|
قراءة جهرية في نص مسرحية صامت
باقر جاسم محمد
الحوار المتمدن-العدد: 1451 - 2006 / 2 / 4 - 10:12
المحور:
الادب والفن
الأصل في النص المسرحي أن يقدم على المسرح بوصفه عرضا ً مسرحيا ً حيا ً متضمنا ً لعناصر العرض المسرحي كافة، الممثلين بملامحهم و قدراتهم الفنية، و الملابس و المكياج ، و الأكسسوار و الديكور ، و الإضاءة ، ثم الأمر الأهم ألا وهو الرؤيا الإخراجية فضلا ً عن المكان المسرحي و ما يكتنفه من تقاليد التلقي الجمعي و تأثيره في التلقي الفردي. بيد أن القراءة النقدية للنصوص المسرحية قد غدت ممارسة لها مقوماتها المعرفية لأن قراءة النصوص المسرحية بوصفها نصوصا ً أدبية قد غدت ممارسة نقدية راسخة. بيد أن ذلك لن يكون حاجزا ً مصمتا ً يحول دون الإشارة إلى بعض عناصر العرض المسرحي الأخرى وذلك لأسباب وجيهة تقتضيها طبيعة النص المسرحي نفسه. من هنا سنحاول التوفيق بين الاقتصار على نقد النص المسرحي و الامتداد بإشاراتنا إلى عناصره الأخرى؛ و ذلك عند قراءتنا لمسرحية "حكاية هوو" للكاتب العراقي ناهض الرمضاني الذي تمثل نصوصه المسرحية تحديا ً كبيرا ً للقارئ أولا ً، و لمن يتصدى لإخراجها و تمثيلها ثانيا ً، و لمن سيشاهدها ثالثا ً. في البدء نقول بأن مسرحية( حكاية" هوو " ) قد لا تنتسب تمام الانتساب إلى نوع المسرحية الصامتةpantomime لعدة اعتبارات منها أن كلمة واحدة هي " هوو " تتردد فيها مرارا ً و تكرارا ً و بتنويعات مختلفة؛ كما أن الأصوات غير البشرية ( أصوات الحيوانات و الرياح و الآلات و الأشياء ) تلعب فيها أدوارا ً درامية تتجاوز دور المؤثرات الصوتية. لذلك يمكن اعتبار الأشياء و الحيوانات التي تصدر أصواتا ً من قبيل ’ شخصيات ‘ المسرحية، لأنها ناطقة بلغتها الخاصة. و لكن مع ذلك فإن السمة الغالبة في بنائها الدرامي تجعلها من المسرحيات الصامتة. و على هذا الأساس سنقرأ بإيجاز هذا النص المسرحي. تتطلب المسرحية الصامتة مخرجا ً ذا مخيلة واسعة، و ممثلين ذوي قدرات فنية في التمثيل الصامت و استخدام كل مكونات جسم الممثل لتجسيد المعنى المطلوب الذي قد لا يتطابق بالضرورة مع المعنى الذي يكونه كل مشاهد، وذلك دون الاستعانة باللغة أولا ً، ولإثراء جماليات الأداء بالجسم البشري داخل العرض المسرحي ثانيا ً. أما المشاهد فإن يجب أن ضليعا ً في ثقافتين: ثقافة القراءة وثقافة المشاهدة المسرحية الواسعتين حتى يتمكن من أن بمشاهدة ناجحة تحوز مختلف مستويات معاني العرض المسرحي و جمالياته في آن واحد. و كذا يمكن القول بالنسبة لقارئ نص المسرحية الصامتة. و يقدم نص ( حكاية " هوو " ) سردا ً وصفياً رمزيا ًللأحداث المجسدة للحكاية الدرامية يتصف بالمرونة، بمعنى أنه يتحمل أن يحذف منه أو يضاف إليه على حسب ما يراه المخرج. و هو مكتوب بلغة لا تحتفي كثيرا ً بالبلاغة. و تلك مزية تقع في حقل أدبية النص المكتوب و لن تظهر في ثنايا العرض المسرحي. وسأكتفي بالقول أن مسرحية ( حكاية " هوو ") تعرض للتجربة البشرية في وجهيها العام و الخاص، العالمي و المحلي، بشكل مكثف حافل بالدلالات. و أخيرا ً أودق القول بأنني لن أقدم تفسيرا ً مفصلا ً، و بحسب قراءتي ، لكل ما ينطوي عليه النص حتى لا أفرض على القارئ فهما ً بعينه، و إنما أترك له أن يواجه نصا ً إبداعيا ً جديرا ً بالقراءة.
حكاية ((هوو)) مسرحية صامتة ناهض الرمضاني ملاحظات: 1 : كلمة ’ هوو ‘ صوت يطلقه البطل للتعبير عن حالات مختلفة سيمر بها أثناء العرض ( خوف , سعادة , دهشة … الخ) ومن الممكن أن تكون الكلمة . موو, أو وو. 2: ديكور العرض بسيط جدا ولا يعدو أن يكون سقالة واحدة أو عمود مصباح أو شجرة أو سارية علم. 3: للمؤثرات الصوتية والضوئية الدور الأكبر في هذا العرض . إذ يمكن الاستغناء عن قطيع الأغنام أو الدب أو مكائن المعامل والاكتفاء بأصواتها المتزامنة مع الإنارة .
صوت ناي وإنارة خفيفة وردية بنفسجية. أصوات تغريد طيور مختلفة . فراشة تطير برشاقة عبر المسرح. يدخل هوو إلى المسرح وهو يتلفت حوله باستغراب ودهشة. يتأمل كلّ الأشياء. يطارد الفراشة، ينظر إلى ما يفترض انه أشجار ثم إلى الشجيرات يتحسس معدته ثم يبحث عما يأكله. يقطف شيئاً ما. يتذوقه .. ثم يلفظه. يقطف شيئاً آخر " تفاحة " يستمتع بها. يأكل تفاحة أخرى وأخرى. يتسلق الشجرة . يستكشف عشا لطائر . يبدأ بكسر بيضة من بيض الطائر ويتذوقه. ثم يحاول أخذ بيضة ثانية من العش . يهاجمه صوت طائر ضخم فيسقط من الشجرة . ينظر ثانية حوله ليرى حيواناً يطارده "صوت زئير دب من جهة المسرح " هوو يتسلق الشجرة مذعورا ً. "صوت عراك بين وحشين" وهوو يراقب بخوف . ثم بفضول واستمتاع وهو يقضم تفاحة أخرى قطفها من الشجرة ، تنتهي المعركة. ينزل وهو يمسح على بطنه شبعا ً . يكـتشف وجود زهرة . يشمها مستمتعاً بعطرها . ينظر إليها طويلا ثم يبدأ بقطع أوراقها ورقة تلو الأخرى وهو يتأمل الأوراق بدهشة وفضول . يكتشف أن بقايا الزهرة في يده قد أصبحت شيئا قبيحا . يحاول لملمة أوراق الزهرة وإعادتها لكنه يفشل . يرمي الزهرة خلفه ليبحث عن أخرى جديدة.صوت خروف صغير يدخل إلى المسرح . هوو يقترب منه بحذر . يقرب يديه من فروة الخروف . يمسد عليه و يلاعبه . يدخل قطيع كامل مع صوت جرس .. ثم نهيق حمار مزعج "هوو يسد أذنيه" يمر القطيع بعد أن يضايقه . هوو يسد أنفه منزعجاً من رائحة الأغنام المتخيلة. يدخل اكثر من شخص إلى المسرح . يتظاهرون بقطع النباتات الصغيرة وشجيرة الورد. هوو يحاول منعهم. يبدأون بزراعة منظمة لأشجار وشجيرات تحمل ثماراً. هوو يتأملهم ويحاول معرفة ما يفعلون. يشعر بالجوع فيحاول قطف ثمرة فيضربه الفلاح على يده. هوو يذهب بعيداً ثم يتسلل محاولاً سرقة ثمرة فيطارده الفلاح . أخيرا يقترب من الفلاح ويخرج قطعة نقدية ضخمة جداً من جيبه فيأخذها الفلاح ويقوم بفحصها ثم يعطي هوو مقابلها بضع ثمار في سلة خوص صغيرة. يدخل رجل ويتظاهر بصنع شيء يتضح انه عجلة. يقوم بدحرجتها على خشبة المسرح وسط ذهول هوو . الذي يقوم بمساعدته في عمل شيء ما يتضح انه دولاب الخزافين. يتظاهر الاثنان بصناعة آنية خزفية وهو يعمل بمنتهى السعادة في الجهة الأخرى من المسرح يدخل رجل آخر يمسك لوحاً. ويكتشف الكتابة المسمارية . هوو يبدي عجبه ثم سعادته بهذا الاكتشاف. يحدث نزاع مفاجئ بهراوات ضخمة نتيجة دخول مجموعة ومحاولة سرقة المحصول. يقتسمان الأرض وتوضع الحدود. وتتغير اكثر من مرة نتيجة محاولات الطرفين . وكل طرف يحاول سرقة ثمار الأرض وزيادة مساحة أرضه. والبطل يشاهد ويحاول أن يصبح حكماً بين الطرفين. يستمعان لحكمه أولا ثم يدفعانه بعيداً. ثم يحاولان ضربه ويطاردانه على طول الخشبة . ضجيج وصيحات وصرير . تطفأ الأضواء. أصوات همهمات وتمتمات وأدعية . يدخل تمثال خشبي يسير على عجلات خفية. هوو وكل الموجودين على الخشبة يصابون برهبة فيركعون أمام التمثال الخشبي . هوو يركع وهو يسترق النظر. التمثال يأمر بإبعاد الأسوار إلى يمين ويسار المسرح ويستحوذ على معظم المساحة له. الممثلون يتذمرون ولكنهم يبقون راكعين . هوو يتسلل بحذر ويقف خلف التمثال. يكشف عن مؤخرة التمثال ويشمّ رائحة نتنة . يسد انفه ويبتعد بتقزز. الممثلون يهرعون للتمثال. يحدث اضطراب فيسقط التمثال ويخرج منه ممثل ضئيل خائف . يهرب ويطارده البعض. يعود الجميع إلى النزاع على الحدود . اضطراب وأصوات مختلفة. إظلام تدريجي يصحبه صوت بوق . تعقبه أصوت نواقيس . ثم أصوت وأصداء آذان. …
صوت مطارق خافتة . ينار المسرح عن شخص ينحني على إناء من النحاس وهو يعالجه بمطرقته . وعلى الجهة المقابلة من المسرح يجلس رجل بزي عباسيّ وأمامه دواة ولفة ورق كبيرة وهو منهمك بالكتابة هوو يحاول التعرف على مهنته . يفهم معنى الكتابة على الورق. يمسك بالورقة الملفوفة ويفتحها ويقرأ بسعادة. يدخل شخص آخر ويبدأ بصنع المشاعل. يوزعها على الممثلين الذين يتحركون في كل الاتجاهات وهم يلوحون بها. تطفأ الأنوار. وتبقى أنوار المشاعل التي تنطفئ تباعاً حتى يسود الظلام. و لا يتبقى إلا طرقات صانع النحاس. لربط المشهدين يدخل شخص بملابس عامل "حديثة" وهو يحمل وصلات كهربائية. يقوم شخص آخر بتحويل الشجرة إلى مصباح شارع أو بتعليق مصباح شارع على الشجرة. أصوات آلات ومعامل كهربائية حديثة. يقوم العامل بطرد الحرفي واحتلال مكانه والبطل يراقب بدهشة ما يحدث . يبدأ العامل وسط تعتيم تدريجي بتشغيل ماكنة لحام تصدر شرارات يقابلها صوت آلة جلخ "كوسرة" وشراراتها أيضا من جهة أخرى من المسرح . يقوم العامل بالطرق قليلاً ثم يعود لاستخدام آلة اللحام وهو ينظر بفخر إلى ما صنعه. نكتشف انه صنع كرسياً معدنياً. يقوم العامل بمناداة هوو الذي يقترب ((مندهشاً كالعادة)) يشرح العامل لهوو كيفية استخدام هذا الاختراع. هوو يجرب الكرسي وهو يشعر بسعادة بالغة. يحاول أخذه لكن العامل يمسكه ويطالبه بالثمن. يقوم البطل بإخراج عملة نقدية ورقية كبيرة الحجم و إعطائها للعامل ثم يحصل على الكرسي. هوو يجرب استخدام الكرسي وهو ما يزال يشعر بسعادة بالغة يدخل شخص يحمل حقيبة . يجلس ويفتحها فإذا هي آلة كاتبة محمولة. يبدأ بالنقر بطريقة موسيقية منغمة .يتقدم هوو بحذر ليكتشف فائدة هذا الاختراع فيضرب الطابعي بسرعة شديدة على الآلة ليكمل كتابة ورقة. هوو يرقص مع الإيقاع العجيب . الكاتب يسحب الورقة ويسلمها لهوو الذي يأخذها ثم يقرأها مندهشاً ومستمتعاً. تسود أصوات آلات كاتبة و هوو يجلس مستمتعاً وهو يحاول شرب الشاي بعد أن جلب منضدة صغيرة وطقم صيني وجلس على كرسيه واضعاً ساقاً على ساق. يرتفع صوت الآلات الكاتبة حتى يصبح مزعجاً. ونسمع من بعيد دوي مكائن الطباعة الحديثة بهديرها الرتيب. الناس يتجمعون ويلتفتون حولهم بضيق والبعض يضع أيديه في أذنيه يدخل المسرح رجل يرتدي قبعة غريبة ويحمل غليونا كبيراً في يديه. هوو يقترب وينظر بفضول. الناس تتجمع حول حامل الغليون الذي يقول همهمات مدغمة كثيرة غير مفهومة يصمت قليلاً ثم يشعل غليونه. هوو يركض بسرعة إلى خارج المسرح يرافقه صوت سيارة إطفاء. يعود ومعه سطل ماء كبير ليدلقه على رأس المثقف. يدخل رجل بملابس شرطة ومعه عامل يحمل إشارة مرور عليها لوحة تمثل صورة سيارة. البطل يتأمل صورة السيارة فنسمع صوت سيارة قادم يوشك على دهسه . الشرطي يقترب ويأمر هوو بأبعاد الكرسي ويحدد له مكان الجلوس ويشير بيديه إلى حدود الشارع. تمر أصوات سيارات مختلفة. البطل يشعر بالسعادة ويلوح لكل سيارة لكنه يبدأ بالشعور بالضيق. شرطي المرور يزيحه بعيداً مرة بعد أخرى. والبطل يسد أنفه متضايقاً من رائحة السيارات والغازات. وبعد مرور بضعة سيارات يتم وضع علامة مرورية جديدة تمثل منعاً جديداً. ممنوع الجلوس ممنوع العبور ممنوع الوقوف… الخ. تمتلئ خشبة المسرح بعلامات المنع المرورية. يدخل مجموعة من الممثلين ويتحركون بصعوبة شديدة . وفي كل مرة نسمع صوت سيارة مسرعة أو كابح أو صرخة. مع سعال. توضع إشارات المنع في كل مكان فيتوقف العرض ويجمد الممثلون ولا يتحرك إلا الشرطي الذي سيدخل معه آخرون بزي الشرطة. يحاول أحدهم تحطيم لافتات المنع فتقبض عليه الشرطة. يحاول آخر تغيير مكان لافتة فيتعرض للضرب. يحاول آخرون إنقاذه فنسمع أصوات رصاص. الشرطة تجبر الممثلين على الجمود والثبات على خشبة المسرح وكل ممثل على الخشبة يجمد بوضع معين وكلما حاولوا تغيير أوضاعهم تقوم الشرطة بمنعهم. يمنعون الجميع حتى من الهمهمة ولا يسمع إلا صوت صافرات رجال الشرطة وأصوات أوامر جازمة مبهمة قاسية. الحشد يتبادل الغمزات ويهمهمون بما يشبه العد " واحد اثنان ثلاثة" وعندها يقومون جميعاً بمهاجمة علامات المرور ويشتبكون مع الشرطة. تطفأ الأنوار ويستمر الاشتباك ثم تضاء ثانية فنجد ان نصف العلامات قد أزيل . تبدأ جولة ثانية. تطفأ الأنوار ثم نسمع صوت اشتباكات وعراك لتنار الخشبة فنجد أن العلامات المزالة قد أعيدت وازيل النصف الثاني … تطفأ الأنوار ثالثة. ثم تنار لنجد أن الجميع "شرطة وممثلين" منبطحين على الأرض تعباً وإرهاقا والشرطة يحاولون مع ذلك نصب العلامات والممثلين يحاولون إسقاطها باستماتة. فجأة يدوي انفجار. يعقبه صوت طائرة نفاثة. ثم أصوات انفجارات متسلسلة و رشقات رصاص. ينار المسرح بأنوار تومض وتنطفئ. الحشد يهرع متلفتاً في كل اتجاه. تقترب أصوات سرف الدبابات . الممثلون يجمدون ويسكت الصوت تماماً لتنطلق فجأة قذيفة فتصيب وسط الخشبة. الأشياء تتبعثر والدخان يملأ المكان. يبدأ إطلاق الرصاص وقذائف الدبابات فتختلط بأصوات سرف الدبابات وهدير الطائرات وصرخات الرعب. هوو يقفز برعب في كل مكان محاولاً النجاة. تضاء الأنوار فنرى الفوضى تعم كل شيء والجميع في وضع الانبطاح و أيديهم فوق رؤوسهم. يدخل المسرح عسكري يرتدي خوذة ويحمل مسدساً ويتدلى من رقبته منظار ضخم. "سيستخدم المنظار في التطلع الى كل ما حوله". يقترب من الشجرة المصباح. يحطم المصباح ثم يضع بدله راية القراصنة. يقف ويؤدي التحية العسكرية بخشوع لهذه الراية . يلتفت الى جهة المسرح ويتصرف كشرطي مرور تدخل الدبابات سراعاً وصوت سرفاتها يدوي في المكان. تتوقف ثم تستأنف السير. يقوم العسكري بإزالة جميع العلامات المرورية. يأمر الجميع بمساعدته فيهرعون " شرطة وممثلين" لتنفيذ الأمر. يخرج من المسرح ويعود حاملاً إشارات مرور جديدة عليها صور دبابات. يقوم بتثبيت بعضها ويساعده الجميع مرغمين على ذلك . هوو يكتشف أن كرسيّه قد تحطم يحتضن جثة كرسيه باكيا . فيقترب العسكري منه. يقفز جنديان ليعتقلا هوو. يقومان بتقييده وتفتيشه ومصادرة حطام الكرسي. تندفع دبابة فتصدم البطل وتسحق قدميه. يهبط الجنود ويفتشونه وهو يصرخ يتحركون مبتعدين عنه بعد أن ضمدوا ساقيه بجبيرة .. تقترب منه امرأة شقراء وهي تحمل له هدية. تلقي كرسيه المحطم بعيداً وتهديه علبة كبيرة جداً. وهو يرفض ويحاول استعادة كرسيه. الشقراء تفتح العلبة وتقدم له كرسياً بعجلات. يوضع البطل على الكرسي ويتم تصويره من قبل الصحفيين والشقراء تشد فمه لترغمه على الابتسام للعدسات. ينفض عنه الجميع بعد التصوير ويبقى وحيداً . هوو يسير بكرسيه حول المسرح. يبدأ العامل بالطرق على قدر النحاس. ويقوم عامل آخر بتشغيل آلة اللحام كل هذا يختلط مع أصوات سيارات و اصطدامات و زعيق . تختلط هذه الأصوات جميعها مع صوت سرف الدبابات. أصوات عامل النحاس. عامل اللحام. صوت الأغنام والحمار. صوت الدبابات وآلات الطباعة وفلاشات الكاميرا. تخفت الأصوات قليلاً وتطفأ الأنوار بالتدريج. البطل ينظر لنفسه قليلاً وينتبه لساقيه المبتورتين. يصرخ بعواء شديد وألم. يتكور وكتفاه ترتعشان حزناً. تخفت كل الأصوات ويبقى نشيج هوو و دائرة ضوء. … صوت الطيور. ثم صوت الناي. تدخل الفراشة. هوو يسقط من كرسيه. يزحف. ثم ينهض . يتجه نحو النور مطارداً الفراشة. وهو يغني بسعادة هووووووووووووووووووووووو "
الموصل 2/1 / 2006
#باقر_جاسم_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة محبة للدكيور سيار الجميل
-
أصدقاء الديمقراطية و أعداؤها
-
حياة جديدة في كيريفاسو
-
الأيديولوجيا و السلطة السياسية
-
قريبا من الفن بعيدا عن السياسة
-
نظرية الاحتمالات و نظرية المؤامرة
-
الديمقراطية و الإصلاح السياسي بين الواقع و الطموح
-
الكتاب المقدس: حول أصل اللغة و أختلافها
-
أرسطو: حول الاستعارة
-
من أغاني العاشق القديم
-
أتألق دائما لأن مائي سيكون
-
في أي الأرض...!؟ إلى جورج حاوي إنسانا
-
مسألة ضمان حقوق المرأة في الدستور المنشود
-
العمل السياسي ممارسة إنسانية الإنسان : رد على أسئلة الحوار ا
...
-
الترجمة و حوار الحضارات / مقابلة مع الأستاذ باقر جاسم محمد
-
حوار في مشكلة المصطلح في الكتابات الماركسية
-
اليتم الكوني
-
الفكر اللغوي الإغريقي:سقراط: حول الأسماء
-
الماركسية: أهي فلسفة أم أيديولوجيا
-
الوعي الذاتي المأزوم و الوعي الموضوعي الحر
المزيد.....
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
-
بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو
...
-
سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|