لاتذلوا المواطن في سيطراتكم

جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 1451 - 2006 / 2 / 4 - 07:28
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

اعلنت الحكومة مؤخرا عن خطة امنية جديدة للسيطرة على الوضع الامني والحد من السيارات المفخخة والعبوات الناسفة وغيرها من وسائل القتل الجماعي للمواطنين الابرياء الذين اصبحوا الهدف لكل العمليات المسلحة .
وكنا نتوقع ان هذه الخطة تعتمد المعلومات الاستخباراتية او الطرق العلمية في كشف ادوات الجريمة وتخفيف حدة الازدحامات والاختناقات المرورية من خلال رفع الحواجز الكونكريتية والاسلاك الشائكة ،الا اننا وجدنا ان الخطة الامنية الجديدة لاتتعدى زيادة السيطرات والحواجز الكونكريتية ونقاط التفتيش بحيث اصبح بين سيطرة وسيطرة(سيطرة)جديدة وبذلك زادت معاناة المواطن بسبب الازدحامات التي سببتها هذه الخطة داخل العاصمة بغداد وعلى الطرق الخارجية المؤدية الى المحافظات.
فخلال عودتي من سفري الى البصرة لقضاء فترة عيد الاضحى المبارك المني المشهد الذي رايته من رجال السيطرات في التعامل مع المواطنين وندمت على اليوم الاسود الذي سافرت فيه لما عانيته وعاناه معي باقي المسافرين الذين افرغوا كل مافي حويصلاتهم من الم ومرارة وذلة من قبل السيطرات المنتشرة على طول طريق بغداد –بصرة ،وقد وصل الامر من ركاب الحافلة التي كنت استقلها والتي كانت تحوي على نساء واطفال وشيوخ وعجائز ان طلبوا ،بل توسلوا بكل ذلة من المسؤول عن سيطرة (كوت –ميسان )ان لاينزلهم في العراء من اجل التفتيش ولكن الاخير رفض كونه يطبق التعليمات وحصلت مشادات كلامية بين الركاب وافراد السيطرة دون اكتراث منهم واعلن المسافرون بان اكثر من سيطرة قد فتشتهم وبعثرت امتعتهم ودققت هوياتهم في زمن اصبحت فيه الهويات المزورة اكثر من الهويات الاصلية في اجراءات بدائية تدل على تواضع العمل الامني والاستخباراتي .
وتكررت حالات التفتيش في اكثر من سيطرة رغم ان الواحدة لاتبعد عن الاخرى سوى بضعة كيلومترات واتمنى ان يسمع المسؤولون في الحكومة ما يتحدث به المواطنون من شدة استيائهم لهذه الاساليب الاستفزازية وعلى طول الطريق بين بغداد والبصرة والذي اصبح طريق المعاناة والمشقة والذلة .
ولاندري ما مشكلة الحكومات المتعاقبة مع الستائر ،اذ لاتمر في سيطرة الا وطلبت منك ازاحة الستائر وهذه الحالة متوارثة منذ النظام السابق وحتى عصر الديمقراطية المزعومة .وما اثار شجوننا رغم المعاناة التي عشناها وانقلب الالم الى ضحك وكركرات اطفال ونسوة ان احد (الهراقلة)بعضلاته المفتولة صعد الحافلة وطلب من اشخاص معدودين النزول للتفتيش مقلدا الامريكان في طريقة تفتيشه وكأنه خبير بالشخصيه وبامكانه التمييز بين المجرم والمواطن المسكين .
لاتذلوا المواطن في اجراءاتكم الامنية ،فالكل يعرف بأن السيطرات وجدت لخدمة المواطن وحمايته من اللصوص وقطاع الطرق وابداء الخدمات للمسافرين لازيادة معاناته وخصوصا على الطرق الخارجية بين المحافظات التي اصبح السفر فيها مشقة ولوعة وذلة .
ياايها السادة السيطرة على الوضع الامني ليس في زيادة عدد السيطرات وانما في المعلومات الاستخباراتيه التي تعتمدها كل دول العالم ماعدا قطرنا الحبيب الذي يسير (حادي –بادي )على طريق الديمقراطية.

#جمال_المظفر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات