|
علي الدباغ.. فضائح دولية وأمر قضائي غير مفعل
عبدالحسين الشرع
الحوار المتمدن-العدد: 5574 - 2017 / 7 / 7 - 02:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
علي الدباغ.. فضائح دولية وأمر قضائي غير مفعل
• أعاق تكامل بناء الجيش العراقي.. كي يضيف مئات الملايين الجديدة لأرصده الحرام.. داخل وخارج العراق
عبدالحسين الشرع عبرت روسيا عن إستيائها، على لسان رئيس الجمهورية فلاديمير راسبوتين، من طريقة مطالبة علي الدباغ، برشوة تبلغ 200 مليون دينار، نظير إتمام صفقة شراء أسلحة روسية، من الدرجة الثانية، على أنها من الدرجة الأولى، وبهذا يكون الدباغ، قد إستغفل الحكومتين.. العراقية والروسية معاً، العام 2012، عندما توجه الى موسكو بتكليف شخصي من نوري المالكي.. رئيس الوزراء حينها، عندما كان يشغل منصب الناطق الرسمي، عن الحكومة، الذي أقيل منه؛ على أثر تلك الفضيحة، مع صدور أمر قضائي بالقبض عليه، لم يفعَّل برغم تواجده العلني في بغداد، غير مبالٍ بجريمته والقضاء المترتب عليها. ما حز في نفس بوتين، هو أن الصفقة عكرت الأجواء التي تحاول موسكو تنقيتها مع العراق، مقبلة عليه، كعهدها سابقاً.. إكتفت الحكومة بإنهاء عقده من وظيفة الناطقية ومنعه من دخول مجلس الوزراء، في تشرين الثاني 2012، كعقاب وافٍ على جريمة، هزت دولتين، إحداهما عظمى والثانية... العراق! اللوموند الفرنسية، كشفت عن قرار صدر من رئاسة الوزراء بمنع الدباغ من دخول مجلس الوزراء لكونه متهماً رئيساً بقضية الفساد في الصفقة، فيما اوصت اللجنة النيابية الخاصة بالتحقيق في صفقة الاسلحة مع روسيا احالته الدباغ الى الادعاء العام وهيئة النزاهة لإستكمال التحقيق معه. • مال وبهذا فإن الدباغ.. بطمعه المهووس بالمال.. أفشل صفقة تسليح الجيش العراقي، التي أبرمتها الحكومة مطلع شهر تشرين الاول 2012 مع دولتي روسيا والتشيك خلال زيارة قام بها رئيس الوزراء نوري المالكي اليهما، وقررت الحكومة اعادة التفاوض مع موسكو بشأن صفقة الاسلحة والبالغة قيمتها 4.2 مليار دولار ألغيت إثر ثبوت فساد الدباغ الذي ضغط على وزارة الدفاع الروسية، مطالباً برشوة، بصفاقة فجة. أرسلت الحكومة العراقية، وفدا تفاوضياً بديلاً عن الوفد المرتشي برئاسة الدباغ، الذي فرض مصلحته الشخصية.. بالحرام، على حساب مصلحة الجيش والشعب. أين الإيمان بالله والولاء للوطن وإحترام القانون وخشية الفضيحة، في ما أقدم عليه الدباغ، من لوي ذراع دولتي، وبلده أحوج ما يكون لتسليح الجيش، إنه رجل يتضاءل أمام المال، منذ كان يعمل جوكراً إبتزازياً، بين الشركات الأماراتية والهندية والبريطانية.. إنه إخطبوط رشاوى ضاغطة، تخضب لحيته بالعار والشنار، فلا يخجل، سادراً يتمادى في المساومة، مهدداً بكشف أسار الدولة أمام أعدائها؛ إذا لم يعاد الى منصبه.. ناطقاً رسمياً او سفيراً للعراق! • وقاحة واجه بصلافة المومس الـ... عمياء وليست عوراء فقط، ملاسناً اللجنة التي شكلها مجلس النواب؛ للتحقيق بالصفقة؛ لم يدافع؛ إنما وزع سوءه بين آخرين؛ كي يضيع أبتر بين البتران، والمجلسان.. النواب والحكومة، حائران في كيفية التعاطي مع مثل هكذا إنسان، ينطبق عليه المثل القائل: "إن لم تستحِ فإفعل ما تشاء" و"من أمن العقاب ساء الأدب".. شفع فظاعة موقفه برسالة الى المالكي، يدعي فيها أنه مظلوم، وأن سمعته مستهدفة، مع أنه يحمل إسماً مشوهاً منذ ما قبل 2003، وهذا ما أكده المالكي خلال مؤتمر صحفي عقده بمبنى مجلس الوزراء، صرح خلاله بإرتباط قرار اقالة الدباغ بقضية ثبوت الفساد في ملف صفقة السلاح مع روسيا. لكن الدباغ وبعد ان أثبتت الادلة تورطه بصفقة السلاح الروسي واستدعاؤه من قبل لجنة النزاهة النيابية وهيئة النزاهة المستقلة، إلتف بطريقة قسرية؛ بإسلوبٍ آخر في محاولة الغاء القرارات القضائية ضده، وبالفعل ها هو الأمر القضائي قائم، والدباغ موجود، في بغداد، من دون أن يلقى القبض عليه. وكشفت التقارير عن تورطه، بتلك الصفقة، عبر مبالغ رشى وصلت إلى 200 مليون دولار، كان من المقرر أن يدفعها وسطاء له، مقابل شراء طائرات " ميغ 29"، و30 مروحية هجومية من طراز " مي – 28"، و42 " بانتسير- أس1 " وهي أنظمة صواريخ أرض - جو روسية الصنع. • إلغاء ألغى المالكي صفقة السلاح الروسي، التي باتت رائحتها تزكم الأنوف، وقال المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء، علي الموسوي: "إن عملية الفساد، التي قادها الدباغ.. رافقت التوقيع على صفقة تسليح الجيش العراقي، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء نوري المالكي إلى إلغائها "، ولفت إلى أن رئيس الوزراء: "أمر بالتحقيق لمعرفة تفاصيل القضية، والكشف عن المتورطين فيها" فثبتت التهمة، متحولة الى جريمة كاملة الأركان، إرتكبها علي الدباغ، و... (ذاك هوُّ) منذ 2012 مقيم في بغداد، ويمارس حياته بشكل طبيعي، كما لو أنه بريء، على الرغم من إدانة التحقيقات له! خمس سنوات، وهو مطلوب، من دون أن ينفذ الأمر القضائي بإلقاء القبض عليه وإيداعه السجن؛ لمجاهرته.. دولياً.. بالفساد، الى حد التآمر على الجيش أثناء مواجهة الإرهاب. أعاق علي الدباغ، تكامل بناء الجيش العراقي؛ كي يضيف مئات الملايين الجديدة لأرصده الحرام في العالم.. داخل وخارج العراق. • القصة يرى محللون، أن هذه ليست المرة الأولى، التي يتقاضى فيها الدباغ متربحاً من وراء منصبه في الحكومة، متسلماً مبالغ أولية مقابل التوقيع، على أن يتم الحصول على المبلغ الباقي، فور بدء العراق بسداد المبلغ الكلي، إذ أشارت المصادر، الى أن دفعات المبالغ تترواح بين 25 مليون و60 مليون دولار.. تباعاً، والقصة بحسب التسريبات، جاءت بعد أن فاجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نوري المالكي أثناء المفاوضات، التي جرت بينهما، بأنه يطمئنه بأن حصته البالغة 5 في المائة مضمونة، فأخبره المالكي أنه لا يعرف شيئا عن الأمر. إذن طالب برشوة بإسم المالكي، وهو بريء منها.. لا علم لرئيس الوزراء بها، أي أنه كان سيلفلفها بإسم المالكي؛ إذ قالت المصادر أن بوتين أخبر المالكي أثناء اللقاء، بأن رئيس الوفد.. علي الدباغ، هو من رتب كل شيء، بخصوص نسبة عمولة المالكي وفريقه. وتبين بعد تحقيقات سريعة في موسكو، أن الناطق باسم مجلس الوزراء علي الدباغ، هو من رتب أمر العمولة، التي تبلغ أكثر من 200 مليون دولار. اللافت، أن الدباغ ضالع في القضية؛ لذلك بدا مرتبكاً يطلق تصريحات متضاربة، فقد قال.. في محاولة للتبرؤ من اتهامه بالاشتراك في الصفقة المشبوهة: إنه يطالب رئيس الوزراء، بإجراء تحقيق شامل بصفقة السلاح الروسية، وتبرئة اسمه المتداول، طيب (مو هيَّ) التحقيقات التي تكاملت بين بغداد وروسيا، أوردته متهماً وثبتت الجريمة عليه، فيا لوقاحة عينيه في وجه مغسول بـ... • إرتباك إرتباك موقف علي الدباغ في هذه القضية، وكثيرات سواها، يشير إلى أنه (فد واحد) فاسد من البيضة، يمتهن منصبه بالسمسرة المالية، على حساب صفقات فيها مصلحة البلد،... وهو الآن مطلوب للقضاء، وصدر بحقه حكماً أدانه، لكنه ما زال طليقاً، يواصل إبتزاز الناس، ملوحاً بتهديدات صادرة عن الحكومة، التي لم يعد طرفاً فيها. فيا لهوان القضاء، وتبدد كيان الجيش، نظير مصلحة علي الدباغ الشخصية!
#عبدالحسين_الشرع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مسؤول مصري لـCNN: وفد حماس بالقاهرة الأسبوع المقبل لبحث المر
...
-
العراق.. تراجع عن مطلب خروج الأمريكيين
-
ضربة جديدة لحكومة ميلوني: إعادة 43 مهاجرا من ألبانيا إلى إيط
...
-
متظاهرون يتصدون لمحاولة طرد أحد المستأجرين من حيّ تاريخي في
...
-
51 مليون يورو .. بيع سيارة مرسيدس للسباقات تعود إلى الخمسينا
...
-
رئيس جمهورية بريدنيستروفيه: احتياطيات الفحم لتوليد الكهرباء
...
-
لافتات في غزة دعما لموقف السيسي ورفضا للتهجير على أنقاض الحر
...
-
الخارجية الروسية تؤكد أهمية عرض الممارسات الدموية للقوات الأ
...
-
-أمريكيون موتى-.. خبير يذكر ماسك بـ-الأهوال- التي رأتها القو
...
-
أسير محرر يعود إلى غزة ليكتشف مصرع زوجته وطفلته خلال الحرب (
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|