|
تقييد الشيطان بالسلاسل والخلاف مسيحيا !!
ممدوح الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 5552 - 2017 / 6 / 15 - 22:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الكتاب المقدس - العهد الجديد رؤيا يوحنا اللاهوتي الأصحاح العشرون
1 ورأيت ملاكا نازلا من السماء معه مفتاح الهاوية، وسلسلة عظيمة على يده 2 فقبض على التنين، الحية القديمة، الذي هو إبليس والشيطان، وقيده ألف سنة 3 وطرحه في الهاوية وأغلق عليه، وختم عليه لكي لا يضل الأمم في ما بعد، حتى تتم الألف السنة. وبعد ذلك لابد أن يحل زمانا يسيرا.
كتاب اللاهوت المقارن (1) لقداسة البابا شنودة الثالث تقييد الشيطان قيل إن الملاك قيد الشيطان 1000 سنة (رؤ2:20). وهنا يسأل البعض: كيف يكون الشطيان مقيدًا، بينما الشيطان يسقط عددًا لا يُحصى من الناس، وفي خطايا لا تحصي، فهل يتفق هذا مع تقييد الشيطان؟! ونحن نقول: تقييد الشيطان لا تعني إبادته أو إلغاء عمله، إنما تعني أنه ليس في حريته الأولي. مثلا نقول إن موظفًا مقيد في وظيفته، فهذا يعني أنه يعمل، ولكن ليس في حرية، إنما عليه قيود في عمله، وعدم حرية الشيطان عبر عنها بعبارة سجنه. فهو بلا شك ليس في الحرية التي كانت له قبل فداء المسيح للبشرية، أعني الفترة التي قيل عنه فيها إنه (رئيس هذا العالم) (يو11:16).
وما الدليل علي ذلك ؟! الدليل هو علي الأقل أمران: 1) حينما كان في حريته، أوقع العالم في الفساد وعبادة الأصنام. في حريته أضل العالم كله، حتى أغرقه الله بالطوفان (وحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض..) (تك6:6). واختار الله أسرة نوح. ثم فسد أفراد هذه الأسرة، فاختار إبراهيم،ثم يعقوب وبنيه. وانتشرت عبادة الأصنام في الأرض كلها، حتى منع الله بني إسرائيل الذين يعبدونه من التزاوج من شعوب الأرض. ومر وقت لم يكن يعبد الله سوي اثنين أو ثلاثة فقط. كل العالم كان يعبد الأصنام ما عدا بنو إسرائيل. ولما صعد موسى إلى الجبل ليأخذ الشريعة من الله، وتأخر .. ضغط بنو إسرائيل على هرون رئيس الكهنة، فجمع ذهبهم وصنع لهم به عجلا عبدوه. وقالوا " هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر" (تك 32 : 4 ) . ربما استثنى من كل هذا الشعب يشوع بن نون، وكالب بن يفنه... بل مر وقت لم يجد فيه الله إنسانًا بارًا واحدًا. فقال في أيام أرميا النبي (طوفوا في شوراع أورشليم، وانظروا واعرفوا وفتشوا في ساحاتها. هل تجدون إنسانًا، أو يوجد عامل بالعدل طالب الحق، فأصفح عنها!! (أر1:5) نعم لأن (الجميع زاغوا معًا وفسدوا. ليس من يعمل صلاحًا، ليس ولا واحد) (مز3:14). حتى سليمان الحكيم، أحكم أهل الأرض. نسمع عن خطيته العظيمة في (1مل11). حيث بني مرتفعات لآلهة الأمم.. وكانت زوجاته يذبحن ويبخرون للأصنام. ولم يكن قلبه من نحو الرب.. وعاقبه اله، وقسم مملكته.. حتى تلاميذ المسيح، قبل الصلب.. فقال السيد لبطرس الرسول (هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة. ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفني إيمانك) (لو22: 31، 32). وفعلًا حدث أن بطرس أنكر المسيح ثلاث مرات. وباقي الرسل وقت القبض عليه ولم يتبعه إلي الصليب سوي يوحنا. ويهوذا دخله الشيطان وسلم المسيح. والنقطة الثانية أن الشيطان حينما يحل من سجنه،سيضل الأمم، ويسبب الارتداد العام. ويحاول لو أمكن أن يضل المختارين أيضًا. ولو لم يقصر الله تلك الأيام، ما كان يخلص أحد (مت24: 22، 23). كذلك يصنع آيات عظيمة وعجائب (مت24:24). ويؤيد إنسان الخطية المسبب للارتداد (بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة، وبكل خديعة الإثم في الهالكين) (تس2: 9، 10). نشكر الله أنه الآن مقيد. مجرد ان الكنائس ممتلئة بالمصلين والملايين يتناولون كل أحد، دليل علي أن الشيطان مقيد. وفي أيامنا هذه، عودة كثير من البلاد الشيوعية الملحدة إلي الله وإلي الإيمان، بمئات الملايين دليل علي أن الشيطان مقيد. في حريته يجعل المؤمنين يرتدون. أما الآن فملايين المرتدين يعودون إلي الإيمان. وننكر أن هناك خطايا عديدة بأغراء الشيطان. ولهذا نقول إنه لا يزال يعمل، ولكن ليس في حرية. ليس في حريته التي كانت له قبل الفداء. ولا في الحرية التي تكون له بعد الألف سنة.
شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القس أنطونيوس فكري الرؤيا 20 - تفسير سفر الرؤيا
نسمع في هذا الإصحاح عن الألف سنة التي سيقيد فيها إبليس. ثم في نهايتها يُحَّل من سجنه. وهنا هو المكان الوحيد في الكتاب المقدس المذكور فيه موضوع الألف سنة.
وخلال الألف سنة يملك القديسون مع المسيح. وهناك مدرستين لتفسير هذا الإصحاح:
1- المدرسة الأولى هي مدرسة الألفيين. وهم من بعض الطوائف البروتستانتية. فليس كل البروتستانت ألفيين. وهؤلاء يفهمون هذا الإصحاح بأنه في نهاية الأيام يأتي المسيح ليحكم على الأرض لمدة ألف سنة، يكون خلالها الشيطان مقيدا، وتفيض الأرض بخيراتها. والإصحاح المفضل عندهم هو (أش 11) حيث نسمع فيه أن الذئب يسكن مع الخروف... إلخ وكنيستنا الأرثوذكسية لا توافق على هذا التفسير. 2- المدرسة الثانية هي التي تتبعها كنيستنا الأرثوذكسية، وتفهم هذا الإصحاح بطريقة رمزية، كما تفهم كل أرقام سفر الرؤيا بطريقة رمزية بل معظم أحداثه. وتقول أن الألف سنة قد بدأت منذ صلب المسيح، وبعد الصليب قَيَّد المسيح الشيطان، فالمسيح ربط الشيطان بصليبه، وبصليبه ملك على قلوب المؤمنين كما قال إشعياء "وتكون الرياسة على كتفه" (إش6:9) فهو حمل الصليب على كتفه ليملك على قلوبنا بمحبته التي ظهرت في الصليب. وتنتهي الألف سنة بمجيء الوحش. وأصحاب فكرة الملك الألفي لهم نظرية عجيبة غير معقولة وغير مفهومة، فهم يتصورون أن المسيح سيأتي للأرض عدة مرات: 1. المجيء الأول:- هو الذي أتى ليصلب فيه ويموت ثم يقوم ويصعد للسماء. 2. المجيء الثاني:- هو الذي سيأتي فيه ليخطف القديسين معه على السحاب، ويترك الأشرار على الأرض في حروب طاحنة تنتهي بفنائهم جميعا. 3. المجيء الثالث:- يأتي فيه المسيح بعد خراب الأرض ونهاية الأشرار، ويأتي فيه مع قديسيه ليملك عليهم على الأرض لمدة 1000 سنة يكون فيها الخير المادي بلا حساب، وسيعمرون الأرض، ويكون مركز حكم المسيح في الهيكل الذي سيقام في أورشليم. ويقولون أن اليهود سيكون لهم وضع مميز خلال هذا الملك الألفي [وهذا يدفعنا أن نتصور أن من هم وراء هذا التفسير الألفي هم اليهود أنفسهم] وحيث أن الأرض سيعاد تعميرها يمنع شهود يهوه (وهم من الألفيين) أولادهم من دخول كلية الطب، فلن يكون هناك أمراض، ويدفعونهم لدخول كلية الهندسة ليعمروا الأرض في هذه الفترة. وفي نهاية الألف سنة ينسحب المسيح إلى السماء ويحل الشيطان من أسره فيضل الأرض كلها (معظمها طبعا) يقولون في أحد كتبهم "أليس من العجيب بعد أن يحكم المسيح على الناس ألف سنة أن يضلوا وراء الوحش" ونقول لهم اسألوا أنفسكم هذا السؤال.. فالعجيب حقًا هو نظريتكم العجيبة. 4. المجيء الرابع:- هذا للدينونة وليبيد الوحش. وهذا كلام عجيب، فما معنى أن يأتي المسيح ليحكم على الأرض ثم ينسحب للسماء. ويترك الشيطان ليضل العالم. أبعد أن يحكم المسيح على الأرض 1000 سنة ينخدع القديسون وراء ضد المسيح (الوحش) هل لم يستطع المسيح طيلة الألف سنة أن يؤثر على قلوبهم. هل يفشل المسيح لهذه الدرجة خلال مدة حكمه. وألم يسمع هؤلاء قول السيد المسيح "مملكتى ليست من هذا العالم" (يو36:18). وحينما تسأل الألفيون.. ولماذا يأتي المسيح ليحكم على الأرض يجيبون إجابة عجيبة ويقولون لأن اليهود قالوا هذا لا يحكم علينا ورفضوه كملك. فلا بُد أن يأتي ليحكم عليهم. فهل إلى هذه الدرجة يتشوق المسيح لحكم اليهود على الأرض! إننا لم نسمع من فم المسيح نفسه مثل هذا التفسير العجيب، وأنه سيأتي عدة مرات، بل أنه سيأتي مرة واحدة وللدينونة (مت31:25-34). حقا لقد ظهرت فكرة الملك الألفي في بداية الكنيسة، وتصور بعض الآباء أن المسيح سيأتي ليملك على الأرض لمدة 1000 سنة ولكن كان هذا راجعا لروح المنافسة مع اليهود الذين يؤمنون بخيرات وملذات زمنية مادية فأراد هؤلاء الآباء أن يقولوا لشعوبهم أن المسيحية ليست أقل من اليهودية. ولكن سرعان ما شعر الآباء بخطأ نظرية الملك الألفي ورجعوا عنها. ولنلاحظ في هذا تأثير اليهود على الكنيسة الأولى، فقد دخلوا للكنيسة حين آمنوا بالمسيح، لكنهم دخلوا بأفكارهم، واليهود كل تصورهم الملك الزمني، لذلك رفضوا المسيح إذ لم يعطهم ملكًا زمنيًا.. وكان ممن قالوا بفكرة الملك الألفى القديس أغسطينوس ولكنه سريعا ما تراجع عنها بل وحرم من يؤمن بها. أما التفسير الرمزي فيتفق مع روح سفر الرؤيا عمومًا، وهذا الإصحاح خاصة وذلك للأسباب الآتية. 1. تشبيه الكنيسة بامرأة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها (رؤ12). 2. تشبيه مملكة الشر بامرأة زانية جالسة على وحش قرمزي له سبعة رؤوس وعشرة قرون. واسمها الرمزي بابل (رؤ17). 3. تشبيه الكنائس بمنائر والأساقفة بالكواكب (رؤ1:2). 4. كيف يتم تقييد الشيطان بسلسلة، هل هو وحش أو حيوان مادي؟! بل هو روح. ولا تفهم السلسلة إلا بطريقة رمزية (رؤ1:20). 5. هل الهاوية لها مفتاح (رؤ1:20) وهذه أيضًا لا تفهم إلا بطريقة رمزية. 6. الحديث عن هروب الأرض والسماء من وجه الله لها معنى روحي لا حرفي (رؤ11:20). 7. طرح الموت والهاوية في بحيرة النار تأكيدا لعدم حرفية السفر (رؤ14:20). 8. هل المخلصين هم 144000 أم أن عددهم لا يمكن أن يحصى لكثرته. 9. هل قوس قزح متعدد الألوان أم أخضر اللون. وهكذا نفهم سفر الرؤيا. من كل هذا نخلص إلى أن الألف سنة لا تفهم سوى بصورة رمزية وليست حرفية. ومعنى الألف سنة التي تبدأ بصليب المسيح وتنتهي بمجيء ضد المسيح وفيها يملك المسيح على كنيسته وتملك معه كنيسته، هو معنى رمزي. فرقم 1000 هو رقم السمائيات فالملائكة ألوف ألوف وربوات ربوات (الربوة = 10000). ورقم 1000 ومضاعفاته إشارة لما في السماء من نقاوة. فـ1000 = 10×10×10 والمعنى كمال حفظ الوصايا في السماء. فهناك لا خطايا (رؤ21: 27). وعدد المخلصين 144000 = 12 (عهد قديم) × 12 (عهد جديد) ×1000 أي كل المخلصين من العهدين الذين دخلوا للسماء. والكنيسة بعد الصليب والقيامة والصعود تحيا في السماء:- 1. "أبانا الذي في السموات " فأبونا سماوي. 2. "عريس الكنيسة سماوي جالس عن يمين الآب" (مز1:110). 3. عريس الكنيسة المسيح وسطها دائمًا (مت20:18) + (مت20:28) فإذا كان المسيح وسط كنيسته دائمًا وهو سماوي، أتى من السماء وصعد إلى السماء فالكنيسة تحيا في السماء. المسيح جعل اجتماعاتنا سماء فحيثما وجد المسيح تكون السماء. هو طأطأ السموات (مز18: 9). 4. هو أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات (أف6:2). 5. فإن سيرتنا نحن هي في السماوات (فى20:3). 6. بل إن حرب إبليس ضدنا هي في السماويات التي نحيا فيها ليسقطنا منها (أف12:6). لكن المسيح أعطانا سلطان أن ندوسه (لو 10: 19). ونحن نفهم أن المسيحية هي الطريق الضيق "في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم" (يو33:16) فالمسيحي لا يشتهى العالم بأكله وشربه وملذاته، بل شهوة قلبه هي للسماء التي ينتمي إليها. وقد غلب العالم بضيقاته وملذاته، الكل تحت قدميه، ناظرا للسماء "لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح فذاك أفضل جدا" (فى23:1). أهل بعد أن انطلق الشهداء والأبرار إلى السماء، يأتون ليعيشوا على الأرض. وهل بعد أن تذوقوا طعم الراحة في السماء يأتون للأرض ثانية ليتركهم المسيح في نهاية الألف سنة للوحش ليضللهم. أبعد أن انتصروا وغلبوا ودخلوا للسماء يعودون ثانية ليمتحنهم الوحش؟!! هذا كلام عجيب. إن من تذوق لذة السمائيات على الأرض وشعر بتفاهة الأرض وما فيها (فى8،7:3) وأنها نفاية، لا يمكن أن يشتهى أن يعيش عليها. لو قلنا للرهبان والسواح والمتوحدين أنكم ستعودون للعالم، هل يفرحهم هذا ويريحهم، هؤلاء الذين وجدوا فرحهم في شخص المسيح، يشبعون به ويرتوون به تاركين كل ملذات العالم. وما معنى الضيق الذي في العالم الذي أخبرنا عنه السيد المسيح. هذا سيكون في مدة الألف سنة وإلا لكان المسيح قد قال "في العالم وقبل الألف سنة سيكون لكم ضيق، ولكن أصبروا حتى تأتى الألف سنة فيختفي الضيق" لكن السيد المسيح قال "في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم" (يو33:16) لذلك فكل ملذات العالم وضيقاته تحت أقدامنا. وإذا فهمنا أن الأبدية التي بلا نهاية هي بلا أكل ولا شرب لأننا لن نجوع ولن نعطش (رؤ16:7) فما فائدة أن نأكل ونشرب كثيرا لمدة 1000 سنة. فهذه الألف سنة بالنسبة للأبدية تساوي صفرا.
آيات 1-3 "و رأيت ملاكا نازلا من السماء معه مفتاح الهاوية وسلسلة عظيمة على يده. فقبض على التنين الحية القديمة الذي هو إبليس والشيطان و قيده الف سنة. وطرحه في الهاوية واغلق عليه وختم عليه لكي لا يضل الامم في ما بعد حتى تتم الألف سنة وبعد ذلك لا بُد أن يحل زمانا يسيرا". الذي له مفتاح الهاوية هو الرب يسوع (رؤ18:1) والهاوية هي الجحيم، إذًا فهذا الملاك هو إما الرب يسوع نفسه أو هو ملاك أخذ السلطان من الرب يسوع. وسلسلة = لها معنى رمزي هو تقييد حركة إبليس في مقاومة الكنيسة. فلم يعد يتصرف بتجبر كما في العهد القديم. وهذا ما أشار له الرب يسوع حين قال "الآن يطرح رئيس العالم خارجا" (يو31:12) + (لو18:10) رأيت الشيطان ساقطا مثل البرق. وراجع أيضًا (كو15،14:2) + (يو11:16) بل لقد أعطانا الرب سلطانا أن ندوس على الشيطان (لو19:10). وهذا هو معنى تقييد الشيطان، فالطفل الصغير الآن حين يرسم علامة الصليب يقيد الشيطان ويهزمه. الرب يسوع قيد الشيطان كما لو كان هناك أسد رهيب وأتى صياد وأمسك به، ووضعه في قفص وأغلق عليه، هو بهذا لن يستطيع أن يضر أحد. لكن لو ذهب أحد ودخل إلى القفص سيأكله الأسد. وعمليا فلقد حدث بعد الصليب تغيير كبير في حياة البشر، فلقد ترك الوثنيون عبادة الأوثان وتحولوا للمسيحية بعد أن قُيِّد الشيطان. على يده = أي له سلطان أن يقيد إبليس. لقد قيد المسيح إبليس لكن علينا ألا ندخل إلى دائرة عمله أي نذهب لأماكن الشر في العالم. وأغلق عليه وختم عليه = لم يعد له كمال حريته ؛ وبعد ذلك لا بُد أن يحل زمانا يسيرا = لماذا يحل الشيطان؟ في نهاية الأيام سيزداد الارتداد والإثم والفتور، وتبرد محبة الكثيرين (مت12:24) بل أن المسيح تساءل: هل يجد الإيمان على الأرض حين يأتي ثانية (لو8:18). وراجع (1تى2،1:4) + (2تى1:3-9) بل إن المسيح لن يأتي إلا بعد أن يأتي الارتداد أولا (2تس3:2) ومع كثرة الإثم لن يعود أحد يطلب المسيح أو يريده، بل هذا ما نراه الآن... فالناس تحارب بعضها وتتكالب على المال وعلى الجنس. وهذا ما يريده الناس الآن، لذلك فإن الله سيعطيهم ما يريدونه، كما قال داود في المزمور ليعطك حسب قلبك ويتمم كل رأيك (مز4:20) وهذا ما حدث في القديم إذ أعطى الرب للشعب شاول الملك لأنهم يريدون ملكا طويلا وعريضا وقويا، أما الذي كان حسب قلب الله فهو داود الصغير في بيت أبيه. الله إذاً سيعطيهم في نهاية الأيام رئيس هذا العالم أي الشيطان (أي من له السلطان أن يعطى تابعيه من ملذات العالم الخاطئة والثمن هو السجود له). وسيحله الرب من سجنه ليجرب هؤلاء الذين تصوروا أن الله بوصاياه يحرمهم من المتع الحسية، هل هذا الشيطان قادر أن يعطيهم خيرا، الشيطان سيشبعهم خطايا وملذات حسية وسيبيعون ويشترون إذ لهم سمة الوحش ولكنهم سيفقدون سلامهم وفرحهم ويعضون ألسنتهم من الوجع والندم وسيصرخون مع إشعياء "أيها الرب إلهنا قد إستولى علينا سادة سواك" (أش13:26). هذا لمن فهم وتاب أما المعاندين فسيستمروا في عنادهم. لكن من تاب سيفهم أن الفرح والسلام ليسا في المال والجنس ولا في العالم عموما. فلاسفة هذا الزمان تصوروا أن وصايا الله كانت تَحَكُّم من الله فيهم قَيَّد حريتهم فرفضوا الله. بينما أن الله أعطى الوصايا لصالح البشر ليحيوا في فرح على قدر الإمكان وهم على الأرض (حز20: 11) وهنا نجد أن الله يذكر أنه أعطى الشعب الوصايا كشئ صالح لهم. والآن فالناس ترفض الوصايا ولذلك رفضوا الله. فآخر محاولة من الله معهم هي كأن الله يقول ...." دعهم يجربون ما أرادوا لعلهم حين يتذوقون مرارة عدم طاعة الوصايا بينما أن طاعة الوصايا = التحرر من سلطان إبليس، وبالتالي وقوعهم تحت ذل إبليس الذي إختاروه بدلاً منى، ربما يعودوا إلىَّ ". هذه آخر محاولة من الله لجذب البعض إلى التوبة والرجوع إليه .
شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص تادرس يعقوب ملطي الرؤيا 20 - تفسير سفر الرؤيا مجد أورشليم السماوية
تقييد الشيطان
"ورأيت ملاكًا نازلًا من السماء معه مفتاح الجحيم، وسلسلة عظيمة على يده. فقبض على التنين الحيَّة القديمة الذي هو إبليس والشيطان، وقيده ألف سنة. وطرحه في الجحيم، وأغلق عليه، وختم عليه لكي لا يضل الأمم فيما بعد حتى تتم الألف سنة، وبعد ذلك لا بُد أن يُحل زمانًا يسيرًا" [1-3]. هذا الملاك الذي نزل من السماء وله سلطان على الجحيم وقادر أن يربط الشيطان ويقيده رمز لملاك العهد، الرب يسوع، الذي نزل من السماء، وسُمر على الصليب من أجل البشر، حتى يُمزق صك الخطية، وبالتالي لا يكون لإبليس مكان أو حق فيهم، وبهذا يقدر المؤمن أن يدوس على إبليس وقوته. وكما يقول الكتاب المقدس
"الآن يطرح رئيس هذا العالم خارجًا" (يو 12: 31).
"إذ محا الصك الذي علينا في الفرائض، الذي كان ضدًا لنا، وقد رفعه من الوسط، مسمرًا إياه بالصليب، إذ جرد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارًا، ظافرًا بهم فيه (أي في الصليب)" (كو 2: 14، 15).
"وأما عن دينونة، فلأن رئيس هذا العالم قد دين" (يو 16: 11).
"رأيت الشيطان ساقطًا مثل البرق من السماء. ها أنا أعطيكم سلطانًا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شيء" (لو 10: 19).
نجد في العهد الجديد شواهد كثيرة تطمئن نفوسنا لا أن طبع إبليس قد قُيِّد، بل سلطانه، فلم يعد قادرًا أن يملك على الإنسان مادام ليس له في قلبه شيء. أما إذا اختار الإنسان أن يُدخل في قلبه شيئًا مما لإبليس، فيكون قد سلم نفسه بنفسه للعدو. وما أكثر كتابات الكنيسة الأولى التي تهب للمؤمن رجاء وشجاعة ليحارب إبليس بلا خوف ولا اضطراب، مطمئنًا أنه بصليب الرب يقيده ويحطمه. يقول القديس أغسطينوس: [الملاك النازل من السماء هو السيد المسيح الذي أخرج الذين كانوا في الجحيم على رجاء الفداء، كما قُيَّد سلطان إبليس حتى لا يكون له سلطان على مؤمنيه المجاهدين مدة جهادهم على الأرض. أما كون الزمن 1000 سنة فيمكن أن تفهم بطريقتين: 1. إن الكنيسة في جهادها على الأرض تعيش في يوم "الرب" أي سبت الراحة "Sabbath" هذا الذي ابتدأ بقيامة الرب ولا يغرب أبدًا حيث يبقى هكذا راحة لا نهائية بالنسبة للقديسين، إذ يعبرون من جهادهم. وأخيرًا يعيشوا في الأبدية كامتداد لحياتهم ههنا. واليوم عند الرب كألف سنة، لذلك حسب زمنه بألف سنة! 2. إنه يشير إلى كل زمان هذا العالم (منذ الصلب أو القيامة)، إذ تشير الألف إلى كمال الزمن وكثرته. إنها الفترة منذ دخول الرب "بيت القوي ونهب أمتعته بعد ما ربطه" (مر 3: 27)، واهبًا لأولاده أن يجاهدوا ولا يكون لإبليس سلطان إلى أن يأتي ضد المسيح، ويحل إبليس حتى لو أمكن أن يضل المختارين أيضًا. وإن كان قلة من الطوائف البروتستانتية تزدري بهذا التفسير قائلة في تهكم كيف تقولون إن الشيطان مربوط ونحن نراه يعمل ويعمل؟ وإنما سيقيَّد فيما بعده[130]. لكني أترك إخواننا البروتستانت وخاصة اللوثريين يجيبون على ذلك: فمثلًا يقول شارلس ايردمان أن ربنا وتلاميذه استخدموا كلمات أقوى من الربط والسجن ليصفوا أثر العمل الخلاصي للمسيح على الشيطان. إذ قال "رئيس هذا العالم قد دين"... وأورد Joseph S. Exell في مجموعة The Biblical Illustrator آراء لمفسرين كثيرين من إخواننا البروتستانت يُصِّرون بكل شدة إلا أن يقبلوا هذا التفسير، وهو أن الشيطان مقيد حاليًا بالنسبة للمؤمن الحقيقي.
#ممدوح_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ملكة سبأ والكنيسة بين يسوع والحكيم سليمان
-
هدهد سليمان وديك الترجوم ج 1
-
النبي محمد والكتاب المقدس والسريانية !!
-
هل أتاك حديث التنين في الكتاب المقدس ج1
-
أنبياء إله الكتاب المقدس والغزو والغنائم ج1
-
الإله وامرأته الزانية والجزاء من جنس العمل ج1
-
المسيح الدجال والدابة بين الإسلام والمسيحية
-
يسوع العهد القديم يفتاح الجلعادي ابن امرأة زانية
-
إله الكتاب المقدس والمرأة ج 1
-
إله الإسلام والمكر وإله الكتاب المقدس والزنا
-
خديجة بنت خويلد وبولس الرسول وكنيسة روما !
-
انقضاء الدهر بين الأناجيل والتراث الأرثوذكسي
-
القمر في الكتاب المقدس بين التقويم والعبادة ج1
-
الضالو الأرواح والمتمردون !!
-
هل يسوع إله لأبيه و إنسان لأمه ؟!
-
إله الخمر وعذارى المعبد والطقوس الماجنة والخنزير
-
زرع الكراهية بين الذيب وشماس سابق
-
المرأة بين ابن كثير والقرطبي وبولس وبطرس
-
البرزخ ! وعقيدة المطهر بين الكاثوليك والأرثوذكس
-
اللغة القبيحة الفاحشة فى أحط معناها !!
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|