أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - مارتا التي تشبه العصفورة/ قصة














المزيد.....

مارتا التي تشبه العصفورة/ قصة


محمود شقير

الحوار المتمدن-العدد: 5552 - 2017 / 6 / 15 - 15:15
المحور: الادب والفن
    


مارتا تجوب الشوارع بحثاً عن صديق في المدينة التي تكتظ بالنساء، أسألها دون قصد عن مقهى "الزهرات الثلاث" لاعتقادي أنني وقعت في غرام الفتاة التي تعمل هناك، حينما زرت المقهى مرة من قبل مع أحد الأصدقاء، فلم أعد – لجهلي بالمدينة – أعرف أين يقع الآن. تأخذني مارتا من يدي، فأدعوها إلى تغيير المكان، وأعلل الأمر بأنه من الأنسب لي أن أتعرف على أماكن جديدة، أما الحقيقة، فهي رغبتي في قضاء بعض الوقت مع مارتا، التي تفهم قصدي فوراً، وتفصح عيناها عما في داخلها من رغبات. نذهب إلى بار بالقرب من مبنى المتحف القديم، تطلب مني مارتا أن أدخل قبلها، وتقول لي إن هذا التقليد دارج في بلادها، فلعل في البار بعض الأشقياء، والرجل في هذه الحالة هو الذي يتقدم المرأة ليمنحها الحماية والأمان. يروق لي هذا التقليد الشهم، وأقول في سري إن مارتا الرقيقة مثل عصفورة تستحق مني كل اهتمام.
أكتشفُ ونحن نشرب نخباً مفاجئاً أن مارتا تكره القطاع العام، وتقول إن عهد الملوك أشهى، أكتشف أن مارتا تكره الناس دون سبب كما يبدو، إذ حينما عرفتني على إحدى صديقاتها في يوم آخر، فأبديت إعجاباً بها، قالت تُسرّ لي بعض كلام، قالت إن صديقتها هذه مصابة بمرض عضال، وهي إلى جانب هذا كله لا تجيد فعل الحب. لأن دورتها الشهرية لا تأتيها بانتظام، والدم ينزف من أسفل بطنها في كل الأيام.
ومارتا لا تحب القطاع العام، تصغي لكل ما تبثه الإذاعات المعادية، وتؤلبها على نحو أكبر أخطاء القيادة التي لا يصح توجيه النقد لها، وتقول مارتا: إنها تعد الخطط لهجرة وشيكة إلى بلاد العم سام، وتستغرب أنني من أنصار القطاع العام! ثم تقول، وهي بين الهزل والجد، إنها أخطأت العنوان حينما تعرفت عليّ، فأنا من شعب يشنّ الحرب – حسب ما تدعي مارتا – على اسرائيل التي يؤرقها البحث عن السلام، ومارتا لا تجيد الإصغاء، ولا تسمع حجة ولا تبيح إلا لنفسها حق الكلام.
مارتا التي تشبه العصفورة، مارتا التي أشفقت عليها من سموم رأسها، مارتا التي حاولت كل الوقت ثنيها عن كره الناس، مارتا التي دخلت البار قبلها كي أمنحها الأمان، طعنتني في الظهر بخنجر كان في حقيبة يدها، ثم ولت هاربة من فضاء المكان.



#محمود_شقير (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خوف متبادل/ قصة
- في الغابة ومعنا الطفل/ قصة
- عادات أسرية/ قصة
- رحيل متكرر/ قصة
- امرأة من بلادي/ قصة
- تحت الشمس/ قصة
- قلب الأم/ قصة قصيرة جدًّا
- استقبال/ قصة قصيرة جدًّا
- كنبة قديمة/ قصة قصيرة جدًّا
- سوق اللحامين/ قصة قصيرة جدًّا
- فراق/ قصة قصيرة جدًّا
- عناق/ قصة قصيرة جدا
- حلم/ قصة قصيرة جدًّا
- سائل فاتر/ قصة قصيرة جدًّا
- اشتباه/ قصة قصيرة جدًّا
- هي المدينة/ قصة قصيرة جدًّا
- رغبة/ قصة قصيرة جدًّا
- نشرة الأخبار/ قصة قصيرة جدًّا
- وجع/ قصة قصيرة جدًّا
- خان تنكز/ قصة قصيرة جدًّا


المزيد.....




- تحدّى المؤسسة الدينيّة وانتقد -خروج الثورة من المساجد-.. ماذ ...
- تضامنا مع غزة.. مدينة صور تحيي أسبوع السينما الفلسطينية
- اكتساح -البديل من أجل ألمانيا- موسيقى راب عنصرية ومرجعيات ال ...
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون فنانا؟
- زيارة العراق تحرم فناناً مغربياً شهيراً من دخول أميركا
- تحدّى المؤسسة الدينيّة وانتقد -خروج الثورة من المساجد-، ماذا ...
- تحقيق جديد لواشنطن بوست ينسف الرواية الإسرائيلية عن مذبحة مس ...
- -فيلم ماينكرافت- إيرادات قياسية وفانتازيا صاخبة وعمل مخيب لل ...
- هكذا قاد حلم الطفولة فاطمة الرميحي إلى نهضة السينما القطرية ...
- ستوكهولم: مشاركة حاشدة في فعاليات مهرجان الفيلم الفلسطيني لل ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - مارتا التي تشبه العصفورة/ قصة