|
لم يبدد الديموقراطي الكوردستاني الشكوك حول ادعاءاته للاستفتاء
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 5575 - 2017 / 7 / 8 - 19:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فجاة توجه البارزاني و الديموقراطي الكوردستاني في لحظة نحو اجراء الاستفتاء لاستقلال كوردستان و الاصرار عليها بقوة بعد سنين من خيبة امل جراء فشل السلطة الكوردستانية في حكم الاقليم نتيجة الصراعات الحزبية والمصالح المتعددة التي اصبحت عائقا امام تقدم اقليم كوردستان في كافة المجالات و في واقع حال نشهد خلافات لم نجدها من قبل كما هي الان و في وضع لم تتهايا فيه ولو ادنى نسبة من الضروريات و الدواعم و الارضية المناسبة لمثل هذه العملية المصيرية التاريخية . يعلم الجميع بان هذا التوجه قبل ان يكون من اجل الهدف ذاته و هو تحقيق اماني الكورد في بناء كيانهم المستقل هو محاولة البارزاني و حزبه من انقاذ نفسهم من اغلال و قيود الفشل الذريع لسياساتهم الملتفة حول عنقهم، آملين القفز عن الاحداث من اجل عدم السقوط النهائي و البقاء على نفوذهم في التسلط على رقاب الشعب الكوردستاني دون وجه حق . شكوك الشعب تكمن في ان البارتي لم يقدم يوما على خطوة دون ان تكون قد حسب ما يهمه و رئيسه و الحلقة الضيقة في السلطة الحزبية لديه المتمثل بالعائلة و توجهاتها و مصالحها، و عليه، فان الشعب له الحق في ان يشك حتى في مرام البارتي الصحيح الحق المفيد للشعب بشكل عام . و ما يثبت الشكوك على حالها دون اي تحرك لتبدده هو عدم تحرك البارتي الجدي لتامين طريق الاستفتاء بشكل مطلوب و قانوني و باسلوب مطلوب و عدم ضمان الوسائل الضرورية لنجاح العملية برمتها . فان البارتي لازال يتكتك و يتعامل مع الاحزاب في هذا المجال و لكنه يصارعهم حول امور اخرى باسم الاستفتاء، و الا كان من الواجب و الأولى به ان يخطو بشكل و توجه صحيح و ملائم للعملية المصيرية الجبارة التي ينتظرها الشعب الكوردستاني في تاريخه والتي تتطلب الاجراءات و التضحيات المتعددة داخليا و خارجيا : 1-كان من المفروض ان ينزل السيد البارزاني من على كرسيه المثبت على الارجل الحديدية في قمة سري رش سائرا و متوجها الى السليمانية كي يجتمع مع كافة القوى الرئيسية المعارضة له، من اجل تصفية النوايا بهدف الوحدة و التعاون و المشاركة في تسهيل مهام انجاز مثل هذه العملية الصعبة . 2- ان يثبت بارزاني عمليا نواياه الحسنة بعيدا عن التكتيك الحزبي باسم الاستراتيجية و المصير المشترك للشعب من خلال التنازلات السياسية المطلوبة منه لانها تقع لصالحه و لم تحتسب تنازعليه و على شخصه كما يعتقد و ما يتصف به في سياساته المعروفة لدينا، لا بل تعتبر فخرا ان كان صادقا في تحقيق اماني الشعب قبل اي شيء يمس حزبه و شخصه . 3- الجدية في تشكيل مجموعة من اللجان المختلفة المهام لتوضيح الامر للقوى العراقية و الاقليمية و العالمية و اخرى لتبديد العراقيل الداخلية التي كان هو اي السيد البارزاني و حزبه السبب الرئيسي في تراكمها امام مسيرة التقدم الكوردستاني و اوقع الشعب في مآزق و ازمات سياسية و اقتصادية لا داعي لذكرها تفصيلا هنا . 4- محاولة التجمع و التواصل للاحزاب من اجل تقسيم المهام و العمل المشترك و من خلال الاتفاقات الضرورية حول الامور المصرة و ما تتطلبها المرحلة و المهام الصعبة، و محاولة بناء اجواء تدفع الى الاجماع في دعم عملية الاستفتاء و المشاركة فيها بكل ما يمكن شعبا و حزبا و قيادة . ان ما نشك فيه في هذا الامر ان الديموقراطي الكوردستاني و رئيسه البارزاني لم يتحرك ساكنا خطوة واحدة بهذا الاتجاه عمليا’ مما يجعل في قلب كل متابع حريض غصة و حصرة من ان هذا الحزب يلعب باقدس الاهداف من اجل انقاذ نفسه و قياداته مما اوقعوا انفسهم فيه نتيجة تراكمات اخاطئهم المتلاحقة و يريد ان يخرج من الحالة دون ان يدفع ضريبة اخطائهم فقط، و لم يكن الاستقلال يوما يهمه اكثر من القيادة و الحزب الذي اصبح هو الهدف و ليس الوسيلة، مما يؤكده لنا التاريخ الطويل لممارساتهم المشينة في هذا المضمار . و عليه يمكن ان يطمئن الكثيرون من الاعداء و المروجين لامور تدفع الى الوقوف ضد عملية الاستفتاء،و يمكنهم ان يستريحوا بعد ان نجد الخمول و التراخي من قبل من ادعى اجراء تلك العملية النوعية الصعبة مثل الاستفتاء تهربا كان ام قفزا على الاحداث عسى و لعل ان ينقذ بريشته من الوضع الذي اوقع نفسه فيه . و في المقابل ليس جعبة الاحزاب الاخرى خالية من التهم التي يمكن ان توجه اليهم من جراء مواقفهم و تحركاتهم التي زادت من الخطوات المطلوبة اكثر صعوبة، اضافة الى مشاركتهم للبارتي في اخطائه و سياساته، اما اليوم نجد المواقف المتعجرفة و التعنت دون ان يتنازلوا ولو بشيء من اجل الهدف الاكبر و لم يضعوا المرحلة امام اعينهم، بل فتحت ابواقا نشزة للاراء و المواقف النظرية البحتة دون ان يتمكنوا من الخطوة العملية، و بالاخص ما نسمعه من الاراء و الاقوال و التوجهات المراهقية السلوك و المكنون حول عملية الاستفتاء من قبل مريدي الاحزاب و المتملقين وبعض ما يصفوا انفسهم بالمثقفين سواء من الكوادر المحسوبة على الاحزاب المعارضة بجميع اشكالهم و بالخصوص بعض المحسوبين على المثقفين المعين بالاستقلالية من تحركاتهم و مواقفهم غير الوطنية و التي يكتبها التاريخ عليهم و اصبحوا بوقا لهذا و ذاك دون ان يكون وراء ادعاءاتهم اخلاص للقضية الاهم في تاريخ الامة الكوردية و دون ان يتخذوا موقفا يحتسبوا لاهمية الهدف و صعوبته ، و لم يسلكوا طريق غير ما تسلكه الاحزاب للاسف . و عليه يمكن ان نصرح هنا، باننا لم نسترح بعد و لم تتبدد شكوكنا من حقيقة دعوات البارزاني و حزبه من جهة و مواقف الاخرين و تعاملهم مع القضية بعقلية تقدمية عالية و قارئة للواقع الذي نحن فيه من جهة اخرى . و لنا الحق ان نتخوف من ان الفشل سيقضي على الكثير من الامال للشعب الكوردستاني بشكل عام، و لم نلق فرصة مؤآتية لمثل هذه القضية مرة اخرى قريبا . و عليه فان التاريخ يلعن من يكون السبب في عرقلة عملية الاستفتاء و الاستقلال المتصل به و لا يمكن فصله بحجة الوقت و التشاور لاكثر من مدة محددة .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من واجبات الكورد في العراق قبل الاستقلال التام
-
نعم للاستفتاء في اقليم كوردستان
-
هل اشتكى كمال مظهر حقا لدى الخيون بان احدهم اتهمه بالعراقجي
-
الاستفتاء كعامل لتحدید الموقع النهائی لاقلی
...
-
هل تمنع تركيا البارزاني من اجراء الاستفتاء في كوردستان ؟
-
يجب ان نقول نعم لاستقلال كوردستان في الاستفتاء ؟
-
هل زيارة وفد اقليم كوردستان الى روسيا خطوة على طريق الصحيح ؟
-
اصيبت تركيا ازاء سياسة امريكا بهستريا قوية
-
ضرورات كوردستان مابعد رحيل القائد نوشيروان مصطفى
-
خسرنا قائدا كوردستانيا متواضعا
-
علی اردوغان ان یخضع للامر الواقع
-
هل النداء من اجل صهر اليسار حقا ؟
-
هل تتراجع امریكا عن قرارها بتزوید الاتحاد الد
...
-
هل بامكان الیسار ان یؤدی دوره الحقیق
...
-
تلجأ تركیا حتی لاستخدام رفات سلیمان شاه كس
...
-
كوردستان التي نريد ان نراها هكذا
-
اردوغان و حالة القلق الدائم
-
لا نتعجب من موقف الاخوان اینما كانوا
-
نضوج الواقع الكوردستاني يفرض الكلام عن الاستقلال و لكن.... !
-
كيف يُدعم بناء الاطار العام للقوى اليسارية
المزيد.....
-
جوائز غرامي الـ67.. قائمة بأبرز الفائزين
-
الشرع يغادر المملكة العربية السعودية.. ماذا دار في حديثه مع
...
-
تصعيد عسكري في جنين ومجموع القتلى بغزة يصل 61 ألفا ونتنياهو
...
-
مهرجان -بامبلونادا ريمنسي- يحاكي سباق الثيران الإسباني في لي
...
-
إجلاء أطفال مرضى من غزة بعد إعادة فتح معبر رفح
-
مذيعة سورية تجهش بالبكاء وتناشد الشرع المساعدة في الكشف عن م
...
-
القوات الروسية تواصل تقدمها وتكبّد قوات كييف خسائر فادحة
-
قادة الاتحاد الأوروبي يجتمعون مع ستارمر وروته لبحث تحديات ال
...
-
بيسكوف: الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي
...
-
السعودية.. تنفيذ حكم القتل تعزيرا في مواطن بتهمة -تهريب المخ
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|