أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - قحطان محمد صالح الهيتي - چري سُعْدى، بين الحُبّ والشهادة














المزيد.....

چري سُعْدى، بين الحُبّ والشهادة


قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 5557 - 2017 / 6 / 20 - 16:50
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كتبتُ قبل خمس سنوات موضوعا بعنوان "قصر سُعدى وخرافة النهر والزواج" وقد جاء فيه:" لم نقرأ في قصص الحب المدونة قصة بطلتها سعدى بنت الأحمد، وبطلها أمير بصري ثري. ربما تكون الحكاية حقيقية عن شاب أحب فتاة جميلة، فما أكثر هذه القصص في التاريخ، ولكن أن يكون مهر هذه العروس الجميلة حفر نهر طوله أكثر من تسعمائة كيلومتر يمتد من هيت إلى البصرة؛ فهذا ضرب من الخيال، بل هو خرافة لاعتبارات عدة أهمها: كم هو الوقت الممكن لإنجاز مثل هذا المشروع لو خططت له الدولة اليوم ُمسخَّرة كل الآلات والمكائن الثقيلة وغير الثقيلة؟ وهل من الممكن أن يَحفر أو يَكري أمير عاشق نهرا بهذا الطول في فترة ثلاث سنوات (وهي الفترة التي ذكرها الشيخ الخطيب)؟ وما هو مبلغ الغنى عند الأمير البصري في ذلك الزمن ليدفع ثمن الحبِّ ألوفَ الألوف من الدنانير الذهبية أجورا لمئات الألوف من العمال كي يحفروا له نهر العشق هذا؟ وكم عاملا أستأجر لينجز هذا المشروع العملاق الذي لا تستطيع الشركات الحديثة اليوم بكل ما تمتلكه من إمكانيات مادية وبشرية من تنفيذه في مثل هذه المدة".
-
قدمتُ لموضوعي بهذا الجزء المأخوذ من مقالي الذي أشرت إليه في أعلاه لأدخل في حاضر (چري سُعدى)، ولمن يُرِيدُ معرفة المزيد عن هذه الأسطورة يقرأ الموضوعَ كاملا على الرابط المدرج في نهاية هذا المقال.
-
الچريُ في حاضره هو المنطقة الممتدة من ساحة الساعة الى مدرسة الشيماء. ويُعدُ اليوم شارعا تجاريا مهما في الحياة الاقتصادية والاجتماعية لمدينة هيت.
-
لقد ذكرتُ (چريَّ سًعْدى) في قصائدي أكثر من مرة؛ فقد قلت عنه في قصيدتي دار سعدى في عام 2003:
-
تنكّــرَ ( الچريُ ) لمــا جئــتُ أســالـهُ
عن بيتـِـنا وتناســى الوصلَ وابتعدا
-
فقلــتُ يا (چريُ) هيتــيٌ أنا فبكــــى
وقبلّ الشــــوقَ فـي عيْنـي َوافتـــئدا
-
وقادنـي فــي دروبِ كـنــتُ اعـرفهـــا
طـفــلا وكانـت لأحلامي رؤىً ومـدى
-
وجـدتـُه باســــطاً كفّيــــــه متـكئــــــاً
علـى جذوع ٍهـوتْ مـن سـقفِه دهـددا
-
ولـم أجــدْ عـنْـده صغـْـري ولا كِبـَري
ولم أجــدْ فيهمـا عُمــري ولـنْ أجـــدا
-
وقلتُ عنه في قصيدتي (تبّتْ يدا داعش)، وأنا في غربتي مهجرا في بغداد في عام 2015:
-
يا هيـتُ فرسانُك للشمسِ قد صَعدوا
وعانقــوا المـجـدَّ أحــرارا ومـا نزلــوا
-
قـولــي لسُــعدى بانَّ الــدارَ باقيـــــة ٌ
والچريُ جارٍ واهلًُ الحيّ ما انشغلوا
-
وأنَّ يومـــاً مــع العُشــــاق يَجمــعُـنا
آتٍ قـريبــــا فــلا تحــزنْ لمـــا فعـــلـوا
-
وذكرته في قصيدتي الوالي ولّى وصارت داعش خبرا في عام 2016 مخاطبا هيت:
-
انتِ العــروسُ وحــبُّ الله يَجـمعُــــنا
فيــك ولــن نرتضـي زيــداً ولا عُـمــرا
-
فحنّي(چري) الهوى بالقار واحتفلي
بالنصــرِ وانتـظــري منَـا الوفـا مـطرا
-
وعطـرّيــه بريـحِ ( العِيْنْ ) وابتهــجي
فالوالـي ولَّّى وصـارت داعـشٌ خــبرا
-
هكذا كان (الچريُّ) في ماضيه البعيد والقريب شارعا للمحبة والمودة والسلام، ولكنه اليوم وبعد جرائم داعش ابتداءً من إعدام مجموعة من الشباب في ساحة الساعة مرورا بجريمة رمضان الأولى التي راح ضحيتها خيرة شباب ورجال هيت بين شهيد وجريح، وانتهاءً بجريمة رمضان الثانية التي راح ضحيتها أطفال بعمر الزهور ونساء بريئات كنَّ يحلمن بغد مشرق سعيد صار شارعا للموت والخوف.
-
ما أدعو اليه دون أن ننسى تضحياتنا الغالية بأن نُبقي (چري سُعْدى) نهرا للحبًّ والعطاء، ومنارا للتضحية والفداء، وعلينا ألا ننسى تاريخه أو ننسى الشهداء الذين رَوَت دماؤهم أرضه. ليظلَّ قلبا نابضا بالحياة ولتكتب الأجيال عنه أكثر من قصة ورواية.
-



#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى القائد
- رجل من مدينتي- عادل عدنان عزيز
- ما بعد داعش
- عن المحاماة أتكلم
- والله ما عندي أسم
- نريد جوابا؛ فالساكت عن الحق شيطان أخرس
- علم من مدينتي - صبري فارس كماش الهيتي
- لا لمنع الحياة
- مكانك راوحْ
- لسانك حصانك
- مئذنة جامع الفاروق في هيت
- أنا هيتي؛ فلا تخافوا
- كي لا تتكرر التفجيرات
- أمل اليهود بالأباعر
- العدلَ العدلَ يا وزير العدل
- إجراءات تعويض الجرحى والمصابين
- إجراءات تعويض ذوي المفقود أو المختطف -
- إجراءات تعويض ذوي الشهداء
- إجراءات تعويض المتضررين (الدور السكنية)
- سؤال في السياسة


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - قحطان محمد صالح الهيتي - چري سُعْدى، بين الحُبّ والشهادة