|
إعادة قراءة في الاسطورة العربية الجزء الاول
هرمس مثلث العظمة
الحوار المتمدن-العدد: 5563 - 2017 / 6 / 26 - 10:18
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إن الاديان العربية من بين كل الاديان عانت من صعوبات وجودية مع ظهور الاسلام مما وأد وجودها ،بل وفي كثير من الاحيان والى إزالة آثارها ، قد تكون لدينا الخطوط العريضة لبعض تلك الاديان ولكن سيرتها الداخلية تبقى مجهولة ولكن نحن بصدد الاطلاع بما نحوز به من معلومات تاريخيه وتجارب دينية وطقوس وبنى اجتماعية سائدة آنذاك لنتعرف بشكل أفضل على التأثيرات التي تعرضت لها الاديان العربية قبل مجيء الاسلام . فلكي نحصل على توثيق اقل ما يقال عنه مقبول ، لابد من توضيح بعض الامور وفقا لما تقتضيه عملية البحث و تفكيك مفهوم الاسطورة العربية و إعادة صياغتها وبلورتها في قالب ينساب كانسياب جداول الماءفي مجرى النهر ، مع ما نحن مقبلون على إلتماسه ،لأنها تعرضت للإهمال وغطتها الاتربة عبر الازمان ، بل أن المساس بها يعد من أمور التابو ، أو بلغة عصرنا الحديث خط أحمر ، مما درج ،في شرح أي باحث لأي مصطلح هو الاتيان بالتعاريف السائدة والعمل وفقا لخط سير تلك التعاريف ، ليخرج منتجه الخاص به . وكل ذلك في مسار التمهيد للأنبياء العرب وبالتالي يجب علينا أولا فهم الظروف المحيطة في البيئة العربية والعوامل الباعثة على مكوناتها الاسطورية ونشوء الالهة . وثانيا نشوء النبوءة في محيطهم . نحن على عكس ذلك سنخوض تجربتنا في شرح الاسطورة من خلال سردنا ، للأساطير المكونة للقرآن وأنبيائه في حده الادنى ، وخصوصا البيئة التي خرج من كنفها القرآن و هي الصحراء العربية مع الأخذ بعين الاعتبار التلاقح مع الحضارات الاخرى وهذا ما سنبنيه في صلب مقالتنا . فمن خلال الكشف أو التقصي عن القرآن أضع القارئ بالصورة من حيث الكشف عن أكبر الرموز التأسيسية في منطقتنا منذ مايزيد عن 1400 عام ، فالكشف عن الاسطورة ليس مجرد مناظرات أو هراء يتم تناقله عبر ألسن ما يسمى نخبة الطبقة المتدينة ،فهي تتضمن كشفا أركيولجي ، أنثروبولجي ، بالاضافة إلى الكرونولجي ، وذلك بعيد كل البعد عن الحركات أو الالعاب الصبيانية التي ينتهجها كهنة الامة ، وذلك لأن ما نقوم به نحن وغيرنا ، يجعل قوت يومهم المغمس بعرق الشعوب مهددا بالانقراض ، وهذا ما يلقي الضوء على ما تحدث به جيمس فريزر في الغص الذهبي وذلك عن الانتقال من السحر إلى الدين حيث اصبحت مكانة الساحر بخطر وبالتالي الجواب النهائي لذلك الانقلاب كان بإزالة مهنته عن مسرح الاحداث آنذاك . فما سيحدث الآن ولاحقا هو انفجار باثولوجي ، وذلك من الحالة التي تقرأ بها الوقائع أو كما يسوق لها ، فالتخلف ينخر مجتمعاتنا ناهيك عن الترويج لسلعة الخرافات وإعتمادها كمنتج أساسي يقتات منه كهنة الاديان . يقول ميرسا الياد : " إن الانسان يصنع ذاته بذاته ، ولا يستطيع أن يصنعها تماما إلا بقدر سلخ القداسة عن ذاته وعن العالم فالمقدس هو العقبة الاولى التي تعترض حريته ." ولذلك لا بد من تفسير ما هو المقدس وما هو الدنيوي ، قبل شروعنا برسم الكلمات على صفحات البحث . إن عدم إستيعابنا الكامل لعالم الاسطورة، ذلك لأن العصر الذي نعيش به قد فرض علينا الخروج وبشكل قسري من عالم الاسطورة إلى عالم المنطق والعقل ، فلذلك أصبح داخل كل مفكر حر محكمة تفتيش صارمة تلزمه بالاقتناع بما يقره العقل بل وربما تميز الزيف الذي قد ترسمه لنا الحواس في عالمنا اليوم ، ولذلك يجب علينا مغادرة عالمنا العصري لبرهة من الزمن نتصفح من خلال كلمات البحث تجربة الدخول في عالم الميثلوجيا والولوج إلى بنية المجتمع الذهنية والثقافية العربية آنذاك لنستوعب الجانب الانفعالي والخيالي والرمزي الذي قام بوصفه وعلى آثره بنيت الاسطورة العربية ولذلك مادة بحثنا بشكل آساسي القرآن .
فالاسطورة بشكل عام قصة رمزية يلعب الالهة الادوار الرئيسية فيها ، فهي تروي تاريخا مقدسا ، تروي حدثا جرى في الزمن البدائي ، فتتميز موضوعاتها بالجدية والشمولية ومثال ذلك الخلق والتكوين ، فهي مرتبطة بالنظام الديني للجماعة المنضوية تحت سقفها فتعمل على توضيح المعتقدات الدينية من خلال اسلوب القص الميثلوجي فهي في مثالنا سرد لحكاية الخلق أي الاسطورة الكوسموغونية وقس على ذلك باقي الامور من موت وحياة وسر للوجود والعالم الاخر . أما اشخاص الاساطير فكائنات عليا ، نعرفهم من ثمارهم مما قد صنعوه في الازمنة القوية ذات التأثير الفعال ، فهي باختصار تكشف عن الفعالية المبدعة لهذه الكائنات العليا وتميط اللثام عن قدسية اعمالهم .فالاسطورة هي قناع تلك الكائنات الماورائية العليا و صورة مجازية لما هو مخبأ خلف العالم المرئي. والدين هو العلاقة بين تلك الكائنات العليا والانسان فتم رفعها لدى الانسان الديني الى مستوى سيكولوجي عالي وجدل فلسفي ليشكل نظاما نفسيا للكائن البشري لايتصور وجوده من غير ذلك النظام وتحكم تلك العلاقة بنية مصطنعة كالكنيسة لدى المسيحين او الازهر وهيئة العلماء لدى المسلمين ، ولذلك أنظر إليه على أنه أدنى شكل من أشكال النظر العقلي واعلاها الفلسفة . والخرافة تقوم على عنصر الادهاش ومليئة بالمبالغات وفي بعض الاحيان قد تدخل الالهة على مسرح مجريات الامور في الخرافة وقد يكون ظهورهم كبشر متفوقين لا كآلهة فالتمييز بين حدود الخرافة والاسطورة ليست على قدر من الوضوح كما يعتقد البعض . إن العرب قبل الاسلام قد قاموا كغيرهم من الحضارات بتقديس عناصر الطبيعة الواقعة تحت الانظار ، حجارة ، حيوانات ، القمر ، الشمس ، زعماء القبائل ( الجد المؤسس) ، ولاننسى العناصر التي تتصل بالميتافيزيقا كالجن والملائكة والشياطين ، وكان واقع حياتهم خصب بما فيه لتنتشر أساطير الغول والسعلاة . فهل تلك الصورة المرسومة عن الجن والملائكة والحيوانات ، والشياطين بلغتهم القديمة وما أسبغ عليه من أشعار ذات صفات أسطورية قد إحتلت موقعا في التراث الاسلامي العربي بحيث مثلت اسقاط لعالمهم بكافة الابعاد التي ترتسم على صفات ذلك الواقع إن كانت إجتماعية ، ثقافية ، نفسية وبذلك ضمنت مكانتها الفكرية في التراث الاسلامي ومثال حي على ذلك ( سورة الجن ، ناقة صالح جنة هود ) ، قد يبدو لنا هذا السبب ، هو سبب رئيسي في وصول الأسطورة العربية إلى مآل الانحدار ، والضعف ، ذلك أن المجتمع الاسلامي ما زال يعيش على مقدسات و أفكار من غير الممكن أن يسمح معها بإعمال حكم العقل ، أو مناقشة موضوع من الموضوعات المقدسة والتي من الممكن أن يكون للعقل ومنطقه حيز كبير في ذلك الامر و قد يكون سببا في الارتقاء بمصاف الاسطورة العربية إلى مصاف الاساطير العالمية . فهل السبب في ذلك أن الاسطورة التي يعيش على أنقاضها المجتمع العربي بشكل خاص والاسلامي بشكل عام تشكل جزءا أساسيا من ذاكرته ومن النسيج الثقافي والاجتماعي والنفسي المكون لفكره وتراثه وبالتالي ، فإن هدمه بتلك الالية من الامور المحرمة ، حتى لو كان الهدم في سبيل البناء على أسس الصلابة والمتانة والايضاح . وبإلقاء نظرة على مجتمعنا العربي نجد أن التكوين الثقافي والاجتماعي والنفسي لازال يحيط به من كل جوانبه ، بل وتتخلل أدق مرافقه عالم متمازج من الخيال والغيبيات والواقع ، ولازال أسيرا لأساطير ومحرمات ومقدسات فرضت نفسها بكل موتيفاتها على كل مرافق الوجود ، بل الانكى من ذلك هو أنه بذاته حبيس لأفكار أشخاص وسلطويتهم يبعد عنهم مئات بل آلاف السنين ، لقد تم القضاء ، بل وإقصاء شخصيته من خلال وضعه في خانة الحلال والحرام ، فكانت المُرافق لكافة مناحي وتكوينات وجوده وحياته ، أتذكر في رمضان المنصرم في أول يوم من آيامه حديث تمت إذاعته عبر إذاعات المساجد قبل آذان الظهر حيث أن المتصلة بالرغم من مشاكلها الحياتية والهموم النفسية ، تتحمل عناء الاتصال مع أحد الشيوخ ، لتسأله عن شخص قد أرضعته 5 رضعات والآن كبر ، فهل يجوز أن تتكشف أمامه ؟! .. تلك العقلية الساذجة والمهينة التي تم على أساسها ووفقا لبنودها ترجمة ورسم تصرفاتنا على أرض الواقع ( الشرع بقول إيه ) ... من المجمل قوله إن تلك الحدود التي مازلنا على آثرها نعاني من تسلط واستبداد أفكار أشخاص تفصل بيننا وبينهم عصور قد خلت ، حددوا لنا الطريق الذي يجب أن نبقى عليه من خلال تحديد نوعية الاشياء وتصنيفها ووسمها بالحلال و الآخر بالحرام ، ولا يحق لنا معرفة تلك الطريقة أو الآنية التي على أساسها أقرت تلك الامور التي أحدثت ، أو باءت تحدث شرخا و فرقا زمنيا بيننا وبين دول العالم المتحضر فلا زلنا حبيسين الماضي (ماذا قالت عائشة ، كيف تبول النبي ، كيف اغتسلت عائشة بعد المضاجعة، شروط الجماع ، أداب النكاح إلخ من الامور التافهة ) فتلك المرحلة العقلية قد صنعت لنا أصناما فكرية في لحظة تاريخية معينة وبعد ذلك وكأن الزمن توقف عند تلك اللحظات ووفقا لأسلوب تلك المجتمعات ! فالمشكلات التي بنيت على إثر تلك القضايا أصبحت في مواقف الخصومة مع مفكرينا الأحرار ، ما دأبوا في محاولاتهم ، إلا أن يحاولوا بث الامل وزرع بذرة في تربة الحاضر لعلها تغدو برعما يحمل لنا نور الشمس في المستقبل وبالتماشي مع نزع الالتباسات المرافقة لتلك الظروف ليقدموا لنا قراءة سلسلة ومهنية بنفس الوقت تجعل من حياتنا أكثر قدسية من كونها مجرد أمور متعلقة بالمقدس والدنيوي ، لكن على الطرف الاخر تم اصطناع اللامبلاة ممن يغذون الفكر الظلامي عاشق الخرافات وربيب التخلف ، والذين يحاولون بشتى الطرق إرجاعنا للحالة البدائية والعودة بنا إلى الخلف و لسان حالهم في وضع مجتمعنا في مركبة زمنية صنعت من فكر الاوراق الصفراء ليعودوا بنا إلى عصور الظلام ، متناسين أن تلك الاصنام قد صنعت في مجتمعات لاتتساير مع حالة مجتمعاتنا الحالية ، فتلك الاصنام كانت في ذلك الزمن تصنع نماذج للسلوك البشري في عصره ، بحيث تضفي على وجوده من خلال تلك الاصنام الفكرية قيمة ومعنى ، فهي مرحلة من مراحل تاريخ الفكر الانساني قد انتهى . ولكن للأسف من يقوي شوكة تلك الاوهام ويساعد أصحاب ذلك الفكر على التجدد والنهوض من جديد ، سوى أساليب السياسيين ، يلجئون إليها في أوقات الفتن والازمات لاستنهاض الذاكرة الجمعية واستعادة ثقة الجماهير من جديد ، معيدين للمقدس دوره والدنيوي مكانه .
ومن تلك النقطة نستطيع تحديد ما هو المقدس وما هو الدنيوي . فنقتبس من مقدمة المترجم عبد الهادي عباس لكتاب المقدس والدنيوي لميرسا الياد: " يدلنا التاريخ القديم أن العرب كغيرهم من الشعوب بل ربما أكثر من غيرهم قد أدخلوا صفة القداسة على كثير من الاشياء ونزعوها عن الكثير . ويذكر في هذا الصدد أن عمر بن الخطاب قطع الشجرة التي حصلت تحتها بيعة الرضوان ، مخافة أن يعبدها العرب .. وهنالك الكثير من الطقوس مورست وأخذت طابعا مقدسا بينما ترجع في أصلها لأسباب شتى أو لارتباطها بنمط الانتاج وعلاقاته الاجتماعية حتى أن بعض واجبات القرابة تحولت _كماهو معلوم _ إلى طقوس دينية بين الافراد كما أن التاريخ يحدثنا عن ظهور مظاهر تقديس لبعض أنواع الانتاج النباتي وبعض الاشجار والحيوانات .. كذلك فإن بعض الظواهر الطبيعية ادخلت اهتمامات احتفالية عليها طابع القداسة كظاهرة البرق _ وقوس قزح _ وشعائر استنزال المطر ومازال الاستسقاء والاحتفالات الكوكبية وتقديس الشمس والشعريان .. إلخ .وتسرد كتب التاريخ أيضا كيف أقام العرب مقامات ومزارات لاحتفالاتهم وأضفوا عليها صفات التقديس واحاطوها بالكثير الكثير من الاساطير والخرافات . والناتج عن ذلك كان ظهور الحِمى أي يعتبر محمي لوجود الاله و بالتالي إضفاء القداسة ( وكأن الامر متعلق بالحدود الاجتماعية المتعلقة بالملكية الخاصة ) وأيضا أضفى العرب على أماكنهم المقدسة صفة وجودها في مركز الدنيا ( وايضاً لربما من الناحية الاجتماعية من حيث تمركزهم ببقعة محددة صنفوا اماكن تواجدهم ك أماكن مقدسة) وأسبغوا على بعض الحجارة صفة مجيئها من السماء أو عالم آخر ." انتهى . وبالتالي يتوضح لنا مفهوم المقدس من خلال ارتباطه بالله أو قوة ماورائية والدنيوي وهو ما لم تسبغ عليه تلك الصفة وبقي ضمن دائرة المتعلقات بالشؤون الانسانية . ونختم مقدمتنا بما يقوله ماني بي هول : بينما كانت الجماهير الجاهلة والمغفلة تحضر القرابين خاصتها الى مذابح الالهة في المعابد من اجل التقرب اليها ...... كان الحكماء يدركون ان هذه التماثيل الحجرية فقط تمثيل رمزي للحقائق العظيمةالمجردة... فعندما ربط الانسان العربي أخلاقه بديانته كُتب للأخلاق أن تموت وأن ينولد النفاق والتصنع.فحالة التدين والورح بمجتمعنا خلقت حالة من اللانسانية ،فالانسان العربي لايفكر إلا بالكاميرا السماوية لذلك كل أقواله وليست أفعاله منصبة على إرضائها والتذكير بها بغض النظر عن الواقع ولذلك تجده أبله في معظم حياته أو بكلمات أخرى مصاب بالانفصام .
الجذور التاريخية لمصطلح القرآن :
بالطبع نحن لن ندخل هنا في سباق على تحديد البنى المعرفية المشكلة للقرآن ، أو الآلية التي كتب بها فهذا ليس ضمن طاقة البحث ، بل الجذور المكونة لــلفظة قرآن ، لتكون مدخلا للسياق الاسطوري والقبلي والتراثي المحيط بالقرآن. فوحدة الجماعات الاسلامية تقوم على القرآن كمصدر رئيسي للاسلام فهو كان الجامع للاسلام منذ فجر ظهوره ،فهو بالنسبة للمسلم كلام الله المنزل الذي أوحي إلى عبده ورسوله محمد نبي بواسطة الملاك جبريل ، ويضمن منهاجا عاما يحتوي أصول العبادة والعقيدة ، وكذلك توجيهات خاصة في امور حياة الناس وكذلك أحداث حياتية عايشها نبي الاسلام ومن عاصره من مؤمنين من بعثته حتى مماته . القرآن كوثيقة لايشكل تاريخا دنيويا يمكن الاعتماد عليه أي لايشكل وثيقة تاريخية مستقلة فهو في كثير من المواضع مزيج من أحداث تصور لنا دخول القوة الالهية على مسرح أحداث التاريخ ،فلايمكن الربط بشكل قاطع بين تلك الاحداث او الاشخاص والاماكن وتوثيقها تاريخيا فعلى سبيل المثال لاالحصر نجد بأن قصة كلا من يونس ويوسف ويسوع عبارة عن مزيج من الصور والافكار التي رسمتها مختلف الحضارات البشرية في رؤيتها وتصورها عن البطل ، سواء أكان البطل مصريا ، سومريا ، بابلي ام اغريقي مؤمنا ام ملحد فالملامح الجوهرية لمغامراته لاتختلف إلا قليلا فقصة كل من يوسف /يونس /يسوع مقتبسة بصورة لا مراء فيها عن القصص القديمة التي وضعت تصورها عن عدد من الحَملة الرمزيين لمصير أي انسان كان ، في صيغة تكوين رحلة المغامرة لما تقتضيه ضرورات النفس الجماعية للوصول الى الخلاص . فقصة يوسف وغيرها من القصص الاسطورية في القرآن وغيره من الكتب الدينية مفاتيح ترشدنا لإدراك التشابكات بين الارث الحضاري الذي تركه اسلافنا قبل كل من اليهودية – المسيحية – الاسلام .في حقيقة خوضهم رحلة بحث عن حقيقة هذا الاله او ذاك وسنجد تطابق نماذج بالرغم من الاختلافات الظاهرية والذي قد يعود للغة وثقافة العصر لكل بيئة والاتفاق يعود الى تركيبة النفس البشرية في البحث عن حل لمشكلاتها العميقة واسرارها الداخلية لتجوب بذلك ممراتها الداخلية . فالطريق الذي تمر به رحلة البطل الاسطورية عادة تتبع بتعاقب طقوس الانتقال (انفصال – انطلاق – عودة ) وهذا ما سنلمسه بقصة يوسف الاسطورية ويمكن ان نسميها بالنواة الموحدة للاسطورة الاحادية . فالارتباط هنا لايسهل الامور بل يعقدها . ذلك لأن الروايات هنا وهنالك أصبحت دليلا على وجدو الله كما يعتقد المتدين لا على الارث الحضاري كما يؤكد الباحثين في التاريخ .
آراء في معنى القرآن : المعجم الغني : ق ر أ . مصدر قرأ . من سورة يوسف: إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ،القرآن هو الكتاب الذي أنزله الله على النبي محمد ( هدى للناس ، عدد سوره 114 ، وعدد آياته 6236 آية . اسلام ويب : فالقرآن لغة: مصدر قرأ، وقرأ تأتي بمعنى الجمع والضم، وسمي القرآن بذلك: لأنه يجمع السور ويضمها، ويجمع القصص، والأمر والنهي ونحو ذلك وقال بعض أهل العلم: إن القرآن علم، وليس بمشتق كالتوراة والإنجيل. كتاب الواضح في علوم القرآن : القرآن) هو أول أسماء الكتاب العزيز وأشهرها، وأصحّ الأقوال في شرح معناه اللغوي أنه مرادف للقراءة، ومنه قوله تعالى : سورة القيامة .{إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} ثم نقل من هذا المعنى المصدري وجعل اسما لكلام الله المنزل على نبيه محمد صلوات الله وسلامه عليه. وقد قيل: إن اسم القرآن مشتق من القرء بمعنى الجمع؛ لأنه جمع ثمرات الكتب السماوية السابقة، والرأي الأوّل أصح وذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه إلى أن لفظ القرآن ليس مشتقا ولا مهموزا، وأنه قد ارتجل وجعل علما للكتاب المنزل، كما أطلق اسم التوراة على كتاب موسى، والإنجيل على كتاب عيسى عليهما السلام. الرآي السرياني : الكلمة قرآن هي نفسها مشتقّة من "قريانا " (بكسر القاف) وهو تعبير سرياني من الطقسيات أو الليتورجيا السريانية والذي يعني " كتاب الفصول " كتاب القراءات الطقسيّة . الكتاب ( القرآن ) يعتبر كتاب فصول آرامي سوري ، يحتوي على تراتيل واقتباسات من الكتاب المقدس ، خلق للاستعمال في الطقوس المسيحية . بالنسبة للاشتقاقات ، فمن السائد أن قرأ مصدر لقراءة ، وليس قرآن ولربما لهكذا قال بعضهم من القرء ، تبرز ألية الاشتقاق كمشكلة بحد ذاتها فبعضهم يقول أن القرآن مشتق من قرن بالنون وهذا رأي أبي الحسن الاشعري ، أما ابن كثير يحذف الهمزة أو يسهل الهمزة وحذف الالف ، أما الفراء فيقول(فهو مشتق من القرائن لأن الآيات منه يصدق بعضها بعضا، ويشابه بعضها بعضا وهي قرائن )، وأخرون على وزن فعلان كغفران وشكران إلخ من الاراء المتضاربة وهذا يبين لنا الالتباس والتخبط الذي يقع به علماء المسلمين في تحديد أصل كلمة كتابهم المقدس . بالنسبة للاشتقاق السرياني ، فالتفسير يعتمد على مواضيع مختارة للطقوس ، وفي أحسن الاحوال هنالك اعتماد على الجذر أن كلمة قرآن بدون آل التعريف ، مشتقة من الجذر العربي لكلمة قرأ ، والتي تعني تعني القراءة ، لوكسنبيرغ يقول بأن قوريان بدون الالف أيضا مشتقة من نفس المصدر ، حيث يشتركان بالجذر السامي للقاف والراء ، والتي تعني أيضا القرءة . وبالتالي لا أرى جديدا فيما يخص ذلك التفسير ، بل أراه محاولة التفاف ساذجة تحاول سلب القرآن من وسطه العربي لتجعله في وسط آخر ، وذلك لإرجاع الفضل للمسيحية في نشأة الاسلام .
مقدمة عن العبادات : من المعروف أن المجتمعات البشرية مجدت ظواهر طبيعية باعتبارها أحداث تحدث فيماوراء الفهم البشري ، وبالتالي من الممكن أنها تجري في مسرح الالهة ، وبالتالي توجهت إلى عناصرها ، فاتجهت المجتمعات الزراعية لابرز الظواهر التي تساهم في بقائها على قيد الحياة ، ألا وهي الشمس يجاورها النهر ونلحظ ذلك في مصر ، وعلى إثر فيضان مصر تم إختراع أسطورة الطوفان في الاديان الثلاثة من حيث الاسم والمضامين والظواهر المحيطة بتلك الحادثة ، حيث ادرك المصريون ولمرة واحدة في السنة ، خصوصا في أشهر المطر ، حيث تنتظر الصحراء في شمالي أفريقيا ، ووسطها والاراضي العليا ، وعندما يأتي المطر يحدث الفيضان يقوم بملئ الروافد ، فذلك يكون طوفان النيل ، وتكون تلك مآساة بكافة المعايير كل سنة (الطوفان العظيم ) ، لقد أطلقوا على تلك المياه الناتجة عن الطوفان مياه الفوضى ( مياه العماء البدائي ) مياه الهيولي ، وبالرغم من جلب تلك المياه الدمار والفوضى ولكنها جنبا إلى جنب مع الدمار الذي تحدثه ، تجلب معها حياة جديدة وعند انحسار المياه يتراكم الطمي على ضفتي النهر، مخصباً الأراضي، فيساعد على نمو الحاصلات الزراعية ،وبالتالي كانوا يحتفلون بذلك الحدث في كل عام تحت مسمى أرغا – نوا ، لكن أرغا –نو . ark of noahفلك نوح ، ليس Arga-noa فالارغا – نوا تحتفل بقدوم الطوفان العظيم الحاصل لنهر النيل ، حيث تستبدل العالم القديم الموشك على الهلاك بكل ما يحمله من آلام الماضي من جوع للأرض وجدب لها ويبس في المحاصيل ، ليجلب لها الحياة الجديدة وذلك عن طريق تخصيب الاراضي وذلك بإطعامهم من جديد .(ملاحظة تترافق مع تربيع القمر ،وهو يشبه القارب الصغير )
ديانة الخصب : إن مرحلة انتصار الحياة على الموت دخلت كعامل أساسي في ظهور اديلوجية الاله المخلص ، وذلك عن طريق موت الاله في المجتمعات الزراعية طوعا ، أو كرها على يد عدوه ثم العودة بعد الموت إلى الحياة وبذلك يكون الاله قد فدانا بموته عن طريق موته . واختزل بمفهوم المسيانية في القرن الميلادي الاول وحمى عودة المسيح التي ظهرت بين اليهود والمسيحين الاوائل : حيث يظهر مفهوم المسيانية وذلك من خلال الانتصار على الشر بظهور المخلص والذي يكون من ابوين بشريين والذي ولد إعجازية من خلال بذور ميثرا في البحيرة ليس للأب دور كما حصل مع يسوع عندما نزل ملاك الرب على مريم عند بئر الماء وزرع بها بذور الرب ولكن فيما بعد تبين أنها بذور إبراهيم " راجع نسب يسوع وفقا لمتى " والمخلص اسمه في الزرادشتية شاوشنياط والذي يبدأ مرحلته بعد بعثة زرادشت ( طابقها مع المسيحية والاسلام ) . فالاله المخلص هو إله لايعيش في السماء ، بل يعيش بين البشر ويقاسي ويعاني مثلهم وذلك ليعي شعورهم وبالتالي يموت كما يموتون ، وعند صعوده من عالم الموت ، يهب المؤمنين به الخلاص . على الطرف الاخر هنالك الاسطورة الرعوية أو تلك المختصة بالمجتمعات البدوية حيث مجدت معبودها القمر الذي يصاحبها ليلا في الصحراء ، فيكون المرشد لها والهادي لها من ظلام الصحراء ، ذلك أن القمر يتألف مع الظلام ويتعايش معه جنبا إلى جنب ، فيتشابكان معا فالنور والظلام لايتنافران في ظل وجود القمر . ذلك على ضوء ارتفاع الاب في المجتمع الابوي الذكري البدوي الرعوي حيث ارتفع بمجد عمله في نظر أبنائه إلى السماء مقدسا ، ليحل في أوضح كواكب البادية وأقربها إلى حس الرعاة ، والمقصود بذلك القمر . وهنالك عبادة الحجر وخصوصا الحجر الاسود : قال النبي محمد : نزل الحجر الأسود من الجنة أبيض من الثلج فسودته خطايا بني آدم نقرأ في المثيولوجيا الكنعانية عن الحجر المقدس للالهة عشتار وهو رمز للتضحية وفي سياق آخر نقرأ عن عبادة الانثى المقدسة بأنها عبدت من خلال رمز الكتلة الحجرية وكان لون الحجر الذي تعبد فيه عشتار ، فينوس ، ايزس ، ديمتر " يعكس طورها المنير ( الابيض ) باتجاه طورها المظلم ( الاسود ) وهذا ما يبرهن الحديث في الأعلى عليه . الرومان أخذو الحجر الاسود من فرجينا وكان رمزا لعبادة أتيس ونقلوه إلى روما ، كان يعبد المؤابين صنم يدعى " كموش " وهو حجر أسود في شكل أنثى ، حيث يرى أنها تجسيد للاله الفينيقي حيث يروي هيرودس أن الفينيقين يعبدون حجرا أسود نزل من السماء ! وبالطبع عبده المؤابيين كما يعبدون إلها لهم .. الحجر الاسود النازل من السماء هو إله الشمس لدى الفينيقين. ننتقل الى قصة يسوع وحديثه حول صخرة بطرس فأجابه سمعان بطرس، "أنت هو المسيح ابن الله الحي".. بدوره اطلق عليه يسوع اسم الصخرة وقال له ستكون انت الصخرة التي سأبني عليها كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها و في اليهودية حلم يعقوب : ثمّ بكّر يعقوب في الصباح وأخذ الحجر الّذي وضعه تحت رأسه وأقامه نصبا وصبّ على رأس الحجر زيتا. وسمّى ذلك المكان بيت إيل، وكان اسم المدينة أوّلا لُوز. سفر التكوين وبهذا نجد رابط رئيسي يحدد قيام الديانة المسيحية و الاسلامية واليهودية " على أساس صخرة أو حجر" ويقول بهذا الصدد السيد المختص " واين ويستكوت " من كتابه عن الماسونية في الصفحة 261 بان الحجر كان يستخدم للعبادة الوثنية وهو رمز قديم للقضيب " انتهى " وفي كتاب الام العظيمة نجد أن الحجر نفسه يمثل عضو الانوثة من الداخل مخترقا من العضو الذكري ( اللينغوم يوني).
حرم الاله زحل / ساترون : إن اللون الاسود هو لون الكوكب زحل ،يمثل الاكبر سنا، الكهولة ، ويعبر عنه بالعجوز الشمطاء أحد أوجه الالهة الثلاثية للقمر أو أطوار القمر الثلاثة ، هو رمز يعبر عن التنبأ ، الدمار ، الاسرار . يُرمز للاله زحل بالمنجل ( لاحظ شعار الثورة البلشفية ) . بالعودة إلى منطقة الشرق الاوسط ، وخصوصا مصر ، نجد أن مصر صنعت تمثالا لأوزيروس باللون الاسود ، يرمز إلى البذور الراقدة (المزروعة ) في الارض التي تنتظر فصل الربيع . ويرمز لزحل بــ البيت المدور المربع (الذي ندعوه الآن كعبة ) ،و بالعودة إلى أرغا – نوا ، حيث قلنا أن مركز أفريقيا بُورك بكثير من الامطار وبالاتجاه نحو شمال أفريقيا ، تقريبا لاوجود للماء ، وهنالك حيث كانت الصحراء . و مركز أفريقيا كان أراضي مرتفعة تحصل على الكثير من مياه الامطار . في الربيع عندما تهطل الامطار ، تتدفق معا في كلا المنطقتين الجغرافيتين من الجنوب إلى الشمال . حيث تبدأ بملئ الروافد وتتدفق مياه الامطار عبرها إلى مصر ، ولذلك في كل مرة في السنة النيل يفيض (فيضان نهر النهر المترافق مع تربيع القمر ،وهو يشبه القارب الصغير ) ، بالطبع فإن وقت الفيضان هو وقت الدمار ولكن يترافق جنبا إلى جنب مع إعطاء الحياة لمصر . ومع دراستك للامر بمزيد من التركيز ، يجعلك تفهم لما رمز للإله زحل باللون الاسود من حيث الدمار . وهنا قد نسعف هذا التحليل بتحليل السواح للآية التالية : " تولج الليل في النهار ، وتولج النهار في الليل ، وتخرج الحي من الميت ، وتخرج الميت من الحي " فالقصد وفقا للسواح وهو ما يتسق مع نقطتنا في شرح زحل ، و فيضان النيل، حيث أن الكون المادي ليس وجودا ساكنا بل كيونة تتحرك بين قطبين إلى نهاية الازمان ، وطاقتين متناوبتين تنشأ كل واحدة عن ضدها وتقوم به . الطاقة الاولى سوداء سالبة تحمل الموت ( ما أشرنا إليه بزحل من حيث فيضان النيل ) ، والثانية بيضاء موجبة فيها الحياة(وذلك ما ينتج عن الفيضان من طمي ، فيهب مصر الحياة من جديد عبر تخصيب أراضيها ) ، فلا حياة بلا موت ، ولاموت بلاحياة . ولانهار بلا ليل ، ولا ليل بلا نهار . وهذا ما يشير إليه المسيح في مقولته التالية : " الحق ، الحق أقول لكم . إن لم تقع حبة الحنطة في الارض وتمت فإنها تبقى وحدها ( وهذا ما أشرنا إليه في بداية الحديث عن زحل وكون اوزيورس يجسده فيرمز لــأوزوريوس ب البذور الراقدة في الارض حيث تذكر الاسطورة الاوغاريتية بعد مقتل الاله موت على يد الالهة عناة تقوم بتقطيعه بالسيف وتذريه بالمذراة وشيه بالنار وطحنه بالطاحون ، وطمر أجزائه تحت التراب في الحقول لكي لاتأكلها العصافير ) ولكن إن ماتت تأتي بثمر كبير من يحب نفسه يهلكها " . فإن تلك الحركة المكونة لمظاهر الطبيعة من حولنا صورت على انها أسطورة بين الحياة والموت على شكل ثنائية بين القوة التي تهدم والقوة التي تبني . ومثال على تلك الحركة المستمرة بين النقيضين المتعاونين هو أسطورة بعل وموت الأوغاريتية ، فهي تقدم لنا رؤية تغرس بين مكوناتها الدراما التي تمر بها ، فهو الصراع بين إله الحياة والدورة الزراعية " بعل " وإله الموت والعالم الاسفل موت . وإن تلك الدراما الخلاقة من صراع بعل وموت ومن ثم موت بعل طوعا وثورة عناة مطالبة للثأر من موت : كقلب البقرة على عجلها وكقلب الشاة على حملها ، كذلك هو قلب عناة على بعل لقد أمسكت بالاله موت بالسيف تقطعه وبالمذراه تذريه وبالنار تشويه وبالطاحونة تطحنه وفي الحقل تدفنه فلا تأكل لحمه الطيور ولاتنهشه الجوارح . كل ذلك يشير إلى مراحل عملية حصاد القمح بالمنجل (وبالطبع هو رمز زحل ) ثم تذريه بالمذراة فطحنه فخبزه وتوفير بعضه لدفنه تحت التراب (اوزيروس مصر ) من أجل الموسم القادم الجديد ، فزحل هو حبوب القمح اليابسة التي تهاوت تحت مناجل الحصادين فقدمت غذاء للبشر ودفن بعضها من أجل إعطاء الحياة الجديدة في فصل الربيع القادم ، وما زحل إلا الوجه الآخر للاله بعل الذي يمثل السنابل الخضراء . وكلمة " الشريف " المستخدمة من قبل من يتسلم مهام أمور الكعبة والحج في الحجاز فيما مضى، وخصص لبنى هاشم(الشريف حسين كمثال )، والذي كان يطلق سابقا على بعض شيوخ وزعماء القبائل العربية في الجاهلية فيقال لهم سادات أو أشراف العرب ، أو الضابط في الشرطة الامريكية ، ليست سوى لقب مصري قديم يطلق على مانح الشريعة او المشرع، و اللون السائد على أردية كهنة الاله زحل اللون الاسود ، وهذا ما يشابه لون ثياب قضاة المحاكم حالياً، فللعبور لبوابة السجن لا بد أن تتم محاكمتك عن طريق القاضي ذو الزي الاسود وبالتالي في مصر القديمة لابد وأن تتلى التعاويذ على جثمانك أثناء عبورك بوابة العالم الاخر . وبالطبع فإن النجمة السداسية رمز للاله زحل ، والتي اصبحت لاحقا وذلك وفق عملية انتحال مستمرة عبر التاريخ رمزا لداود وهي ما نراها اليوم على علم ( اسرائيل) الكيان الصهيوني .
الالهة لدى العرب (مكة ) :
إن صورة الالهة القبلية أو العامة في وعي العرب الجاهليين لتتجلى من خلال الانصاب ( الحجارة المنصوبة ) ، الاصنام ( أي المنحوتة في صورة ما ) ولكن أيضا تتجلى في مجموعة من الرموز المستمدة من عوالم الحيوان والنبات والجماد وسنسلط الضوء فقط على الشمس والقمر لانهما بالذات ما يهمنا مناقشته حاليا وتتجلى الشمس في مظاهر شتى ابرزها : المرأة وما توحي به من معاني الانوثة والامومة ما ترمز إليه من خصوبة في عام الجذب والمحل ، ولذلك مثلومها في شكل إمرأة عارية . قال الزبير : قال أبو عمرو الشيباني : قال أبوبكر الهذالي قال : قلت لعكرمة : ما رأيت من يبلغنا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأمية : آمن شعره وكفر قلبه . فقال هو حق ، ومالذي أنكرتم من ذلك ؟ فقلت أنكرنا قوله : والشمس تطلع كل آخر ليلية حمراء مطلع لونها متورد تأبى فلا تبدو لنا في رسلها إلا معذبة وإلا تجلد فما شأن الشمس تُجلد ؟ قال والذي نفسي بيده ما طلعت قط حتى ينخسها سبعون ألف ملك يقولون لها : اطلعي ، فتقول : أأطلع على قوم يعبدونني من دون الله . قال : فيأتيها شيطان حتى تستقبل الضياء يريد أن يصدها عن الطلوع فتطلع على قرنيه فيحرقها الله تحتها ، وما غربت قط إلا خرت لله ساجدة فيأتيها شيطان يريد أن يصدها عن السجود فتغرب على قرنيه فيحرقه الله تحتها ، وذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : تطلع بين قرني شيطان ، وتغرب بين قرني شيطان تجدها في كتاب الاغاني . والافضل لمن يريد معرفة مصدرها مراجعة الرؤيا اليونانية لباروخ. وبالتالي من السياق المعروض أمامنا يشير أن عبادة الشمس كانت موجوده لدى العرب وتسمى التشميس هو اسم قديم عند العرب يطلق على عبادة الشمس ( واللفظة الاخير البعض ينسبها إلى ما يتلوه الشماس من الصلاة وذلك تعليقا على البيت التالي : إلا على قرع النواقيس ...... أو على صوت قسان وتشميس . فالتشميس لفظة سريانية الاصل (تشمشتا ) . وفي تاج العروس : التشميس عبادة الشمس . يقال هو مشمس إذا كان يعبدها . عبد شمس من أسماء العرب ، وأول من سمي بهذا الاسم سبأ الاكبر بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود النبي ، لأنه أول من عبد الشمس ، وقيل أن عبد شمس أضيف إلى شمس السماء ، لآنهم كانوا يعبدونها ، وقول أخر يعزى إلى الصنم ونسبته عبشمي . ورثنا الملك من جد فجد .............. وراثة حمير من عبد شمس ولست بالقالي لعبد شمس .......... كتاب وحي الصلوات الخمس تقترن الشمس عند البعض مع اللات وذلك وفقا لرأي ولهوزن : وذلك وفقا لخبر ينسب إلى عمرو بن ربيعة قوله :" إن ربكم كان اللات فدخل في جوف الصخرة " (حلول الاله بالحجارة ) ، أو قوله " إن ربكم يتصيف باللات لبرد الطائف ويشتو بالعزى لحر تهامة " وبالتالي إن كان أصل كلمة اللات من لت يلت ( السويق ) كانت اللات صخرة وبيتا للعبادة كالكعبة ومحل الاله في فصل الصيف ، ولعل هذا ما جعل ولهوزن يقول بأن اللات هي الشمس . وعن القمر سنقف عند موقفين يحددان مسار البحث * : كان القمر إله عرب الجنوب وسمي بأسمائهم وكذلك كان عند عرب الشمال . فقد عبدته حمير واتخذته كلب بدومة الجندل وبنو عبد وبنو عامر . فمن أسمائه المقة في سبأ حيث كان " حرم بلقيس " مخصصا لعبادة ايل مقة . وود عند المعينيين من ودد أي تمنى او احب ، وسين في حضرموت ، وعم في قتبان وكهلن أي الكهل . وهو ما يشير اليه الاعشى في مدح الاسود بن منذر اللخمي : أريحي صلت يظل له القوم ......... ركوعا قيامهم للهلال . بالاضافة إلى خصوبة الارض ، فإن القمر مسؤول عن خصوبة النساء . وبالتالي فإن الام القمرية ترعى حياة النساء الحوامل وتكون حاضرة فوق سرير الولادة لتسهيل عملية الوضع وذلك لان الام الكبرى في كل الثقافات تكون راعية النساء في شتى مراحل حياتهن ، وكانت ألهتن الاولى . نقرأ في ترتيلية بابلية إلى عشتار والتي كانت نساء بابل يدعينها وهن على فراش الولادة: تعين النساء ، فتاة أو إمراءة أو أمة . نافذة شرائعها سامية محكمة ولهذا السبب كان أهل حران في سورية يقولون إن الشعوب التي تعتقد بأنوثة القمر وتعبده في هذه الصفة ، تسلم قيادتها لنسائها ، أما الشعوب التي تعتقد بذكورة القمر وتعبده في هذه الصفة ، فإن لرجالها الغلبة على نسائها . نجد وصفا لود (القمر ) في كتاب الاصنام كالتالي ، قال الكلبي : فقلت لمالك بن حارثة : صف لي ودا حتى كأني أنظر إليه . قال : " كان تمثال رجل كأعظم ما يكون من الرجال قد ذُبر عليه حلتان متزر بحلة مرتد بأخرى عليه سيف قد تقلده وتنكب قوسا وبين يديه حربة فيها لواء ووفضة (أي جعبة ) فيها نبل . " وبالتاي فذلك الشرح يرينا أن القمر يغلب عليه صفات الذكورة ، والرجولة والقوة والثراء وبالتالي قُرب إلى صفات الملوك . على الطرف الاخر نجد أن الأم الكبرى أٌسبغ عليها خصائص قمرية تبدو واضحه في نصوص ، ومنحوتات بعض الاقوام . من الاعلى العظيم تاقت إلى الاسفل العظيم من الاعلى العظيم ، تاقت الربة إلى الاسفل العظيم من الاعلى العظيم تاقت إنانا إلى الاسفل العظيم هجرت سيدتي السماء ، وتركت الارض إنانا هجرت السماء والارض إلى العالم الاسفل قد هبطت . إنانا هي ألهة القمر وبالتالي نجد أن البابلين القمر لديهم يميل إلى الوجه الاخر و هو الانثوي ، وهو حال أغلب المجتمعات الزراعية . الكعبة - اللات – مناة – العزى ( في طريق فهمنا للأسطورة ) : في البحث عن أي أسطورة لابد لنا من الالتزام بأمريين ، أولهما هو الاطلاع عليها عن طريق المرويات المتداولة شفهيا عبر الاجيال ، ثانيهما وهو الاهم طبعا وهو البحث عنها في طبقات رسوبية من عهود متتالية وهو الكشف الاثري ومن ثم إعادة البناء في قالب واحد شكلا ومضمونا . ولكن عند دراسة الاسطورة العربية تبرز لنا مشكلة وهو ما تتلخص في مقالة جوزيف شلهود : " إن جهلنا بعالم العرب القدامى الاسطوري مايزال كبيرا لأن جانبا من تراثه الاسطوري قد ضاع في جملة ما ضاع لأسباب عقائدية لاتخفى ، أو مازال موجودا إلا أنه بين طبقات الارض وبطون الرمال دفينا محتجبا أو في التراث المكتوب والمنقوش أو لأنه يلابس نصوصا تعتبر من المقدسات ، ولذلك فهو يدخل في جانب المسكوت عنه " وبالتالي نحن في نظرتنا إلى المرويات الشفوية التي وصلت إلينا عبر التراث لانناقش أسطورة كاملة محددة الملامح ، إنما بقية أو جزء من أجزائها أو بقاياها ، وبالتالي سيكون من الواجب علينا الارتجال في هذا الموضع وملاحقة شذرات ما كتب خارج التراث المعهود ، ولكن بالالتزام بكتابات الباحثين في هذا المجال ، وبالتالي هذا ما ستقوم عليه دعامات مقالتنا .وسيتعبنا كثيرا هذا الامر ، لاننا سنحاول تنقيح نصوصهم وازالة التناقض والالتباسات بين سطورهم لنقدم قراءةواضحة وصريحة . يقول ابن الكلبي : " كان لقريش أصنام في جوف الكعبة وحولها ، وكان أعظمها هُبل " . بما أن هبل أعظم ما قدسته قريش فالبتأكيد موضعه أيضا في محل تعظيم لالبس فيه ولاجدال وبالتالي لابد لنا أن نتعرف عليه بشكل أوسع مما شرحناه في الاعلى . لقد كان الدين في الجزيرة العربية وبشكل خاص في مكة قبل وصول محمد ، في القرن السابع الميلادي من خلال حركته التي سميت الاسلام ( ملاحظة هنالك شك كبير بمثل هذه المعلومات وذلك لدى قرائتنا للتاريخ من غير وجهة النظر الاسلامية ولكننا مجبرون هنا على نقله وفقا للاخباريين في بعض الجزئيات ) تميزت تلك الحركة بمحاربة عبادة الاوثان وخصوصا من ارتبط اسمهم بمصطلح الجاهليين ، وذلك الوصف يطلقه الاخباريون من المسلمين على العرب قبل الاسلام وهذا ما اعتدنا سماعه في بيئتنا لدى الحديث عن الاسلام .بالطبع كما أشرت في ملاحظتي أغلب تلك المعلومات زائفة ومضللة وغير دقيقة " فالتاريخ يكتبه المنتصر) . لقد ذكر في القرن السابع قبل الميلاد في النصوص الاشورية وجود ستة ألهة عربية استولى عليها سنحاريب في الجزيرة العربية لدى غزوه لها. ففي الواقع كل الروايات تنظر على ظهور الاسلام وماقبله من أحداث من خلال المصادر التراثية للاسلام ولكن ماذا لو أخذنا قليلا ممن هم من خارج دائرة الاسلام فـ وفقا لـ تيكسودر : لم يكن هنالك التمييز فيما يدعى الشرك . بل إلى حد ما هنالك إيمان باله واحد ، مع بعض الالهة الثانوية مرتبطة به ( ملائكة بلغة الاسلام الحالية ) . يكتب هيردوت في القرن الخامس ق .م لقد عرف عن العرب بأنهم يمجدون إلهين ذكر – أنثى . انتهى اوريجنوس المدافع عن المسيحية ومن آباء الكنيسة الاوائل من القرن 2- 3 الميلادي ،كتب عن عبادات العرب كملاحظة لقد مجدوا الذكر والانثى . من الواضح في نصه المقصود بهما الالوهة المذكرة والمؤنثة اللذين مجدهما العرب " الله واللات " . (هنالك من يقول بأن اللات تحولت إلى الله وذلك مع انقلاب الادوار والنظم الاجتماعية من الامومي إلى الابوي لكنه رأي غير مؤكد ). في فترة كان يقدس العرب تلك الالوهة المذكرة والمؤنثة ، عبدوها من خلال حجر مقدس دعي البيت الحرام ، ولقد اشتق من لفظة سامية غربية بيت ايل ، بيت الرب . ذلك التميز ، لايشير إلى انهم عبدوا الحجر نفسه بل إن الله كان مقيما في ذلك البيت وتجسد به ( الكعبة ) . كليمنت السكندري من القرن الثاني ، لقد مجد العرب الاله خاصتهم من خلال حجر . أي كانت الكعبة معروفة في القرن الثاني ! حيث نجد دليلا على وجود المعبد المكعب (البيت المدور ) في مكة في المفصل من تاريخ العرب مجلد 4 نقتبس التالي : لم نتمكن من الحصول على اسم مكة من الكتابات الجاهلية حتى الان . أما الموارد التاريخية المكتوبة باللغات الاعجمية فقد جاء في كتاب منها مدينة دعيت بمكربة (مكربة ) واسم هذا الكتاب هو جغرافية (جغرافيا ) للعالم اليوناني المعروف بطليموس الذي عاش في القرن الثاني بعد الميلاد . وقد ذهب الباحثون إلى أن المدينة المذكورة هي مكة .
تفسير مكربة : هنالك من يقول بأن : لفظة (مكربة ) لفظة عربية أصابها بعض التحريف ليناسب النطق اليوناني ، أصلها (مكربة ) أي مقربة من التقريب . وقد رأينا في أثناء كلامنا على حكومة سبأ القديمة ، أن حكامها كانوا كهانا ، أي رجال دين ، حكموا الناس باسم الهتهم . وقد كان الواحد منهم يلقب نفسه بلقب (مكرب ) أي (مقرب ) في لهجتنا . فهو أقرب الناس إلى الالهة وهو مقرب الناس إلى ألهتم ، وهو مقدس لنطقه باسم الالهة ، وفي هذا المعنى جاء لفظة (مكربة ) ، لأنها (مقربة ) من الالهة ، وهي تقرب الناس إليهم ، وهي أيضا مقدسة و(حرام ) ، فاللفظة ليست علما لمكة ، وانما هي نعت لها ، كما في بيت المقدس والقدس إذا هما نعت لها في الاصل ، ثم صار النعت علما للمدينة . من نفس المرجع السابق وآخرون ، من يقول بأنها تقترب من السامية الجنوبية كما شرح سابقا " مقرب " ولكنها تعني المعبد . حيث يقول العالم في الساميات أردينت .ج. ونسنك التالي : وذلك دليل (مقرب) على انها (مكة ) وجدت في قرون مبكرة . وآخرون بأنها ماكروبا من المدونة البطلومية في القرن 11 ق.م وهو لفظ مشتق من ماكورابا السبئي بمعنى المعبد ، أي ان مكة كانت في الاصل مركزا احتفاليا ، نمت المديتة حوله تباعا . وبين هذاك وذاك فليس ثمة دليل قوي يجبرنا على قبول أحد تلك الخيارات او الآراء ، وهكذا فالتاريخية هنا تبقى غامضة ومجهولة الى حد ما ،ونبقى نتلقف الاشارات ذات الاساس المشترك مع الحضارات الاخرى . فنجد بأن المؤرخ الاغريقي ديدورس أشار في ملاحظة إلى ان الكعبة تحظى بمكانة كبيرة من الاجلال لدى كل العرب ، فالحجر و المعبد المكعب لم يقتصروا بوجه الخصوص للعرب وحدهم ، بل كانت سمة اساسية للعبادات السامية كلها . Bibliotheca historica, trans. C H Oldfather in Diodorus Of Sicily وبعد ذلك الطرح يحق لنا أن نطرح التساؤل التالي لما لم يكن اسمها " مكة " بل مكروبا ؟ ايمكن ان يكون السبب هو توق العرب لمدينة مقدسة لهم كاليهود مثلا ؟ ثم لماذا جعلت مكانا لولادة نبيهم محمد (إن كان له وجود ) مكة بصفتها الحالية او لفظتها على الاقل لم تكن معروفة ، بل من كان معروفا كما شرحنا مكروبا ، وبالتالي يضع لنا تساؤل عن مكة و انطلاق الاسلام واعتبارها مدينة مقدسة وهذا ماليس ضمن نطاق بحثنا هذا ولكن اعدكم بأني سافرد له زاويته الخاصة فيما بعد . إن التمثيل المجرد لـ الالوهة من خلال بيت مدور أو مكعب ، كان شائعا جدا خلال العصور (ما قبل الهلنستية ) تقريبا الشرق القديم ، كان عبارة عن بيت ، أو صلب العبادة يتمحور حول حجر ، إن النقطة المركزية في العديد من العابد السامية القديمة هي المكعب المقدس والتي أصبحت بمفهومناالـ (كعبة ) في مكة . يشير وينسنك في موسوعة الاسلام أن المقام في مكة " يمتلك الدرجات العليا وذلك فيما يخص الصفات الاعتيادية للمقام / المزار السامي " . إن الحجر يكون فيها بصفة اعتيادية هو حجر اسود ، هنالك دراسة قام بها ليوي هيلدجراد في تطور العبادات القديمة بين القدس ومكة ،كان محور تلك العبادات الحجر الاسود ، كان يعتبر تجسيدا للالوهة أو قطعة من جسد الاله . هذا الحجر وفقا لما اعتبروه تجسيدا للالوهة وعبد من خلالها كان موضعه في معبد مكعب (كعبة ) ، أو مقام مغطى بستائر سوداء (كعبة ) . تلك الالوهة المجسدة باللون الاسود ، لقد استمدت عبادتها بالارتباط مع الالوهة النجمية (زحل ) ، الكوكب الاسود . من هو المعبد الذي وضع فيه الحجر ، وغطي بستائر سوداء ، عندما نبحث حاليا لانجد سوى الكعبة في مكة ماثلة أمام أبصارنا ، المسعودي في إشارة واضحة يؤكد ما ذكرناه حيث يقول: "البيوت المعظمة عندهم وهى سبعة الكعبة البيت الحرام باسم زحل". ذكر أبو معشر البلخى في كتابه في بيوت العبادات : " ويذكرون أن الكعبة وأصنامها كانت لهم، وعبدتها كانوا من جملتهم وأن اللات كان باسم زحل، والعزى باسم الزهرة " . وذكر السعودي أن زحل يرمز له بالعدد 6 : " و من هياكل الصابئة هيكل السلسلة، و هيكل الصورة و هيكل النفس و هذه مدورات الشكل، و هيكل زحل مسدس، و هيكل المشتري مثلث، و هيكل المريخ مربع مستطيل، و هيكل الشمس مربع، و هيكل عطارد مثلث الشكل، و هيكل الزهرة مثلث في جوف مربع مستطيل، و هيكل القمر مثمن الشكل، و للصابئة فيما ذكرنا رموز و أسرار يخفونها " .
اللات : جاء في معجم الميثلوجيا أن اللات معبودة عربية ورد ذكرها في النصوص النبطية والتدمرية في العصر الجاهلي . تسمى العرب بها مثل زيد اللات تيم اللات إلخ . قال أوس بن حجر يحلف باللات : وباللات والعزى ومن دان دانيها ........... وبالله ، إن الله منهن أكبر . ومن قدس اللات من العرب وعبدوها : 1- الصفويون حيث كانت من كبرى آلهتهم 2- اللحيانيون ، 3- التدمريون ، 4 –الانباط وسموها بأم الاهة . وكان لها في بصرى هيكل خاص بها ، وحوران . أما قبيلة قريش فعظمتها وكانوا عندما يطوفون حول الكعبة يقولون : اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى ، فإنهن الغرانيق العلى شفاعتهن لترتجى . بنو ثقيف يسمونها الربة وذلك من خلال حديث عروة عن مسعود . وكانت عند بني ثقفيف في الطائف على شكل صخرة مربعة . وكانت في موضع منارة مسجد الطائف اليسرى في يومنا هذا . حيث قال الجاحظ في كتابه عن الحيوان "وكان لثقيف بيت له سدنة يضاهون بذلك قريش " طبعا انقسمت الاراء حول اللات كونها الزهرة أم الشمس بل البعض قال أنها زحل ، فلذلك كما قلت سابقا نحن نتعامل مع بقية من بقايا أسطورة ولذلك لايمكننا الجزم بأي شي ونطرح الاراء وطرح سابقا في موضع الشمس أن اللات كانت الشمس فهي يقابلها لدى الشعوب السامية المعبودة " عشتروت " لكن هنالك مشكلة اللات تمثل الصيف وعشتروت تمثل الشتاء . لقد كتب هيرودت أن العرب كانوا يعبدون الزهرة السماوية ويدعونها اليتا . إن رمز اللات القديم هو الهلال وهو مانراه على قبب ومآذن المساجد بل وأعلام بعض الدول الاسلامية . هنالك البعض يقول بأن اللات من الممكن أنها الاصل الشرقي للام الاغريقية ليتو ام الاله ابولو (اله الشمس )
العزى : معبودة عربية ، أعظم أصنام قريش ، وعبدها بني لخم ، وحول الاسم قيل بأن العزى هي تأنيث الاعز أي بمعنى العزيزة ، وفي النصوص التدمرية وردت تحت اسم عزيرو مذكر إله كوكب الزهرة وبهذا الرمز عبدها الانباط والسبئيون على انها تمثيل لكوكب الزهرة " نجمة الصباح " . أما طيء فدعتها عوزي . هي ابنه هبل إله الخصب والرزق وهي كما عشتروت تمثل فصل الشتاء . إن العزى احدث من اللات ومناة . لقد قام النبي محمد بإهداء العزى شاة وذلك في حديث له ، قال لقد أهديت للعزى شاة عفرا وأنا على دين قومي !. كان لقبها القوية أوجد بواسطة قبيلة النبي محمد وكانوا قيمين على حجرها المقدس في مكة . وكان سدنة العزى بنو شيبان بن جابر بن مرة . من المظاهر التي تميزت بها العزى عند الانباط هو أنها مكافئ لأفردويت في دلفي ، حيث توجت كـ ميري الهة للبحر . في كتاب الاصنام لابن الكلبي : " العزى قد عبدت مجسمة في ثلاث شجيرات من شجر السمار بواد اسمه حراض " .
مناة : معبودة في شبه الجزيرة العربية ، الهة القضاء والقدر والمصير عند العرب . يقابلها لدى اليونان الهة الحظ . ومن الاراء المطروحة في تفسير الاسم هو انه اشتقاق من المنا وهو القدر او من المناة أي الموت ، إن القدر كان محور افكار العربي قديما وتصوره . قد يكون الاسم من الكلمة الارامية مناتا والتي تعني النصيب ، وهنالك شبه كبير بين مناة العربية ومناتا الارامية ومنوت العبرية وماني اله القدر والموت الكنعاني (موت ) . في كتاب الاصنام لابن الكلبي نجد انها من اقدم الاصنام : " فلما صنع هذا عمرو بن لحي ، دانت العرب للاصنام وعبدوها واتخذوها .فكان اقدمها كلها مناة وقد كانت العرب تسمي ( عبد مناة) و( زيد مناة ) . وكان منصوبا على ساحل البحر من ناحية المشلل يقديد ، بين مكة والمدينة . وكانت العرب جميعا تعظمه وتذبح حوله . وكانت الاوس والخزرج ومن ينزل المدينة ومكة وما قارب من المواضع يعظمونه ويذبحون ويهدون له . "
الثالوث القمري :
قبل الحديث عن الثالوث القمري ، لابد لنا من الاشارة إلى إله القمر وهو سين وفق أغلب الحضارات التي جعلت منه مذكر ولاسيما الساميون . فإن الله وفقا لــويري صاحب كتاب التعليق الشامل على القرآن يقول بأن الله يعني " الاله الاكثر علوا للقمر " . وبالتالي هذا ما يؤكد أن اللات ومناة والعزى هن بنات الله ، وبالتالي هذا الثالوث القمر يمثل الله بشكل لا يقبل الجدل وفق لما يقتضيه البحث بهذه المسألة ، هنالك آية لازالت مثيرة للجدل وهي انشقاق القمر . اقتربت الساعة وانشق القمر ، نجد ذلك المعنى مترافقا مع أية أخرى ، لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية اللّه ، والتصدع تعني التشقق ، أصاب الحائط تصدع : تشقق . ماذا يعني ذلك ؟ بما أن الله في القرآن يقول أن نزول القرآن على جبل سيسبب له الانشقاق ، والشيء الوحيد الذي شهد إنشقاقه في القرآن هو القمر ، فالبتالي ذلك يجعل لنا مجالا للاستنتاج ، بما أن الله هو اله القمر وكلمته القرآن(مع الملاحظة لاحقا ان القرآن سيصبح كلمة الاله المذكر القمر مع اتقرب النظم الاجتماعية من امومية الى ابوية ) ، و لو نزلت كلمته لانشقت لها الجبال ، وحدث انشقاق للقمر وفقا للسرد القرآني فهذا لايدع مجالا للشك بأن نزول القرآن كان مرتبطا بانشقاق القمر ذلك أن كلمة اله القمر عند نزولها سيحدث انشقاق ومن أقرب من القمر إلى إلهه من ذلك الانشقاق ف ذلك كان بمثابة إشارة إلى اله القمر (الله ) . حتى ولولاحقا أنكر القرآن ذلك لأن هنالك الناسخ والمنسوخ . وامور كثيرة فرضها الجو القرآني مما يجعل وضعه للآن يكتنفه الغموض .
توضيح بسبب تلك النقطة (انشقاق القمر ملحق ) : فانشقاق القمر حدث وفقا للمرويات بالقرب من جبال مكة: " وفي الصحيح عن أنس بن مالك أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُريهم آية، فأراهم القمر شِقَّيْن حتى رأوْا غار حراء بينهما ...(غار حراء واقع على جبل النور) لاننسى أن أول آيات القرآن نزلت في غار حراء وحديث آخر يوضح علاقة القمر بالامر بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى فانشق القمر فلقتين فلقة من وراء الجبل وفلقة دونه فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهدوا يعني اقتربت الساعة وانشق القمر صحيح الترمذي السؤال البديهي الذي يخطر على بال القارئ وهو ارتباط الروايتين بالقمر و رواية اخرى تؤكد ارتباط الجبل بالقمر بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى ، إذا انفلق القمر فلقتين .فكانت فلقة وراء الجبل ، وفلقة دونه . فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهدوا.... صحيح مسلم الكعبة في أكثر المصادر كانت معبدا للاله القمر ووفقا للكلبي في كتابه الاصنام إن قريش عظمت الاصنام وخصوصا هبل وكان في جوف الكعبة ... وفقا لكتاب عبادة القمر إن هبل كان في سومر المنطقة الجنوبية للعراق والشمالية للجزيرة العربية يسمى إله القمر ..... فوجدت أن ارتباط انشقاق القمر بتصدع الجبل ، يعطينا معنى اوضح ، وذلك لسبب واضح هو أن الجبل في الروايات القديمة مرتبط باله القمر ، وعن طريق الجبل يمكننا نقل التشريعات إلى الرسل ، ومثال على ذلك موسى على جبل سيناء ونحن نعرف أن ذلك مصدر تسمية الجبل تأتي عن طريق الاله سين وهو اله القمر وموسى تلقى قوانينه على الجبل وكان يكلمه اله القمر يهوه ..فــ ياه هو الاسم المصري للقمر ... راجع الاسطورة والتراث للسيد القمني ... موسى وفقا لجوردان ماكسويل أثناء حديثه عن الاستروثيولجي يقول بأن موسى كان كاهن قمري ، ولذلك نرى أن أعياد اليهود تتفق دوما مع غروب الشمس وحلول الليل وذلك إشارة إلى القمر ... وكما اوضحنا سابقا أن موسى تلقى شريعته فوق جبل ، فلما لا يكون كما طرحنا سابقا ، بأن انشقاق القمر والتحدث عن الجبل المتصدع / المتشقق بخصوص نزول القرآن هو حديث عن اله القمر بذاته( تلقي الشريعة او نزول القرآن فوق جبل اشارة الى اله القمر .... فمثلا القرآن أدخل سورا في فيه تشير صراحة إلى اله القمر يا سين فيمكن قرائتها على الشكل التالي يا اله القمر سين ( راجع الاسطورة والتراث للسيد القمني بخصوص سين وهنالك الكثير من الادلة سوف نتعرض لها لاحقا من خلال مقال موسع . "انتهى يمر القمر في ثلاثة أطوار منذ ظهوره في أول الشهر وحتى اختفائه تماما في أخره . فالطور الاول الاول هو الفترة التي يقضيها الهلال في التزايد التدريجي والتحول من خيط رفيع إلى قرص مكتمل . والطول الثاني هو فترة البدر الذي يتوسط كبد السماء من خلالها . الطور الثالث هو الفترة التي يقضيها القمر في التناقص والميلان عن كبد السماء حتى التلاشي والغوص في اعماق الظلام . من اعتقاد الاقدمين أن بركة القمر تكمن في طوره المتزايد (اكتمال النور ) فكانوا يحضرون في تلك الايام حقولهم للموسم الزراعي ويقومون ببذرها وزراعتها خلال أيام القمر المتزايد . وعند التناقص (الطور الثالث ) ذلك الذي يشير إلى نذير سوء . فكانوا يتوقفون عن أعمالهم . وذبك أن الام القمرية الواحدة مسؤلة عن القوى السالبة في الكون مسؤليتها عن القوى الموجبة . وقد يؤدي تثليث القمر إلى عبادتها في ثلاثة أشكال كما هو الحال في الام الكبرى لحضارة السلت " بريجيت " . وبالتالي هذا ما يفسر لنا عبادة القمر في ثلاثة أشكال عند العرب " اللات – مناة – العزى " (ملاحظة بالرغم أن مناة يتم استبدالها بالالهة قور ويطلق على الثالوث مناة وهذا ماسنراه لاحقا ) إلى شبه الجزيرة العربية . وبالتالي إن تثليث الام الكبرى في الجزيرة العربية أدى إلى انقسامها إلى ثلاثة هن اللات – العزى مناة اللواتي كن أعلى الهة العرب شأنا وكان اسمهن يذكر أثناء الطواف حول الكعبة ( اللات والعزى ومناة الاخرى ، فإنهن الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترجى ). لقد عبدت الام القمرية من خلال رمز الكتلة الحجرية . فالصخر الذي هو رمز للارض هو في الوقت نفسه رمز للقمر . وكان لون الحجر الذي تعبد فيه عشتار يعكس طورها المنير أو طورها المظلم . فالام الكبرى لجزيرة العرب كان لها أكثر من حجر مقدس . من ذلك الحجر الاسود للالهة مناة الذي كانت تعظمه العرب وخصوصا الاوس والخزرج . وكذلك كان للام الكبرى سيبيل حجر مقدس أسود في فرجيا . وهذا السرد المبسط يقود بنا إلى الغاية من البحث وهو أصل كلمة القرآن . إعادة ترتيب الاوراق " الألهة المفقودة قور بضم القاف " : قبل وصول الاسلام في القرن السابع الميلادي ، كانت الجزيرة العربية محكومة وفقا للنظم الماطريركية ( الامومة ) قبل آلاف السنين من التاريخ المسجل . حوليات آشور تقول بأن الجزيرة العربية حُكمت بواسطة الملكات لوقت أطول مما يمكن لأي شخص تذكره . فالموطن الاصلي – لما ندعوه اليوم الله – كان له من البنات ما تدعى اللات ، وهي جزء من من الثالوث الانثوي ، بالاضافة إلى قُور " العذراء " ومن الممكن أن نرى الصورة الخاصة بالالهة قوري( فهي المقابل لبرسيفوني) في البارثيون الاغريقي في الادنى وتلك الصورة تعود لـ القرن السادس قبل الميلاد ، والعزى القوية ، والثالوث يعرف بمناة (الالهة الثلاثية للقمر ). وبما ان الله قد تم تعريفه على انه اله القمر فالبتالي اطوار القمر الثلاثة التي سبق شرحها سابقا (اللات –مناة –قور ) هي ما ندعوه اليوم بالله .وفقا لموسوعة بريتنيكا فإن الاصول المعرفية للاسم يمكن تتبعها الى الكتابات السامية الاولية من خلال لفظة " إل " او ايل . و" إل " وفقا لهوبر حيث عليه في النقوش الثمودية بالصيغة " إله ن " وتعني الله .
كانت مكة إحدى المواقع المخصصة لعبادة جنود السماء ( الاجرام السماوية ) . لقد تم تكريس الحجر المقدس بشكل رسمي في مكة للالهة الثلاثية قبل الاسلام ( اللات – العزى – قوري ) . لقد عبد القورشيون (سنلاحظ لاحقا اقترابها من لفظة قوري ولفظة قرآن ) قبيلة النبي محمد الام العجوز . لقد سمي الحجر الاسود – كيوب – كيوبَبا – او كيوبا(يجب أن تلاحظ أن تلك التسميات تقترب من لفظة كعبة أي جذرها واحد ولكن اللفظ مختلف حسب اللهجات وهذا يؤخذ بعين الاعتبار في دراسة اللغات حيث انها تشير بشكل عام إلى الشكل المكعب. ) وهذا بالتالي ما يفرض علينا رابطا مع اسم الالهة سيبيل (كوبيلي ) والتي كانت الام الكبرى للالهة ، يرمز لها من خلال رمز اليوني بحجر ، والذي حاليا يشير إلى المكان المقدس للاسلام البطريركي (الذكوري ). لقد عرفت كاهنات الكعبة على أنهن بنات الام العجوز بالرغم من فقدان الرمز الانثوي . وتلك الام العجوز عبدت في مكة على أنها الالهة شيبا من خلال الحجر الاسود كما الالهة في الامازون . نجد في رسالة يوحنا الدمشقي بأن الحجر الاسود هو كناية عن رأس افردويت ولذلك المسلمون يقبلونه . يرقد الحجر الاسود حاليا في الحرم حيث يزاول المسلمون طقوسهم وتعزى كلمة الحرم إلى كلمة حريم (نساء ) والتي تعني معبد المرأة، في بابل القديمة مزار / مقام الالهة هار ، أم العاهرات دعونا نستذكر أن كلمة قديسة جاءت كناية عن العاهرة ول ديورنت في كتابه عن الحضارة ، كان اليهود يقدمون بناتهم في المعابد يمارسن الجنس والابن الذي يأتي يدعى إبن الله ، ومايؤكد طرح ول ديورينت بأن المرأة المكرسة لخدمة المعبد في اليهودية تعني عاهرة المعبد وكلمة قديسة تعني العاهرة المكرسة للبغاء المقدس !!! وكان حماة الحرم بالوراثة القرشيين ، أولاد الالهة قوري ، قبيلة النبي محمد نفسها . لقد كان المنصب الاعلى في الكهانة بأيدي النساء قبل أن تؤخذ منهن وتصبح بأيدي الذكور ، وكان يطلق عليهن كما أسلفنا الذكر بني شيبة ، بنات المرأة العجوز . ونستذكر من كاهنات العرب التي وصلنا ذكرهن الكاهنة طريفة فهي كما يقول محمد عجينة في كتابه موسوعة أساطير العرب عن الجاهلية " وجه آخر من وجوه عرب الجنوب ذات الملامح الاسطورية وقد اخترناها أنموذجا لأنها تجسم الفكر الاسطوري من خلال الكهانة مصورة في الاسطورة ضربا من العلاقة بين الانسان والكون والمجتمع عن طريق الحلم الاسطوري وعن طريق الرجز ( الشعر ) أي الاستدلال عن الغيب من خلال قراءة رموز العالم الطبيعي بعناصره وحيواناته كأنه كتاب مفتوح يؤسس الثقافة على طالبيعة . فهي المرآة التي اختارت المعرفة على الانجاب وهي أيضا " أم " رمزية لقبائل الازد تقود مسيرتهم نحو المنازل التي صارت لهم مستقراً من خلال هذه الاسطورة القبلية التي يمكن ان ندرجها ضمن أساطير الارض الموعودة (كاليهود في فلسطين ) . " انتهى النبي محمد والكل يعلم أنه عاش في كنف أمه في حقبة السيادة الانثوية وهذا يطلق في خلدنا التساؤلات عن ماهية أب النبي محمد هل هو عبد الله أم غيره كما تفضل صاحب كتاب المجهول في حياة الرسول ؟! من المعلوم أن في النظام المطريركي (الامومي ) الاطفال يعيشون في كنف امهاتهم في عائلات امومية ، وهذا ماحدثنا الاخباريون عنه بأن النبي محمد ظل في كنف والداته حتى وفاتها وذلك وفقا للقانون الامومي الذي شرحناه سابقا ، فتحديد النسل من جهة الابوة كان غير مهم ولذلك نرى أن المرأة في ذلك الزمن كان يدخل عليها أكثر من رجل" نكاح الرهط" . نكاح الرهط : فيما معناه أن القبيلة أو القبائل كانوا يشتركون في إصابة المرأة ، فإذا جاءت بولد ألحق بأشبههم به بمعنى آخر يدخل على امرأةٍ واحدة عدّة رجال فيضاجعها كل منهم، وإن حملت ووضعت مولودها، ترسل في طلبهم جميعاً، وتسمّي مولودها باسم من ترغب منهم، ولا يمكن لأيّ رجل الاعتراض على ذلك. .
ومحمد قال في احد أحاديثه الولد للفراش . من المحتمل أن تكون والدة النبي محمد كاهنة مسنة ، والتي كانت تخدم في معبد مكة . وذلك التقليد من المحتمل العودة إلى أصوله من خلال التقليد الاشوري –البابلي أم – ماتي أو الامهات وهن الوحيدات المصرح لهن من بين الناس بالدخول إلى قدس الاقداس . (كاهنات عشتار ) إن المقامات العربية القديمة كانت تخدم بواسطة أعلى سبع كاهنات ، يستحضر بنا الذهن المشرعون / الحكماء السبع .حيث كن نساء .دعونا نطرح مثالا إضافيا إن كلمة إمام والتي تستعمل للدلالة على السيادة أو المكانة العريقة والمنسوبة لأحفاد محمد وذلك بالدلالة عليهم بأئمة البيت فهي مشتقة من الكلمة السامية " إيما " والتي تعني الام وكــ كلمة مهاتما في الهند (مهاتما غاندي ) والتي تعني الام الكبرى ، حيث أن أصول كلمة إمام من المحتمل أنها تحمل خط سير الكاهنات في الجزيرة العربية في النظام الامومي . و إن الاسلام قد جاء بمجموعة من تشريعاته و نصوصه وقد تم وضعها في كتاب يدعى قرآن حيث ولسبب ما نجد أن كلمة قرآن اتت من كلمة " قور " او "قوري " . وهذا السبب كالتالي : لقد قيل بأن النصوص قد أخذت من نصوص اصلية كانت موجودة في السماء منذ بدء الخليقة . أم الكتاب ، هي نفسها الالهة " قور " لقد كتبت كتاب القدر على صدرها كالام تعامة التي كانت تعلق على صدرها ألواح القدر. في بعض الاحيان يطلق على القرآن السماوي اللوح المحفوظ . وهذا يثير العلاقة المتشابهة بينه وبين الاصول الاسطورية لبعض الكتب السماوية . كــ نصوص – اور ، كتاب تحوت ، اللوحة الزمردية لهرمس . وكــ الكتاب المقدس في التراثين اليهودي – المسيحي ، القرآن أيضا كذلك تمت إعادة كتابته ليدعم النهج البطريركي (الابوي ) ويطمس معالم الالهة المؤنثة ، والكاهنات . القرآن لم يكتب بواسطة محمد ، بل هو عبارة تجميع للفكر اليهودي – المسيحي بالاضافة إلى بعض التراث العربي ، تم تجميعها مع بعضها البعض ليتسق مع احتياجات العصر القادم ، وذلك في فترة الانقلاب الاجتماعي في الجزيرة العربية من الامومي إلى الابوي ، ومحمد عجينة يسوق معلومات مهمة قد تفيد مجرى بحثنا وبالتالي لابد من إعادة صياغة ما كتب تماشيا مع هدف البحث وسبكها فيما يفيدنا وبالاخص بما يخص قصة بلقيس وسليمان : " من أسماء بلقيس بلقمة ، بلمقة ، يلمقة ، ومن شأن ذلك أن يقيم صلة ما بين نعوت بلقيس الاخرى – هذه المرآة التي يقول عنها الاخباريون إنها لم يكن لها أرب في الرجال – وبين الاله المقة معبود عرب الجنوب المذكر من أسمائه " كهل ، هلال ، شهر وسين " وقد كشفت التنقيبات الحفرية في مدينة صرواح عاصمة ممالك سبأ عن "محرم بلقيس " معبد اله القمر عند السبئين – وتفيدنا القصة القرآنية أنها وقومها كانوا يسجدون للشمس ، وحيث السؤال هل تعود لشخصية واحدة أم شخصيات متتابعة ، لقد عبد السبئيون الشمس والقمر ، وربما كان ذلك منهم في مرحلتين متتاليتين أو حتى معا كما يفيدنا هذا الطقس التعبدي – والطقوس أساطير مجسمة تجسيما دراميا ضمن وصفة لبيت "رئام " في رأس جبل من بلد همدان وفيه مخرج النار باليمن – وللنار علاقة غير خافية بالشمس (وقدام باب القصر حائط فيه بلاطة فيها صور الشمس والهلال ، فإذا خرج الملك لم يقع بصره إلا على أول منها فإذا رآها كفر لها بأن يضع راحته تحت ذقته عن وجه يستره ثم يخر بذقنه عليها . وبالتالي هل تكون تلك الهالة التي أحيطت ببلقيس تابعة لعهد أمومي تتناسب فيه رمزية الشمس والمرآة على صعيد التسمية والمعتقد عقبه بعد ذلك طور أبوي أم تراها كانت مرحلة انتقالية بين الابوة والامومة . إن انتساب قصص النبي سليمان إلى التراث العبراني الابوي قد يجعلنا نميل إلى هذا الرأي ولاسيما أنه يوجد مثال في تراث المنطقة عن حدوث انقلاب في الرمزية الكوكبية عندما انتقل " شمش" الاله الذي تسلم منه حمورابي الشريعة ، وحيث انتقلت للعرب إلى الشمس اللات المؤنثة وصار نظير شمش عند العرب الاله القمري ود أو المقة أو هبل (نظير بعل ) الاله القمري الذكر " وحيث يظابق ذلك على صعيد سيادة الرجل في الحياة " . إن الهدهد في أسطورة سليمان وبلقيس من المرجح أن يكون الطوطم الخاص بها (حلول روح سلف القبيلة في حيوان يعتبر مقدس لدى الجماعات البشرية البدائية فيصبح حيوان طموطمي مقدس لتلك الجماعة ) وذلك أن الهدهد على الصعيد الرمزي مرتبط بالماء والشمس معا . فهو في الاساطير رسول سليمان ودليله على الماء ، فإن عبادة بلقيس للشمس قد تجعل من الهدهد حيوانا مائيا شمسيا يدل على منابع المياه يطرح الكاتب تساؤلا عن بلقيس وكون رحلاتها وغزواتها في كتب الاخبار تشابه قصة ذي القرنين ، أليس غريبا شأن بلقيس هذه الملكة وقد تغلبت على تبع عمرو ذو الاذعار وملكت مكانه وكانت تعبد الشمس وقومها حتى إذا سارت إلى مكة اعتمرت وغزت بابل ثم سارت إلى أذربيجان ثم غادرت إلى اليمن في رحلات ومغامرات تذكرنا برحلات ذي القرنين ، وغيره من التبابعة ملوك حمير . وهل نحن إزاء حوادث تاريخية حدثت فعلا في وقت كانت به الكعبة محجا للشمس اللات أو صيغة ميثلوجية ؟
وهذه مقارنة بسيطة فيما بين سليمان وبلقيس : سليمان الحكيم: 1- ملك / نبي / عالم بمنطق الطير 2- كاهن ؟ سخرت له الرياح والواحوش والجن 3-الهدهد دليله إلى الماء 4- الصافنات الجياد المجنحة 5- رمز شمسي قمري / مائي 6- خرجت له من البحر (هل ألهته عن الصلاة فقعرها ؟ أم تراه قدمها قربانا للشمس بلقيس المقة : 1- ملكة أبوها انسي 2- امها جنية 3- أبوها بدعى الهدهاد / الهدهد مالعلاقة 4- الهدهد / طائر / حيوان شمسي / مائي 5 - كالنسر من رموز الشمس 6- تسجد للشمس
وإذن فهل نحن ازاء بلقيس واحدة وسليمان واحد أم إزاء نموذجين أسقطت عليهما مشاغل متعددة ؟ إن قصة سليمان الحكيم مع بلقيس مثل آخر من أمثال قصص الانبياء – ضرب للموعظة وتدبر في حكمة الخالق ، وبالتالي كل تلك القصص الاسطورية هي قصص رمزية ذات أبعاد فكرية معينة ومحددة تتسق مع الزمن الذي رويت فيه فهي تستهدف تلك الفئات الاجتماعية لمعنى خاص بها وبالتالي فهي تصور من خلال انتصار سليمان على بلقيس انتصار النبوة على الملك أو على على الحالة الاجتماعية السائدة . وانتصار رجل على امرأة (مجرد افتراض وضعه محمد عجينة ) أي انتصار نظام اجتماعي أبوي هو التراث الذي يمثله النبي سليمان على نظام كان قائما في جنوب الجزيرة وبالتالي تفيد الكثير من القرائن أنه قام في عهد الامومة باختصار انتصار النظام الابوي على النظام الاموي . وهذا ما رمينا إليه في حديثنا عن عن الالهة قور كون كلمتها أصل القرآن وذلك مما طرحناه من المتوزايات مع القصص الاسطورية الاخرى المتعلقة بالكتب السماوية وعلاوة على ذلك هنالك طقس الحج الذي يعد أقدس الشعائر التعبدية التي يقوم بها المسلم ، وذلك عند الرجوع والوقوف على اصل تلك العبادة والكلمة تقشعر الابدان لما يغلب عليه من مظاهر الفحش وكأننا نروي طقوسا جنسيا جماعية وهي من عبادات الخصب : وتلك المشهورة باساف ونائلة ، بالطبع لن أسرد القصة تجدها في كتاب الاصنام لابن الكلبي أو الاسطورة والتراث للسيد القمني ، ما يهمني في طرحي هو كلمة حج . إن الحج الاسود كان أبيض لكنه اسود من مس الحيض في الجاهلية ، وذلك عن طريق مس الحجر الاسود بدماء الحيض ، وقد كان دم الحيض عند المرأة في اعتقاد الاقدمين هو سر الميلاد ( راجع الجنس لدى شعوب العالم ) . الدورة الشهرية للمرآة تتوافق مع حركات القمر . إن كامة حج مأخوذة بالاصل من فعل الاحتكاك ، فهي في أصلها من (ح – ك ) . هذا ما أفادونا به عن أصل كلمة حج قد أسير معهم في ذلك الاستناج لكن أقف على اختلاف أن الحج مأخوذ من فعل الاحتكاك ، قد أوافقهم على أن كلمة حج أصلها حك ولكن ليس بمعنى الاحتكاك .
الحج : وفقا لاصول كلمة الحج فهي تعني المرآة المقدسة ، وذلك أن حج أصلها من الكلمة المصرية حك ، وذلك من عصور ما قبل الاسرات أثناء الحكم المطريركي ، حيث كانت تلك الكلمة تمثل القوة أو " حيكو " (السحر ) لقد تم تجسيدها في الاساطير الاغريقية بالالهة هيكات ( الهة العالم الاسفل ) وهي المقابل للإلهة قور إلهة الذرة أو حج كملكة للاموات .ذلك باعتبار عودتها الى العالم بعد اختفائها طيلة اشهر الشتاء عند هايدس لتجلب لنا الوفرة والخصب والغذاء في الربيع فهي المخلص في العصر الامومي واستبدلت لاحقا بعدة امثلة اثناء الانقلاب الاجتماعي بصور ذكرية او خنثوية (ديونسيوس – باخوس – ادونيس – تموز يسوع الخ ) نجد أننا نتفق مع ذلك الاستنتاج وصولا لكلمة حك وعندها نفترق لنجلب تفسيرا جديدا يعتمد على الالهة قور والمجتمع الامومي وهذا بالتالي ما يتفق حول أن قور هي السبب الاساسي في تسمية القرآن . وهي سبب أساسي في الحج ، حتى لو تغاضينا على التفسير الذي قدمه من سبقنا ، فما لازال يلتقي معنا أن المرآة هي أساس تمسية طقس الحج ، بالتالي لو أعدنا قراءة التفسير لكن وفقا لما قدمناه لظهر معنا على الشكل التالي : الحجر الاسود كان أبيض وبالتالي هذا هو الطور المنير من القمر وهو احد أجزاء الثالوث القمري ، لكنه اسود من مس الحيض وهذا ما يمثل الطور المظلم من أطوار القمر وهو قور وبالتالي أصبح حك ، والدورة الشهرية للمرآة متوافقة مع القمر (الذي مثلناه بالثالوث القمري ) ، فطقس الحج متعلق بالانثى المقدسة" حك" وهو ما دأب النظام البرطريكي على اخفائه في الاسلام . بما أن الحج متعلق بعبادة الخصب والتي هي مرتطبة بالهة الذرة نفسها قور . فهذا لايدع أمامنا مجالا للشك بأصول كلمة الحج . حيث أن هبل أو بعل إله الخصب والذي كما رأينا عند ابن الكلبي كان موضوعا في جوف الكعبة ، فهو اله الخصب صاحب الطقوس الجنسية ، وهي ما تقوم عليه قصة اساف ونائلة بكل مكوناتها التي رويت عنها . فالذرة الصفراء رمز لخصوبة الانثى ومن الهة الذرة غير الالهة قور . ملخص لما سبق ذكره : إن القرآن هو نسخة عن ألواح الالهة قور ، والذي كشف بواسطة القرشيين الذين عرفوا بأولاد قور ، والذين كانوا من قبيلة النبي محمد وحراس مقام مكة والمشرفات كن من النساء . إن اللقب الامام يعود بنا إلى العهد الامومي ، فكلمة امام مشتقة من كلمة الام ، لقد حصل انقلاب في النظام الاجتماعي من الامومة إلى الابوة ، ممااضطر إلى إعادة صياغة كلمات الاله قور وفقا لما يتسق مع النظرة الذكورية وبالتالي تم حط قيمة المرآة في الاسلام بشكل عام والعربي بشكل خاص ، وهذا يوضح لنا وإن كان بشكل غير ظاهر للعيان العنف الذي قد حدث في تلك الفترة جراء ذلك الانقلاب ، ولهذا لازلنا نرى الحقد المستشري في مجتمعنا تجاه المرآة . في إحدى القصص المروية عن ذلك الانقلاب نستذكر التالي : هند – الهنود (يشابه لقب ارتميس هندالهند)كانت فردا من قبيلة قريش والتي كانت تعيش في كندة , حيث أن العديد من القرشيين كانوا مؤمنين بالالوهة المؤنثة ومخلصين لملكتهم هند. لقد شاركت بقتال ضد المسلمين الاوائل . قادت حملة ضد المسلمين واشتبكت معهم في معركة بدر ، أخوها وعمها قتلا ، وهُزمت قريش . ولقد تم إنهاء ملكها كونها أخر الملكات من قبيل الخيانة عن طريق زوجها وتم تسليم مدينتها مكة إلى عدوها . وبالتالي أظن أن العهد الامومي في انتهى مع غياب هند الهنود ودخول مكة . وتلك الحادثة التي ذكرناها قد تلخص الموضوع ، من دون أي شك أن النبي محمد له خلفية عن النظم الاجتماعية في ظل النظام الامومي فهو قد عاش في كنف والداته والتي قد تكون كاهنة قد كرست نفسها للمعبد . وهذا مايفسر التالي حول اختلاف نسب النبي محمد ، بل يُرجَع نسبه إلى كندة في هذه الرواية والمقيمة بها هند الهنود ؟ : بلغ النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن رجالا من كندة يزعمون أنهم منه وأنه منهم ، فقال إنما كان يقول ذلك العباس وأبوسفيان ابن حرب إذا قدما المدينة فيأمنا بذلك ، و إنا لن ننتفي من آبائنا ، نحن بنو النضير بن كنانه . قال يعقوب بن سفيان حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل ، عن العباس بن عبد المطلب قال : قلت يا رسول الله إن قريشاً إذا التقوا لقي بعضهم بعضاً بالبشاشة ، وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها ، فغضب رسول الله صلعم عند ذلك غضباً شديداً ، ثم قال والذي نفس محمد بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله فقلت يا رسول الله إن قريشاً جلسوا فتذاكروا أحسابهم فجعلوا مثلك كمثل نخلة في كبوة من الأرض ! فقال رسول الله صلعم إن الله عز و جل يوم خلق الخلق جعلني في خيرهم ، ثم لما فرقهم قبائل جعلني في خيرهم قبيلة ، ثم حين جعل البيوت جعلني في خير بيوتهم ، فأنا خيرهم نفساً وخيرهم بيتاً هذا تشكيك على لسان قريش بنسب النبي محمد . فهل تكون قصة انتصار محمد على هند هي انتصار النبوة متمثلا بمحمد (العنصر الذكري ) كما في مثالنا السابق على الملك متمثلا بهند (العنصر الانثوي ) وبالتالي ما توصلنا له من خلال كون القرآن هو شريعة الالهة قور ولكن تم طمس تلك المعالم على إثر تأثير الشريعة الذكورية وتم إعماد تحوير النصوص لنصرة الاتجاه الذكوري ولكن مع ذلك بقيت شريعة الاله قور متداولة من خلال اسباغ اسمها على الكتاب المقدس للعقيدة / الشريعة الذكورية القرآن ولازالت تعبد في حرمها (معبد المرأة في مكة ) من خلال حجرها الاسود .ومن يعترض رأينا بداعي الشطط أو الخيال أطالبه بأن يفتح لنا مجال للتنقيب عما ذكرناه ، ولكن الخوف على ايمانهم الورقي سيجعلهم يؤلفون المؤلفات الضخمة كلها في سبيل رد الشبهات ويمنعهم لنا من السماح بعمل التنقيبات اللازمة للكشوفات الاثرية وما شرحته هو تجميع لما طرح عبر صفحات الباحثين المدعم بقرائن استنتاجية كما تفضلت سابقا .
كالعادة أنا أقدم دراسة وتحليل من وجهة نظري أي قراءة أسم بها وجهة نظري ، وبالتالي لاتعبر سوى عما وصلت إليه فهي لاتدعي الحقيقة ، ولكنها تحاول بشق الانفس الصعود إلى درجات السلم ، وذلك للحصول على معرفة ورؤية أفضل قد تساعد البعض أو قد تسبب حنق البعض وذلك البعض الاخير خارج حساباتي الشخصية ، ما أقدمه ليس سوى رؤية مختصرة أحاول من خلالها التمرن لسبكها في رؤية أشمل ، قد أترك إرثا فكريا غنيا ، يسد حاجات بعض الامور ، ولازال البحث مستمرا ونأمل في يوم من الايام لو يفتح لنا مجال في التنقيب الاثري عما نحاول الولوج إليه ، ليس من عادتي أن اكتب وابحث في المراجع العربية ، و خصوصا تلك التي تناقش التراث العربي ، لأن أغلبها يحمل بين طياته تاريخا مكذوبا ، وقد رأينا ذلك فلو استرسلنا في الشرح عن بلقيس لظننا انها الاسكندر من شدة بأسها وفتوحاتها ، ولو تعرضنا للفراعنة من وجهة نظر الاخباريين العرب ، لوجدنا أنهم يتمتعون بالاسماء العربية ، ومع ذلك ينقص كتاباتنا الحديثة التنقيب الاثري وذلك ما لا نجد في باقي الحضارات ، فأغلب الحضارات قد تم التنقيب عن تاريخها إلا التاريخ لدينا ، فهو للآن عاجز عن تقبل النقد ، أو المساهمة في إدخال الرؤية الحداثية له ، فهو كالرجل المريض المصاب بالسرطان فهو يرفض أن يعالج ، لأنه لازال يرفض وجود مثل ذلك المرض . وبالتالي فإن التشعبات في كتب الاخباريين العرب ، قد تصيب البعض بالضجروذلك لكثرة التكرار ، او التشويق من عظم الاساطير ، أو التشتت كما رأينا في اللات والعزى فكلاهما عد الزهرة . وفي النهاية لانأمل سوى أن يستفيد القارئ مما نطرحه أو سنطرحه لاحقا . وهذه أول دراسة لي عن الاسطورة العربية .
قد يقول البعض وما علاقة ما تقدمت به بموضوع الحديث عن الانبياء العرب فما شاننا بما طرحته نريد فقط إيجازا للانبياء من دون تلك المقدمة ، التي قد لاتعدو سوى عمل أدبي ، أو بحثي قد لايصب في صلب الموضوع ذاته . على النقيض من ذلك تماما فلو كنا نتحدث عن أنبياء العهد القديم ، أو أحد أبطال مجمع الاوليمب ، أو البانثيون الفينيقي ، لكان البحث أخذ منحنى مختلف تماما ولكن الاسطورة العربية ، كما أسلفنا الذكر لها وضعها الخاص فلقد أهملت الاسطورة العربية ، لأنها مكون أساسي من مكونات الثقافة الاسلامية وهي من غير الممكن للآن البحث به ، بل أدى ذلك وفقا لرأي بعض الباحثين لإنكار وجودها من الاساس وذلك لحساسية الموقف التي تفرضه على النظام العقائدي للافراد في المجتمعات الاسلامية ( كما قلنا فهي متخللة في أدق تكويناته ، فميل بسيط عن الصورة المرسومة ، أو التي رسمها القرآن ومن بعده الاحاديث ولاحقا التراث الاسلامي ، قد يؤدي لتقويض العلاقة الطردية القائمة بين الاسلام ومتبعيه والتي في ظاهرهه وطيدة ولكن في وكناتها هشة سهلة الانكسار ، لأن الجدال اللاهوتي الاسلامي في الصورة الراهنة لم يتطور كما حدث مع الكنيسة ، أو المسيحية بشكل عام ، المسيحية مرت بذلك الجدال عبر حقبة التنوير ، وبرزت في قدرتها على الاستمرار حتى ولو نزعت عنها مخالبها ، والزمت في حدود كنائسها وأديرتها ، فمن نشوء مدرسة النقد الاعلى الالماني إلى وقتنا هذا محاولة بناء جيل قادر على على ما تطرحه أسئلة المفكرين ، على النقيض مما ينتهج في بلادنا ، فخير وسيلة ، والاجدى كانت لهم ، قتل الرسول من دون تفنيد الرسالة ) حتى لو وجدت دراسة أكاديمية فتلك الدراسة من الواضح ستفسر على أنها استفزاز للدين الاسلامي ، عوضا عن توسيع وجهات النظر ، وطرح القضايا ، وربما تحسن أسلوب الحوار ، وتقديم مادة غنية للجمهور ، أو يصل البعض إلى إهمال تلك الدراسة ،فعندما نبحث في موضوع كموضوع الانبياء العرب لابد لنا من وضع الخطوط العريضة لدراسة الرموز التأسيسة في تلك الثقافة من حيث البناء الاسطوري ، أو القصصي ، فيري نورثروب فراي أن أول خطوة للوصول إلى فهم نقدي لتلك الثقافة هي الوعي بشروط مواءمة الميثلوجيا فيها ، بمعنى التعرف على الظروف التي أعادت إنتاج تلك الميثلوجيا ، ما هي الشروط التي كانت سببا في إعادة بناء الانبياء في الاسلام من خلال ما يسمى في العرف الاسلامي قصص الانبياء ، ولماذا نبذت باقي المكونات للاسطورة ، حيث أضحينا نتاولها من خلال شذرات هنا وهناك تصل إلى حدود إثارة الضيق لدى المتلقي المسلم ، وهذا ما يفسره ستيتكيفتش من خلال تعبيره عن ذلك الامر ، أن الثقافة الاسلامية لاتتردد أبدا في إزداراء الاسطورة وطردها من المجال الادبي الرفيع ، إلى خانة الادب الشعبي المهمش والموسوم بالدنيوية الثقافية . فتلك الاسطورة على لدى الشخص المسلم خزان المخاوف والرغبات الثقافية الدفينة ، فهي تمتلك كالهيدرا عشرات الرؤوس الخفية ، فقد عاودت الاطلال مرة أخرة تحت الاسم البديل للمشروع الاخر، فلا بد أن قصص الانبياء والتي ظهرت في القرآن او التراث استغلت الثقافة السائدة آنذاك ، أو العكس صحيح ولكنها قولبت فيما يتفق مع المنُاخ الفكري السائد أنذاك . وحينئذ تبلور أدب أسطوري جديد وتراث قصصي مستحدث مستمد من مادة قديمة ، وهو ما أطلق عليه " قصص الانبياء " مفسحا المجال للأساطير العربية قبل الاسلام التنفس من جديد ، ولكن شروط ظهروها بتلك العباءة الجديدة تم احتوائها تحت مسمى نبي الله وفي ظل الاسلام ، أي بدلا من أن تحمل اسم بطل اسطوري جاهلي ، غدت بحلة جديدة تحمل اسم نبي ترضى عنه الثقافة المهيمنة ، لتمضي مكرسة دورها الجديد والمنوط بها لتأديته ، لكن بشروط جديدة ، فرضها ذلك الواقع ولربما أسمح لنفسي بوضع استنتاج ، وهو من اجل الموازنة مع أبطال بني اسرائيل (موسى ، داود ، سليمان إلخ ..) وذلك لتحقيق مبدأ المساواة حيث ظهرت الحاجة إلى الرجوع إلى أبطال محليين وجعل منهم المكافئ لأبطال الكتاب المقدس ، فنحن نرى مثلا في الكتاب المقدس اختلاق أبطال جدد ومواصفات جديدة كلما دعت الحاجة واقتضت الضرورة لإنبات مثل أؤلئك الابطال وذلك من خلال الاحتكاك بالثقافات المحيطة بهم ، ولكي لايشعروا بالدنيوية ، شعورهم بالنقص نفسه فما كان لهم إلا انتاج أؤلئك الابطال كموسى الذي أصبحنا نعرفه على أنه صورة عن البطل الاكادي سيرجون ، فاقتضت الضرورة من عيزرا اختلاق مثل تلك الاسطورة ليقفوا بمبدأ الند بالند،فكان ذلك وفق سيرهم ووجهة نظرهم هو الـ مقابل لـحضارة العراق العظيمة انذاك ، ومع احتكاك العرب بالديانيتن المسيحية واليهودية ، كان من الضرورات العودة لأبطالهم الاسطورين بالجاهلية والباسهم إلباس جديد يتناسب مع صورة اؤلئك الابطال . فصالح وناقته ، حيث تقرأ من ناحية الاسطورة الرمزية: بأن الناقة تشير إلى الظروف الاقتصادية السائدة أنذاك حيث كان عماد ذلك الاقتصاد الناقة ، وبالتالي كانت طوطما للقبيلة ، فلذلك أطلق عليها ناقة الله ، فهي من الامور المحرم الاقتراب منها بقصد الاذى ، فكان ما كان من سرد القصة على ذلك النحو . واقتضت الحاجة إلى نبش تراث أخر هو تراث العماليق ، و على لسان الاخبارين نعرف أنهم شعب إمتدت مواطن أقدامه في الحجاز واليمن وسيناء حيث نلخص عنهم الاتي وفقا للتراث الاسلامي مع مداخلات بسيطة قمت بها :
يروى أن هود أرسل لقوم من العمالقة يطلق عليهم تسمية أدوم يسكنون في الجزء الجنوبي من الجزيرة العربية والتي يحكمها الملك شداد بن عاد " والتي أصبحت في القرآن قصة عاد هذه هي قصص التراث العربي قبل الاسلام " وهنا قام هذا النبي بحض الامير شداد ابن عاد على الايمان بالله والخوف منه وإن استجاب الملك سيكون له في حياته القادمة حدائق خضرة دائمة وقصور من ذهب وجواهر .. وبذلك يتضح لنا مفهوم الجنة البدائي في العقلية العربية الساذجة ، ولا يسعني سوى ذكر وصف القرآن لحالة الملوك في الجنة : عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة " سورة الانسان " حيث نجدها في تفسير القرآن في كتاب التحرير والتنوير هذه أشياء من شعار الملوك في عرف الناس زمانئذ ، فهذا مرتبط بقوله ( وملكا كبيرا ) أي القرآن استمد بعض من آياته من الخيال العربي الساذج والمستمد عن حياة ما بعد الموت لملوك مصر ،حيث ان مكانة الملوك ستحفظ بشكل أكبر في الحياة ما بعد الموت وهذا عند إيمانه بالاله أوزيروس ومثل القصة هنا عابر أو هود ، الذي وعده بالحياة ما بعد الموت بقصور وحدائق . انتهى ( من مقالي عن هود) . إن اسم هود وفقا للاساطير يرتبط دوما بقصص الخصوبة والخضرة ، وهذا تكشف عنه تلك الشذرت باختصار لو دققنا بها . واسماعيل الذي ذكر بالكتاب المقدس كان الكفء العربي المقابل لاسحاق في التراث اليهودي ، فأسبغ عليه لقب الذبيح من قبل العرب . بالرغم من علمنا أن الكتاب المقدس أسبغ ذلك اللقب على اسحاق . وعلى هذا المنوال أصبح المفهوم السائد خصوصا في الاساطير العربية المندرجة في القرآن (قصص الانبياء ) يعاد بنائها وتدوالها من جديد تحمل صفات جديدة أو مغايرة للسرد الاصلي وكله ليتسق مع الارضية الجديدة للثقافة المهيمنة ، وفق ما تقتضيه تلك الظروف وما يبرز تلك الحاجة له .
مراجع ومصادر وفقا لترتيب طرحها في البحث : 1- القرآن والاحاديث 2- لغز عشتار 3- أساطير العرب وخرافاتهم 4- موسوعة أساطير العرب وخرافاتهم المجلد 1+ 2 5 - المفصل في تاريخ العرب مجلد 4 6 – الاسطورة والتراث سيد القمني 7- The naked truth 8- Arabs in Antiquity 9 – The Pagan God: Popular Religion in the Greco-Roman Near East 10 – Spiritual Transformation in America: What it Means to All of Us 11 - كتاب الواضح في علوم القرآن 12- http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=330629 13 - المقدس والدنيوي لميرسا الياد 14 – Encyclopedia-of-Islam 15 – Seeing islam as others saw 16 – Woman as Force in History 17 – الاصنام للكلبي 18 – Warwick Ball, Rome in the East 19 – The Great Dionysiak Myth (London: Longmans, Green and Co., 1878) 20 – Assyrian and Babylonian Literature 21 – Fabled Cities, Princes & Jin from Arab Myths and Legends, Khairt al- Saeh, 1985 22- A Comprehensive Commentary on the Quran 23 – Spirit as Sculptor of the Human Organism 24 – A Psychoanalytic History of the Jews 25 – the cult of moon god 26 – Tempest and Exodus: The biblical Exodus was the Hyksos Exodus from Egypt Arabs in Antiquity
27 – http://www.bible.ca/islam/islam-allahs-daughters.htm 28 – http://www.truthcontrol.com/forum/does-muslim-god-allah-have-three-daughters
29 – http://www.theoi.com/Phrygios/Kybele.html
30 – Personal Narrative of a Pilgrimage to El Medinah and Meccah vol 2
31 – Cod of Hammurabi
32- Encyclopedia of Occultism and Parapsychology, 3rd 33- Chronology of women s history 34- Woman as Force in History 35- Woman and the State on the Eve of Islam
#هرمس_مثلث_العظمة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الخصائص اللغوية المستقاة من قصة المرأة الخاطئة في العهد الجد
...
-
ثلاثية الانسان العربي والتاريخ المدنس عندما تتحدث الطبيعة وت
...
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|