مولاي جلول فضيل
الحوار المتمدن-العدد: 5558 - 2017 / 6 / 21 - 12:51
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
عادة جميلة بل سنة حميدة ان لم أقل انها فرض وواجب ، كانت لا تخلوا دار من القيام بها إلا أنها قلت نوعا ما ، عن سابق عهدها ، فهي نوع من التضامن والتكافل الاسري بل هي تعبير عن اكرام الجار للجار ، العطف على المساكين والفقراء والأيتام ، البر بكبار السن ، مساعدة الاشخاص البعيدين عن أهلهم والقائمين بشؤونهم ، بل هي ذوق ملح الدار والمفتاح للدخول إلى قلوب الناس وكسبهم . بل هي تزكية للرزق وتطهير له .
كنا نلاحظ تعدد الأوجه وبشتى المسميات لهذا العمل الجميل والسنة الحميدة ، كان الناس قديما يتحرُّون المناسبات بل ينشأونها نشئاً ، من أجل إطعام الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً ، فكانت أزقتنا وساحاتنا وباحات مساجدنا حافلة بمثل هذه الموائد ، كانت تُعد وجبات لكل من يريد ان يغيب في سبيل العمل ، من اجل ان يرزقه الله بعمل صالح وأن يبارك له ، كما تعد قدحان " المردود " أو مايسمى بالبركوكس لكل من عاد أول مرة من غيبته ، كما يعد عشاء يسمى " عشاء رابح " عندما يريد ان يغيب الرجل عن بيته واهله قاصداً عمله البعيد ، كان يقام قدح طعام إذا أقيم السلم للبيت الجديد يسمى " قدح السلوم " ، كنا نسمع " بللالة الورقة " وهو قدح ايضا يتم التصدق به في موسم من المواسم ، وهكذا ايضا اثناء دخول الطفل الصغير للمدرسة القرءانية حيث يقدم الحليب والتمر والخبز الرقيق المدهون بالدهان الطبيعي ويرش بالفلفل الأسود ويا له من مذاق ، ويتم مثله أو اكثر منه إذا مر وسلك الابن على القرءان بأكمله ونسمي هذا عندنا في توات ولاية أدرار " بالحفوظ " أي حفظ القرءان ، حتى المآتم لا تخلوا من الصدقات والسعي وراء الخير والتصدق فتقام السلكة للميت بإطعام الجميع وختم القرءان كما في الثالث يوم من دفنه تقام اكلة خفيفة تسمى ديار العود تتضمن التمر والحليب والخبز الرقيق المُدهَّن .
كل شئ جديد سواء كان نضج وظهور التمر في عراجينه ، او اكلة جديدة لذيذة ، او شي عزيز نادر من فواكه وما شبه حين يكون في اوله كان يتصدق منه صاحبه على الجيران والاحباب وغيرهم ويقال ذوق الذواقة .
من الواجب على كل البيوت ان تبعث النور والبركة فيها ، بمثل هذه الصداقات ، والتفائل بالخير
من الواجب ان يتهادى الناس ويتحابوا بمثل هكذا افعال جميلة وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال " تهادوا تحابوا " صدق رسول الله
وصدق المثل القائل " الله لا يقطعها عادة ويجعلنا فيها زرادة " إذاً حضرونا ونحضروكم فالنية بما جاد وطاب .
.
.
بقلم الكاتب : مولاي جلول فضيل
#مولاي_جلول_فضيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟