أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - سلسة السرد في رواية -ثلاثة فلسطين- نبيل خوري















المزيد.....



سلسة السرد في رواية -ثلاثة فلسطين- نبيل خوري


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5565 - 2017 / 6 / 28 - 19:59
المحور: الادب والفن
    


من جمالية العمل الادبي سلسة السرد، لأنه مفتاح الدخول إلى النص، فالنص الذي يحمل أسئلة لا بد أن يترك شيء من التأثير على المتلقي، ويجعله ينسجم/يتوحد مع ما يقرأ، وإذا ما أضفنا إلى هذا الفكرة التي يتناولها الراوي، فكرة الصراع مع المحتل من جهة، وفكرة الصراع مع الذات من جهة أخرى، نكون امام عمل استثنائي.
الرواية صادرة في طبعتها الأولى عام 1974، وهذا ما يجعلها ذات قيمة فنية على مستوى الرواية العربية عامة والفلسطينية خاصة، فقد تفنن السارد في تقديمها من خلال ثلاث لوحات، "حارة النصارى، الرحيل، والقناع، اللوحة الأولى والثانية تتحدث عن مرحلة الوجود الفلسطيني على الأرض قبل الاحتلال وفترة الاحتلال مباشرة، بينما لوحة القناع، تتحدث عن الفلسطيني بعد الاحتلال وبعد أن يهجر وطنه إلى الخارج، إن كانت هجرته إلى الدول العربية أو الغربية، فنجد لكل لوحة شكلها ولغتها وشخصياتها وعالمها وصراعتها.
سنتحدث عن اللوحة الأولى والثانية بداية، ثم ننتقل إلى الحديث عن لوحة القناع.
القدس
هناك اماكن لها قدسيتها، وتأخذ من الاهتمام الشيء الكثير، وكأنها شيء من تكونيننا النفسي والثقافي، فالقدس أولى العواصم العربية التي تم احتلالها في فترة ما بعد الاستقلال، قبل ان تحتل بيروت عام 1982 ثم بغداد عام 2003، فاحتلا القدس كانت بداية الانهيار للمشروع القومي العربي والوطني الفلسطيني، فالراوي يعطيها القدسية المضطربة، فهي مقدسة وفي ذات الوقت تنتزع الاحبة من بيننا، فهي مقدسة وقاسية في ذات الوقت:
"هل قاتل وحارب وقاوم وناضل من أجل هذا؟
أم كان مصير المدينة التي أحب مرتبطا بحياته، فلما سقط سقطت؟ القدس، كان يقول لها/ القدس لا حياة لنا بغير القدس، هذه حبيبتنا، حبيبة العرب، فإذا ضاعت، ضاع العرب" ص11و12، هذا ما قالته "سلمى" عن زوجها وحبيبها وبطلها "يوسف" فالبعد القومي حاضر وكما هو البعد الوطني، وكأن الراوي يدق ناقوس الخطر بعد ذهاب الحبيبة، وسيكون الأحبة في تيه وضياع إذا لم يتقدموا/يبحثوا عنها.
وإذا ما توقفنا عند "القدس" سنجد الراوي يعطيها سمة الحياة الإنسانية، وليس صفة المكان/الجماد، فلسلوك الاجتماعي يتشكل من خلال علاقة الإنسان بالإنسان، وعلاقتهما مع المكان، بالجغرافيا، فلا يوجد اجتماع بدون جغرافيا، لهذا نجد الراوي يؤكد على هذه العلاقة التي تجمع الإنسان بالمكان، وكأنهما جسد/شيء واحد.
الهول الذي واكب احتلال القدس لم يكن بالأمر الهين على الإنسان الفلسطيني والعربي، فهو كارثة مهدد لزلازل رديفة أخرى ستتبه هذا الزلزال:
"بعد دقيقة كنت أصرخ وأولول: يوسف، يا يوسف ، يوسف ... سقطت القدس!.." ص45، إذن حالة من الغضب والتوتر والخوف والجزع أصابت الفلسطيني والعربي بعد احتلالها.
الإنسان والأرض
كما قنا هناك الاجتماع الإنساني يتشكل بعد أن تأخذ العلاقة بينه الأرض، فلا اجتماع بدون أرض/جغرافيا، وبما ان الفلسطيني يتعرض لاحتلال استيطاني، بمعنى يسعى لطرد/لقتل الإنسان ومن ثم الاستيلاء على الأرض كان لا بد من تناول العلاقة بشكلها الواقعي:
"لم لا تنهض من موتك لتدافع عني أمام ذلك الذي مد يده إلي يريد أن يتحسسني؟
أين أنت لتدفع اليد التي أمسكت بي تحت تهديد المسدس؟
ألم تفكر في وأنت تطلب الموت. ألم تعرف أن من احتل المدينة، والحارة، سيحاول أن يحتل منزلك، ويضع يده مكان يدك" ص 13، بهذا الشكل يتم تناول علاقة الفلسطيني بالمكان، تحدثنا "سلمى" عن مشاعرها بعد احتلال المدينة، وعما تعانيه كزوجة فقدت زوجها في المعركة، فهي بين نارين، نار المحتل، نار فقدان الحامي والحبيب والزوج.
أثناء المعركة كانت "سلمى" متأكدة بأن النصر سيكون لفلسطين وللعرب، وكان تأمل أن يحيى ابنها "رجاء" في وطنه كاملا وليس في نصفه فقط:
"لن يكبر رجاء ونصف وطنه ضائع، سيعيش شبابه كما عشت أنت في كل ربوع فلسطين" ص53، نجد هنا تأكيد على العلاقة التي تربط الفلسطيني بالمكان، فهو يعيش ويحيى في المكان الذي ينتمي إله، لهذا نجد "سلمى" تريد الحياة السوية لابنها "رجاء" فالأب "يوسف" ربى في فلسطين كاملة متغذيا بما فيها من خيرات ومستمتعا بما فيها من طبيعة خلابة.
وبعد الاحتلال، كان لابد للفلسطينية "سلمى" أن تكون واقعية، فالاحتلال أصبح في المدينة، وكان لا بد من إيجاد شيء يساعد على البقاء على الأرض فكان الإيمان هو المخلص للبقاء:
"صلي يا سلمى، عودي لصلاة، أركعي يا سلمى، ابتهلي، لك الله، لهم الله، الله لا ينسى عباده، لا ينسى المقاتلين من أجل الحق" ص51، أعتقد بأن هذا المشهد أراد به الراوي القول أن المجتمع الفلسطيني مجتمع مؤمن بالله، ويتحمل المصائب والأهوال، وكأنه يريدنا أن نتقدم من الله وقت الشدائد، فهو المنقذ والمخلص لنا من الكرب.
الاب
كما قالنا في موضع غير هذا، الاب يقدم بشكل سلبي أو يتم تغيبه عند العديد من الكتاب، وهنا نجد صورة الأب المغيب، ونجد أيضا صورة الأب المناضل أيضا، وكأن الراوي يريد أن يشير بطريقة ما إلى تاريخ المقاومة الفلسطينية مذكرا المتلقي بأن هناك رجال ضحوا وعلينا أن نكمل ما قاموا به.
"منذ أن وعيت الدنيا لا أذكر أنني نمت في حضن والدي، كنت أحب والدي، وأخافه، لست أدري لماذا كنت أخافه، لم يضربني مرة واحدة، ولم يعنفني مرة واحدة كما يفعل مع أشقائي" ص19، نجد هنا صورة متماثلة مع صورة النظام الرسمي، فهاك حب لاب قاسي مع أبناءه، لكنه هادئ مع الراوي، وهو لا يبدي/يظهر هذا الحب من خلال من خلال سلوك معين، فالأب هنا يبدو غير مثالي، فهو منحاز للراوي على حساب بقية الابناء.
"مات والدي فجأة، فورثت المسؤولية فجأة، قالت إنك كنت تريد أن تكمل دراستك، أن تصبح طبيبا، مثل عمي فؤاد، لكن موت والدك قضى على كل خذا" ص20، نجد تغيب الأب الذي خذل بموته الابن، وجعله يتخلى عن طموحه، وكأن الأب تآمر عليه، ـ بهذا الموت ـ فنجد الراوي يحمل الأب المسؤولية.
لكن هناك صور ايجابية قدمها لنا الراوي عن الأب الفلسطيني، وكأنه يريد من الابناء أن يكملوا ما بدأه في ثورة 36، ,أن يتشبثوا بنهجه المقاوم والرافض للاحتلال وللظلم:
"في الصباح كان يرسله إلى مدرسة المخيم ليتعلم القراءة والكتابة.
وفي المساء يجلس معه ليعلمه حب فلسطين.
كان يستمع إلى والده يروي له كيف قاتل عام 1938 وعام 1948 بشغف ووله" ص181، لا شك أن الموقف هنا كان يراد منه التمسك بالمقاومة كطريق لتحرير فلسطين.
المرأة
في لوحة "حارة النصارى" يركز الراوي على "سلمى" زوجة الشهيد "يوسف" الذي قاوم المحتل حتى آخر رصاصة استبقها لنفسه، لكي لا يؤسر من قبل المحتل، فهذه المرأة تحمل مشاعر مضطربة، متباينة، مرة نجدها تمجد بطولة "يوسف" ومرة نجدها تحدثنا عن حاجتها له، وعن عدم ضرورة استشهاده، فالقدس ليست أغلى منه.
"الجبناء ينامون الآن بجانب زوجاتهم وأطفالهم.
ليتك كنت جبانا
ليتك لم تحب القدس
ليتكلم تحب حارة النصارى
ليتك كنت كأولئك الذين هربوا ليسلموا على ضابط الاحتلال "ويهنئوهم" بسلامة الوصول" ص31، المرأة هنا تحتاج لرجلها، لحبيبها، فالحاجة الجسدية والمادية لها تأثيرها، لهذا نجدها تحدثنا بحسها كأنثى، فهي أولا وأخيرا امرأة وبحاجة للرجل.
"شعرة منك تساوي كل أوطان الدنيا.
كن بجانبي الآن ولتذهب القدس إلى الجحيم." ص32، فهنا المفاضلة لصالح الزوج والحبيب على حساب الوطن، فهي تجد رجلها هو الوطن وأكثر أهمية منه، لكننا نجدها بعد أن تفرغ غضبها بعد استشهاد "يوسف" ويبدأ المحتل بالقيام بأعماله الارهابية بحق المواطنين، نجدها تغير لغتها، من الضعف والحنين "ليوسف" إلى شيء جديد، كان يوسف قد تركه عندها:
"ابنك لم يخف من الجنود، غريب امره، لقد وقف يمسك بيدي هو ينظر إليهم بتحد غريب في اثناء التفتيش، شعرت في لحظة من اللحظات أن هذا الطفل الصغير الواقف بجانبي ليس بطفل، شعرت بأن قامته قد كبرت، شعرت فجأة أنه قد أصبح رجلا، وأنه سيحميني من أي اعتداء، إنه صورة منك يا يوسف، أشعر احيانا بأنك لم ترحل، وأن الذي حصل هو أنك صغرت في الحجم، وأنك ستكبر فجأة وستكبر من جديد" ص36، إذن "سلمى" كل ما قالته في السابق كان نابع من كونها امرأة وحيدة، بلا حماية من رجلها، لكنها بعد أن وجدت في "رجاء" هذا الطفل شيء من "يوسف" نجدها تعود إلى مكانتها كامرأة فلسطينية عليها أن تتجاوز المحن والمصائب، وتواجه الأخطار وتتكيف معه الظروف.
العربي
هناك تخاذل عربي حدث في عام 48 وعام 67، لهذا تم احتلال فلسطين بسهولة من قبل الحركة الصهيونية، وما كان لهذا الاحتلال أن يتم بهذا السهولة وهذه السرعة لولا التخاذل والتآمر النظام الرسمي العربي مع الامبريالية الغربية، لهذا نجد الاعمال الادبية الفلسطينية تتناول هذا الأمر منبه إلى أن الفلسطيني تعرض لأكثر من عدو ولأكثر من اعتداء:
"قالوا: تماما كعام 1936، ألقوا السلاح ونحن نتكفل لكم بالنصر ودخلت جيوشهم المعركة.
خسرت المعركة
قسمت فلسطين، وأخذ اليهود منها أضعاف ما نصت عليه وثيقة الأمم المتحدة.
وشرد مليون فلسطيني يعيشون في الخيام" ص136، العديد من كتاب الرواية الفلسطينية تحدثوا عن هذا التخاذل الرسمي العرب، وكأنهم يريدوننا أن ننتبه للمستقبل، فالنظام الرسمي العربي لا يقل أذية وضرار من المحتل، فهذا التحذير ضروري للفلسطيني كضرورة الانتباه إلى الخطر الذي يشكله المحتل عليه.
لهذا كانت صورة العربي تمثل المنهزم والمتخاذل عند الغرب، لكن بعد انطلاقة الثورة الفلسطينية والبطولة التي أبداها الشعب المشرد أخذت هذه الصورة تتغير إلى صورة الابطال المناضلين:
"لقد كنا في زيارتنا الماضية لأوروبا نتحاشى التظاهر بأننا عرب، لكننا هذه المرة، بعد جهاد عرب فلسطين وبطولتهم التي أطبق ذكرها آفاق أوروبا، أصبحنا نفتخر بعروبتنا، وصرنا نلتقي من الأوروبيين كل أجلال واحترام" ص102، إذن الفلسطيني يقدم خدمة لكل مواطن عربي، بعد أن أخذ يقاوم المحتل ويحقق الانتصارات عليه، وهو هنا يرد الإساءة العربية بهذا الجميل، فالنظام الرسمي العربي رسم صورة حقيرة للعربي، لكن الفلسطيني بدل هذه الصورة وجعلها صورة بهية وناصعة.
الانجليزي
الحديث عن النظام الرسمي العربي يقود إلى الحديث عن الانجليز ودورهم القذر في قيام دولة الاحتلال، واخماد الثورة الفلسطينية إن كان من خلال قمعها أو من خلال تقديم أزلامهم من الحكام العرب ليقوموا بدور الخداع وبث الأمل الكاذب بين أفراد وقيادة الشعب الفلسطيني:
"أن الحكومة البريطانية عندما عجزت عن إيقاف الثورة بقوة السلاح، ضغطت على الملوك والرؤساء العرب، كي يضغطوا بدورهم علينا" ص125، هذا ما حدث في ثورة 1936، والتي قام فيها الشعب الفلسطيني بأطول اضراب شهدته البشرية، والذي استمر لستة شهور متواصلة إلى أن تدخل الموك الرؤساء العرب فقضوا عليها بوعود كاذبة من السيد الانجليزي.
الفلسطيني السلبي
الراوي كان موضوعيا وحياديا في تناوله للفلسطيني، فهو يقدم لنا نماذج متباينة من الشعب الفلسطيني، "يوسف" الذي قاتل حتى آخر طلقة، يقابله سماسرة اراضي ومن يقدون التهاني للمحتل بصوله سالما:
"ـ قدمت لع عرضا يختص بقطة الأرض المجاورة للمستعمرة التي بجانبكم.
... أهل الخائن يتحملون، ظلما، وزر خيانته، وأهل القرية تحملوا أيضا ثمن هذه الخيانة.
لقد أنشئت على أرض الخائن مستعمرة، تتحداهم، تتحدى شعورهم، تقول لهم كلما مروا من جانبها: باعنا هذه الأرض واحد منكم" ص" ص164و166، الراوي أراد أن نكون موضوعيين عندما نقرأ عن فلسطين، فنحن شعب ككل الشعوب منا المعطاء ومنا الخائن، من المقاتل ومنا المتخاذل، وهذا يحسب للراوي الذي قدم لنا واقعنا على حقيقته.
الفلسطيني
الفلسطيني لم يقاوم المحتل فحسب، بل قاوم أيضا النظام الرسمي العربي، "يوسف" تم اعتقاله أكثر من مرة من قبل النظام الأردني، حتى أن اعتقاله اصبح عادي جدا بالنسبة " لزوجته "سلمى" التي عرفت كل سجون فلسطين وهي تزور حبيبها في المعتقلات التي تنقل لها "يوسف":
"ظنن أن رحلتك هذه إلى السجن ستكون الرحلة الأخيرة.
لم أعرف انها بداية سلسلة من الرحلات" ص75، ورغم ما قام به النظام الأردني من قمع للشعب، إلا أننا نجد هذا الشعب يقف بصلابة وبكل أصرار على مواجهة المتحل بعد انسحاب هؤلاء الذي كانوا يعتقلونه من أرض المعركة.
"يوسف" الذي اتعقل لأكثر من مرة من قبل النظام الرسمي العربي، نجده يرفض أن يكون أسير للمحتل، فيقرر أن يطلق عليه رفيقه آخر طلقة على أن يكون أسيرا عند المحتل:
"طلبت منه أن يقتلك، وأنت ترى نفسك محاطا بجنود إسرائيل، بلا سلاح" ص81، إذا ما توقفنا عند هذا المشهد، وقارناه مع الحالة التي ألفها "يوسف" في المعتقلات الأردنية نستغرب هذا القرار، فهو رجل معتاد على السجن، فهو ليس غريب عليه، لكن ما الدافع الذي جعله ينهي حياته بهذا الشكل؟، ولماذا لم يطلق هو الرصاصة الأخيرة على نفسه، وجعل رفيقه يقوم بهذا الأمر؟ بالتأكيد هو لا يخاف السجن، لكن كرامته كمقاتل منعته أن يلقى عليه القبض من قبل العدو وأن يؤسر، فهو في العهد الأردني كان يعتبر نفسه معارض للنظام، فلا بأس من تقبل السجن، لكنه في حالة المحتل وجد نفسه مقاتل/ثائر/ جندي من العار عليه أن يستسلم، حتى لو لم يبقى ليديه ما يقاوم به، فآثر الموت على الاعتقال، وهذا الموت هو رسالة لكل مقاتل، الموت أفضل من الاستسلام، هكذا هم الابطال.
ثورة 1936، كانت مثل لكل الثورات، وهي أنقى الثورات التي خاضها الشعب الفلسطيني، فنجد كافة شرائح الشعب الفلسطيني تتنافس على الجهاد والدفاع عن فلسطين:
"خميس، الذي كان يصلي كل ليلة أن لا يموت إلا في معركة.
لم يهرب الناس من الموت، كانوا يذهبون لملاقاته، بفرح، كأنهم في طريقهم إلى حفلة راقصة.
الأطفال كانوا يعدون الأيام كي ينمو الشعر على ذقونهم، ليحملوا السلاح، وينضموا إلى القافلة" ص89، إذا ما قارنا هذا العطاء من الفلسطيني في الثورة الأهم 36، يتأكد لنا حجم المؤامرة التي تعرضنا لها من قبل الانجليز وحلفائهم من الحكام العرب، الذين عملوا مخلصين لسيدهم لتخليصه من هذه الثورة.
يعد "يوسف" حالة استثنائية في العطاء، فهو الذي كفرت بالثورات بعد الانتكاسات المتلاحقة التي تبعتها، نجده يقرر خوض الحرب 67، رغم ما تعرض له من قبل الحكام العرب، فهو كان يعتبر "القدس" حبيبته وللحبية حق عليه أن يقدمه لها:
"لم تحارب لتصبح زعيما.
لم تحارب لتصبح قائدا.
حاربت لأن شيئا في داخلك يدفعك لأن تحارب.
أحببت فلسطين، فلسطين مهددة عليك أن تحارب فحاربت.
خسرت ثورتين... حربين.. ومع ذلك حاربت؟ ص98، هذا هو الفلسطيني الذي نمتثل له، الذي يعطي ولا يأخذ، يقدم فقط لأنه لا يعرف إلا أن يعطي، فياله من معطاء هذا ال"يوسف".
"يوسف" الذي قدمه لنا الراوي لم يكن "سوبرمان" بل إنسان، لهذا نجده يشعر بالقهر ويصيبه الضعف كأي شخص آخر:
"كنت تبكي الثورة كأنك تبكي طفلك الوحيد.
ـ يا خسارة .. يا خسارة الدم, والشباب، والأرواح.
ستة أشهر، ستة أشهر كاملة ونحن نحارب، ومع ذلك تقف الثورة ولم تحقق أي من أهدافها وما زال اليهود يتسللون إلى البلاد بالآلاف، وما زالت الأسلحة تتدفق عليه، وما زال الانكليز مصممين على جعل فلسطين وطنا لهم" ص124و125، يا لهذا "اليوسف" الذي يبكي ويبكينا معه، يقوم بكل ما يملكه من طاقة للنضال ثم يجد هذا العطاء يتبخر أمامه، وكأنه لم يفعل شيئا، لهذا بكى، بكاء القهر والألم، لكن هل هذا الموقف لم جعله يتخاذل عند الشدة، بل وجدناه يتألق في المعركة ويقاتل حتى آخر طلقة لديه.


لوحة "القناع"
الصراع الداخلي
أجمل ما في الراوية مشاهد الصراع التي تعيشها شخصيات الرواية، "سلمى، يوسف" كلا منهما يتصارع مع ذاته من جهة ومع الواقع جهة أخرى، لكن ذروة الصراع كانت في لوحة "القناع" حيث نجد "كامل" يتصارع مع ذاته التي تؤرقه، ويتصارع مع المحيط الخارجي الذي يعيش فيه، ماضيه في من الهزائم والانكسارات الكثير، إن كانت هزائم شخصية أم وطنية أو قومية، فبلاده تم احتلالها أمام ناظريه، حاول أن يعمل لها لكن عدم النجاح كان هو سيد الموقف دائما، فالعوائق كثيرة ومتعددة ومتشعبة، بحيث جعلته يشعر وكأنه كمن يحرث لبحر:
"... ويطير هو عائدا مع الأحرف السوداء إلى وطن يحاول أن ينساه، وبلاد هرب منها... ويود أو يظل هاربا إلى ما لانهاية!!" ص ص188، بهذا الشكل يحاول "كامل" أن يتخلص من ماضيه الثقيل والمؤلم.
يذهب إلى الصحراء للعمل لكنه لا يجد الخلاص من ألمه، يذهب إلى الغرب لعله يجد حلمه في الفردوس الذي ينشده:
"يريد أن يمشي في الشارع الطويل، أن يسكر، أن يغازل الفتيات، أن يسهر، أن.. أن.. أن.. منذ أكثر من عام وهو يعيش في الصحراء، في لهيب من الحر والحرمان معا" ص189و190، مطالب اساسية وحاجات طبيعية لكل إنسان، فهي يريد الحياة السوية والطبيعية كأي إنسان، لكن هل ينجح في مسعاه؟، وهل سيكون شخص طبيعي عندما يجد الفتاة التي سيغازلها؟ وهل سيتمتع بالسهر معها؟، كل هذه الأسئلة يجيبنا عنها الراوي:
"...وفي لحظة واحدة انخطف الزمان واختفى المكان وعاد من حيث أتى. اختفى عطر الشقراء المخدر لتحل مكانه رائحة البارود والحرب... والموت" ص197، هذا المشهد يلخص حالة الصراع التي يمر بها "كامل" فهو يعيش في عالمين معا، عالم الماضي الأسود، والحاضر الأخضر، لكن ماضيه يسيطر عليه، ويلقي بظلاله على واقعه، بحيث يفقده بهاء الحاضر.
يذهب "كامل" مع فتاته الشقراء "جورجينا" إلى الفندق ليقضيا معا ليلة حمرا من تلك التي حلم بها "كامل" لكننا نجده بهذا الحالة:
"...وخلع ثيابه... وتمدد إلى جانبها
ومدت يدها إلى زر النور فأطفأته..
وزحفت إليه وفي انفاسها فحيح..
وغابا في قبلة طويلة... طويلة .. قطعتها هي بصرخة استغراب:
ـ ماذا .. ما بك يا كامل... أتبكي؟ إن دموعك تغرق وجهي" ص198، البكاء من الرجل في موقف ممارسة الجنس يشر إلى حالة غير سوية يمر بها، خاصة إذا علمنا أن هذا الجنس كان حلم، الشيء الذي سعة له، الجنة التي يريدها على الأرض، فالبكاء يحمل شيء من القهر والانكسار والعجز الذي يعيشه "كامل" إن كان على المستوى الشخصي أم على المستوى الوطني والقومي، ويمكن أن يشير أيضا إلى شيء من حالة الفرح التي يمر بها "كامل"، ويحمل بين ثناياه عقدة الذنب والخيانة لشعبه ولقضيه، فها هو يمارس الجنس في فندق فخم وشعبه يموت ويشرد وتدمر بيوته، وسنجد تأكيد على عدم سوية "كامل" من خلال متابعة المشهد مع "جورجيا" الذي يجيب على سؤالها بهذا الشكل:
"ـ أخرسي!!" ص198، وتستمر عملية الجنس مستمرة، رغم الحالة البائسة وغير السوية التي تسيطر على "كامل":
"... تبحث عن نقاط الدمع تمسحها، أنفاسه كانت ثقيلة متلاحقة، ... رأته يحدق في سقف الغرفة يبكي، يبكي بصمت، ودموعه تتساقط، لا يبذل أي مجهود لإيقافها" ص198و199، قلنا في موضع غير هذا أن المرأة من العناصر التي تخفف الضغط عن الرجل، لكنها عنا لا تخفف الضغط فحسب، بل , تعتبر أيضا وعاء لتفريغ القهر من خلال ممارسة السادية عليها، لكي يكون هناك توازن عند الذكر، فكل الغضب والقهر الذي يحمله، نجدده يتحول إلى سادية يتم اسقاطها على المرأة، لهذا وجدناه يقول لها ـ رغم ضعفه وعدم قدرته على أن يكون طبيعيا في الفراش ـ "أخرسي".
يكمل لنا الراوي هذا اللقاء فيقول:
"... بهدوء اقتربت منه، التصقت به، احتمت بصدره، وشعر فجأة بوجودها، فأدار رأسه ينظر إليها بهدوء وعمق، قبلته قبلة خفيفة على وجهه، مد يدع يداعب وجهها، بدأت أنفاسه تتلاحق من جديد، ... ثم ... ...ثم انفجرت القنبلة المضغوطة، وتناثرت الشظايا، واستؤنفت المعركة التي قطعها الدمع منذ أكثر من ساعة.
وخاض المعركة بكل قواه، بعنف وبقسوة خاض المعركة، خافت منه وهي تراه يهجم، ويهجم ويتابع الهجوم.. ويضرب بلا رحمة ولا هوادة، وتحول الخوف إلى متعة، والمتعة إلى نشوة، والنشوة إلى لذة عارمة، وقاومته ... فأزداد ضراوة، شعرت بأنه رأى فيها عدوا يجب أن يسحقه" ص199،
قبل الدخول إلى المشهد السابق نشير إلى وجود تلاقي بين حالة "كامل" و"انكيدو" بطل ملحمة "جلجامش" فكلاهما سيكون وضعه مختلفا عما كان عليه قبل المضاجعة، وكأن المرأة منحتهما شيء من الإنسانية، ما كنا ليحصلا عليه بالمطلق إلا من خلالها فقط، فالمرأة في الرواية وفي الملحمة هي مانحة الحياة الإنسانية للرجل، وبدونها لا يمكن أن يكون هناك حياة سوية للرجل على الأرض.
استعاد "كامل" شيء من توازنه النفسي، بعد البكاء وبعد أن نطق بكلمة السيادة " أخرسي" التي مارسها على "جورجينا" لنجده يتحول إلى فحل جنسي لا يشق له غبار، "كامل" يمارس الجنس للتفريغ وليتخلص مما هو فيه من قهر، و "جورجينا" تمارس الجنس لتحصل على المتعة، التي وجددتها في كامل بطريقة استثنائية، لهذا نجدها تنتقل من حالة إلى أخرى اكثر تطورا، لتحصل على "اللذة العرمة" فكلا منهما يمارس الجنس لكن الدوافع تختلف ومتباينة بينهما، رغم أنهما في نفس السرير، ويحصل كلهما على مبتغاه، هو التخلص من قهره، وهي على اللذة.
بعد انتهاء المضاجعة الشرسة بينهما، يستمر العلاقة الجسدية والفكرية بينهما، فيعودا إل الغرفة ليمارسا مع فعلاه في السابق، لكن بحالة جديدة:
" ...خلعا ثيابهما... حدث ما يجب أن يحدث... لكن الليلة بلا بكاء، بلا دموع، لقد قرار أن لا يقرأ الصحف قبل المون، وأن لا يفكر قبل النوم... أن لا يفكر إطلاقا بما يجري في بلاده. أنه هنا في باريس لينسى، لا ليتذكر" ص210.
إلى هنا استطاع "كامل" أن يجد لنفسه مخرج لما يحمله من أوجاع، فقد استطاع بعد الجنس أن يكون إنسان شبهة سوي، متجاوزا حالة شيء من حالته النفسية.
الصراع الخارجي
يتفاجأ "كامل" بأن "جورجينا" المرأة التي حلم بها والتي أخرجته من حالته البائسة إلى حالة شبه سوية أنها تمثل/تحمل عقدته، فأمها يهودية، رغم أنها انجليزية:
"كمال ... نسيت أن أخبرك أن أمي ... يهودية!!" ص211، ويجد "كمال" أيضا "راؤول" صديقه اللبناني والذي سهرا معا في أكثر من سهرة بأنه قد تحول إلى عدو له:
"ـ أين كنت طول هذه المدة؟
ـ في إسرائيل..
...أن راؤول الذي اعرفه في بار الاكسلسيور في بيروت، هو نفسه راؤول الجالس أمامه في بار الاكسوت بباريس
ومع ذلك فقد تغير..
بالأمس كان صديقا واليوم هو عدو" ص35-37، هذا اللقاء يشكل صدمة قوية "لكامل" الذي استطاع أن يتخلص من ماضيه، لكن الواقع ـ حتى وهو في باريس ـ يعيده إلى الماضي، فها هو "راؤول" يجعله يتقهقر إلى نقطة البداية، حاملا كل ما فيها من بؤس:
"تركت لبنان لأني يهودي، واخترت إسرائيل لأنها وطن اليهود، ... شعرت بأن هذا البلد الذي ولدت وتعلمت وتربيت فيه أصبح بعيدا عني، غريبا، فجأة شعرت كأنني أعيش في بانسيون مؤقت.
ـ ما وجدت في إسرائيل؟
ـ وجدت الوطن الذي لا أشعر فيه أنني في بانسيون ومهدد بالطرد في أية لحظة." ص 239و240، وهنا يتفجر الصراع من جديد داخل "كامل" فهو الهارب من ماضيه في بيروت وقبلها القدس يجد في باريس من يعيده إليه وكأنه لم يخرج من مكان الهزيمة وما زال قابعا هناك يأن تحت وطأة الذل والانكسار.
تكتمل العقدة من جديد عند "كامل" بعد أن يتابع الحوار مع "راؤول":
"ـ هل حملت السلاح ضدنا في حرب 1967؟
ـ لا... لم احمل السلاح، لكنني ساهمت في المجهود الحربي بطريقة أخرى.
ـ ألم تشعر بأي تردد أو تبكيت ضمير وأنت تحارب أصدقاء لك في الجهة الأخرى من الحدود؟
ـ لم أفكر إطلاقا في هذا.. كنت ادافع عن بقائي وبقاء وطني" ص241، وهنا تكتمل حلقة القيود من جديد حول "كامل" ليجد نفسه متخاذل هارب من المواجهة قبل ان يكون هارب من الحقيقة، فيصارح ذاته بحقيقة الصراع الذي لا بد من مواجهته، فالهروب لا يحل مشكلة، لهذا نجده يكتشف هذه المعادلة:
"... هذا اليهودي، من لبنان، ومن مواليد بيروت، "هاجر" إلى إسرائيل وانتمى وجاهد في أول حرب شنتها بلاده.
...ـ من يدريك، فقد أحمل السلاح غدا ... وقد اقتلك! ـ لا لن تحمل السلاح، لا اليوم ولا غدا، إنك تنتمي إلى طبقة البرجوازية الفلسطينية التي تعلن الحرب في بارات بيروت ولندن وباريس فقط.... الذي حمل السلاح هو الفلسطيني الذي بقى في الخيام منذ عشرين عاما، الفلسطيني المشرد، الجائع، الناقم، الذي يحلم بالعودة، وليس الذي لا يرض إلا أن ينزل في فندق "جورج الخامس" بباريس" ص243، هنا تنكشف حقيقة "كامل" لنفسه، فهو إنسان مهزوم، هارب، يعمل على قلب الأشياء واخفاء الحقيقة، فهو يمثل حالة/طبقة اقتصادية من المستحيل أن تجعله يتقدم قيد انملة من فلسطين، من واقعه المهزوم، لهذا نجده يصارح نفسه بهذه الحقيقة المرة:
"مجموع ما صرفه في رحلته هذه، يكفي لشراء مدفع" ص261، ولا يكتفي بهذه الحقيقة فحسب، بل يعود إلى جذوره في القدس، في فلسطيني، التي تركها خلفه وتجنس بالجنسية اللبنانية:
"هل خلع فلسطين ... ليلبس لبنان... وهل الأوطان تغير كالقمصان، نختار منها ما يناسبنا." ص263، بهذا الشكل يكون "كامل" قد ترك لنا مساحة من التفكير، تجلنا نعيد النظر فيما آلت إليه أوضاعنا كفلسطينيين، نحمل جنسيات عربية أو غربية، هل نحن فلسطينيون، أم لا؟، وهل الجنسية التي نحملها تمحو الفلسطينية؟ وهل "راؤول" اليهودي أكثر وطنية منا؟، كل هذا الأسئلة لا بد من الاجابة عليها، والتوقف عندها كثيرا، لكي نتوقف عن الهروب إلى الأمام، ولكي نتقدم من جديد إلى الأمام بثبات وثقة.

الطبعة الأولى دار الشروق القاهرة، جمهورية مصر العربية
الطبعة الثانية، وزارة الثقافة الفلسطينية 2017. البيرة، فلسطين.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكر في كتاب -جنون الخلود- انطون سعادة
- انطفاء
- تعدد المداخل في كتاب -ألوهة المسيح وفلسفة الألوهة- محمود شاه ...
- القائد في رواية -قناديل ملك الجليل- إبراهيم نصر الله
- الآخر في مجموعة -القاتل المجهول- هادي زاهر
- نهضة تركيا على حساب سورية
- النبل الفلسطيني
- حيوية النص في ديوان -خربشات على جدار ميت- منصور الريكان 2
- بين حملة السيف الأولى والثانية
- واقع الشاعر في ديوان -ظبي المستحيل- بكر زواهرة (2)
- واقع الشاعر في ديوان -ظبي المستحيل- بكر زواهرة
- الشيوعي الفلسطيني في رواية -علي- حسين ياسين
- الخطاب (2) في قصيدة -جواب- جميل دويكات
- الخطاب في قصيدة -رسالة- جميل دويكات
- ضرورة الادب الاشتراكي في رواية -كونستانتين زاسلونوف- ميخائيل ...
- الفلسطيني في رواية -مصائر- ربعي المدهون
- المسافة الزمنية في ديوان -ليالي الغريب- حبيب شريدة
- التجديد في قصيدة -حتى الخلود أو الخلود - محمد أبو عون
- تقدم الروائي العراقي
- تعرية التاريخ في -يا شيخ معذرة مهند ضميدي


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - سلسة السرد في رواية -ثلاثة فلسطين- نبيل خوري