أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ماجدة تامر - خصوصية التفوق الصيني














المزيد.....

خصوصية التفوق الصيني


ماجدة تامر

الحوار المتمدن-العدد: 1450 - 2006 / 2 / 3 - 10:55
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


من يتابع التقدم الاقتصادي الذي تحققه الصين يصاب بالدهشة والإعجاب ‏في الوقت نفسه، إذ يبدو الأمر وكأن الصين قد تحولت الى "ورشة عمل ‏للعالم" فالشركات الصناعية والخدماتية من كافة أرجاء الأرض تتقاطر ‏على هذا البلد منذ سنوات، بل إن صناعات وماركات عريقة انتقلت إلى ‏الصين من بلدانها الأصلية.‏

أينما تواجدت في أسواق العالم، بما في ذلك البلدان الصناعية المتقدمة، ‏فستجد حضورا قويا للمنتجات الصينية وبعلامات تجارية عريقة تتميز ‏بجودة عالية وبأسعار تنافسية.‏

لماذا الصين؟ وكيف حدث ذلك في بلد منغلق حتى سنوات قليلة مضت؟ وما ‏هو الدافع لهذا التهافت على السوق الصينية من قبل الاستثمارات الأجنبية؟ ‏والتي ساهمت بصورة فعالة في نمو الاقتصاد الصيني بمعدلات عالية لم ‏تصلها الاقتصادات الصناعية الأخرى في العالم على مدى سنوات العقد ‏الماضي.‏

هناك العديد من العوامل التي ساعدت على هذا التغيير المهم في العلاقات ‏الاقتصادية الدولية، منها عوامل سياسية واقتصادية وهيكلية، وبالأخص ‏سقوط نظام القطبين والذي ساد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية والعولمة ‏الاقتصادية التي أتاحت انفتاحا لا سابق له لحرية الأسواق وحركة رؤوس ‏الأموال في العالم وتوجهات الصين الرامية لإعادة هيكلة اقتصادها للتأقلم ‏مع هذه المستجدات وتسخيرها لخدمة نموها الاقتصادي.‏

وفيما عدا العامل الأخير المتعلق بإعادة الهيكلة الاقتصادية، فإن العاملين ‏الأوليين والخاصين بنظام القطبين والعولمة ينطبقان على كافة بلدان العالم ‏تقريبا، إلا أن للصين خصوصيتها، وذلك لاعتبارات عديدة.‏

وفي هذا الصدد يمكن الإشارة إلى مسألة لا زالت محل جدل بين ‏الاقتصاديين، ففي الصين تتوفر عمالة رخيصة وماهرة، عمدت الشركات ‏الأجنبية، وبالأخص الغربية إلى الاستفادة منها بصورة كبيرة، ما أدى إلى ‏انتقال الكثير من الصناعات إلى الصين.‏

وإذا ما نظرنا إلى الإنجازات التي حققتها النمور الآسيوية في الثمانينيات ‏من القرن الماضي، فإننا سنجد أن الأيدي العاملة الرخيصة في بداية ‏الانطلاقة التنموية شكلت أحد أهم الأسس للنمو الاقتصادي اللاحق والذي ‏أدى إلى ارتفاع الأجور وتحسين مستويات المعيشة في هذه البلدان.‏

يثير ذلك سؤالا يتعلق بتوفر الأيدي العاملة الرخيصة في الكثير من بلدان ‏العالم، كالهند وباكستان وبلدان أميركا اللاتينية وأفريقيا، إلا أن المفارقة هنا ‏هي أنه تتوفر في الصين أيدٍ عاملة مؤهلة ومدربة تدريبا جيدا، كما تتوفر ‏بأعداد كبيرة مؤهلات نادرة في مجالات الهندسة والعلوم التطبيقية ‏والاقتصاد وتقنية المعلومات، حيث ساهم نظام التعليم وإلزاميته وتطوره ‏على مدى السنوات الخمسين الماضية في تزويد السوق بهذه الوفرة من ‏الكفاءات، وهو ما لا يتوفر في البلدان الأخرى المشار إليها آنفا.‏

هذا المزج بين التكنولوجيا ورؤوس الأموال الغربية والأيدي العاملة ‏المدربة والرخيصة والمؤهلة تأهيلا عاليا والمدعومة بانفتاح اقتصادي على ‏مختلف الاقتصاديات العالمية يشكل الأساس القوي الذي تبنى على أساسه ‏الصين الحديثة الملتزمة بتحرر الأسواق والمبتعدة عن النهج الاقتصادي ‏السابق القائم على المركزية والبيروقراطية، حيث يتوقع معظم المحللين أن ‏تصبح الصين القوة الاقتصادية الأولى في العالم في عام 2050 ، وربما ‏قبل ذلك إذا ما استمرت وتائر النمو على ما هي عليه الآن.‏

لا يبدو ذلك مستغربا، بل إن هناك العديد من الشواهد التي تؤيد مثل هذا ‏الاستنتاج، فالنمو الاقتصادي الصيني يعتبر الأعلى في العالم خلال ‏السنوات العشر الماضية وبمعدل نمو تراوح بين 9-12% سنويا، كما أن ‏الصين تحتل موقعا متقدما في مجال جذب الاستثمارات الأجنبية، وبالأخص ‏الأوروبية واليابانية والأميركية.‏

في جانب آخر، فإن الصين بدأت تحتل مكانة مرموقة في التجارة الدولية، ‏مستفيدة في ذلك من انفتاح الأسواق وتحررها، فعلى سبيل المثال احتلت ‏الصين ولأول مرة المرتبة الأولى في التجارة الخارجية لدولة الإمارات في ‏العام الماضي، بعد أن تربعت اليابان على هذا المركز لسنوات طويلة.‏

التجربة الصينية تستحق الدراسة للاستفادة منها لتنمية الاقتصاديات النامية، ‏بما فيها الاقتصاديات العربية، حيث قدم تقرير التنمية الإنسانية الاخير ‏صورة للتعليم في البلدان العربية لا تتلاءم مع المستجدات العالمية ومع ‏التوجهات التنموية لهذه البلدان.‏



#ماجدة_تامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل التبادل التجاري الحر
- الأوجه المتعددة للحلم
- أفلام العنف بين الأمس واليوم
- التربية الاقتصادية غائبة عن مجتمعاتنا العربية
- أسباب استئناف المفاوضات الأوروبية مع تركيا
- مرتزقة الأمن الجدد
- ...............تحية الى الفنانة هالة الفيصل الفن أوراق مفتوح ...
- صعوبات انضمام الدول الشرقية الى الاتحاد الاوروبي
- قصة القنبلة الذرية والانشطارالنووي
- سيمون دو بوفوار .... الفيلسوفة الثائرة .... أبرز المدافعات ع ...
- مهمات الشبكة التجسسية العالمية : إيشلون
- واشنطن بين الامبريالية والامبراطورية
- أبعاد التفوق التكنولوجي الأمريكي
- في ذكرى ميلاده ... غيفارا رمز لايموت
- فرنسا وبريطانيا ... نقاط الاتفاق والاختلاف
- الادارة الامريكية الجديدة والمشروع الدفاعي الوطني
- سياسة الارض المحروقة
- التحالف الوثيق بين هوليوود والادارة الأمريكية
- العولمة ليست مرفوضة بذاتها وانما بنوعها
- اقتصاد الظل ظاهرة من ظواهرالتخلف في البلدان النامية


المزيد.....




- ألمانيا.. حزب شولتس يرشحه رسميا للمنافسة على منصب المستشار
- انخفاض أسعار الذهب الأسود بعد موجة ارتفاع
- في البحرين.. سياحة فن الطهي تعزَّز التنوع الاقتصادي
- توقف صادرات الغاز الإيراني الى العراق بالكامل
- عالم روسي: الغرب يطرح مشكلات علمية زائفة من أجل الربح
- مسؤول إسرائيلي: وضع اقتصادي -صعب- في حيفا جراء صواريخ حزب ال ...
- مونشنغلادباخ وماينز يتألقان في البوندسليغا ويشعلان المنافسة ...
- وزير الخارجية: التصعيد بالبحر الأحمر سبب ضررا بالغا للاقتصاد ...
- الشعب السويسري يرفض توسيع الطرق السريعة وزيادة حقوق أصحاب ال ...
- العراق: توقف إمدادات الغاز الإيراني وفقدان 5.5 غيغاوات من ال ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ماجدة تامر - خصوصية التفوق الصيني