أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - العقاب والذنب














المزيد.....

العقاب والذنب


سعد محمد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 5572 - 2017 / 7 / 5 - 20:22
المحور: الادب والفن
    


أحياناً كنت أشاهد العجوز التركي " سلطان زميرلي" يجلس كالعادة في عزلتهِ ويتحدث مع نفسه في الحديقةِ المقابلة للمجمعِ السكني الحكومي الذي يعيش فيه بمحلةِ "كولنكوود".. حين أعبر الرصيف نحو المقهى أو للتسوقِ.. فأشعر بشفقةٍ وتعاطف مع العجوز التركي
زميرلي وهو يعيش وحيداً وتعيساً ومهملاً .. يؤنب ضميره وقدره التعيس دائماً لاسيما حين يتذكر ليلة الفجيعة المأساوية التي حطمت حياته فبات يُرثى له وهو في حالٍ لايحسد عليه.
كان سلطان يدخن لفائف التبغ الرخيض وهو يتذكر محنته التي حدثت
قبل عشرين سنة
حين كان يعيش مع زوجته وبناته الاربعة في بيت سعيد وبحال ميسور .. لكن في احدى الليالي بعد أن جاء الأب الى الدارِ تفاجأ بوجود ابنته الكبرى مع عشيقها اليوناني في الدار وكانت الأم وبقية الاخوات لا يمانعن من وجود العشيق ويتسترن على وجوده واختلائه بالفتاة طيلة فترة غياب الأب عن الدارِ
أما الأب الذي سبق وأن حذر ابنته بعدم جلب عشيقها للدار استشاط غضباً حين كان يصرخ بوجه عشيق ابنته: غادر داري حالاً أيها الوغد ولا أسمح لك بدخول مملكتي فحدث شجار بينهما.. ثم استل الأب سكيناً من المطبخ وفي حمى الحماقة والغضب أراد طعن الشاب اليوناني لكن ابنته وقفت حاجزاً أمام عشيقها كي تتوسل للاب وتمنعه من قتل حبيبها ..لكن السكينة القاتلة كانت هي الأسرع وبخطأ رهيب طعن ابنته فأرداها قتيلة بعد أن سقطت وسط بركة دم وسط ذهول العائلة .. أما اليوناني فقد فر هارباً .. أمام انهيار الاب والعائلة المفجوعة بعد أن سبق السيف العذل.
ثم القيّ القبض على الجاني وزج في السجن بعد المحاكمة التي أصدرت حكمها على القاتل بثماني سنوات.. قضى منها نصف محكوميتها داخل جدران السجن ..ليخرج بعدها حطام رجل وهو في أسوء خساراته وعذاباته .. بعد أن فقد ابنته وأملاكه التي استولت عليها زوجته وطلقته اثناء تواجده في السجن وهاجرت مع بناتها الثلاث الى مكان أخر وانقطع التواصل معهم.
فعاش زميرلي منبوذاً وسط عذاباته وهو يتوسل لرحمة الموت كي تنقذه من جراحات نزيف الحياة وجحيمها.



#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مابين رصيف وحانة
- عزلة الفنان في أرض الاحلام
- البومة وطلاسم الليل
- مابين المواجهة والنضال السري
- القنفذ وحجر عرق السواحل
- مساءات السيدة بولين
- يوميات مقهى ورصيف في ملبورن
- حارس معبد عشتار
- ليس للرب وطن
- مابين تعبان وترامب كانت هنالك عذابات بائع رصيف
- مشاهد من ذاكرة الانتفاضة
- اجنحة اليمام وغصن الزيتون
- حكايات أخرى من حانة هايد بارك
- الحذاء
- اصدقاء الليل والحانة
- تداعيات الذاكرة في صالة المستشفى
- حديث في مرسم
- رحلة في سوق الطفولة
- ذاكرة القلب
- حديث عابر في قطار


المزيد.....




- السوق الأسبوعي في المغرب.. ملتقى الثقافة والذاكرة والإنسان
- مبادرة جديدة لهيئة الأفلام السعودية
- صورة طفل فلسطيني بترت ذراعاه تفوز بجائزة وورلد برس فوتو
- موجة من الغضب والانتقادات بعد قرار فصل سلاف فواخرجي من نقابة ...
- فيلم -فانون- :هل قاطعته دور السينما لأنه يتناول الاستعمار ال ...
- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا
- -بيت مال القدس- تقارب موضوع ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة الم ...
- الكوميدي الأميركي نيت بارغاتزي يقدم حفل توزيع جوائز إيمي
- نقابة الفنانين السوريين تشطب سلاف فواخرجي بسبب بشار الاسد!! ...
- -قصص تروى وتروى-.. مهرجان -أفلام السعودية- بدورته الـ11


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - العقاب والذنب