|
كأنّه أبي-الفصل الثّالث-2-
نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 5563 - 2017 / 6 / 26 - 22:47
المحور:
الادب والفن
نبيع السّعادة بالتّقسيط متجر صغير فيه امرأة تبتسم للزبائن متجر بيع السّعادة مكتوب على أحد جدرانه حتى المنفى يمكن أن يصبح وطناً سعيداً امنح نفسك ضحكة مدوّية، وارحل إلى السّعادة عندما بدأت العمل في مصنعي كنت منفيّة إلى هنا كانت رحلة مشتركة مليئة بالأماني، فجأة أصبحت منفى عندما لا تملك المال للتّحرك تكون منفيّاً تنقطع عن العالم تنسى وجوه أحبّتك هكذا كنّا قبل أن أقرّر السعادة . . . -يبدو العنوان مثيراً سيدتي. هل تمازحين الزّبائن؟ وهل السّعادة شيء ملموس كي تبيعينه؟ -لا أيّها الشّاب، فالسّعادة تباع وتشرى كما الحبّ، والإيمان، وغيرها من الأشياء التي كنّا نظّنها معنويّة فإذ بها ملموسة. يمكننا أن نبيعك من السّعادة بقدر ما تملك، ففي جيبك درهم. تقبض سعادة بدرهم. -سوف أجرّب، ولو أنّني غير مقتنع. معي هذا المبلغ. هل يكفي؟ -يكفيك لساعتيّ سعادة . -تفضّلي. -اجلس ريثما أحضّر لك الطلب. اجلبي له يا سعاد كأس السّعادة الذي نقدّمه لزبائننا مجاناً، ثم اذهبي به إلى دار السّعادة . دع المال معك. إن لم ترى السعادة لا نريد منك مالاً. -تفضل من الخلف. أنت في تكسي السعادة. الرحلة الأولى مجانيّة ، مع التّسلية. تفضّل وجبة طعام تأكلها لو شعرت بالجوع. -لا أعرف إن كنت ذاهب لمكان آمن أم لا. كل شيء مريب، لكن الفتاة التي تسوق السّيارة، والشاب الذي يجلس بجانبها تبدو عليهما السّعادة. الشاب يستعدّ للغناء. -السّعادة تعني تبادل الإحساس. يا سعاد عندما قبّلتك القبلة الأولى شعت منّا السعادة هل تذكرين عندما ذبنا معاً كان ذلك قبل عشرة أعوام وكان حرّ الصيف يتسلّط على رؤوسنا الفارغة ملأناها بالحب فأحاطنا نسيم عليل هل تذكرين النّهر والبحر؟ كنّا سعداء -هل تذكر يا سعد أيّام العذاب -لا. لا أذكرها. -توقف عن الغناء. لقد نام الشّاب. أوقف السّيارة ، واترك الموسيقى تمنحه السّعادة. افتح باب السيّارة كي يرقّ النّسيم على وجهه، ودعنا نأكل طعامنا خارج السّيارة. إنّه يغطّ في نوم عميق. ونحن نعيش السعادة على قارعة الطّريق. . . . أبي! هل تعرفني؟ أنا غريب. أشعر بالسّعادة. لو كنت معي اليوم لكنت أسلفتك ساعة من سعادتي. لا أعرف كيف أعبّر لك عن الألم الذي كنت أعيشه قبل أن أشتري هذا المقدار من السّعادة. أنصحك أن تزور المكان. يبيعون السعادة لمن يرغب، والتّجربة مجّانية. ما أروّع هؤلاء البشر. لو كنا نعرف كيف نحصل على السّعادة، وتغنّي لأمّي كما غنّى سعيد لسعاد لكنّا اليوم نطير. هل أنت سعيد بدون أولادك؟ إن كنت سعيداً لا بأس، فقد سامحتك. لا يمكن للإنسان أن يشتري السعادة، وهو مملوء بالغضب والألم. أتذكر رحلتنا إلى البحر والنّهر؟ إلى نهاية العالم حيث تركتنا في سجن ليس له أبواب لم تكن تلك حياة ولا سعادة. سوف أشتري السّعادة أنصحك أن تشتريها أو ربما من الأفضل أن تبتعد عن حياتنا، ولا تراقبها، فنحن بخير، وها أنا ذا أشتري السّعادة. أنت غريب الآن عنّي. هل أنا في حلم؟ أين أنا -أنت هنا. في رحلة السّعادة. سوف نمنحك الحبّ طوال الدّرب. . . . أشعر أنّني ولدت للتوّ أنا والسعادة توأمان لم أكن أعرف أن مبلغاً قليلاً يشتري سعادة كبيرة. أشكر القدر لأنّني عرفت هذا الطريق تعالي ياميّ أغني لك أغنيّة -إنّها أغنيّة السّعادة .أعرفها من قبل. دعنا نغنّيها معاً. -كلّلكم تعرفون كلّ شيء إلا أنا. -قصّة بيع السّعادة معروفة. حضرت فيلماً مأخوذاً عن قصّة المرأة كانت امرأة متعلّمة مخلصة تفي بوعودها. تحب العمل. أرادت أن تتزوج كي تبني أسرة. رأت أحدهم قال لها أحبك. لم تصدّقه، لكنّها اعتقدت أن البشر يحبون الإنسان المعطاء، وبينما كانت تحاول أن تصنع السعادة. هرب زوجها بعد أن أخذ مالها. كانت الحرب على أوجها في بلادها، وعائلتها في البحر على متن قارب صيد، ولا أحد لها في الدنيا. بعد أن غادر. أرسل لها رسالة يقول فيها. عيشي كالكلاب! نظرت إلى كلبة جارتها: تعالي يا إنيا. ركبت الكلبة قربها بالسّيارة كم أنت وديعة ! قرّرت أن تشتري كلباً وتفتح طريق السّعادة تصوّر أن الكلب عرف قيمة المرأة، ودلّها على طريق. سمعت فيه صوتاً يقول لها: ابدئي الآن. بيعي السّعادة، . الفيلم طويل لا يمكن أن نسرده بإمكاني أن أحضره معك ثانيّة . أنت تعرف أن الأفلام لا تتحدّث بالواقع، لكنها تأخذ به. أعطت الشركة للمرأة مبلغاً كبيراً من أجل القصّة، فوضعت كلبها خلف الطاولة يراقب النّاس، وجلست قربه: قالت له: شكراً . الكلب المخلص يستحقّ الاحترام. أسمت كلبتها سعيدة وابنتها سعاد، وزوج ابنتها سعيد الفيلم يمنح طاقة إيجابية كبيرة، ويركزّ على دور الكلاب في إسعاد البشر -لا داعي أن نحضره. سوف نشتري في كل أسبوع ساعتي سعادة، ونتعرّف على تلك العائلة . يمكننا أن نكتب مسرحية عنهم. اسمها مثلاً" مملكة الكلبة سعيدة"
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة امرأة في العيد
-
قصّة عيد يهرب من الفقراء
-
لماذا تتقلّد المرأة الأدوار الثّانويّة
-
كأنّه أبي. الفصل الثّالث. 1.
-
كأنّه أبي.الفصل الثّاني. 5.
-
كأنّه أبي . الفصل الثّاني .4.
-
هل تتكرّر أسطورة الأمازونيات
-
- من يأكل من مال السّلطان يحارب بسيفه-
-
أدمغتنا أمام المغسلة العربية، والإسلاميّة
-
لهم الله والوطن، ولنا عذاب القبر
-
كأنّه أبي. الفصل الثاني. 3.
-
من نصادق، ومن نعادي؟
-
كأنّه أبي. الفصل الثّاني-2-
-
بعض أمراضنا الخفيفة
-
هذا الشّرق- العظيم- يلزمه بعض التّواضع
-
كأنّّه أبي. الفصل الثاني-1-
-
أيا حبّي!
-
كأنّه أبي -5-
-
التّابع والمتبوع
-
كأنّه أبي-4-
المزيد.....
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
-
-لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|