا مصلحة لهم يتبعون و يعانقون السّلطة باستمرار غير محصّلين منها على شيء"..
هُناك خاصيّة أخرى تجمع بين الفايرس و العبودية, إنّها القدرة على تغيير الشّكل باستمرار, لتفادي العلاجات أو مضادات الأجسام...
يُحكى أن ربّا انتظر أربعين سنة كي تنضج طبخته للحريّة فوق رمال حامية.., و ما كانت حريّة..!!
اعتراضات السّاعة:
ما هذا السّواد؟ نحن لا نريد فلسفة, نريد الجنّة! لا نُريد تلك المدينة الكافرة.., نُريد اعتدالا و توازنا في كلّ شيء.. حانات و مواخير, و الكثير الكثير من المساجد. فبفضلها يُزنى بنا و نرضى.., نصلّي و نسكر, نزني و نصوم, نُريد لعقدة الذّنب أن تدوم..!
نُريد فقط سكنا اقتصاديا, و أسواقا نموذجية, و بنكا يُقرضنا قرضا حسنا, كي نصطاف بجانب علية القوم أياما معدودات.., و بالباقي نحجّ للبيت الحلال..!!
#حسام_تيمور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟