الدوخة المخزنية وحراك الريف

الهيموت عبدالسلام

الحوار المتمدن-العدد: 5564 - 2017 / 6 / 27 - 23:09
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

1) دوخة حقيقية ودوار كبيرذلك الذي أصاب المخزن حين وجد نفسه وجها لوجه أمام حراك لم يتعب طيلة مدة 8 أشهربل يزيد تمددا وتجدرا وتشبثا بعدالة مطالبه وبالسلمية التي لاتحمي فقط ممتلكات الدولة والشعب بل تحمي كذلك حتى الأجهزة الأمنية والقمعية التي تجد نفسها في زاوية ضيقة ،ولم تنل منه الاعتقالات حوالي 300 معتقل لحدود يوم 26 يونيو 2017 ،ولم تنطل على أحد تُهم الانفصال والعمالة والخيانة...

2) دوخة أخرى هي فشل المخزن في جرّ الحراك للفوضى والمواجهة والتخريب على خلاف الانتفاضات السابقة التي كان يسهُل تفجيرها من الداخل عبر دسّ وإقحام عناصر مخرِّبة من اللصوص وذوي السوابق الإجرامية لتتحول من انتفاضة ذات مطالب عادلة ومشروعة إلى دمار وتخريب وبالتالي يتشرعن التدخل المخزني بدعوى استتباب الأمن والحفاظ على الأمن وإطلاق حملة من الاعتقالات والمحاكمات التي تعيد الشعب نضاليا لنقطة البداية

3) الدوخة المخزنية الأخرى هي أنه لم يسبق لحراك سلمي شاركت فيه المرأة نصف المجتمع ونصف السماء بهذه القوة في منطقة يقال أنها محافظة ،ناهيك عن الإعلام الإلكتروني المناضل والمشاركة الميدانية للفنانين (سيليا ،بدر الخطابي...) والتجار والعمال والموظفين ،والمهاجرين في ديار الغربة وغيرهم ...،ناهيك عن الالتحام والتضامن الذي طبع هذا الحراك مما فوت الفرصة على "العياشة " اختراق الحراك أو قمعه كما يحصل في مناطق أخرى

4)على خلاف الحراكات السابقة فحراك الريف أكثر إبداعية في أشكاله النضالية : الطنطنة أو الضرب على الأواني المنزلية ،رفع الأعلام السوداء على أسطح المنازل ، القيام بمسيرات يوم عيد الفطر، إطفاء الأضواء ، الزغردة الجماعية من أسطح المنازل بنفس التوقيت ،مسيرة الحج ...

5) الدوخة الأخرى ناتجة عن عزلة غير مسبوقة للمخزن أمام هذا الحراك ،فبعد قتله أي المخزن للأحزاب وتفجيرها من الداخل وإدماج معظمها في اللعبة وشراء النخب وإرشائها (شبه قتل نهائي لأحزاب الحركة الوطنية : الاستقلال والاتحاد الاشتراكي ) وخلق جمعيات وأحزاب ونخب وخدام الدولة ومافيات انتخابية لايهمها فقط سوى مصالحها المادية الشيء الذي جعل النخب التي كانت تدافع على نظام الحسن الثاني مثل رضى اكديرة وأحمد بن سودة وعبدالهدي بوطالب ذات خلفية فكرية وسياسية رغم أنها كانت تدافع عن الاستبداد ليست هي نخب اليوم التي تتشكل من ولد العروسية و زروال ومول الشكلاطة ومول الكراطة ومنار السليمي والفيزازي ...

6)ربما لم يفق المخزن من دوخته أو لم يستوعب صدمة أن هذا الحراك يستلهم تجرية نضالية عالمية في التحرر والانعتاق ، الذين يقودون هذا الحراك هم أحفاد وحفيدات محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي شكل مدرسة ثورية استلهمها زعماء الثوراث العالمية أمثال : تشي غيفارا وهوشي منه وماوتسي تونغ وغيرهم .

#الهيموت_عبدالسلام (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات