أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد مسافير - سيرتي!














المزيد.....

سيرتي!


محمد مسافير

الحوار المتمدن-العدد: 5558 - 2017 / 6 / 21 - 02:41
المحور: كتابات ساخرة
    


يوم علِمت أمي أنها كانت حبلى بي، أصابها عصاب حاد، فطفقت تلطم بطنها، تقفز، تأكل بعض الأعشاب الضارة... تحاول إسقاطي من رحمها، لأنها كما حكت لي بعض الحاقدات، لم تكن مستعدة بعد لتحمل عبء الأمومة، فقد تزوجها أبي صغيرة لم تتمم الخامسة عشر... لكني لم أسقط، تشبثت بالحياة، وغرزت أظافري في جدار رحمها، حتى خارت قواها واستسلمت للقدر...
وبعد ميلادي، لم يُقم أبي العقيقة، كان سعيدا -ربما- بمجيئي، غير أن حالة أمي غير المستقرة كانت تثير الريبة، فقد كانت تصرخ في وجه الحضور: أبعدوه عني، ليس إبني... ورغم ذلك، بقيت متشبثا بها، ولا أكف عن الصراخ إلا في حضنها...
طردني معلم الابتدائي في اليوم الأول الذي وضعت فيه قدماي في الفصل، بعد أن سمعني أهمس لزميلي ببعض الكلمات النابية، كنت ألفظها ببراءة دون أن أستوعب أثرها في النفوس... وتكررت محاولات الطرد مرات ومرات في مساري الدراسي، لكني بقيت متشبثا برغبتي في إتمام الدراسة...
لم يستسيغوا وجودي بينهم، خاصة تلك السكرتيرة الشقراء، كانت تتفحصني بعينين مثقلتين وكأن النعاس أرهقهما، أبتعد عنها وأتحسس نظراتها تخدش ظهري، وكانت، فيما بدا لي من تعامل رئيسي في العمل، تحدثه عني بحقد دفين، كنت غير آبه بشيء إطلاقا، أرتدي دونهم، أتحدث بسوقية ساذجة، أدوس على جميع البروتوكولات لحظة الاجتماع، إلا أني كنت مولعا بوظيفتي، متفانيا فيها، متشبثا بها رغم كل مؤامرات الإبعاد...
في يوم زفافي، طردني أهل العروس، كنت قد انقضضت على لحية المأذون وسط الجموع، لأنه نعتني بألفاظ مشينة، حين قبلت عروسي قبلات حميمية طويلة، لم نستطع كبح رغباتنا... ورغم الطرد والفضيحة، إلا أني بقيت متشبثا بعروسي، وتزوجنا رغم أنف الرافضين...
لم أجد ذاتي بين الأصدقاء والأقارب، لم أحس بالأمان في هذا العالم، فطفقت أبحث عن عالم مغاير، عالم افتراضي، أنشأت حسابا فايسبوكيا، وبدأت أبوح فيه بما تمليه علي قريحتي، ورغم أني أتحدث عن نفسي، عن فكري، عن قناعاتي، دون مس بغيري، غير أن الحقد أحاطني، والتبليغات استهدفتني، والكثيرون قاموا بحظري... إلا أني عشقت هذا العالم وأهله، ولا أزال متشبثا به، رغم أنف الحاقدين !



#محمد_مسافير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة الجريمة... الضحية محسن!
- هكذا يريدونك... جارية خنوعة!
- مذكرات حمار!
- إلى المقبلات على الزواج!
- لمحة من تاريخ الحركة الطلابية التونسية!
- آفاق حراك الريف...
- الإسلام... لله أو للإنسان!
- حداثية من نوع فريد!
- تنويعات سياسية!
- تنويعات في نقد السماء!
- ومن منافع الجهل...
- حيواناتهم وإنساننا!
- ضحية مرتان!
- منطق البلوغ في الدين الإسلامي!
- المرأة ونحن...
- طرائف مأسوية عن المدرسة المغربية!
- زندقات!
- عياشي يحدثكم عن الريف...
- الحركة النقابية التونسية قبل الثورة!
- الرهان المطروح لثورة ظافرة على ضوء أفكار تروتسكي!


المزيد.....




- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...
- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد مسافير - سيرتي!