|
داعش: تنظيم إرهابي قائم على الجنس والمال ووهم الجنة!
وديان حمداش
الحوار المتمدن-العدد: 5566 - 2017 / 6 / 29 - 02:24
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
ولد تنظيم داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام) من رحم تنظيم القاعدة (قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين) التي زرع جذورها "أبو مصعب الزرقاوي" في العراق أعقاب غزو العراق عام 2003. كان لداعش علاقة وطيدة بتنظيم القاعدة استمرت حتى مطلع عام 2014 حيث قطع تنظيم القاعدة صلته بالشيطان الأكبر "داعش" بسبب "عصيانه أوامر القيادة". استغل التنظيم الفوضى العارمة في العراق وبدأ في تطبيق مشروعه التخريبي في المنطقة بحرق الأخضر واليابس. قام التنظيم بجذب العديد من المقاتلين من مختلف بلدان العالم مُستغلاً فكرة تراود مُخيلة العديد من المسلمين في العالم وهي فكرة تأسيس "خلافة إسلامية" في بلاد الشام. بعد مقتل "أبو عمر البغدادي" في أبريل عام 2010 تحول الحلم الى مشروع قابل للتطبيق، خاصة بعد تعيين "أبو بكر البغدادي" خليفة المسلمين في أرض الكنانة وزعيما لهذا التنظيم الإرهابي الذي يتبنى الفكر السلفي الجهادي المُتحجر. ويدعي أعضاء التنظيم أن هدفهم الوحيد هو تأسيس الخلافة الإسلامية، ولكن الحقيقة هي أن تنظيم داعش لايهمه لا خلافة ولاهم يحزنون، فهو لم يؤسس شيئا، بل دمر ونهب وباع واشترى في كل شيء: في لحوم البشر، في موارد البلاد وخيراتها، وفي المعالم الأثرية للبلاد بِنِيَةِ تدميرومَحوِ كل ما له علاقة بتاريخ بلاد الرافدين، كل هذا في سبيل الحصول على المال والسلطة وليس في سبيل الله كما يدعون. التنظيم يُكفر من يشاء ويحلل دماء من يشاء بدون اي وجه حق، فقد استهدف التنظيم كل الأديان والطوائف والملل، حتى النساء والشيوخ والأطفال، فلم يفلت البشر والشجر والحجر من قسوة هذا التنظيم الشيطاني المُريب. والمُحزن أن هناك العديد من المقاتلين ضحوا بأنفسهم من أجل تحقيق حلم " بناء الدولة الاسلامية" الوهمي، آملين في الدخول الى الجنة الموعودة التي حرموا منها في الأرض.
* داعش: تجارة الجنس والمال
تقدم الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى تقارير يومية عن الانتهاكات التي ترتكبها ميليشيات "داعش" خاصة بحق النساء والأطفال، أكدت من خلالها أن مقاتلي التنظيم يستغلون الأطفال للعمل لحسابهم، سواء كمخبرين أو حراس عند نقاط التفتيش، وتجنيدهم واستغلالهم في عمليات انتحارية، بالإضافة الى معاقبتهم بالجلد عند ارتكابهم لأي خطأ. وتكشف العديد من التقارير الى ارتكاب التنظيم لجرائم ضد الإنسانية تصل الى استعباد وبيع الفتيات القاصرات (خاصة الإيزيديات والمسيحيات) كرقيق في الأسواق باعتبارهن غنائم حرب، وذلك بعد قتل أفراد أسرتهن بطرق وحشية. فقد جاء في تقرير صادر عن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فى العراق، أن أزيد من 2500 سيدة وطفل تم اعتقالهم والإعتداء عليهم جنسيا وبيعهم بحوالى 10 دولارات للفرد. واستند التقرير الأممى على شهادات أزيد من 450 شخصاً عراقياً شهدوا على جرائم الحرب المتورط فيها التنظيم.
من الجدير بالذكر أن قيادي داعش يستخدمون تجارة الجنس كوسيلة لجذب مقاتلين جدد للتنظيم. ويقود التنظيم أكبر عملية تجارة رق واستعباد في التاريخ من خلال سبي واغتصاب الآلاف من الفتيات القاصرات خاصة في العراق. ويتم تصنيف الفتيات إلى مجموعات مختلفة حسب العمر ودرجة التعليم، والحالة الاجتماعية (سبق لهن الزواج أم لا)، وبين الفتيات اللواتي سبق أن تم شراؤهن من قبل مقاتلين أو تم وهبهن الى مقاتلين كهدية). كما يتم اختطاف الفتيات وإبعادهن عن عائلاتهن بالقوة ودفعهن في سيارات الشحن للذهاب إلى مراكز الفرز، ومن ثم يتم إهداء بعضهن لمقاتلين أو بيعهن في سوق العبيد. فقد وصف عدد من الفتيات الهاربات من التنظيم تجربتهن القاسية وشرحن كيف يتم اختطاف النساء وجرهن من شعورهن والزج بهن في سوق المتعة بدون سابق إنذار. ولِكي يُبرر التنظيم عملية الإتجار بالنساء وإعطائها الصبغة الدينية وتلفيفها بمنديل "الحلال"، قام التنظيم بتوزيع منشورا أو "دليلاً" تشريعياً في سوق العبيد يشرح من خلاله كيفية التعامل مع السبايا ويجيب على أسئلة المقاتلين بخصوص سبي النساء (غنائم الحرب). و يتضمن "الدليل" فتاوى تجيز اختطاف النساء والأطفال باعتبارهم "سبايا"، وممارسة الجنس مع النساء باعتبارهن "ملك اليمين"، ويسمح لهم ببيعهن أو تقديمهن كـ"هبة" لزملائهم في الكفاح. كما أكد المنشور على "جواز سبي الكافرات كفراً أصلياً، كالكتابيات والوثنيات" وأكد أيضا على أن "ممارسة الجنس ممكنة مع الفتيات غير البالغات ولكن في ظروف معينة حيث يمكن "وطء" النساء والفتيات غير المسلمات، حتى وإن كن مازلن في مرحلة الطفولة و يمكن بيعهن أو منحهن كهدايا للغير." ويقوم التنظيم أيضا بفرض قواعد صارمة على السلوك في المناطق الخاضعة لسيطرته وارتكاب أعمال وحشية من بينها حالات الإعدام الجماعي.
بالإضافة الى الإتجار في لحوم البشر، يقوم تنظيم داعش الإرهابي بالإتجار في موارد المنطقة وخيراتها و معالمها التاريخية. فلم يتركوا شيئا إلا وتاجروا فيه: بيع الآثار والمخدرات، ونهب عائدات الموارد الطبيعية، وسرقة النفط وبيعه لمن يدفع أكثر، وفرض الضرائب على غير المسلمين، والغرامات المالية، وغسل الأموال، بالإضافة الى عوائد أعمال البرتجة (كطلب فدية لتحرير المختطفين)، والسيطرة على غنائم الحرب والإتجار بالجثث. والأكثر من هذا وذاك هو حصول التنظيم على الدعم الكامل (مالي، لوجستي، عسكري) من جهات مختلفة (سواء من أشخاص أومؤسسات أو دول) تهدف الى تدمير المنطقة برمتها. هذه المصادر المختلفة حولت تنظيم «داعش» إلى أغنى تنظيم إرهابي عرفه التاريخ. ويبقى الضحية الأولى في مسلسل داعش التخريبي هو"العراق " حيث أكد مسؤولون حكوميون عراقيون، أن تدمير آثار متحف الموصل التاريخي خلّف نتائج نفسية ومالية على العراقيين وأن الخسائر المباشرة تزيد عن 12 مليار دولار، إضافة الى فقدان الخزينة العراقية لإيرادات سياحية. فمن قال أن عصابة "داعش" يريدون بناء "دولة اسلامية" عظمى، ما نراه كل يوم يدل على أن النية الحقيقية لداعش هي التدمير وليس البناء، تدمير كل ما له علاقة بتاريخ المنطقة وحضارتها، ومحو هويتها، فتفجير المتاحف وتدمير الأماكن الأثرية يفضح مخططهم الدنيء.
*الجنة والاستشهاد:
لقد استغل بعض مشايخ المسلمين جمالية الجنة في التصور الإسلامي لاقناع الشباب بفكرة (الجهاد أو الإستشهاد) حيث يعدون الضحايا أنه بمجرد تفجير أجسادهم سينتقلون بلمح البصر الى"الجنة الموعودة"حيث تغسلهم الملائكة وتستقبلهم 72 حورية وغلمان مخلدون وسيستمتعون بما حرم عليهم الله في الدنيا من خمر وعسل ونكاح الى الأبد. وبتقديم هذه الصورة المغرية يتم شحن عقول الشباب العربي المحبط واليائس والخالي الوفاض من أي جرعة أمل في المستقبل فتنشأ لديهم فكرة الإستشهاد، خاصة أن الشَّهيد ينالُ درجةَ الفِردوسِ الأعلى في الجنَّة. ولهذا يستغل الدواعشة نصوص من القران كي يشجعوا الشباب للقيام بعمليات انتحارية. ففي الجنة سيستمتع الرجل بحوريات عفيفات لم يلمسهن إنس ولا جان من قبل "لم يطمثهنَّ إنسٌ قبلهم ولا جانٌ" (الرحمن 56:55و74) وغلمان مخلدون "كأنهُمُ لُؤلؤٌ مكنون" " إذا رأيتهم حسبتهم لُؤلؤاً منثوراً" فهم شباب صغار لا يكبرون ولا يموتون وهم في قمة الحسن والبياض وصفاء اللون مثل اللؤلؤ المصون في الصَّدف. فالجنة بالنسبة لأتباع داعش مجرد متنزه، لاشيء فيه سوى الأكل والشرب ونكاح الحوريات والغلمان. وإذا كانت وسيلة الإغراء تنجح في إقناع الكبارفلا أدري كيف يقنعون الأطفال للقيام بالعمليات الإرهابية (الرجل السوري الذي دفع ابنته الى تفجير نفسها أمام مركز الشرطة). إن من قام بالأعمال الإرهابية لم يستشهد من أجل الله او الوطن، انهم استشهدوا من اجل تحقيق حلم مزيف من تأليف داعش، حلم تأسيس "دولة إسلامية" على حساب قتل الالاف من الأبرياء وتشرييد الملايين، انه حلم بيع الأوطان لمن يدفع أكثر، إنه حقا حلم مزيف: حلم قائم على حب السلطة والمال والمجون.
#وديان_حمداش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإرهاب باسم شرعية مرسي الوهمية!!
-
إعصار -ساندي-: إنتقام إلهي أم غباء بشري؟
-
سوريا: صرخة نملة في عالم أطرش!!!
-
الفساد والنهب باسم القضية الفلسطينية!!!
-
قالها حسن البنا:- ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين-!!!
-
مصر: الجمهورية الثانية والمنقذ المنتظر!!!
-
المرأة ووهم الربيع العربي!!
-
مصر ما بعد الثورة: ولادة جديدة أم إجهاض مبكر!!!
-
الإحتباس الحراري: أخطر من الإرهاب!!!
-
في ذكرى شهداء كنيسة القديسين: لا للطائفية والتقسيم
-
الحجاب والسفور: معركة الربيع العربي الجديدة !!
-
ديمقراطية البطون الجائعة!!!
-
مقتل القذافي وشبح بناء الدولة
-
الصومال والموت البطيء
-
إيران والثورات العربية
المزيد.....
-
المدافن الجماعية في سوريا ودور -حفار القبور-.. آخر التطورات
...
-
أكبر خطر يهدد سوريا بعد سقوط نظام الأسد ووصول الفصائل للحكم.
...
-
كوريا الجنوبية.. الرئيس يون يرفض حضور التحقيق في قضية -الأحك
...
-
الدفاع المدني بغزة: مقتل شخص وإصابة 5 بقصف إسرائيلي على منطق
...
-
فلسطينيون يقاضون بلينكن والخارجية الأمريكية لدعمهم الجيش الإ
...
-
نصائح طبية لعلاج فطريات الأظافر بطرق منزلية بسيطة
-
عاش قبل عصر الديناصورات.. العثور على حفرية لأقدم كائن ثديي ع
...
-
كيف تميز بين الأسباب المختلفة لالتهاب الحلق؟
-
آبل تطور حواسب وهواتف قابلة للطي
-
العلماء الروس يطورون نظاما لمراقبة النفايات الفضائية الدقيقة
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|