|
اسرائيل تكرم مجرميها وتطالب الفلسطينيين بمعاقبة المناضلين
منقذ محمد ابو عطوان
الحوار المتمدن-العدد: 5566 - 2017 / 6 / 29 - 15:17
المحور:
القضية الفلسطينية
اسرائيل تكرم مجرميها وتطالب الفلسطينيين بمعاقبة المناضلين كثيرة هي الحالات التي قامت بها حكومة الاحتلال الصهيوني بإقامة وتدشين صروح تذكارية لمجرمين قتله، وجدوا لذة ومتعة في قتل الفلسطينيين، ولعل ما حدث من تدشين نصب تذكاري للمجرم باروخ جولد شتاين دليل على ذلك، حيث دشن نصبا له بعد ان نفذ مذبحة بحق الفلسطينيين في الحرم الابراهيمي الشريف في 25/2/1994، وراح ضحيتها 29 شهيدا و150 جريحا، قبل ان يهاجمه بعض المصليين بلحومهم ويقتلوه، وكثير من الجنود القتله الذين يتنافسون في وضع اشارات او رموز او ارقام على بنادقهم تشير الى عدد الفلسطينيين الذين قتلوهم، وكأنهم يتنافسون في ذلك، داخل دولة انظمتها وقوانينها تشرع كل شيء، وتستبيح كل شيئ إذا تعلق الامر بالفلسطيني. ولعل ايضا ما حدث مع القاتل المجرم ( اليئور أزاريا ) الذي قتل الشهيد عبد الفتاح الشريف بالخليل وهو مصاب وامام كاميرات التلفزه، وما صاحبه من تشكيل غطاء رسمي وشعبي للدفاع عنه وتبرير جريمته لدليل اخر على مكافئة هؤلاء الجنود القتله، وإعطائهم صفة الرمزيه والاحترام داخل هذا المجتمع القائم على القتل والنفي للأخر. ورغم ان الحكم الذي صدر على هذا الجندي لم يتجاوز الثلاثة شهور، الا انه وفور وجوده داخل قفص الاتهام تشكلت جمعيات ومؤسسات مدعومة من الحكومة واحزابها للدفاع عنه واعتباره بطلا وضحية لا تجب محاكمته. كذلك ما كتبه الكاتب عميره بن هس في صحيفة هآرتس العبريه وترجمته للعربيه صحيفة القدس بتاريخ 22/6/2017، بعنوان " قتل بسبب الاهمال" منتقدا قرارات المحكمة الاسرائيلية في تعاملها مع الجنود القتله حينما يكون الضحية فلسطيني، مستشهدا بحالة الطفل الشهيد نديم نواره، الذي قتله احد افراد الجيش بتاريخ 15/5/2014، على يد القاتل ( بن دري من ريشون لتسيون )، وكيف ان المحكمه لم تجرم الجندي لان الادعاء ادعى ان الجندي وضع بالخطأ رصاصا حيا في بندقيته بدلا من الرصاص المطاطي، وقتل طفلا على بعد 80 متر، ذاكرا ايضا كيف تجندت منظمة تدعى " قوموا بالاعفاء عنه" للدفاع عن هذا المجرم واعتبرت ان ما قام به هو واجبه كجندي، وكأن واجب هذا الجندي هو فقط قتل الفلسطينيين بسب او بغير سبب. جرائم كثيرة وكثيره ترتكب بحق ابناء شعبنا وتجد غطاءا رسميا وشعبيا في اسرائيل، بل ويعامل فيها القتله معاملة الابطال ويتم تكريمهم والاحتفاء بهم، ومكافئتهم. كل ذلك يحدث بدعم علني او مخفي من الحكومة الاسرائيلية بل ومن معظم الاحزاب الاسرائيليه ايضا. ان قتل الفلسطينيين هو هدف سامي ورفيع عند الصهاينه وحكوماتهم، ومن اجل تحسين جودة الصوره يتم تشكيل محاكم مسرحية تمثيليه لبعض القتله، عادة تخرج بنتائج ان تصرف الجنود كان متماشيا مع التعليمات في لحظة الخطر، وبدلا من ادانتهم وسجنهم وتجريمهم يصبحون ابطالا مشهورين داخل هذا المجتمع العنصري الحاقد. قتلة من اجل القتل، قتلة من اجل الاستمتاع بلذة ونشوة القتل، يكافؤون وتشيد لهم الصروح وتصبح قبورهم مزارات، أي انسانية منحطة هذه!!! هذه الانسانية القميئة والمنحطة نفسها تستمر بحربها اللا اخلاقية واللا انسانية ضد شعبنا ومناضليه، من خلال مناداتها ومطالبتها للسلطه الفلسطينية بوقف رواتب الاسرى والشهداء والجرحى. هي نفسها الجرائم تتكرر وان تغيرت المشاهد فضحايا الاحتلال يجرمون ويوصفون بأبشع الاوصاف ( قتله، مجرمين، ارهابيين) والاحتلال المجرم يكافئ على جرائمه وارهابه المستمر بحق شعب اعزل من كل شيئ سوى سلاح البقاء على ارضه. هذه الحرب التي اعلنت وتشن على المناضلين الفلسطينيين والتي تستهدف رواتبهم هي جزء من الحرب الشاملة التي تشنها اسرائيل على شعبنا، وتجد من يتساوق معها من اجل تحقيق هذه الاهداف، وهذا اتضح من مواقف الرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي طالب بذلك علنا وبدون اي خجل وبكل وقاحة، وربما قد تكون اسرئيل نجحت في تجنيد بعض الاصوات العربيه الداعمه لها بهذه الحرب، كجزء من الحرب الشامله على الارهاب التي تقوده امريكا وحلفائها في الشرق الاوسط. مناضلي الحرية ارهابيون وقتله، الكتاب والفنانون والنقباء واعضاء المجلس التشريعي واعضاء اللجنه المركزية لحركة فتح، وامناء عامون الفصائل، وطلبة المدارس والجامعات....الخ، كلهم ارهابيون وقتله، اما المجرمون الاسرائيليين الذين يرقصون وينتشون على رائحة الدم فهم ابطال. هنا ارهابيون وقتله وهناك ابطال، هذه القوانين العنصريه، هذا ميزان العدل بكفة واحده، هذا الارهاب بعينه. ان وقف رواتب الاسرى والشهداء والجرحى الفلسطينيين التي تطالب بها حكومة الاحتلال وحلفائها لا تستهدف فقط؛ وقف الاعانات الاقتصادية والتعليمية لابناء هذه الشرائح من الناحية المالية فقط، وإنما تهدف ما هو ابعد من ذلك، حسب ما كشف عنه الكاتب السياسي عادل شديد في مقاله مؤخرا على موقع العربي الجديد بعنوان" ابعد من مخصصات اسر الاسرى والشهداء" والذي يتناول فيها، ان من ضمن اهداف اسرائيل من خلال وقف هذه المخصصات هو تجريم النضال الفلسطيني وشيطنته، وبالتالي اعادة رسم للخارطه الثقافية داخل المجتمع الفلسطيني، تعيد بناء الوعي من جديد بحيث لا تظهر فيه اسرائيل كدوله محتله او عدو للشعب الفلسطيني، وان اسرائيل هي ضحيه وتعاني من الارهاب والاجرام الفلسطيني، وبالتالي فإن كل السنوات الماضيه من النضال والكفاح من اجل التحرر والاستقلال لم تكن سوى اعمال عدائية ضد دولة مسالمه. كذلك ينبه شديد السلطه الفلسطينيه من خطورة الانجرار والتعاطي مع المطالب الصهيوامريكيه بوقف المخصصات، معتبرا قبول ذلك يعني موافقة فلسطينية بالروايه الاسرائيلية بإن المقاومة الفلسطينية ارهاب وان الاسرى والشهداء هم قتله ارهابيون. اي شيئ اخطر من هذه الخطوة؟ ان نصبح نحن من يدين ويشيطن ويجرم مقاومتنا وكفاحنا، اي عقل يستطيع ان يتصور اننا وبعد اربع وعشرون عاما من اتفاقية اوسلو نطلق على ابو جهاد وغسان كنفاني وابو اياد وابو علي مصطفى وابو عمار واحمد ياسين والشقاقي وووو آلاف مؤلفة من الشهداء والاسرى انهم مجرمون قتله. هذا ما تسعى اليه اسرائيل، تريد منا ان نعاقب مناضلينا بأيدنا، تريد منا ان نتوه في دمار بنيوي داخل المجتمع الفلسطيني، تريد منا ان نعيد انتاج انفسنا ثقافيا بما يتناسب مع الثقافه الصهيوامريكيه لاستكمال مشروعها الاستيطاني التوسعي ليس فقط في فلسطين، وانما في مناطق اخرى، بعد ان مهدت لها الاحداث الدائرة في العالم العربي ذلك، تريد ان تستثمر حلفها مع بعض الدول العربية ضد دول عربية اخرى، تريد ان تنهي الملف الفلسطيني من جذوره وبمباركة عربية علنية وربما بعض الفلسطينيين بشكل خجول، هذا ما تريده اسرائيل منا. هذا هو العدل بميزان الكفة الواحده، او الكفة الطاغية كفة الاحتلال، قوة الكفة جعلت من مناضلينا ارهابيون ومجرمون وعلى شعبنا محاصرتهم والتخلص منهم، وجعلت منهم ابطال وطلاب سلام وعيش هادئ وضحايا العنف الفلسطيني، تدشن لهم النصب التذكارية، وتتهافت عليهم الحسناوات كأبطال حقيقيين. منقذ ابو عطوان باحث في شؤون الاسرى الفلسطينيين [email protected]
#منقذ_محمد_ابو_عطوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
استغلال الايدي العامله الاسيره في سجون الاحتلال 1967 -----19
...
المزيد.....
-
السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات
...
-
علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
-
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
-
مصادر مثالية للبروتين النباتي
-
هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل
...
-
الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
-
سوريا وغاز قطر
-
الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع
...
-
مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو
...
-
مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا
المزيد.....
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
المزيد.....
|