أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حميد المصباحي - حراك الريف بين السياسي و المثقف














المزيد.....

حراك الريف بين السياسي و المثقف


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 5552 - 2017 / 6 / 15 - 22:57
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ginal
كل حراك هو بمثابة حركة اجتماعية،قد تبدا من هذه الجهة أو تلك،و يمكن أن
تكون المطالب اجتماعية أو حتى سياسية،ذات منحى إصلاحي،و هي تختلف
حاليا،عن الإنتفاضات التي عرفتها المدن المغربية،في الستينات و
الثمانينات و حتى التعسنيات،لسلميتها أولا،و عدم تزعم أي حزب سياسي لها
ميدانيا،_
بناء على ما سبق يمكن فهم علاقة المثقفين المغاربة بحراك الريف،بحيث
دائما هناك منخرطين فاعلين،و متجاهلين،و آخرين متحاملين،و هذا طبيعي في كل
الحركات الإجتماعية التي تعرفها المجتمعات البشرية،فلماذا نفترض غيابا
للمثقف؟
إننا نقصد عينة محددة من المثقفين،إما القدامى،أي الذين كانت لهم جولات
سياسية داخل الأحزاب الديمقراطية،أو المعروفين تاريخيا بمناصرتهم للقضايا
الإجتماعية،و كأننا نصفي حسابات نرجسية مع مثقفين معاصرين،و جدد،لنقول
لهم،أنتم لا تعنون شيئا مقارنة مع السابقين و القدامى،
لاختصار لا أرى غيابا للمثقفين،إنهم في صلب الحراك فكريا و ثقافيا،لكن
العيون تتجاهل أصواتهم و كتاباتهم و حتى إبداعاتهم،بسبب الحنين للأصوات
السابقة، سواء كانت حزبية سياسية،أو معتزلة للسياسة و متهربة منها،في
انتظار مبادرة من السلطة و ربما من المجتمع و حراكاته.
لكن ينبغي تحديد الموقف من هذا الحراك،وفق المعطيات السابقة_
1_حراك الريف
يبدو لي حراكا اجتماعيا،معبرا عن درجة القهر التي يعيشها الإنسان
المغربي،و دشنتها الحكومة الدينية السابقة،بإجراءات التفقير و
التهميش،فأغلقت كل نوافذ الأمل التي منها كان يطل المغاربة على العالم و
على حياتهم،و بذلك فهذه الحركية ليست جهوية خاصة،و إن كانت المبادرة من
الريف،بفعل حدث الشهيد فكري الذي سحقته شاحنة الأزبال،و ما مثله الحدث من
احتقار للحياة الإنسانية،و تجاهل لمصير البسطاء،و بذلك فإن هذه الحركية
لا تعني الريف وحده،بل تعني كل المغاربة الذين يعانون من القهر و
التهميش،و إن وجدت مناطق أخرى في المغرب ،كما يزعم أكثر تهميشا،فليس
صمتها مبررا لتصمت كل المناطق،و هذا منطق التفاعل الإيجابي مع كل خطوة
احتجاجية ،غايتها فضح الفساد ،و كل تلاعب بالثروات الوطنية،و أهمها
الثروة البشرية،التي ينبغي تأهيلها لتحتل مكانتها و احترامها،بتعليم
ناجح،و مستشفيات حقيقية لمعالجة الإنسان المغربي،و التخفيف عليه من
معاناة التنقل من مدينة لأخرى تبعد بمئات الكلمترات.

2_سياسية الحراك

يدافع الكثير من الساسة و المثقفون عن اجتماعية الحراك،بحيث يعتقدون أن
ذلك سوف يكسبه البراءة من السياسة،التي صورها البعض كأنها مرادف
للإنفصال،و هنا لا بد من التوقف عن مثل هذه الأساليب التخويفية،التي
تذكرنا بقضية الصحراء،التي استغلت كمصدر لتهمة ادعاء لا مغربية الصحراء،و
لعبت بها الدولة المغربية من أجل الزج بالمناضلين في غياهب السجون و
المنافي،و لا ينبغي لهذه الأسطورة أن تتكرر بسذاجة،لن تقنع إلا السذج و
لن تصمد طويلا،و بذلك فإن للحراك وجها سياسيا،يمكن اختصاره،في ضرورة
التصدي للمفسدين بالتحديد،و ليس شعارات محاربة الفساد و كأنه شبح،بل
ينبغي أن يحدد القضاء المتلاعبين بالمال العام و الثروة الوطنية،و يتحرك
كلما وجدت الأدلة الفاضحة للتلاعبات،مما يعني ضرورة و إلحاحية
الديمقراطية،المؤسسة على المحاسبة،و عدم اختزالها في إجراءات
تقنية،كالصناديق و التصويت،إن الديمقراطية التي لا تصل إلى محاكمة
الحاكمين عندما يتجاوزون حدودهم الدستورية،ليست إلا ديمقراطية الواجهة،من
هنا يصير الحراك سياسيا و يمتد وطنيا،لتجذير الممارسة الديمقراطية،التي
بمقتضاها يراقب المجتمع ماليته،و لا ينتظر حتى حين الإنتخابات ليحاسب
الفاسدين،إن الديمقراطية رقابة حية،و فاعلة،و ما دامت الدولة اختارت
التجربة الديمقراطية،فعليها القبول بها كمحاسبة و مراقبة،وعقاب لمن يمسون
بحياة المواطنين و قوتهم و ثرواتهم.

3_السياسي و الثقافي في الحراك

السياسي من منطلق الحزبية،غائب،و حضوره فيما بعد،لن يتخذ إلا وجهين،الأول
احتواء الحراك،و حصره فيما هو اجتماعي،تجنبا لإغضاب الدولة و أجهزة الأمن
بالضرورة،و ربح الإقتراب من الوزارة القوية،و ما يمثله ذلك من فوز في نظر
الأحزاب الراغبة في احتواء الحراك،لتبدو قادرة على توجيه الشارع حيث
تشاء،أما الخيار الثاني،فغايته استغلال الحراك لصالحه،كقوى لازالت لم
تقتنع بعد بأهمية المشاركة السياسية،رغم قبول بعضها بقواعد اللعبة
الإنتخابية،و مشاركتها فيها،من هنا يدرك المثقف هذه الحقيقة،فيسعى
للتموقع من خلالها،بدون أن يكون له صوت خاص و مميز،فحتى خطاب
الحراك،لازال يعاني من تموجات غير ثابتة،مما يفرض نزول المثقف للميدان،و
خلق خطاب،يدرك حرج اللحظة و ينبه الدولة إلى ذلك،فارضا عليها ضرورة
الإنصات لهمس العقل،الذي يفرض ،الحسم مع التجارب السابقة للدولة في
التعامل مع الإصلاحات السياسية،و كأنها مجرد مطالب تدبج دستوريا لتنسى،بل
ينبغي السهر على التنفيذ و المحاسبة على عدم التنفيذ،بغية القضاء على كل
أشكال الزبونينة و الولائية التي تستغل للتهرب من القوانين و التحايل
عليها.

حميد المصباحي_كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحداثة والإسلام
- الصورة بين التشكيل و الشعر
- ناس الغيوان_الأغنية كاحتجاج جمالي
- الصورة تشكيلا و شعرا
- الوحي و الحديث
- المغرب و الحكومة المؤجلة
- ما يشبه الثورة
- كل آت خطر
- نموت أحيانا
- عثرات2
- عشاقك يا وطني
- اغتصاب وطن
- لست باك و لا مبتسم
- بطولة في وجه الحصار
- الوحي و القرآن_10
- الوحي و القرآن9_
- الوحي و القرآن_8
- الوحي و القرآن_7_
- الوحي و القرآن_6
- الوحي و القرآن_5_


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حميد المصباحي - حراك الريف بين السياسي و المثقف