أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد المجيد - النبي الجديد يفتتح سوق السلاح في بلادنا!














المزيد.....


النبي الجديد يفتتح سوق السلاح في بلادنا!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 5554 - 2017 / 6 / 17 - 15:07
المحور: كتابات ساخرة
    


يبيع السلطانُ قطعة من الوطن ولا يحتاج لمزاد أو فرْش الأرض على الأرض لجذب أصحاب المال، فيمنحهم مكانا للسياحة والغوص ليجعلوه لاحقا أحلام البروتوكلات من النيل إلى الفرات.
السلطان مقدس فهو يملك القصر والسجن والسجّان والمسجد والكنيسة، لذا فنبوَّتُه الأرضية نـَـبـُـوتـُـه وكل ما يفعله أن يستبدل بالكتب المقدسة معاهدات لم يسمع بها أو عنها أصحاب الأرض.

إذا أردت أنَ تبيع ملابس الجماهير أو أهلهم أو قطعة الأثاث القديمة والأخيرة في دولاب مهجور، فما عليك إلا أن تسنّ قوانين تمنع التظاهر بالتظاهر، وتضع سلاسل من حرير في معصم كل منهم، وتُخفي السلاسل المشدودة أصلا حول العُنق.
اضرب الناسَ بالناسِ يخاف الناسُ، واطلب من الدعاة إقناعَهم أن كتبهم المقدسة ممهورة بتوقيع سيد القصر حتى لو نزلت من السماء قبل أن يولد بعدة آلاف من السنين.

إذا استطاع السلطان نقل الهيبة من المعبد إلى القصر فقد أحكم العُقدة التي لا حل لها إلا حلها، لكن الجماهير يختلط عليها الأمر كثيرًا بين الهيبة والرهبة، وأيُّ دبابة أقوىَ من الكتاب المقدس كما قال موسوليني مُقللا من شأن بابا الفاتيكان.
النبي الجديد في واشنطون لا يقرأ المزامير ولا يعرف نشيد الإنشاد، لكنه يعتمد في رسالته على وول ستريت وربطة عنق حمراء وامرأتين تعصران خمرًا وأناقة ولا تسقيان حتى يُصدر الرعاء، فيهاجم المسلمين في داره، ثم يقوم بزيارتهم؛ فيمنحونه ما لم يحلم به إذا امتدحهم وهو في البيت غير الناصع بياضــًـا.
النبي الجديد يتهم دولة بأنها داعمة للإرهاب، لذا فعليها أن تشتري أسلحة منه بمليارات فهو رجل أعمال يجلس في المكتب البيضاوي حتى حين.

بعض الأوطان يتم تجزيئها، وتقطيعها كتورتة عيد الميلاد، ومن يشتري فعليه أن لا يعلن السعر الذي اتفق عليه مع ولي أمر الجماهير، ثم تصبح التورتة جُزُرًا وأنهارًا وجسورًا، وعلى الذين اشتروا أن لا يأكلوا منها قبل موافقة الكنيست لدىَ جيرانهم.
الجماهير ستصفق فسيد القصر إذا مدّ ذراعه الأيمن صافح سكان أديس أبابا بيد مبللة من النهر الخالد، وإذا مدّ الأيسرَ دخل في جيب عباية مليئة بالذهب والمال و.. نسخة من المصحف الشريف.

الجماهير لا تعرف أنها تموت لأن عزرائيل يقوم بزيارة يومية فيأخذ ما غلا ثمنه وخف حمله، ليعود مرة أخرى في اليوم التالي فتقتنع الجماهير بانها لم تمت بعد، وأن سيدها لدىَ الباب يؤكد لها أنه بالمرصاد لمن أراد بأهله سوءً!
الجماهير لا تعترف باثنين: البؤس والكتاب، وتلك هي أحلام سيد القصر، ويتولى ترويجها، وتلميعها، وعرضها حيواناتٌ أليفةٌ مخالبها في ألسنتها، وتطل على الناس من قفص إذا رأيته حسبته شاشة ملونة.
الجماهير تموت، وأمّيوها يصرخون بأن روح الحياة عادت إليهم حتى لو لم يعرض سيدها بيع نفسه للمستثمرين في سد النهضة أو في الحرم الشريف.

مواقع التواصل الاجتماعي تتسابق لتضع رؤوسها تحت قدميّ خادمها الذي لم يستطع أن يبيع نفسه فباعها لنفسه!
ملك الموت غاضب لأن مهمته أكثر سهولة من ذي قبل، وأحيانا يحزن لأنه يقبض أرواح موتىَ لا يعرفون أنهم ليسوا أحياءَ.
هل الأسهل أن بيع الأرض أم العرْضَ أم الشعب؟
سؤال في فن السبي، لكن العبيد لا ينظرون في عيون الأسياد فهم مشغولون في البحث بين سطور المصحف الشريف عن آيات الطاعة لولي الأمر.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 17 يونيو 2017



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتائج انتخابات الرئاسة في مصر 2018
- إعلام مصر في الدرك الأسفل من الانحطاط!
- لماذا يخاف المصريون؟
- أيها المراقَبون .. لا تخافوا!
- صناعة الطاغية والشعب .. العلاقة التبادلية!
- مصرُ لا تحتاج الآن لعاصمة إدارية!
- أنا عربي حتى لو غادرت العربَ عروبتُهم!
- مصرُ .. حربُ المحاكم!
- الزمن الأطرش هو الأسمع!
- الإعلام المصري يحارب الشعب والجيش .. مع صمت الرئيس!
- الرئيس السيسي .. هل تسمح لي أن أبحث عن بديلٍ لكَ؟
- إنه محلل سياسي؛ يا له من أمرٍ مخجٍل!
- حوارٌ بين قفا و .. كفٍّ!
- عشرة أسباب لاستخدامي كلمة أقباط بدلا من مسيحيين!
- مستر تشانس في كل العصور!
- كلمات موجوعة .. نصرخ حين يصمت آخرون!
- حوار بين مغترب و .. مقيم!
- حوار بين الرئيس السيسي و .. بيني!
- حوار بين خروف و .. فاطمة ناعوت!
- لماذا نحب السباب من وراء حجاب؟


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد المجيد - النبي الجديد يفتتح سوق السلاح في بلادنا!