أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - العيد في بغداد بلون رمادي














المزيد.....


العيد في بغداد بلون رمادي


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5563 - 2017 / 6 / 26 - 16:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مع إعلان الساعة السابع والنصف صباحا اتجهنا مع الأحبة لصلاة العيد, في جامع صغير منعزل عن البيوت, البساطة تبدو على بنائه, فقد أنشأه رجل مسن بسيط, لم يكن من الأغنياء, فقط بما يملك من المال القليل, وتركه ذكرا وعملا صالحا له ولعائلته, يبدو أن الجدران قد تم طلائها حديثا, تجمع الرجال والأطفال صباحا لأداء صلاة العيد, الوجوه فرحة مستبشرة الخير والبركة, اغلب الحضور تزين وتعطر ولبس الجديد, خطب أمام الجامع خطبة بسيطة عن العيد والمجتمع وأهمية الأخلاق والتواصل العائلي, وندد بالأحقاد والخيانة والانحراف السلوكي.

كان الى جانبي عجوز يقارب الثمانون عاما, يبدو عليه التعب, وملابسه توحي بثقل السنين عليه, سألته عن صحته وظروفه, فقال: ( الحمد لله نحن بخير, وأرجوك أن تدعو لابني بالشفاء فهو مريض منذ أشهر, قد وقع من "سكلة" في العمل, وهو لا يقدر على الحركة), فسألته الم يتم صرف أجور علاج له؟ أطلق حسرة كبيرة, وقال: (أن ابني مجرد عامل بناء, والدولة فقط تصرف أجور علاج للأغنياء, من برلمانيين والوزراء والساسة, أما نحن فلا شيء في ميزان حكام الخضراء, يا بني أن دولتنا ظالمة).
وعدته أن أدعو له, وأخذت رقم هاتفه, وأخبرته أني سأحاول أن أجد أحدا من أهل الخير الميسورين مما قد يساعد في العلاج.

كان في باب الجامع حشد من النساء والرجال والأطفال, ممن يسألون الناس المساعدة, أطلقت ألاف اللعنات في تلك اللحظة على حلف الأحزاب, الذي ضيع أموال البلد على ملذاتهم وتوافه الأمور, حتى أصبح مئات ألاف من أبناء الوطن مشردين فقراء, يستعطون الناس في الشارع, أتعجب من الطبقة الحاكمة وهي تكثر الحج والعمرة, وتركز على سمة تدينها, الا أنها لا تخاف الله, فتعصيه ألاف المرات يوميا, الا تستحي من سخافة نفاقها المكشوف لكل العالم, فلا يحترمهم الا المتملقون والعبيد والدواعر.

بعدها مررنا على بعض البيوت لتبادل التهاني بالعيد المبارك, ووجدنا أبو زين الدين مهموما, مشغول الفكر, وبيته من دون كهرباء وكان يوما شديد الحر, فسألناه عن سبب غياب الكهرباء, فقال : ( ليلة العيد تعطلت محولة الكهرباء التي تزود كل بيوت "الدربونة", وكما تعرف لن يصلحها احد الا بعد العيد, لان وزارة الكهرباء في عطلة, ولا يقوموا بعملهم في هكذا أيام الا مقابل رشوة كبيرة, وكما تعرف اغلب الجيران من البسطاء, وهكذا علينا أن نعيش أيام العيد من دون كهرباء).
حاولت مواساته, وأخبرته سأتصل بمن نعرف من مؤسسة الكهرباء, عسى أن تصحو ضمائرهم ويقوموا بواجبهم.

عدت للبيت مسرعا فدرجة الحرارة ارتفعت كثيرا, وجدت الأطفال في الشارع وهم يلعبون بالعاب العيد الخطيرة, مسدسات ذات أطلاقات "كرات بلاستيكية صغيرة", والعاب نارية ذات الصوت أو نارية, وطفل يبكي حيث ضربه احدهم في انفه, بأطلاقة مسدس بلاستيكية, جرح انفه ونزف الدم, أخذته لأهله وطلبتهم أن يعتنون به, ولا يتركوه في الشارع, فأيام العيد خطيرة على الأطفال, بسبب الألعاب الخطيرة التي لا تمنعها الحكومة بل تسهل استيرادها مع ما تفعله سنويا من حوادث, والتي تنتشر في الأسواق مع العيد.

وكل عام وانتم بعيدين عن كل شر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسعد عبدالله عبدعلي
كاتب وأعلامي عراقي



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملف الظلم العراقي.. تفاوت رواتب الموظفين
- جدلية الغرب والشرق
- حلم ومتصل وسحور
- سوالف العم اسعد: مؤسسات الدولة والعبودية
- سوالف العم اسعد: الفضائيات ورمضان
- وادي الذئاب بالعراقي
- عندما تموت الرحمة
- مخططات خبيثة للطعن بالمرجعية الصالحة
- فتنة تفاوت رواتب الدولة العراقية... الى متى؟
- عشق وشهادة
- العامل العراقي حزين في عيده
- انتحار عاشق في زمن النهوة
- الابداع السنغافوري في حل مشكلة السكن
- مصر هي مفتاح الحل للعراق
- حديث الحب: علاقات جامعية مريبة
- موسم صيد حيتان الفساد
- أريد بيتاً
- حديث الحب: حبيبة واحدة لا تكفي
- هتلر في بغداد
- رحلة البحث عن بيت للإيجار


المزيد.....




- حرائق لوس أنجلوس.. رفع تحذيرات الراية الحمراء -الحرجة- جنوب ...
- مشادة حادة بين سيناتور والمرشح لمنصب وزير الدفاع بسبب اتهاما ...
- رد فعل أقارب رهائن على طبيعة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وت ...
- بالفيديو.. انضمام أول مدمرة استخباراتية إلى قوات البحرية الإ ...
- الألغام تهدد حياة السوريين العائدين إلى أراضيهم
- الهدنة في غزة.. المباحثات تتسارع وباتت في -مراحلها النهائية- ...
- ألمانيا .. غرامة قدرها 5 يورو مقابل كل تأخر عن الدوام المدرس ...
- مراسل RT: إبادة عائلة كاملة في قصف إسرائيلي على دير البلح
- مراسلتنا: 30 قتيلا على الأقل في قصف إسرائيلي على قطاع غزة
- انفجارات وقطع للكهرباء في عدد من المناطق الأوكرانية


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - العيد في بغداد بلون رمادي