أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - شعراء الهجاء والذم














المزيد.....

شعراء الهجاء والذم


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1449 - 2006 / 2 / 2 - 10:11
المحور: الادب والفن
    


اتخذ شعراء الهجاء فعل الذم والحط من الذات بغرض التقليل من شأنها وقدرها الاجتماعي، وتختلف درجات الذم تبعاً لدرجة العداء بين الشاعر ومعارضيه فإن كانت في أدنى درجاتها تمحور شعر الهجاء على الذات المسيئة لوحدها دون أن تمس عائلته أو عشيرته.
وبخلافه فإنه ينسحب عليهما حتى إن لم يكن لهما علاقة بالصراع بين الشاعر ومخالفه!. وغالباً ما يرصد الشاعر التشوه الخلقي في شكل الذات المتعارضة ويوظفه في شعر الهجاء ليسقطه في براثن الحط ويضعه في متناول الألسن والحديث عن مثالب تشوهه الخلقي. سعياً في التسبب بأزمة نفسية له وإجباره على الانسحاب من المنافسة وقسره على العزلة، لتخلو الساحة من المعارضين. يوظف ((جلال الدين الرومي)) فعل المقارنة قائلاً:
"إن كـان أنـفك هـكذا...........فالفيل عنـدك أفطس
وإذا جلست على الطريق...........ولا أرى لك تجلـس
قيـل: السـلام عليـكما...........فتجيب أنت ويخرس".
ولم يقتصر شعر الهجاء عند العرب على فعل المقارنة مع شكل الحيوان وأنما مع سلوكه لإمعان الأذى بالذات المعارضة والتقليل من شأنها وقدرها الاجتماعي وتخفيض مرتبتها لمرتبة الحيوان، لكن هناك الكثير من الصفات والسلوكيات الحيوانية الجيدة كـ (وفاء الكلب، صبر الجمال....) تقارن بسلوك الإنسان وتوظف في فعل المقارنة للمديح أو الذم. يلخص ((جلال الدين الرومي)) تلك المطابقة في شكل الحيوان وسلوكه مع الذات المعارضة قائلاً:
"فـالكلب وافٍ، وفيك غدر.........ففيك عن قدره سُفول
وقـد يُحامي عـن المواشي........وما تُحامي ولا تصول
وجهك، يا عمرو فيه طول........وفي وجوه الكلاب طول
مقابـح الكلب فيـك طراً..........يـزول عنها ولاتزول".
يعود السبب لتوظيف العرب لشكل وسلوك الكلب في شعر المديح والذم إلى أن معظم القبائل البدوية دجنة الكلب لاستخدامه في الحراسة والدفاع عن قطعانها من الأغنام والإبل والمواشي.....وراقبت على مدى عقود سلوكه وتصرفاته السيئة والجيدة.
ولايقتصر هذا التوظيف عند العرب حسب، بل أن هناك العديد من شعوب العالم وظفت شكل وسلوك الحيوان الأكثر قرباً منها في البيئة في مورثها الأدبي (الشعر، القصة، الرسم..) فالشعوب الأفريقية وظفت شكل وسلوك الأسود والنمور والقرود في مورثها الثقافي، وشعوب المناطق الباردة وظفت شكل وسلوك الدببة والآيل في مورثها الثقافي.
ومازالت الحيوانات الأليفة الأكثر قرباً للإنسان في العالم هما الكلاب والقطط، لما يتحلى بهما من صفات الوفاء والمؤانسة للإنسان، ولم يقتصر تربيتها على القبائل البدوية والريفية كما في السابق وأنما اهتم بتربيتها العديد من أبناء المدن مع الاختلاف بدرجة التوظيف لفعلها أو سلوكها في سياق مشروعها اليومي أو الثقافي.
يوظف ((دعبل الخزاعي)) سلوكاً غريزياً للكلب في فعل الحط من قدر وشان مخالفه في الرأي قائلاً:
"رفع الكلب فأتصنع..........ليس في الكلب مصطنع
بـلغ الغايـة التـي.........دونـها كـل مـرتـفع
إنما قصر كل شيء.........إذا طـار أن يـقـع".
تراجع شعر الهجاء الشخصي في الشعر الحديث لصالح شعر الهجاء السياسي الذي ينال من الحكومات والأحزاب والشخصيات السياسية ومازال (إلى حد ما) أسلوب توظيف المطابقة والمقارنة مع شكل وسلوك وتصرفات الحيوان معتمداً في الشعر الحديث للحط من قدر وشان الشخصية السياسية ونهجها المتعارض مع الشعوب.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعراء المديح
- مهام الشاعر
- الشاعر ومكونات القصيدة الشعرية
- الخطاب النسوي بين الواقع والحقيقة
- تداعيات امرأة في الزواج والانجاب
- المرأة بين مورث الشتيمة والسباب
- المرأة بين النكات والأمثال الشعبية
- التحرش الجنسي بالمرأة
- الغيرة بين النساء
- آراء ذكورية في حقوق المرأة
- آراء دونية في المرأة
- العلاقات العاطفية للمرأة بين المورث والوقع
- دور القيم والأعراف في التربية
- دور المربي في المجتمع
- التربية الاجتماعية-الهدف والغاية
- مفهوم التربية
- الشعور بالدونية عند المرأة
- الكاتبة المغمورة والناشر
- حقوق المرأة بين المورث والوعي
- صور التعبير عن المشاعر والأحاسيس


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - شعراء الهجاء والذم