أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسناء الرشيد - محمد وجيه .. سر قصيدتين















المزيد.....


محمد وجيه .. سر قصيدتين


حسناء الرشيد

الحوار المتمدن-العدد: 5561 - 2017 / 6 / 24 - 15:05
المحور: الادب والفن
    


رغم أنهُ كتب العديد من القصائد المهمة والملفتة للانتباه لكن هاتين القصيدتين تحديداً كانتا من القصائد التي علقت بذاكرتي ولفتت انتباهي للغاية ربما لتشابه عنوانيهما فــ ( تتذكرين و ذكرتك ) من القصائد المهمة للشاعر ( محمد وجيه ) وفي القصيدة الأولى بالذات نجد أن الشاعر قفز على بعض الأمور المعتادة في كتابة الشعر ، فهو حين يُعدد لحبيبته تلك الذكريات التي كانت بينهما نراهُ يسترسل بطريقة تجعل المستمع والقارئ لقصيدته كذلك يحاول اللحاق بكل تلك الصور التي يرسمها الشاعر وكأنهُ يروي لنا قصة أو بكلامنا العاميّ ( يسولفلنا سالفة حبه ) فيجعل المتلقي ينغمس معه في تفاصيلها بطريقة رائعة وغير مسبوقة كذلك :

وودّيت عيوني ودمعاتي
وصفناتي وعاطفتي وروحي
وسهر الليل وجرحي ونيتي
وذاكرتي الشالت ضحكاتچ
واحساسي وخوفي من الجاي
وتلقائيتي وحزني وفرحي
وگمرية وفراشة ونورس
واحلام اتعيشنا سنين ..

فهو يمعن في وصف مشاعره لحبيبته ولكن بطريقة من يضع لكلامه شهوداً من خلال تجاربهما معاً ومن خلال أمور قد تكون بالنسبة لغيره أموراً عادية أو ربما ( جمادات ) ولكنها بالنسبة له كائنات حية تتقن الحزن والفرح وتشهد على لحظات حبهما معاً ..

وعوداً على بدء ، فلا بد لي من أن أتكلم عن مطلع القصيدة فالشاعر اتخذ من ( الذاكرة ) وما قد يعلق بها من أحداث مدخلاً لكلامه مع حبيبته التي وكأنهُ يعاتبها أو يلومها لافتراضه أنها قد تكون نسيت كل تلك الأحداث التي أسست لما كان بينهما يوماً ..

فجملة ( تتذكرين من تلاگينا ) تحديداً ورغم عدم تكرارها في القصيدة ولكنني شعرتُ بأن صداها تردد لأكثر من مرة بين أبيات القصيدة ..

تتذكرين من تلاگينا
بذاك اليوم العلگته بحايط ذاكرتي
وكلشي اتذكر بالتفصيل ( وكأنهُ يتهمها بالنسيان فهو من يتذكر كل شيء بالتفصيل ، لا هيَ .. )

وحتى خطواتها لم تكن مجرد خطوات عادية :

خطواتچ كلهن حاسبهن
صوتچ ظل متربع باذني ( والصوت كذلك ، كائن حي بالنسبة للشاعر )
وضحكاتچ تفترّ براسي
ورحتي وظلت عينچ يمي
ونظراتچ بعيوني تعيل

فكل أدوات شاعرنا هي كائنات حية بالنسبة له ، وهو يحاول أن يوصل هذه الفكرة من خلال قصيدته بأن يجعلنا نسمع أصوات الضحكات وكلام النظرات وما تروم الأصوات أن تقوله غير الكلام المسموع للجميع ..

وللحبيبة تأثيرها الكبير في نظرة الشاعر نحو الأمور ، فعادةً يغيّر الحب الحقيقي الصادق نظرة العاشق للأمور وقد يختلف حكمه على العديد من المواضيع على العكس من السابق ( أي قبل أن يصبح عاشقاً ) ..

من يوم الشفتچ متغير
وبزين احكم عالموزين

وشاعرنا يزيّن قصيدته هذه بعدد من الأبيات الفصيحة ، حيث يحاول الكلام عن حبه الكبير بطريقة رقيقة للغاية ..

فلتخبروا من كان ديني وقبلتي
لا زلتُ في كل الأماكنِ أركعُ

وهو يندب فراق هذا الحبيب بقوله :

لا زلتُ أستجدي لقلبي راعياً
لا راعياً للقلب بعدك ينفعُ ( فلا بديل للحبيب الحقيقي أبداً ) ..
أما في قصيدته الأخرى فشاعرنا يبدأ من حيث انتهى في القصيدة الأولى فقد قرر أن ينسى تلك الحبيبة ولكن هيهات له أن يستطيع ذلك :

ذكرتك بالوجوه الردت يمها انساك
وبدت بيك السوالف وانت تنهيها ( فالحبيبة تتملكه ولم يعد له من أمره شيء ) ..

وهو يحاول التذرع بشتى الحجج لعلها تنفعه في الابتعاد عنها :

وادير العين عنك والگلب يندار
وادير الگلب والگه شفافي تحچيها (ويالها من معاناة)

ثم يستمر في وصف معاناته :

انه تناساك واضحك چذب وانت بعيد
وبس يخطفني ظلك عشرتي اهجيها ( ومن منّا لم يفعل هذا ؟ )

ثم يتساءل بوجع بعد أن حاول إقناع نفسه بأنهُ لاينبغي له التنازل وجعل الكرامة حجته :

المبادئ والقيم ما تشمل اليشتاگ
الهجر رب المذلة ، القيم شعليها ؟ ( وهو تساؤل مشروع فعلاً ) ..

وشاعرنا يشرع بالتنقل بين العتب والتذكير بالماضي الذي كان بينهما فتارةً نراهُ قاسياً بعض الشيء وطوراً نراه يخاطب تلك الحبيبة الغائبة برقة وحنان :

مشيت وقصرت ما خذت عيني وياك
الأخذ عيني بغيابك بس بواچيها

ثم يلومها بقوله :

أنه صفيت روحي من المضه بلياك
وانت وياي نيتك مامصفيها
ضيعت العرف گطرة ابحر نسيان
ونه لمسة چفوفك محتفظ بيها ( وهو هنا يتكلم عن وفاءه لها ولذكرياتهما معاً ) ..

وعتبه لا ينتهي عند هذا ، فهو يخاطبها مثلاً بقوله :

شجرة الذكريات استرها بلكي تعيش
ولوطبعك خريف وماتسويها
يلمكشف عشرتي گبال ياهو الچان
وانه حروف اسمك مامراويها
يبوسوالف شته اينگط برد ملگاك
اذا مو بيك روحي ابيش ادفيها



ثم ينتقل لإلقاء اللوم على نفسه :

كل الصار ذنبي من الألف للياء
فرحتني البداية وعفت تاليها
هواي الحذروني وقنعتهم بيك
ومو كل الاصابع سوه انسميها
غشيم وزامطت تالي بندم رديت
فاتني الاصابع لو مساويها ( وهو يتمنى ما لا يمكن لشدة ندمه )

ولكنهُ ورغم كل هذا يعود للحديث عن اشتياقه وحبه وما الذي سيفعله فيه فراق تلك الحبيبة :

من تدير وجهك يلتفتلي الليل
يشرب نوم عيني وسهر يرميها
طويل الليل اگمطه بيا صبح وينام
ما اتيه ادروبه وكلها ماشيها

واشتياقه لا ينتهي عند حد ، فحتى الأوكسجين لم يعد كما في السابق ( أي حين كانت هي معه ) وكيف لا وبعضهم قد يعنون لنا الهواء والماء بل كل متطلبات الحياة التي لا يمكن لنا العيش بدونها :

مغشوش الهوه الما أشم عطرك بي
النسمة خلاف وجهك گوه اعديها

ورغم محاولاته العديدة للنسيان ولكن الأمر ليس سهلاً ، فليت تحقق الأمنيات كان بالرغبات فقط :

ردت انساك انه بگدما ردت ملگاك
وعيني اعله الصدف رسمت امانيها


وكيف لأي شيء أن يحل محل ذلك الحبيب ، فقد يصبح العالم كله ضيقاً وأسود اللون في عيوننا عند فراق أحبابنا :

فراغك بيش اترسه الذكرى ما تكفيه
عشت بدنيه بعدك كلشي ما بيها

وهو لا يكف عن العتب حتى نهاية قصيدته :

محضرلك عتب بس كون ما أنساه
لأن من يوم عفتك روحي ناسيها ..

فهل ستستمع تلك الحبيبة لأبيات العتب تلك وهل لها أن تعود فعلاً أو أن يرقّ قلبها يوماً ؟؟


بقلمي / حسناء الرشيد



#حسناء_الرشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( الراهب ) .. قداسة الحب والشعر
- الناصرية .. - مزاجُ أنثى -
- نور السامرائي / فدعة بصرية
- (( قراءة في قصيدة من جيل البنفسج ))
- ميثم فالح .. قصيدة بغدادية ناضجة
- (( حسن عاشور بلم شعري على ضفاف كارون ))
- (( إلحاد ))
- (( اللادينية : أسباب - تاريخ ))
- - أيما صباح .. قيثارة الناصرية -
- صالون النواب الثقافي / خطوة في طريق إنجاح الشعر الشعبي
- إلحاد
- مهم للغاية
- (( صرخة ))
- { رسالتي الأخيرة .......إليه }
- { ترانيمٌ حائرة }
- { رسالةٌ ........ في الانتظار }
- ( دموعٌ .... تنزفُ بمرارة )
- { موعدٌ ...... معه }
- { تراتيلٌ ... لدموعٍ لم تجفّ بعد }
- { هواجس ..... قبل الرحيل }


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسناء الرشيد - محمد وجيه .. سر قصيدتين