الله القراني وارتكاب جرائم الابادة الجماعية في قصص القرأن !!

وفي نوري جعفر
كاتب
(Wafi Nori Jaafar)

الحوار المتمدن-العدد: 5570 - 2017 / 7 / 3 - 21:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

في قصص القران والتي تتحدث عن انزال العذاب والهلاك على الاقوام السالفة، فقد كان العقاب يشمل البلدات والقرى وباهلها الساكنين فيها، الا البعض القليل المؤمن منهم او من هم اصحاب الانبياء او اتباعهم تم استثنائهم، اما الاخرين فقد وقع عليهم عذاب الله العظيم وهلاكه.
ومهما كانت الاسباب والدواعي التي دعت الله الى قراره بانزال العذاب، وسواء كانت هذه القرارات اتخذها بشكل مستعجل او بتأني وهو الذي يوصف بالقران (الرؤوف الرحيم التي وسعت رحمته كل شيء). فان ما ارتكبه بحق هذه القرى واهلها فعلا يرقى لان يكون وفق المنظور الانساني والحضاري جرائم ابادة جماعية.!!

ساكتفي بسرد بعض القصص التي ورد فيها العذاب والعقاب، والا فهناك الكثير منها في القرأن:

1- هود وقومه عاد في جنوب شبه الجزيرة العربية.
فقد ارسل الله عليهم الريح العقيم، ريحا صرصراً عاتية، سخرها عليهم سبع ليالٍ وثمانية أيام حسومٍ نحسات، تدمر كل شيء بامر ربها، فما تذر من شيء أتت عليه الا جعلته كالرميم، ولم ينجي الله (برحمته) الا هودا والذين امنوا معه.

2- صالح وقومه ثمود في اليمن شبه الجزيرة العربية.
(كذبت ثمود بطغواها * اذ انبعث اشقاها * فقال لهم رسول الله وسقياها * فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها * ولا يخاف عقباها). وقال القران ايضا (فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية). وهي الصيحة التي اسكتتهم والزلزلة التي اسكنتهم.

3- لوط وقومه في الاردن مدينة سدوم وعمورة.
(ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجوك وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين * انا منزلون على اهل هذه القريه رجزا من السماء بما كانوا يفسقون).
وتم عذاب الله للقرية وسبب العذاب في القرآن هو الفاحشة واتيان الذكران (أي المثلية)، فخسف بهم الأرض، وجعل عاليها سافلها، وأمطر عليهم حجارة من سجيل، وأنجى الله لوطاً وأهله إلاَّ امرأته كانت من الغابرين الهالكين.

4- نوح وقومه كما يقال في الكوفة العراق.
فقد أمر الله نوح أن يبحر بالسّفينة عندما يفور التنور، وعندما فار التنور وأنزلت السماء الأمطار تشكل طوفان كبير وهو عذاب الله، فأغرق الله قوم نوح بحيث لا يستطيع أحد النّجاة من هذا الطّوفان الضّخم، وبسبب هذا الطوفان هلك قوم نوح ولم يبقى احد منهم الا نوح والذين آمنوا معه بفضل السّفينة التي كانوا يركبونها. كان الطّوفان هو انتقام الله والعذاب الذي أهلك الله فيه قوم نوح والسبب في ذلك ان القوم سخروا من نبي الله و لم يطيعوه في الإيمان بالله.

والجميع يعلم ان الاقوام هي عبارة عن ناس فيهم الكبير والصغير والنساء والاطفال. ولما كان هذا العذاب يقع على تلك الاقوام فانه يشمل الكثير منهم باستثناء البعض، وكما اسلفت سابقا مهما يكن السبب او مهما كانت الحجج والدواعي لوقوع هذا العذاب.

هنا اسال الضمير الانساني والعقل البشري المجرد من النص والوهم المقدس، اقول في هذه الاقوام اطفال صغار بعمر الزهور ليس لهم ذنب، واكيد هناك نساء لا ذنب لهم، وهناك شيوخ وعجائز لا ذنب لهم. واذا كان البعض اذنبوا واقترفوا الخطيئة وارتكبوا المحرمات وفعلوا جرائم وتحدوا الله (وفي الاغلب يصدر هذا من بعض الرجال في تلك الاقوام) . فماهو ذنب الاطفال والنساء والشيوخ والعجائز الذين اهلكهم الله في تلك الاقوام. ان قلت ان هؤلاء يستثنيهم او استثناهم الله، اقول لك ان القران لم يبين أو يفصل ان الاطفال والنساء لم يشملهم او شملهم هذا العذاب، والذي يكون منصفا ويقرأ قصص العذاب هذه سيجد ان العذاب قد شمل القرية او البلدة بكامل اهلها، والاستثناء فقط وقع على النفر القليل من اصحاب الانبياء واتباعهم الذين ذكرهم القران.

اقول اذا كان المجتمع الدولي والانساني في تاريخنا الحاضر يطالب بمحاكمة الذين يرتكبون جرائم ابادة جماعية، وتخرج التظاهرات في كل مكان لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم، فهل يستطيع المسلمون ان يفكروا وينتفضوا او يتنكروا لهذه الجرائم التي ذكرت بالقران ، أم لان المقدس والمتهم هو (الله) يمنعهم من التفكير في ذلك.

#وفي_نوري_جعفر (هاشتاغ)       Wafi_Nori_Jaafar#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات