أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - طير السعد














المزيد.....


طير السعد


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5555 - 2017 / 6 / 18 - 17:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طير السعد
محمد الذهبي
لا يدري لماذا تشغله دائما حكاية طير السعد الذي حط على صلعة احد الأشخاص ليصبح ملكا في رمشة عين، هو والانتخابات لم يصطلحا يوما، ولم يتقبل أن يكون مراقباً أو موزع استمارات أو يقف في باب إحدى المدارس، كان يهرب دائماً في حين يراهم يتهافتون على (300) الف دينارٍ تعطيها المفوضية بعد ستة أشهر من انتهاء الانتخابات وتزويرها في أحسن أحوالها، ليكون الجميع مسؤولاً أمام الوطن، درج طوال الأعوام السابقة على انتخاب قائمة واحدة لاغير، لكنها هي الأخرى اخترقت من قبل لصوص الله، فقرر أن يمتنع من انتخاب أية قائمة صغيرة أم كبيرة، ربما اختفاء الكهرباء، أو اختفاء سيارة الأنقاض، أو هبوط مرتبه المتهالك يشعل في داخله ثورة التمرد على هذه الممارسة التي صارت بذيئة في بلده، اخواني إياكم والاشتراك في هذه الجريمة الكبيرة، على الأقل لا تكونوا من خدامها أمام فتات موائد الزعماء الذين حولوا الشعب الى شعب يبحث عن الغنيمة والسرقة، نعم لقد كانوا قدوة سيئة، أنباء عن اعتقال محافظ، وأنباء عن هروب مسؤول كبير، وأنباء وأنباء، جميعها تدخل بضمن اختلاف مجموعة من اللصوص على غنيمة معينة، كم يكره طير السعد الذي يختار الملوك ويترك الشعب في حيرة من أمره، هل لهذا الطير نوايا مسبقة في الاختيار، أم انه ربما وجد في صلعة الملك مكانا مناسبا لإفراغ فضلاته، فكان أن صفق الحاضرون ولم يروا جلية الأمر.
لم ينس ذلك الملك المهزوم من مملكته، وقرر أن يهرب بعيداً، ولكن قدره الأحمق كان له بالمرصاد، فمر بطريق سفرته بمدينة مات ملكها، واجتمع رؤساء القوم وجلبوا طير السعد ليحط على رأس احدهم، وعندما شاهدوا الملك المهزوم، امسكوه وقرروا أن يقف معهم ليشاهد الأمر ويحكم، وطار طير السعد وحط على رأس الملك المهزوم، فنهره الواقفون واعادوا الكرة ثانية فحط ايضاً على رأس الملك المهزوم، فنهروه وبدأوا مرة ثالثة فكانت مثل سابقاتها، فسلم الجميع للأمر، ووضعوا التاج على رأس ملكهم الغريب، هو رجل هارب من قدره الأحمق الذي رماه في مركز لم يخلق له، لكنها مشيئة هذا الطير الغريب، الشعب المسكين ينتظر، ولا يعلم أن طيراً ملوناً غبياً قد قرر مصيره وانتهى الأمر، وأصبح الملك الضعيف المهزوم ملكا جديدا في تلك المدينة، هو هارب من مملكته الأولى لأنه لم يستطع أن يحقق قليلا من العدل أو الرفاهية، فماذا سيحقق لهذه المدينة المسكينة التي مات ملكها ولم يترك وريثاً للعرش، لم يكد يمضي شهر أو شهران حتى أحس الناس ورؤساء القوم ماذا فعلوا من فعل شنيع، لكنهم كانوا يتحججون بطير السعد، فالمذنب الوحيد في هذا هو ذلك الطير الملعون، الذي صار طير تعاسة لا سعدٍ، انتشرت الرشوة والسلب والنهب والخطف والقتل، والملك لا يدري ماذا يفعل، يطرح الأفكار ولا احد ينفذها، الفوضى تعم المدينة، والناس يأكلون من نفايات القصور الفارهة، واللصوص هم من يسيطر على كل شيء، هم والكهنة المستفيدون من طير السعد ذاك، لم يفكر احد في حل لهذه الأزمات المتلاحقة، لكن في نهاية المطاف الكل يعول على الملك المهزوم، علّه يهرب ثانية، ليترك المجال لطير سعد آخر، أو ربما سيكون طير تعاسة ايضاً، الجميع ينتظر هروب الملك، كان يخاطب نفسه ويردد وأنا معهم انتظر منذ سنين، ربما سيحط طير السعد على صلعة مباركة هذه المرة.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احاديث الازواج
- سمكة حقيقية
- الطابق الرابع
- لاتصوموا ايها الجياع
- هذا بجفنك دمعي حين فرقتنا
- حين يواري الخوف الاحياء
- إشارة
- إشارة
- ياصديقي الشاعر
- مدرسة مسائية
- حكاية شاعرة عراقية
- شاعرة
- بين البتاويين ومقبرة النجف
- قصتان قصيرتان
- سنكون شاعريْن أو أكثر
- أصدقاء الكرسي
- بلا ذكريات
- حزن معدان
- موت في السوق الميّت
- هيّه كوّه


المزيد.....




- فيديو يُظهر نائب الرئيس الأمريكي يتعرض لصيحات استهجان في حفل ...
- حماس تُعلن استعدادها للإفراج عن رهينة أمريكي-إسرائيلي وجثث أ ...
- تفاعل واسع على مواقع التواصل بـ -قطايف- سامح حسين
- مصارع مصري يدخل موسوعة -غينيس- بعد أن سحب بأسنانه قطارا يزن ...
- فيضانات وسيول في بوليفيا تؤدي إلى تدمير المنازل والمحاصيل وا ...
- -هولي-... مهرجان الألوان الهندوسي يجذب الملايين
- لأول مرة.. وفد ديني درزي من سوريا في إسرائيل
- وزير الخارجية السوري يصل إلى بغداد في زيارة رسمية
- وزير عراقي يروي تفاصيل عملية لاغتيال صدام حسين كان طرفا فيها ...
- أوكرانيا تعلن -بدء تشكيل فريق لمراقبة وقف إطلاق النار-


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - طير السعد