مولاي جلول فضيل
الحوار المتمدن-العدد: 5555 - 2017 / 6 / 18 - 04:21
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
دندون رمضان:
أعتدنا في قصور منطقة توات ولاية أدرار الجزائرية منذ القدم وإلى غاية يومنا هذا نصحو للسحور على إيقاع الدندون.
تنام الناس في رمضان قبل السحور ملأ جفونهم وهناك من يسهر من أجلهم ليوقظهم إلى السحور ، الا وهو صاحب دندون رمضان وقد أعتدناه في تلولين الشرفاء قديماً هو ذاك الرجل الطيب الحنون ابدادة أو أخوه عبيد والباحفيظ وقد ورثوا المهمة لأبنائهم من بعدهم ويا لها من مهمة ويا له من أجر عند الله ،
تجد صاحب الدندون حارس على الوقت ينطلق قبل ساعة او اكثر يدور أزقة القصر وأحيائه يقف امام كل بيت هنيهة ، يردد ابتهالات وأذكار واشعار حانية مستوحات من التراث الشعبي للمنطقة ثم ينبه أنه وقت السحور.
على ايقاع الدندون وتلك الابتهالات ينهض النائم بكل أريحية للسحور ومن سمع الدندون في البيت يوقظ الآخرين فتعجيل الفطور وتاخير السحور سنة حميدة وجب الإلتزام بها .
صاحب الدندون لحرصه الشديد على خدمة الناس كان لايترك مكان فيه قاطنة إلا ويجوبه واينما كان ، متحدياً تلك الأماكن المخيفة والموحشة ، وتلك الأزقة الضيقة المظلمة ،وتلك القصور القديمة ، وقد اقترنت الطرفة مع تجوال الدندون ، حيث تعرض للكيثر من المواقف والمقالب رغم ذلك أستمر في مهنته النبيلة ، فكان البعض يحاول ان يختبر شدة تحمل صاحب الدندون فكان يتعمد الاختباء له في الاماكن المظلمة من أجل إخافته وإرعابه .
ويذكر إنه كان أحد الأشخاص خواف وكان يقطن في أحد القصبات (القصور القديمة) وكي يجتاز الى بيته لابد له أن يمر من تلك الأزقة الطويلة المظلمة ومن شدة خوفه وهو مار في تلك الأزقة إذا سمع حس ورق تدفعه الريح يخاف ، فيقول للورق في الظلام ظاناً إنه شخص ، إنني عرفتك قل من أنت إنني عرفتك خلاص أخرج أخرج ويكرر ذلك لعدة مرات وهو يرتبك من الخوف وليس هناك أحد فقط صوت الريح يجر معه ورق ، هههه وصدق من قال " من خاف نجى " .
.
.
بقلم الكاتب السيد : مولاي جلول فضيل
#مولاي_جلول_فضيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟