هل انتم حكومةأم عصابة؟

كاتب حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5559 - 2017 / 6 / 22 - 15:22
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

في رسالة من الثائرو المناضل محمد بن عبد الكريم الخطابي وجهها الى رئيس الحكومة المغربية الأولى بعد الاستقلال الشكلي جاء فيها سؤال لازال يقض مضاجع الحكام في بلاد الأمازيغ . السؤال جاء بصيغة استنكارية و لا ينتظر السائل جوابا عنه.
هل أنتم حكومة أم عصابة ؟
جاء السؤال بعد احداث انتفاضة الريف لسنتي 1958 و 1959 و ذلك بعد أن قامت ميليشيات تابعة للنظام المغربي باختطافات و اغتيالات في صفوف المنتفضين على التهميش و الإقصاء و التفقير..كان في قيادة هذه الميليشيات ولي العهد آنذاك الحسن الثاني
و معه الجنرالات و الضباط المرتزقة الذين حاربوا في صفوف جيش الاستعمار الفرنسي.
كان السؤال مدويا و مزلزلا و كان مشروعا كذلك أمام الانتهاكات الجسيمة التي باشرها ولي العهد المغربي بعد سنتين فقط من الاستقلال الصوري. فكيف تعمل حكومة على قمع شعب أعزل يطالب بأبسط الحقوق المدنية؟
كيف لحكومة في بلد نال استقلاله بفعل تضحيات ابناء الريف الأبطال أن ترد الجميل بالقتل و التنكيل و العقاب الجماعي؟ الجواب إذن يكمن في طيات السؤال الأساسي" هل انتم حكومة أم عصابة؟"

بعد ستين سنة من الإستقلال الشكلي و أحداث الريف(1958-1959) ظل السؤال يراود المغاربة في حركاتهم و سكناتهم ليصبح الجواب أكثر وضوحا ليس أمام المغاربة فقط و انما أمام العالم بفضل وسائل الإتصال التكنولوجية التي اوصلت مشروعية و عدالة
المطالب المرفوعة و سلمية الإحتجاجات من جهة كما فضحت همجية النظام المغربي في قمع المتظاهرين بالصوت و الصورة من جهة ثانية.
أصبح المغاربة اليوم يلامسون انهم أمام عصابة تملك السلاح و المال و لها أبواقها الإعلامية و الدينية مدفوعة الأجر.كما تملك جهازا قضائيا تلفق بواسطته التهم و تبدع في الأحكام الجائرة لتلقي بشباب الأمة في غياهب السجون .
وعي المغاربة بأن من يحكمهم عصابة يتجلى في الشعارات المرفوعة في كل المظاهرات الى اليوم كما يتجلى هذا الوعي في مقاطعة مهزلة الإنتخابات.
ويبقى التحدي الأكبر اليوم أمام أحرار المغرب بعد أن بلوروا وعيا سياسيا أن يعملوا على انتزاع حريتهم من شرذمة المغتصبين الذين ترتعد فرائسهم من شعارات شباب حراك الريف لأزيد من سبعة أشهر دون كلل أو ملل و دون خوف من الإختطاف و النتكيل.
فالمجد للريفيين و المجد لكل الثوار و المنتفضين على الظلم و الظالمين

#كاتب_حسن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات